في جلسة صفا

لحظة حياة ..

إيماني بالقدر خلق بداخلي معتقدا سأحيى وأموت به .. أن الحياة لحظة .. طالت فصارت سنينا أو قصرت فكانت أياما فهي حتما لحظة واحدة .. الحياة هي أن تعرف الحق وتتبعه .. ومعرفة الله لا تحتاج براهين وأدلة .. إذا فهي لحظة وهذه كل الحياة.

نظرة ..

كل عين ترى تبصر .. وليس كل إبصار نظر .. عيني إذا رأت جمالا أنثويا جذبها وجعلها تمعن النظر .. فهي نظرة .. عين الأنثى إن رأت رجلا عنتيلا .. تأففت من هيئته وقطبت وجهها ..فهذه أيضا نظرة .. وشتان بين نظرة الانثى ونظرة الرجل ..

إحساس ..

على ضفة النيل .. تمسك بيده ..يجلسان سويا ..يحتضن كفها الناعم بين أصابع يده .. ترتعد السماء وتقصف السحب الأرض بكرات الثلج .. وفي أحضان يده وبين ذراعيه تعيش هي ربيع حياتها أمام مدفئة قلبه.

كلمات ..

على إيقاع الرومانسية الهادئ .. ولحن الحب الدافئ .. وبين عزف موسيقى الواقع ونبض الهوى ..تلكم أخيرا وحدثها .. أحبك سيدة قلبي .. سكتت وسكت .. خشيت ماوراء أحبك .. ضحكت ..لم يفهم ضحكتها .. قذفت الأقدار في قلبه الخوف .. وحقت الأقدار .. فقد كانت أول أحبك تسمعها بأذنها .. أول نبضات هوى تنتقل لتخترق روحها ..

موت ..

كانا رفيقين .. فرق ذلك السم بينهما .. وانتشله الموت .. كان بالأمس بجواره .. واليوم ينفض هو يده من تراب قبره ..احتضنه والده .. دقات قلبيهما تتصارع .. اختنق وساحت دموعه على كتف والد رفيقه المرحوم ..

ذكريات ..

أوراق حلوى .. رسالة .. ساعة .. قلم .. عطر .. كان يوما حبيبا لقلبها .. ابتسامته لوحة فنان محفورة على جدار قلبه .. لكن ذلك كله بقايا ذكريات .. فهو لم يعد حصن قلبها ..وهي لم تعد لواء روحه ..

جبروت ذئب ..

فتاة ابنة عشرة سنوات اغتال براءتها ذئب دنيء .. و كعادة النفوس الضعيفة التي تخشى الفضيحة وفي سبيلها تضيع الحق وتخفيه ..لم يفعل أهل هذه المسكينة الطفلة البريئة سوى أنهم وضعوا رؤسهم في الأرض خشية "كلام الناس" وتركوا المجال مفتوحا أمام ذلك الدنيئ ليفعلها اليوم مع طفلة وغدا مع طالبة في الثانوية والجامعة حتى يصير الأمر عاديا .. خاصة ونحن في بلد الحريات " حرية كما يريد الغرب" !!!

كأني أتكلم ..

كثير تعجب من العنوان .. بعضهم سأل عن المعنى المراد .. وآخرون تابعوا في صمت.. وبقيت كأني أتكلم محتفظة بسرها حتى اليوم .. وأخيرا قررت أن تفتح عن ذلك السر سجنه وتفصح عنه .. هو أصل وجودها وأساس فكرتها .. فحديث الروح والقلب ليس دائما حديث اللسان .. ولهجة العين تومئ بحديثهما دون أن تقال بنت شفة .. لذلك كأني أتكلم .. لهجة القلب والروح بلغة العين التي هي ايماءات ليس كلمات .. لكنها أبلغ وأكثر وضوحا..

خطوات على طريق الحلم

كي نستطيع أن نحلم لابد أن تغفو أرواحنا لتحلق في فضاء الخيال الذي يصعد بها لكوكب الأحلام .. ومهما كبر الحلم وطال لا يزيد عمره الإفتراضي عن خمس ثواني كما يقول المختصون .. فهل تختصر حياتنا في خمس ثواني أو حتى أقل .. سبحان الله..

أن تحلم فترى ما هو أجمل من الواقع والحياة .. أن تجد نفسك أمام سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم .. أن تحلم بجنة عرضها السماوات والأرض .. أحلام نتمناها جميعا ولو لثانية واحدة ولكنها منوطة بأعمالنا ..

