عصارة قلب

( 1 ) مفاجأة القدر للقلب بنبض الحب أكثر جمالا من انتظاره والسعي وراءه ، التعود يوما قد يصير عشقا خرافيا لكن العشق لا يصير يوما إلى التعود ، البعد يزيد الهوى اشتعالا ويضرم النار في الحشى شوقا إلى الحبيب ولا يقلب الكفة على الحبيب فيصير بغيضا للنفس إطلاقا .

( 2 ) حينما يعلن قلب ما نفوره وشقاءه منك .. يعلنها جلية أن وجودك في حياته سبب قوي لتعبه وضياع الراحة منه .. حينما تكون متهما بتضييق نفس من تحب .. من تسهر ليلك تناجي روحه وتنتظر شروق شمسه على قلبك لتضيء بقية يومك .. تقضي عمرك في حبه ويقضي وقته في البحث عن الطريق الذي يبعده عنك .. تكون حينها قد فقدت شرعيتك في مكمن روحه .. تبحث عنها .. تريد أن تعيدها إليه مجددا لتنعم بدفء أحضانه لكنه يأبى .. لن تهنئ لك حياة بعدها إلا أن يتغمدك الله بواسع رحمته ؟

( 3 ) سمعته يقص حكايته .. يقول : حينما يكون الأمر متعلقا بوجودي يصبح الوقت ضيقا و الأجواء غير مواتية أبدا وبالكاد أحصل على بضع دقائق ربما تنتهي فجأة دون أية مقدمات .. لكنها تجد وقتا طويلا و تزدان الأجواء وتتواتى تماما حينما تنوي الحديث مع .... ، أَوَ يكون لعاقل أن يمكث مع من ترى في قربه شقاء إلا أن يكون قد سيطر على قلبه هواها وأفقده عقله تماما .. هو مقتنع تماما أنها صنعت فيه هذا و مُصر على البقاء والاستمرار .. هذا هو الوجه الآخر للحب .. المرار الذي لا نعرف له نهاية .

( 4 ) قال لي : أراني وقد أعياني الصبر وفر مني و هذا الألم اللعين كساني و كحل بالسواد القاتم أيام حياتي ، قلت له : ومن في الدنيا إذا عرف الهوى له طريقا بات طيب النفس أبدا ؟!

( 5 ) ما عاد الحب يولد في النفوس من الإحسان إليها ، ضاعت فكرة ( أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ) ، الأغلب الآن يحسبها بمقاييس أخرى .. الخيانة والاستهتار والتهور وإعطاء صاحب الحق على قفاه و إسناد المشاعر لغير أهلها هو الأمر السائد في دنيا اليوم .. كل العلاقات الصحيحة توعك كثيرا لكنها لا تموت وتعود لترقى و لو بعد حين ، أما تلك العلاقات الخبيثة التي تبنى على وجع الآخرين مهما يكن لا و لن تدوم أبدا .. ما بني على باطل فهو أكبر باطل.

( 6 ) كتب يوما : أنا الآن أقترب من النهاية في آخر مراحل الدمار الشامل .. ربما لم يبقى القليل حتى يختفي كياني من الوجود تماما .. آه يا امرأة تصر بحزم على قتلي ،، يا لها من مأساة .. و هل تفعل الأنثى بقلب الرجل منا يا سيدي إلا أحد أمرين .. تقتله أو تذبحه !

( 7 ) الذين يعشقون مثل عشقك يا قلبي لا ولن يصيبهم القدر بعد آلام الزمان إلا بكل خير .. من أعظم أنواع الصبر هو ما تعيشه أنت الآن ،، فاصبر وما صبرك إلا بالله .

( 8 ) الانفصال عن الذات شبح الدراما الدنيوية بين البشر ، ربما تسيطر بعض الأفكار على نفوسنا فتَطمر معانٍ عدة وتخفي في بواطن أرواحنا أشياء لا تخرج إلا حين يستحثها أمر ما.. لنكتشف حينها أننا مرضى بالوهم أو باختفاء الإرادة وضياع الذاتية ، و قد يصل الأمر أحيانا إلى انمحاء الشخصية أيضا .

