ســــهـــــ(تتمة)ــــــــام...

قرعت تلك الكلمات سمع سهام كما الرصاصات تخترق القلب..لم تصدق نفسها..كيف سكتت..كيف أعلنت سماحها له مباشرة أهي ضعيفة أم عاشقة..؟ أم أنه ضعف الحب الذي يذهب بأكثر الحقوق فقط من أجل الخوف على المعشوق.. لم يغمض لها جفن ولم يرتح لها بال..ظلت تتنهد وتحترق ألما ثم يسدل الدمع ستاره ليظلل تلك الآلام..

دون تفكير أو تدبير ليومها قامت فارتدت ملابسها..كالعادة إلى الجامعة..لا ترى أمامها غير صورته.. تتخيل شبحا لتلك التي قص لها حكايتها معه ليلة البارحة.. ووصلت أخيرا.. رأتها صديقتها عن بعد.. جاءت تسلم وتسألها ماذا دعاها للخروج بهذه الطريقة يوم أمس .. لكنها رأت في عينها بحرا من الدموع يخفي وراءه وجها غرق في الألم والبؤس..

ما الذي حدث يا سهام؟ ما بك؟ كأنها كانت تنتظر أن سيألها أحد عن حالها؟ ارتمت في أحضان صديقتها وراحت تبكي دون أن تتكلم.. شعرت صديقتها أن الأمر أكبر من كونه خلاف كما كانت تقول لها دائما.. أخذتها وراحتا إلى الكافتيريا العامة .. جلستا.. أحضرت لها بعض أوراق المناديل و كوبا من عصير الليمون ..لن نتكلم قبل أن تهدئي وتمسحي هذه الدموع.. نظرت إليها سهام بعين حزينة وكأنها تقول..أهدأ وكيف ذلك..أتدري ماذا حدث؟

فهمتها رويدا فهي صديقتها منذ الطفولة.. لم تعقب وتركتها حتى هدأت من تلك الرعشة التي كانت تنفض جسدها..

والآن تكلمي وقصي علي ولكن دون أي تنهيدات وبكاء اتركينا من الموسيقى التصويرية الآن..تبسمت سهام من هذا التعبير ابتسامة مسمومة..ثم بدأت تحكي ما جرى كما حكاه إياد لها.. وتلك تستمع ولا تصدق أن يكون هذا من قلب يحب؟ شردت بخيالها مع مؤيد من تحبه هي..تخيلت بكل سذاجة العشاق أنه من الممكن أن يفعل كما فعل إيدا للتشابه بين الإسمين..أو لأنه رجل..كما جال بخاطرها.. ثم تبسمت ابتسامة صامته وهي تسمع لسهام..فسكتت سهام وقامت ذاهبة.. مابك سهام؟ أنا احترق وأنت تبتسمين.. معذرة تذكرت شيئا بعيدا عما تقولي.. أكملي..

واصلتا الحديث.. وبعدما أنهت كلامها بدأت رويدا في محاولة تهدئتها وإقناعها أنه من المستحيل أن يكون بقلبه ذرة حب لها.. وبدأت تشكك لها في صدق حكايته وأن هناك ضلعا ناقصا لتكتمل هذه الحكاية..لم تصدق سهام أن يكون إياد هكذا.. ارتكنت على تلك الطاولة أمامها..وشرد ذهنها قليلا..وفجأة ودعت رويدا وقامت ذاهبة بسرعة.. إلى أين سهام؟

استقلت سيارة أجرة.. يالله هي نفس تلك السيارة التي أخذتها البارحة.. تكلم السائق..نفس المكان يا فندم.. تعجبت من هذه المصادفة..نعم..وبسرعة.. دار ذهنها طيلة الطريق..أسأفعلها هذه المرة..هل سأستطيع إعلانها ..نعم سأفعل ليست أول مرة يجرحني ثم إن كرامتي ..أية كرامة هذه ..الآن تذكرت كرامتي..أخذت تدعو أن يعينها الله على هذا الموقف..ووصلت أخيرا للعيادة..

دخلت على الممرضة..أخبرتها أن إيادا وحده ليس معه أحد يمكنك الدخول.. لا لست هنا من أجل إياد.. أنا آتية لك أنت.. ماذا تريدين سيدتي بم أستطيع خدمتك؟ هل من المعقول أن يذهب طبيب لكشف منزلي دون أن يأخذ مساعده ..؟ لم السؤال؟ لا شيء ولكني أسأل فقط من أجل إياد كيف يتصرف وحده..؟ لا اعرف لكنه اعتاد هذا وأنا اعتدته من يوم أتيت هذه العيادة..أبدا لم يأخذني معه.. تأوهت سهام ثم تابعت.. ومتى يكون كشفه المنزلي..؟ تقريبا بشكل يومي بداية الليل أو آخره.. ولكني أظنه كشفا مجزيا لدرجة أنه يترك مرضى كثر في العيادة من أجله.. صعقت سهام من تلك الكلمات الأخيرة.. يوميا وليلا ويترك من أجله مرضى كثير..

عندها كان إياد خارجا من غرفته وبيده حقيبته.. رآها ..أهلا سهام – بوجه حزين- , تكلمت بتهكم ولهجة تملأها الآلام ..كشف منزلي..صباحي.. ربما تكون المواعيد قد تغيرت يا..., ثم خلعت محبس الخطوبة من يدها وتركته على طاولة الممرضة وخرجت تبكي..

كان هذا مع دخول رانيا بمنظر مريب..دون قصد من سهام تعثرت بكتفها..ثم نظرتا سويا في وجه بعضهما..تعجبت سهام منها..لم أتيت هنا..سألتها بعينها..وهي الأخرى سألتها.. هي صديقتها..منذ زمن لم ترها.. يبدو أن الصورة اتضحت وصارت جلية للرؤية المجردة.. عرفت إجابتها من هيئتها ونظرتها..تابعت وخرجت تلعن يوماعرفت فيه إيادا وتقسم أن تقتل قلبها بيدها..

تمت