وأن نحلم حلم اليقظة ونخطط له .. يتجاوز وقته الشهور وربما السنوات كي نقف على صورته النهائية إن أردنا تحقيقه .. فرحة تحقيق الحلم أكثر روعة وجمالا من الحلم ذاته .. وقد كنت أحلم حلما طال به الزمان ومده كثيرا حتى بدأت في تحقيقه بخطوات ثابتة بعون الله ..

رسالة إعلامية .. فكرة الحديث إلى الجمهور .. حلم لم يأتني بين يوم وليلة إنما راودني كثيرا .. مجلة رؤية مصرية .. هي هذا الحلم الذي وضعت لي الأقدار أساسه في سجلاتها وكتبت الحكمة الإلهية هذه الخطوات التي نخطو كي يتم الحلم ..

آثرت أن أنطلق بحديثي هنا عن روح المجلة وفكرتها بعيدا عن كلمة العدد التي خصصتها للأعضاء تتناوب بينهم ..

اليوم وبحمد لله نحن على مستوى المواقع العربية أخذنا ترتيبا متقدما (وقولوا ماشاء الله أرجوكوا) لم أصدق عني عندما رأيت احصائيات وزيارات المجلة .. هو كرم إلهي عظيم يحتاج منا جميعا الشكر ويزيدنا حماسا ويفتح أمامانا ساحة أوسع نجري فيها لنرقى بإعلامنا وبرسالتنا نحن إلى المرتبة الأولى ..

هذه دعوة للخاص والعام .. للجميع .. لكل من يريد أن يشاركنا الرحلة ويخطوا معنا خطواتنا الأولى .. سر نجاحنا أننا يد واحدة وقلب واحد من أجل هدف واحد .. الوصول برسالة الحق للجميع ..

توجهاتنا محايدة .. سياستنا تنبع من ديننا ووطنيتنا وعروبتنا .. لا ندعو للقومية والتناحر .. حرية الفكر والتعبير .. حرية القلب والعقل .. والحق كل الحق في معرفة ما يكاد لعالمنا المسلم والعربي .. رسالتنا هدفها واضح .. أن نلقى الله وقد غيرنا كما أمرنا .. بكلماتنا .. بأفكارنا .. و كلمة الحق لن نسكت عنها أبدا مهما كانت وإن وجدناها في فم سبع ..

باب الإقتراح والشكوى مفتوح .. حق الرد والتصحيح مكفول .. المشاركات متاحة للجميع .. لدينا فريق عمل كله حماس وعلى بينة ونور يعمل لتحقيق الهدف .. لست رئيسا بمعنى الكلمة لهذا الفريق فكلهم أكثر خبرة مني وأكبر قدرا وإن كنت منظما ومنسقا لعمل المجلة ..

ما زلنا على بداية الطريق ..نحتاج دعمكم ..دعما معنويا ومحسوسا .. لننهض أكثر برؤيتنا المصرية العربية .. انضموا إلينا .. أثروا لنا الأعداد بمشاركاتكم واهتمامكم .. أتمنى أن تكونوا جميعا معي وإن اختلفنا قليلا فهذا جزء من أسرار النجاح ونحن نقبل الرأي والرأي الآخر.

http://www.roaua.comوزورونا هنا/

برائتها قدره

"ليت نفسي تستطيع أن تقيم بناء الحياة كما تريد .. ليتني أستطيع أن اتحكم في روحي كما أشاء .. ليت مشاعري ملكا لي أتحكم فيه بيدي .. ليت جدار قلبي يظل قويا صلبا لا تهزه رياح الألم والأنين .. وليت المشاعر لا تخبو ولكن لا تسيطر على عقلي فتلغيه .."

تمتم بهذه الكلمات وهو يتأسف ندما على تلك الخطوة التي رآى بعد أن تمت أنها كانت متعجلة لا أناة فيها .. أخبرها بحبه .. ربما تحدثت إليه ..ربما ابتسمت له .. لكن مشاعرها ليست كمشاعره التي بنتها هي داخله .. ربما يكون استلطاف أو شفقة .. ربما تكون مشاعر إعجاب وود وليدة .. لكنها مشوبة بالخوف والقلق عنوانها اللاأمان وكأن دنيانا قد اختفت منها أحضان الأمان ولم يبقى إلى سباع الفلا وذئاب البشر .

ليس ذنب العاشق أن قلبه قد رق فأحب .. وليس ذنب الأنثى أن قلبا رق لها ولم تشعر به .. أو حتى لم تقبله .. لا أعرف حقا أين المخطؤون في مثل هذه المواقف ؟ الحب تاج القلب ولكن لكل قلب تاج يتناسب مع مكنونه وهويته ..