عشق خلف أسوار الاتهام ( 2 )

الانفصال عن الذات شبح الدراما الدنيوية بين البشر ، ربما تسيطر بعض الأفكار على نفوسنا فتَطمر معانٍ عدة وتخفي في بواطن أرواحنا أشياء لا تخرج إلا حين يستحثها أمر ما.. لنكتشف حينها أننا مرضى بالوهم أو باختفاء الإرادة وضياع الذاتية ، قد يصل الأمر أحيانا إلى انمحاء الشخصية أيضا .

دخلا صالة العرض سويا ، تشابك الكفان واحتدت حرارة الأنفاس .. ارتخاء الأعصاب قد يفرط وقفتها لتصير ممتدة على الأرض لا تستطيع حراكا .. لكنه محكمٌ إمساكها بلين وقوة .. غابت كفها في يده بين لمسات الحنان و الشعور بالأمان ، مع كل لمسة نبض جديد و همس رقيق بين روحين لم تلتقي إحداهما مع صاحبتها إلا قبل دقائق قليلة .

ندرك الحب حين يباغتنا القدر به لا حين نهب نفوسنا له ، هي مستمتعة جدا بدفء كفه الحاني ، ربما تسوقها أسئلة ما بعقلها الباطن للبحث وراء أجوبة سريعة لكل ما حدث ، أتجدين تفسيرا لما أنت فيه الآن ؟ أََوَ كان القدر قد ساقك إلى مشاهدة الفيلم بغية السقوط في كف ذلك الفتى ؟ لكنه ليس سقوطا .. أو أنكِ تسرعتِ في اتخاذ قرارك ، عينك خانتك سريعا لم تفعلي ما كنتِ تقسمين عليه طيلة دهرك ؟ أَوَ تكون شباك الرجال محكمة حد القوة التي تجبرنا على السقوط من اللحظة الأولى ؟ سقوط مرة أخرى .. يا نفس هذه متعة وليست سقطة .

كل ذلك كان في بضع ثوان .. أفاقت على صوته يتحدث بهدوء مع جاره في مقاعد الصالة ( لو تكرمت معلهش معايا بنت عمتي ومش هينفع تقعد بعيد عني لو تتبادلوا الأماكن أكون ممنونك .. ) ، كأنها تسهيلات القدر ، كان متوقعا أن يطول الحديث من أجل المقعد خاصة و أن طلة جاره ذاك لا تنبئ بخير أبدا .. لكنها الآن ستجلس إلى جواره فعلا .

سألته بذكاء الأنثى ( هو انت قلتله بنت عمتك ليه ده انت لسة شايفني حتى ) ، أجابها بذكاء أوسع من الذي تحمله في نفسها ( ما أنا مش هقوله أختي يعني ، و لا انت رأيك ايه ) .. أتبع حديثه ابتسامة رقيقة فهمت منها مغزى كلامه .. استقرا مكانهما .. و بدأ العرض مجددا لاستكمال بقية أحداث القصة .

حيرتها بين المكوث في أحضان الأفكار التي تجمعها به وتحسس كفه واستنشاق أنفاسه أو العودة للتفكير في ماهية القصة المعروضة ، كأنها انسحبت من رداء روحها ولبست رداء روحيا آخر ، حتى نظراتها إلى الشاشة لم تكن بذلك الإمعان الدقيق الذي كان قبل أقل من نصف ساعة ، تلتفت إليه كل حين لتجده يشاركها النظرة مبتسما .. تطأطئ رأسها خجلا و تتصنع عدم الاهتمام وتدير رأسها عنه إلى الشاشة .

لا إرادية وعفوية جعلت للحظة نكهة رائقة .. كسياسة الأطفال تماما براءة خصبة وإحساس دافئ ، هي لم تعرف لنبض القلب إحساسا مثل هذا قبل اليوم .. يختلف كثيرا عن إحساسها بذلك الذي يدّعون أنه ابن عمها ، شتان بين حلاوة النظرات واللحظات الآن وبين ما تعانيه مجرد أن يذكر اسم ابن عمها .. لمرتها الأولى تعرف أن للمغناطيس قوة جذب قوية حينما تختلف الأقطاب .