أن يجذبها إليه ويشعرها بالأمان والإستقرار نحوه شيئا قليلا .. هو هدفه الذي يسعى له في خطوته الأولى إلى قلبها .. لكن حديثها دائما مايشعره أن الامر ليس سهلا .. يحتاج لقوة نفسية هائلة وروح تنفذ بكل حواياها إلى روحها لتختلط بدواخلها وتعيش بين أضلاعها ..

تأخذه الحيرة ذهابا وإيابا ولا يجد للراحة سبيلا .. كما يخترق الخوف قلب الأنثى عندما تسمع كلمة أحبك كذلك يخترق الألم القاتل قلب الرجل إذا ما شعر بخوف الأنثى منه ..هذا إن كان صادقا بحق .. وهو هذا بطل حكايتنا ..

لم تمضي أيام قليلة حتى قدرت له الحكمة الإلهية أن يتحدث إليها .. لم يكن أحد أكثر منه فرحة وقلقا وألما .. فرحة الحديث مع الحبيب .. والقلق الذي بنته هي داخله يوم حدثها وعرف فيها ردة فعلها التي آلمته كثيرا .. وألم العشق بكل قوته .. شعر أن قلبه تذبحه سكين حادة .. لكنها باردة كانما كسيت بغطاء ثلجي ..تجرح وتداوي ..

حاول أن ينتقي كلامه معها .. أقسم على قلبه ليكتمن داخله كل ما فيه خشيت أن تجرحها كلمة أو تتعبها أخرى .. وما إن نطق ببنت شفة حتى شعر أن ما يخشاه ربما سيحدث ..

أحست في كلامه لهجة يأس واحباط كأنه وصل في قرارة نفسه إلى قناعة مفادها أنها لا تلقي له بالا .. هي أحست بهذا لكنه لا يستطيع أن يسمح لتلك القناعة أن تقترب من قلبه .. لأن كل عاشق يبتعد تماما عن أفكار الفراق والألم وهجران الحبيب واللامبالاة من الطرف الآخر.. هو فقط يخشى كثيرا أن تكون برقتها وطيبتها أشفقت عليه ..

كان فجرا عصيبا .. قاتلت فيه آلام الدنيا كلها قلبه البريء .. عصر الذل روحه المفعمة بحبها .. وغاب النوم عن أجفانه .. أيكون حديثه لها الذي لم يتخط حدوده نهائيا قد أزعجها ؟

تعود له أفكاره فيرتبها مرات ومرات .. ليجد أن الشفقة والإحسان كلمات لا يمكن أن تكون كطلماتها هذه. . لابد أن يكون بداخلها قبول له .. هذه قناعة أثبتها ورسخها تماما بداخله وإن كان قلبه ما زال يأن ويخشى ..

دائما ما يحدث نفسه أن سياستها في التعامل معه ما هي إلا براءة قلب وطهر عقل ورقة إحساس وخوف من مجهول .. ولن يهدأ له بال إلا بعد أن يبدل الله خوفها أمنا وتستقر روحها إليه ..

هل ستسمح الأقدار الإلهية التي جمعته بها أن تكون له قدرا ونصيبا وشريكة حياة .. ؟ هو لم يصدق نفسه يوم أتاحت له أقدار الله فرصة ليتحدث إليها ..كان حلما فأصبح واقعا .. فلربما يصبح حلم ارتباطه بها .. واقعا في ذات يوم .

فلسفة الأنثى

عندما يسطر التاريخ لغة العشاق يرسخ فلسفة حب الأنثى ويفتح أوراق كتبه على مصراعيها ليخلد في أحضانها حديث تلك الأميرة وذلك الفتى أو يكتب بقلمه الساخر شيء من حب الرجال على مضض وكأن الأنثى هي ثلاثة أرباع الدنيا وربعها الأخير هو الرجل .

فلسفة الأنثى بمكنونها الروحي هي الحياء والخجل .. ربما رأى التاريخ أن يتحدث بلسانها عنها .. كل من كتب في روايات العشق والغرام أفرد للأنثى ساحة العشق والتيم والهوى وجعل الرجل على أعتابها يبكي ذليلا ..

رواية بول وفرجيني أو الفضيلة باسمها العربي من أجمل ما كتب في العشق لأن أجمل لحظات الحب عندما يولد في قلب الشباب وينمو ويزهر مع مرور الزمن .. ورواية الشاعر المترجمة عن الفرنسية .. أميرة تعشق فتى وسيما بارع الجمال .. لكنه لا يستطيع أن يتحدث بحرف في وصف مشاعره لها إلا بما كان يلقيه إياه ذلك الشاعر الدميم..

ربما تكون الروح الأنثوية أكثر انسجاما مع تلك المشاعر .. لكنني أزعم أننا نحن الرجال أرواح تزهر وتنمو على مثل هذه المشاعر والأحاسيس ..

قلب الأنثى وعاء يحمل بين جنبيه قلب رجل .. لا بد أن نعترف بفلسفة الحب الواقعي لا فلسفة التاريخ الذي ما سطرته يد الزمان إلا وعبث العابثين يملي عليها..

الهوى كأس من ذاقه أبدع في وصفه .. كقيس وعنترة وجميل ابن معمر .. هؤلاء أيضا سجلت صفحاتهم في سجلات التاريخ لكنها كتبت بلسان الأدب وفنون الشعر وأخليت من روح صاحبها ..

وكأن فن الشعر كما علمونا لا يكتمل إلا ببكاء الأحبة وما إلى ذلك دون أي نظرة لما يخرج عنه بكاء الأحبة في مطلع القصيدة.

مما لمسته من فلسفة الأنثى في الحب .. ذلك الألم النفسي الذي تسكبه كلمات الرجل في روحها عندما تسمع كلمة "أحبك" ربما تقبلها لكن ألم الحب لا بد أن يستوطن قلبها .. رهبة من ذلك الإحساس الجديد الذي يزرع بداخلها الخوف والقلق .. الاشتياق والولعة والرغبة .. بعد أن كانت روحا خالية رشيقة ..

لا نقول أن الأنثى أضعف من الرجل في مشاعرها .. بل هي قمة هرم الحب .. وستبقى على القمة أبدا والبقاء على القمة أشق من الوصول لها .. و لكن الرجل هو بطن هذا الهرم وكلاهما قاعدته وأساس قوامه ..

تبدأ حياة الأنثى في مدينة الحب بكلمة تستمتع بسماعها لكنها تتألم كلما زادت وكلما شعرت بصدقها وإخلاص قائلها .. ما ذلك إلا رهبة مما تحتضنه صفحات القدر لها وله .

وفلسفتي أنا وإن كانت بنظرة قصيرة .. أن كلمة أحبك .. ليست وصفا دقيقا لتلك المشاعر الكامنة في شرايين القلب وكيانه .. لكنها لسان حاله الذي ينطق بشيء مما داخله .. وإحساس الرجل ليس كإحساس الأنثى .. قوة المشاعر ليست حكرا على طرف دون الآخر هي أساس في الجنسين وفطرة بثها الله في الروح البشرية أيا كانت لكن إشارات العقل والتفكير هي التي توهم بقوة الحب أو ضعفه ..

مشاعر الحب درجات .. كلها في المرتبة الأولى .. فحروف هذه الكلمة ميثاق شرف يقطعه قائلها على نفسه ..

كلمة أحبك .. وسام فخر على صدر كل قلب .. فبالحب عرفنا الله واتبعنا رسول الله وتآلفنا مع خلق الله واجتمعنا بشركاء حياتنا بكلمة الله ..

رشفات غرام

لا يرتشف السم من كأس العسل إلا إن دس فيه خلسة ..

بعدما كبلته أوهامه وآلامه .. ولم يجد ملاذا للهروب بعيدا عن الحياة عاد ليندمج فيها ويغوص في تفصيلاتها..

في سجله القدري .. سجلتها حكمة الله له بين سطور حياته.. فكان لزاما وقدرا مقدورا..

عرفها .. هي ذلك الحس الأنثوي الممعن في الرقة .. هي نبرة الهوى وروح الجمال .. هي ذلك الطيف العذب الذي ما إن دخل قلبه حتى محا من حياته كل شيء غير ربه ودينه ..ثم هي..

وكأن تلك الموجة الساحرة .. عاصفة معلقة بين السماء والأرض .. في انتظار الرياح العاطفية المأمورة .. التي تأخذها إلى قلبه .. وقد كان ..

ساعات غيرت مسار حياته وخطت تاريخه من البداية .. أنفاسها أحرقت سجلات الماضي .. كلماتها أقامت على أيامه السالفة مأتما وعويلا .. وهي تغلغل حبها بين حنايا روحه تنبي كيانه على أساس مدعم بمشاعر الحب المسلحة و بخامات نبض ملغم بالهيام ..