تتابعت فصول العرض ، مغرمة ذلك البروفيسور أضناها ما هو فيه وما حل بها إثر ضياع الملامح الأصلية في نفس الرجل الذي تحب ، حتى أنه لا يذكر أصلا إن كان يوما عرفها أو أنها مجرد فتاة عابرة قد يكون لها في حياته عدة مواقف و حسب .

مشهد مطول جمع البروفيسور ومغرمته في موقف أبكى الصالة كلها .. قرر ذلك المفصول عن شخصيته الحقيقية أن ينهي ما يراه هراء ( صدقا أنا لا أتذكر شيئا بيننا ، لا أعرف من ذلك الأحمق الذي دفع بك إلي و أوهمك بأني جاهل صغير يمكن أن يخترع الكبار له قصصا يوهموه بصدقها ليعيش معهم فيها متقمصا شخصية البطل الكذاب .. اسمحي لي .. لست أنا ذلك الأبله ) .

انتابها شعور قوي بأن أعيرة البروفيسور النارية تخترق قلب مغرمته تلك كما لو كان الأمر حقيقيا فتسيمها كل ألوان العذاب ، في لحظة شعرت هي أيضا أن كلماته تخترق كيانها كرصاص مندفع لا يدع لها مُطْلِقُهُ مساحة زمنية للهروب أو الاختباء بعيدا عن نيرانه .

فورا جذبت يدها من بين كفيه .. ارتعشت بشدة .. انهمرت دمعات متوالية مع صوت الأنين الذي سمعه قبل فاصل الربع ساعة .. أدرك أنه تأثير المشاهد التي رأتها .. حاول أن يربت على كتفها .. أن يحتضن كفها .. أبعدته بشدة ، تعجب من تغير التعامل بين دقيقة وأخرى .. أخرج مناديله المعطرة .. لم يفكر أن يقترب من عينها كي لا ترده لمرتها الثالثة .. فقط وضعها في يدها .. نظرت له بنصف عين ( و متمسحليش انت ليه .. بتقرف سعادتك ) .. علت فوق حاجبيه علامات تعجب مفرطة .. ألم أقرب كفي منك و أبعدتيه الآن .. الآن رفضتي أن يضم كفي كفك ؟! لم تنتظر كثيرا ، جذبت حقيبتها ، قامت خارجة بسرعة من صالة العرض .. انتبه الجالسون حولهما لما كان لكن المتابعة أخذت الجميع عن التهكم أو التعليق على ما كان .

لحق بها .. يحاول نداءها .. هو إلى الآن لم يعرف اسمها .. لم يأخذ منها وسيلة ملموسة لاتصال مستمر بعد ذلك ، ويحك .. أتكون لحظات مرت هكذا و فقط .. استمر في ملاحقتها حتى التفتت إليه .. سلمته مقصوصة ورق أوقفت بعدها سيارة أجرة و اختفت من أمامه في لحظة .

فتح قصاصة الورق وعينه لم يرفعها عن سيارة الأجرة حتى اختفت تماما ، رقم هاتفها .. لكنها لم تكتب له اسمها بعد ، جيد .. المهم أنها لم تنزعج حد الهروب .. بداية غريبة ولحظات تردد أذهلته .. لكنها كيان أعجبه كل ما فيه بشدة ( مجنونة جدا بس رقيقة قوي ) .

نظر لصالة السينما .. لن أكمل الفيلم بدونها ، ثم قفل سائرا في طريقه ممسكا بورقتها ، مع خطوات قدميه يسترجع عقله تلك اللحظات التي لم تطل أكثر من نصف ساعة أبدا .. استجمعت نفسه دفء روحها حتى كاد قلبه يقتلع من مكانه .. لم ينتبه لشيء حينها سوى أن يعود بالزمن قليلا ليراها .. ليمسك يدها مرة أخرى .. ليشم أنفساها الأنثوية العطرة .. التوت قدمه فجأة وسقط مكانه .. يبدو أن شباك الأنثى هي التي تسقط الرجال فورا دون أدنى تفكير أو حسبة لأي أمر .

يتبع الجزء ( 3 ) .

عشق .. خلف أسوار الاتهام ( 1 )

خيالات مختلطة بأفكار مبهمة لا يفسر شيئا منها إلا صورة الأفيش المعروضة في الإعلان ، بعض من الإحساس بالشوق و ربما الإثارة ، هذه هي المرة الأولى التي تحضر فيها فيلما أجنبيا في صالة عرض أجنبية أيضا .. دائما تمر عليها في طريقها ذهابا وإيابا .. أخيرا قررت الدخول خاصة وأن هذه القصة جذبت كثيرا من صديقاتها ومن تعرف ممن هم ليسوا أصلا روادا لصالات السينما العربية أو الأجنبية .. قررت أن تكون إحدى الجالسات الليلة أمام الشاشة العريضة في صفوف السكوت والانتباه أمام الأحداث .

بثيابها الأنيقة ومشيتها الأنثوية الخاصة جدا قطعت طريقها مترجلة تحت قطر المطر الخفيف .. وصلت أمام بناية الصالة .. بحركات عفوية و طريقة لبقة قطعت تذكرة المقعد من نافذة خدمة الجمهور .. طالعت صورة الأفيش مرة أخيرة قبل الدخول .. السادسة إلا خمس دقائق كانت على مقعدها رقم 36 في صالة السينما .

الأداء التمثيلي مع بداية مشاهد الفيلم جذب الجميع للمتابعة في هدوء أشد من صمت قوم خرست أفواههم .. هي شردت بذهنها إلى بواطن الأمور ولم تضع انتباهها إلى الأحداث أيضا ، جعلت تربط بين الممكن والمستحيل ، الواقع والخيال ، البروفيسور الذي وضع نظرية رياضية قلبت موازين الذين وضعوا قبله و فتحت مجالات عدة لحلول كانت معقدة قبل ذلك ، يقع فريسة لانفصام الشخصية .. يحاكي ذاته متوهما أن أناسا حوله يجارونه في حديثه و برد فعل طبيعي يجد أن عليه المتابعة و الرد على تلك الكلمات الصامتة التي لا يسمعها غيره ولا يرى أصحابها سواه .

تعاقبت مشاهد القصة في حبكة قوية جعلتها تزداد اندماجا و ربطا بين ما ترى و ما تعرفه عن أصل هذه الشخصية الحقيقية ، دخلت حالة نفسية مختلطة بين الانبهار بالقوة الأدائية والتوتر الذي تصنعه تصرفات تلك الشخصية و التي يهيئ لها الآن أنها من فرط ذكائها تفجرت أبراج الذكاء في المخ داخلها حتى أضحى صاحبها بهذه الطريقة .

نفسها ليست هادئة أبدا ،.. تلك التي كانت مغرمة بالبروفيسور المريض حركت سواكن روحها.. هو لم يكن يرى لها أي وجود في نفسه ولا حتى في أوقاته كثيرا .. دائما ما يجلس مع أولئك الذين يتوهم وجودهم حوله .. غرامه الخيالي الذي في نفسه بأنثاه التي يتخيلها معه ، أخذه تمام من مغرمته تلك و التي هي الحقيقة الذي ادعى كثيرا أنها الحق الأوحد في حيته .. كانت ملازمة معه طيلة مشواره والآن هو في متاهة مفرطة تبعده عنها .

كل تلك التداخلات و الاشتباكات راحت تهدم بناء القوة في نفسها وهي تبصر حكاية يربطها بالواقع أنها صرت يوما بالفعل ، و إن كانت تغفل فكرة تدخلات كاتب النص السينمائي في أحداث الحكاية .

وسط اندماج المتابعين في الصالة .. أزيز عال تلاه شرار أسكت صوت الشاشة العريضة وأطفأ نورها وأغلق تيار الصالة كلها .. فورا عمل المولد الاحتياطي .. اعتذار مسموع للمتابعين .. ( بإمكانكم العودة بعد ربع ساعة على الأكثر للمتابعة .,. نعتذر عن الخلل المفاجئ ) ، دقائق قليلة و خلت صفوف المتابعين تماما إلا أنها بقيت مستقرة مكانها تعيد انضباط نفسها و تحاول اكتساب قوة تقيمها واقفة بعد كل الارتباكات النفسية التي صنعتها مشاهد القصة وما تلا ذلك من فجعة ختم بها أزيز الكهرباء جلستها .