لم يفكر في حل لمشاكل ماضيه لأنها انتهت حين عرفها .. لم يلقي بالا لألم كان فقد داوته هي .. نذر حياته وكل ما يملك من أجل أن تكون له ويكون لها ..

لم ينطق لسانه أو يتكلم .. يتمنى لكنه يخشى ألا يدرك ما يريد .. خوفه من تكرار آلام الماضي يأبى عليه أن يحاكيها .. يريد أن يتمتع بحبها .. إحساس الحب أروع من وصفه الشعور به والعيش في ظلاله ..

كأن القدر أبى ألا يمسح على جرحه إلا أنثى .. أن تسطر هي أولى سطور تاريخه الجديد .. أن تكون هي سيدة قلبه بعد الله .. روحها القيادية علقته أكثر بها .. فقد كان مشتاقا لقلب مثل قلبها يقوده في مسيرة الحياة على درب الحب والهوى ..

ما زالت الأحلام تأخذه وتعود به .. يبني صروحا ربما تنهار بين حين وآخر .. لأنه لا يعرف داخلها ومكنون قلبها .. ربما يكون ارتياحها وقربها منه أمر .. وعلاقة حب وغرام تقود لارتباط شرعي أمر آخر .. ولكل أمر حساباته وقوانينه ..

لم يخن من كانت معه وبين يديه.. لكنها لم يشعر يوما أن حبها هو ذلك الدواء الشافي كما أحس مع كلمات تلك الموجة الأولى التي اخترقت روحه كأنها خلقت له ..

السفن تشتهي دائما رياحا هادئة وموجة منخفضة كي تستطيع أن تمضي في طريقها بسلام .. وما كل ما يتمنى المرء يدركه .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. لكنه أيقن بمعية الله أن سفينته هذه وإن علا الموج عليا فإن موجة روحه ستتحدى الصعاب وتصل به لشاطئ الغرام وبر الهوى الأبدي ليعيش حياته كما يتمنى.

بلا شرف ..على رصيف الجامعة

بداية .. أعتذر عن الحلقة التالية من حكاية أوهام قلب .. وأعدكم بإكمالها في المرة القادمة .. أما هذه المرة فهي واقع حقيقي مخزي أجبرني على الكتابة فيه ..

هناك على أرصفة تلك الجامعة المصرية يباع الشرف بكلمة زيف صدقتها فتيات طمس الله على قلوبهن .. كلمة يعتقدونها حبا وعشقا وغراما .. قاتل الله الحب والمحبين إن كان هذا هو الحب .. أخزاكم الله يا من تنشرون الرذيلة باسم الحب.. وحاش لله أن يكون الحب شرفا منتهكا على أرصفة الشوارع وبين حارات الجامعات..

إني رأيتهما معا.. إي وربي رأيتهما وما صدقت عيني .. لكنه كان حقا .. لم تمض أيام حتى رأيت ذلك المقطع الفيديوي منتشرا بين شباب جامعتنا الموقرة وخاصة في كليتنا كلية الآداب .. أقصد ذلك القسم الخارجي من شرطة الآداب.. قاتلك الله أيها الشاب الوضيع .. أترضاه لأختك ..لأمك .. نعم ترضاه فمثلك لا يعرف للشرف معنى ..

انتشر الفيديو بطريقة سريعة لذلك الوضيع وتلك المسكينة (ولن أسيء لها بلفظ وإن كانت تستحق) زين لها بدناءته وفكره الشيطاني لذة وهمية حقيرة .. صدقته ونزلت على طاعته لأنها تحبه .. لا خير في لذة ن بعدها النار .. أنا أول الكافرين بالحب إن كان هذا هو .. إن كانت ضريبة الحب هي الشرف والعفة .. فأنا أول من يخلع قلبه كي لا يحب ..

أضحت جامعاتنا أقساما فرعية لتلك الملاهي الليلية وفتيات لا يدري عنهن أهلن شيئا يلعبن دور الفجر والعهر فيها باسم الهوى والعشق .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. أين الرقيب والحسيب ..

لا أعرف أهو ذنب أهل هذه الفتاة المسكينة .. أم هو شبح الغرام الوهمي الذي سكن قلبها وتغلغل بين أضلاعها وخرج عليها ذلك الذئب لينتهز الفرصة ويكشر عن أنياب غريزته دون أدنى رحمة ورأفة وإحساس بالنخوة والرجولة والحياء..