أخرجت مناديلها الورقية ومرآتها الصغيرة تبصر شحوب وجهها و تمسح الدمعات التي تفر خلسة من عينها ، صوت أنفاسها كان عاليا بعد أن سالت أنفها إثر دمعات عينها و فجعتها تلك ، لم يكن المكان كما تخيلت خاليا من الجميع إلاها .

هو كذلك ما زال جالسا في الجهة اليسرى مقعد 68 ، سمع أناتها الخافتة التي تخرج مع أنفاسها .. تبينها فإذا هي لأنثى ما زالت تجلس هي أيضا في صالة العرض .. تخطى المقاعد التي تفصلهما .. يقترب ليرى أكثر .. حتى لم يبقى فاصلا بينه و بينها سوى مقعدين فقط .. انتبهت واقفة .. ( أي خدمة يا أستاذ ) ، بابتسامة رقيقة مد يده ليصافحها مُتَفَوِها باسمه ( لؤي فؤاد .. مشروع محامي ) .

رمقته بنظرة قوية ثم جذبت حقيبتها بيدها وتخطت المقاعد من الجهة الأخرى حتى صارت عند بوابة الصالة .. قفلت خارجة دون أن ترد له جوابا .. راقبها بعينه حتى لحق بها خارجا .

ابتاع من بقالة قريبة عبوتين من المربطات الباردة وقالبي شيكولاته .. عاد مسرعا حتى لا تختفي عن عينه ، هي تقف على مقربة من الصالة متكئة على حائط .. لحظة و كان إلى جوارها .. فوجئت به يسحب من يدها ذلك الكيس الورقي الذي امتلأ بحبات الفيشار ناطقا بلطف ( بقت بايخة قوي حكاية الفيشار والسينما ) .

حزمت يدها على صدرها حزمة الصلاة .. وضع هو فوقها ما انتقاه هو لها .. ( خدي بالك هيقعوا ) .. لحظة غريبة و موقف جريء من شاب لا تعرفه و لم يسبق لهما أن تقابلا أبدا إلا الآن .. لم تجد في نفسها قوة للرفض .. مع انسياب مفاصلها و ارتباكها أحكمت الإمساك بما أعطاها .. رفعت عينها في خجل زائد .. ترمقه بابتسامه خفيفة .. ( شكرا ) .. ثم خطت بعيدا تقف في مكان آخر .

الصالة الخارجية مزدحمة .. كل الذين كانوا في صالة العرض ينتظرون هم أيضا العودة لإكمال و متابعة الأحداث التي قطعها أزيز تيار الكهرباء المفاجئ ، لم يعجبه حين تحركت لمكان آخر أن يسير خلفها مطبقا سيناريو الأفلام العربية ، بقي مكانه ملتفتا إليها يحكي بلسان عينه الذي ينطق بالنظرات عن رغبة عارمة في التحدث كثيرا إليها .. ابتسامة عريضة شقت وجهها القمري مؤذنة له بالانطلاق .. كأنها تفتح له مسامعها ، فورا اعتدل في وقفته وهم بالسير حينها إليها .

قطع حديث الهوى بينهما نداء من داخل صالة العرض .. ( الآن بإمكانكم العودة لمتابعة مدة العرض نعتذر مرة أخرى ) .. سار نحوها .. خلعت عن يدها ذلك الفرو الذي لبسته لتدفئة كفها .. و سلمته يدها .. حركة جماعية لكل من في المكان .. هي وهو .. دخلا الصالة سويا .

يتبع البقية

تهييس فيسبوكاوي (१)

لي في شارع الفيس بوك وبالأخص في حارتي المسماة باسمي صولات كثيرة.. بعض هذه الصولات جميلا خاصة حين يأتني فيه زوار من حارات أخرى تطل على حارتي الضيقة .. أجمعها كلها في حلقات أنشرها هنا تباعا.