صورة أثارة بداخلي الغيظ والحرقة .. أكاد أنفجر كمدا وألما .. ألهذه الدرجة وصلنا .. بعنا شرفنا بكلمة .. متى كانت أحبك عقدا قدسيا وثيقا يحل للعاشقين ما هو مباح للزوجين .. والله إني لأستحي أن أتحدث في مثل هذا ولكن ما بقلبي لا بد أن أخرجه .. لابد أن أتكلم وأبوح به كي لا أموت وباستطاعتي قول كلمة حق ..

في ساحة الجامعة .. إي والله وكأن أحدا لن يراهما ..ربما يكون قد جزم لها أن ذلك من المباحات في الحب أو ربما يكون قد كتب لها ما يسميه الفساق والماجنون عقد زواج عرفي .. وهي المسكينة أطاعته ..

أخزاك الله وقاتلك أيها الحقير .. لا تدرون كيف هي حالتي الآن وأنا أكتب هذا النص .. تكاد روحي تفيض من هول الكارثة ..صدمت ورب الكعبة .. أيكون الحياء قد نزع من بني البشر .؟ لم أكن لأصدق يوما ما أسمعه عن العلاقات الخارجة في الجامعات ..كنت أظنها هراءات وأحاديث شباب منحل .. لكني هذه المرة رأيتها بعيني وليتني لم أرها ..

لو كان ذلك في مكان مغلق ورأيته على سبيل المصادفة لتبادر لذهني أعذار كثيرة .. ربما تكون تلك الفتاة زوجته بحق .. لكنها في ساحة الجامعة تحت ظل شجرة وراء أعين الناس .. لا أظلكما الله بظله يوم الدين.. اختبئتما من الناس وغفلتم عن عين الله التي لا تنام ولا تسنوا ..

كيف تسمح أنثى لشرفها أن ينتهك باسم الحب .. لمسته ليدها .. قبلاته الوضيعة لها .. حركاته القذرة .. وما بعد ذلك ووراءه .. قد باعت شرفها لأنها تحب ..

متى كان الحب لقاء في ظلام .. وإن كانت تحبه .. إن كانت تعشقه عشقا جنونيا .. أتسلم له نفسها بهذه البساطة ..

بلا شرف لا تزن الأنثى في ميزان الحياة شيئا .. بلا شرف .. لا ينظر لأنثى مهما يكن .. بلا شرف فقدت هي عذريتها وحصنها وأنوثتها..

ما إن رأيت ذلك وسمعته..رأيته على أجهزة المحمول مع الشباب في الجامعة.. لم أعد أرى شيئا أمامي .. أحسست بنبض سريع في قلبي وكدت أسقط من فزعي مما أراه ..

حسبنا الله ونعم الوكيل .. يا كل فتاة .. يا كل أنثى .. أنا لا أهتم بشأن ذئب بشري ولا أخشى عليه .. لكنني أخشى عليكن أنتن .. على حيائكن أن يخدش .. على شرفكن أن ينتهك .. على ذلك الستار الرقيق بين الحياء واللاحياء أن يخترق. . لم يكن الحب داءا لنهرب منه .. لكنه قيم ومبادئ .. إحساس وصدق .. شرف وكلمة حق .. ليس فلما تمثيليا من شيطان إنسي .. ونسج من إبليس لفصول رواية ذاك الفلم .. لا تقنعن بكلمة مزيفة .. ولا تملن لذئب بشري .. إذا أحب قلبك وأحبك هو .. فلا سبيل إلا النور .. والعلن .. وأتوا البيوت من أبوابها .. هذا هو سبيل ربنا وما وراءه زيف من عمل الشيطان ..

أوهام قلب ..

امتلأت نفسه بالأحزان ليس لشيء بعينه .. لكنها الحياة يوما بعد آخر تحطم جدارا من صبره وتدمر حصنا من طاقته حتى صار ذلك القلب صحراء خاوية على عروشها ..

لا يعرف ما الذي يحبس دموعه عن الجريان والسيل كفيضان يقتلع تلك الآلام .. أتعبه كثيرا ذلك الثقل الذي يحمله بداخله .. خوف يتملكه من مجهول .. رهبة قوية جعلت أعصابه في حالة توتر مستمر ..

حاول كثيرا أن يهرب من حزنه إلى أحضانها .. يستنشق نسمات حبها .. يشنف أسماعه بكلماتها العذبة التي تروي تلك الصحراء فتغدو بين عشية وضحاها أرضا خضراء .. لكن ظنه لم يفلح .. وما زالت الآلام تأكل في قلبه .. انقلبت حياته .. كل من حاكه شعر أنه غير الذي كان .. تغيرت عادته الاندماجية مع الناس إلى روح انطوائية معزولة غير أن جسده يأبى عليه أن ينفرد بنفسه .. ودائما ما يصطدم بمن هم قريبون منه .. دون قصد منه ..

بنت له أوهامه صرحا قويا من العذاب لا يستطيع أن يخرج منه أو يتعداه .. الخوف من الكارثة المجهولة .. احتجزته دموعه خلف قضبان جراحه التي تمكنت منه ..

أصبح كبانا بلا كيان .. وجه شاحب وروح تعيش على كوكب الألم .. وكأن سيرة حياته أوجزت في بضعة شهور تكالبت فيها متاعب الدنيا واندفعت مخترقة أعماقه تسكن بين حنايا روحه ..

اختفى الأمل الذي طالما عرف به من قاموس أيامه .. عزف عن الطعام والشراب .. تبدلت تلك الضحكة التي كانت وساما على صدره يفتخر بها مع رفض الكثير لها .. نسج الزمن مع مروره عليه بتلك الحال ستارا متينا بينه وبين الحياة .. يعيش كما الميت .. ينتقل بين المكان والآخر ..يحدث فلان وعلان ولا تغير .. ذهل الجميع منه .. ليس هذا من عرفوه مرحا جذابا مفتخرا بكل ما فيه ..

غربت شمس اليوم ..خرج يجر قدمه .. وراح يسير على ضفة النيل العظيم .. وكأن النيل بروحه العالية وماءه الغزير هو الحل الأمثل لنفس تعلقت بها كل هموم الحياة .. لكن آماله في ضياع همومه خيبها القدر ..فكيف لجماد أن يمحو آلام البشر ...

للحكاية بقية

على أعتاب الزمن

لن تغيب شمس الحرية مهما طال الزمان .. كبلته قيود السجان وأثقلته هموم الحياة .. حكموا عليه بالسجن المؤبد لأنه قال ربي الله .. لأنه نادى بالحرية تحت ظلال كلمة الحق .. رفع كتاب ربه شعارا له وسنة نبيه منهاجا يسير عليه .. لكنهم خشو على مناصبهم وكراسي حكمهم أن تهتز أو يصيبها وباء من سبقهم .. فقيدو حريته لكنهم لم يقيدو روحه ..

نقلوه بين سجون ومعتقلات .. رآى فيها من المهانة ما الله به عليم .. وبقي صلبا قويا لم يتراجع عن مبدئه ولم يعوج عن سبيل ربه ودعوته ..

خرج أخيرا بعدما قضت تلكم السنوات العجاف على شبابه وقوة جسده .. لكن روحه ما تزال بتلك العزيمة والإرادة .. ما يزال بقوة عقيدته ..

لكن الأيام لا تعلم جاهل ولا تربي يتيم ولا تكبل غريزة قلب .. فاجأته الحياة بمآسيها التي ألحقتها بأهله وذويه .. ابنته ذات العشرين عاما بعيدة كل البعد عن أفكاره ومبادئه .. اختلط دمها بدم العصر الكارثي .. الموضة والأزياء والسهر وصداقة الشباب .. وحضارة الشيطان ..

قد كتب القدر على زوجته الموت بعدما سجن بأعوام قليلة .. وعاشت ابنته تلك وحدها .. يطل عليها أعمامها وأقاربها بين الحين والآخر .. لم يقصروا ماديا ..لكنهم لم يضموها إليهم ..

انحنى ظهره من هول المصيبة ..عشرون عاما في ذل ومهانة وما زال ظهره قائما صلبا .. وابنته الوحيدة هي التي قصمت ظهره ألما وحزنا على حالها..

لم تعص له أمرا في شيء يريد ..لكن حياتها لم تكن على هواه أو كما تخيل .. ومن الصعب أن يغير هو ما أفسده الدهر ..

حاول معها .. ألهته الدنيا فيها .. تغيرت فكرته الأساس وركز كل حياته لها .. حتى اقتنع أنه يستحيل أن تصلح حال ابنته مهما يكن فقد أغفلها الشيطان وساق بها ركب الضياع ..

كانت عائدة من الجامعة ذات يوم .. لم يمهلها القدر أن تستقل سيارة الأجرة التي أوقفتها ..لأن ذات السيارة هي التي أنهت حياتها.. فبدلا من أن تقف لتستقلها الفتاة .. لم يتمالك السائق نفسه .. لم يستطع التحكم في كوابح السيارة إلا بعدما انقضى كل شيء ..

ولأن حكمة الله رحمة أيا يكن .. ألهمته أن يتزوج مرة أخرى .. وعمره 55 عاما .. رزقه الله بفتى .. رباه على يده .. أسس لبناته جزءا جزءا .. حتى استوى عوده وصار رجلا .. خلف أباه في حكمته وعقله ودينه ..