( 1 ) يوم عرفتها.. ضاعت نكهة النساء في نفسي إلا نكهتها، غزت روحي فغيبتني عن الوعي بأي شيء سواها.. انحصر الجمال في ملكوتها هي.. عشقتها كلا وجزءا .. كيانا وروحا وإحساسا ونبضا.. هي قصة حياتي الجديدة ودفتر عمري الذي غير مساره وفتح صفحة مختلفة ليسجل فيها.. كيف يكون معها وتكون معه ؟ عساه يجد أياما تجمعنا ليسجلها في صفحته الجديدة . أتمنى ذلك بشدة .

( 2 ) وثيقة إعلان نوايا.. مصطلح سياسي عربي جديد ، أنا أحترم تركيا بشدة وأعشق ديار الشام كلها ، لكنني لم أجد من نفسي رد فعل سوى الضحك الهستيري حين قرأت في صفحة الأخبار أن تركيا و سوريا والأردن ولبنان وقعوا جميعا على وثيقة إعلان نوايا لبناء نظام استراتيجي مشترك ، " هما فعلا وقعوا في بعض وبكرة ياما هنتفرج " .

( 3 ) رفقا بقلبي.. مهلا .. لا تسرعِ الخطى فتدهسه قدمكِ وهو القلب الذي يحيا لأجل الله ثم لراحتك.. أقسمت يا نفس لترضين بحكم الله عليك ولتتركي براح روحكِ معراجا لها.. حتى ولو لم تعرج إليها اليوم.. فإن غدا لناظره قريب.

( 4 ) مربعات بسكوت كومندا الخنيقة .. أن تصل إلى آخر قطعة و قد سدت نفسك وطلعت عينك .. يعني توفير أكيد .. نص جنيه وحيد تقعد عليه بقية اليوم شبعان .. الله يعز الحكومة يا جدعان .

( 5 ) سمعوني بقول بحب و قالوا مجنون .. قلت مش جديدة .. يا جماعة دي حاجة أكيدة .. هو الهوى إيه غير جنان في جنان .. بيخلي العقل مش راسي والقلب مفيش اتزان .. " غطوني بأه وصوتوا عليا هههه " .

( 6 ) يعني ترمي الكبريت وتشعل النار فيا .. وتبعد بعيد لا حس ولا خبر ولا عارف ايه بيا .. حرام عليك يا قاسي عليا ، مستاهلش ده كله منك .. ده أنا اللي كلي ليك .. وبسأل كل يوم عنك .

( 7 ) أيقنت أخيرا أن كل الخير في الحياة لن يكون لي .. قد أخذت منه شيئا وأبى الباقي أن يملأ جعبت روحي .. فلتجري الدنيا بنا ولنصارع حتى نلبي رغباتنا .. وفي النهاية لن نأخذ أكثر مما قدر لنا .. ولو كان الخير كله في الدنيا فما الجدوى من الآخرة إذا .. حتما هناك حلقة مفقودة في نفوسنا .. فلبنحث جيدا عنها .

( 8 ) مسائك فل .. يا ضحكة ملايكة على خدود القمر .. يا بسمة طفولة في حضن أزهار الشجر .. يا دمعة بريئة على خد مش مكمن يكون زيه لبشر .

( 9 ) في يوم كان شعري منعكش .. ولابس هدوم النوم .. لقيت نظارة أختي جمبي .. قعدت على سريرها ولبست نظارتها .. ومسكت موبايلها واتصورت .

( 10 ) ما لم تسجل حق الملكية لفكرة ما .. فهي ليست لك حتى لو سبقت إلى ذهنك قبل ذهن غيرك .. لكنه سجلها وأنت تنتظر الفرج .

( 11 ) أصعب حاجة في الدنيا إنك تفرفش وتهزر وتتكلم ببراح وانت جواك نار بتحرق قلبك ودمك بيغلي وهتفور خلاص .. انك تلاقي حد يطفي النار قبل ما تفور مفيش .. بتفور بأه ونارك مش بتطفي بردو .. عادي عادي كله عادي .

( 12 ) صحوت مرة من نومي لأجد نفسي أردد قول عمر بن الخطاب " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، إذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله " رضي الله عنك وأرضاك يا فاروق الأمة و أمير المؤمنين .. اللهم إنا نحمدك على نعمة الإسلام ونسألك أن تجعلنا من المخلصين المتقين حتى تتوفنا وأنت راض عنا .. اللهم آمين .

( 13 ) دائما أجد مجاملات تنصب على بعض الكتاب في تعليقات القراء .. بعضهن ينهمر عليهن سيل المديح " رائع وأكثر و انتي الي فيهم وجميلة يا سكر " وبعضهم يفاجئ برغي كثير من المطلعين على النص كالصابون حين يفرك في الكف تحت الماء .. قلة هم الذين يفهمون النصوص بجدية ويناقشونها لأنها أضافت لهم فكرة أو معارضة لها ومحاولة لفهم وجهة نظر ال...كاتب في تحاور بناء .. حتى الثقافة لم تسلم من المبالغات .

( 14 ) الحب في لغتي أنا هو سريان النفس في شرايين قلب وصولا إلى مكامن الهوى ومنابع الإحساس حتى تلج بوابة الروح فتسكن قاعها ، كما الدماء تجري في وريد حياة كائن البشر حتى تصل إلى مضغة النبض فيستمر نشاطها ويقوى كيانه .

( 15 ) حينما يسكنك شعور قاتل بنفور الأقربين منك بعيدا عنك .. شعور صادق ليس وهميا أبدا .. تتمنى الموت على أن تعيش مثل هذه اللحظات .

( 16 ) أشعر بالرغبة في الكتابة بشدة .. لكنها رغبة مختلفة عن كل مرة .. أتمنى لو وجدت شيئا ممتعا جديدا وفكرة مختلفة ومذاقا آخر أجعل منه نصا صافيا مرحا ، أصفي به ما بداخلي من حيوية قبل أن تعود الكآبة فتشوب ساعاتي مجددا .. ربما تكون تلك الرغبة هروبا من ذلك الإحساس البشع الذي ما زال يسكنني مذ رايت تلك الصورة في ذلك المشهد الـ" عاد...ي جدا " عند كثير من " شباب اليومين دول " .

( 17 ) عادل إمام .. يجبرك على الضحك حتى لو أنك تراه للمرة الألف .. كنت أتابعه ليلة البارحة وهو يتقمص زينهم ويدعو للزعماء .. يشعرني كثيرا - مع كثرة إسفافه وهراءه - أن الضحك لا بد أن يكون له طريق إلى نفوسنا مهما اكتئبنا .

( 18 ) حينما تكون رخيصا في أعين من تحمل لهم في قلبك حبا ومودة وتقديرا .. وتراهم يفرطون بلا أدنى اهتمام في معرفتك .. تكون حينها قد ابتليت بالهوان على الناس .. فاللهم إني أشكوا إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس .. أنت رب المستضعفين فلا تكلني إلى نفسي يا كريم .

( 19 ) ربما نعيش حياة جيدة .. لكن من الطموح أن نبحث عن الحياة الأفضل .. خلقنا لنكون أحرار ننعم بسلام ..خلقنا في الأرض لنكون خلفاء فيها .. خلقنا لنحمل أمانة .. فإن كنا بخير فغيرنا يستحق على الأقل أن يكون مثلنا .

( 20 ) قال ايه .. الأسلحة الي الدول العربية بتدفع فيها مليارات ضخمة جدا وتشتريها بكل عته من أمريكا تطلع في النهاية ورق .. " خبير أسلحة عسكري يؤكد : التكنلوجيا والتقينة المستخدمة في الأسلحة الأمريكية المصدرة للدول العربية لا تقوى على مواجهة الأسلحة الأمريكية المصدرة لإسرائيل إطلاقا " يعني بيستهبلونا واحنا عارفين كده ومع ذلك راضيين وبندفع .. عمار يا جامعة الدول عماااااااار .

 
') }else{document.write('') } }