لم تكن هي ماردة أو فتاة شيطان .. لكنها لم تجد قلبا تأوي له وتبثه ما بداخلها .. لم تجد من يأخذ على يدها .. ليس عذرا لها عند ربها .. لكنه أحد الذنوب الهائلة التي ستقصف يوم القيامة قلوب الظلام ممن كانوا سببا وراء ذلك .. ستبقى هذه سنة الحياة .. ما لم يتغير الحال ونتخطى عتبات الزمن الأليمة .. إلى أصل الدنيا وسنة الله فيها ..

ذكراك في قلبي

لا يغفل الزمان عن أرواح سجلت في صفحاته عطر التاريخ وزينت أوراقه بأمجادها .. ولا تطوي الأيام ذكراهم أو تنسى الحياة علاماتهم ..

انتهت انتخابات البرلمان المصري .. ونجح هو أمام منافسه المرشح لعضوية البرلمان من تلك القرية التي لم تعرف شمس الحياة لها مكانا إلا بعد أن أظلته حصانة المجلس..

رجل تبنى الحق وبه عرف .. أكبر أهل القرية مقاما .. هم يعرفون له مكانته .. مد القدر في عمره عامين بعد أن نسجت حوله الحصانة ..

كان يوما لا ينساه من حضره ولا يتخيله أبدا من سمعه رواية ممن عاصروه ..

عاد من صلاة الجمعة إلى بيته القروي .. كان برفقته ابنه الكبير .. كعادته كل جمعة .. انفرد بنفسه حتى ينتهي أهل الدار من تجهيز سفرة الغداء .. تناوله مع أهله .. أحسن بحرية تغمره .. إحساسه بالإنتعاش مع كثرة الأنفاس حوله ..

قبيل العصر .. جلس وسط أبنائه وإخوته .. تبادل معهم الحديث بشوق عرفوه في عينه .. ابتسامته التي لا تفارق خديه جلية واضحة أكثر من أي مرة أخرى .. ودع أخيه المسافر .. وانصرف الحاضرون كل إلى حيث ذهب .

قام ليتوضأ لصلاة العصر .. وفجأة اتكأ على المغسلة .. جاءته الأزمة .. هو يعاني من أزمة قلبية قديمة تغيب عنه زمانا طويلا ثم تعاوده .. انتبه له ابنه .. ساعده حتى جلس في ساحة البيت .. جلب له دواءه .. عصر تلك الحبة في فمه .. فأخرجها من فمه .. وهو يقول " لم يعد لها داع " ولسانه يلهج " إنا لله وإنا إليه راجعون " ويتشهد ..

انزعج ابنه من حديثه حاول إقناعه أنها أزمة عادية وستمر كما مر كثير قبلها.. لم يرد له جوابا سوى الشهادتين .. بسرعة طلب أخذه ابنه في سيارة جارهم متجها إلى مستشفى المركز .. وفي الطريق وعلى مقربة من المركز .. لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يقول " يا حي يا قيوم " ثم مالت رأسه جانبا وعلى خده ابتسامة عذبة وجبهته تضيء كشعاع الشمس .

انتفض ابنه لحال والده .. لكنه .. توفي رحمه الله .. أدار السائق وجهة السيارة وعاد لقريتهم ثانية بسرعة جنونية .. حاولت سيارات كثيرة ممن يعرفونه ايقافه لمعرفة ذلك الأمر الذي جعله يجري بسيارته .. لكنهم لم يستطيعوا ثنيه عن قيادته الجنونية حتى وصل باب الدار .. ووصل الخبر لأهله ..

وانقلبت القرية كلها رأسا على عقب..

عرف الكل خبر الوفاة .. فانساب الناس أفواجا من القرى المجاورة وحتى نواب المجلس الذين كانوا يقولون عنه نائب من زمن الصحابة " ..

قررت الجنازة في اليوم التالي عصرا .. اجتمعت تلك الحشود لتقف في جنازته .. لم يستطع أحد السير خطوة واحدة لأن المكان يعج بالناس .. من (كوبري) القرية وحتى المقابر ..

بقيت الآلام تسكن القلوب على فقدانه .. رآى يومها أهله ذلك الحب في عيون الناس .. من كل بقاع مصر جاؤوا ليودعوا فقيدهم بدموع الحزن ودعاء الصدق ووفاء القلب ..

قبل وفاته بأربعة أشهر .. رزقه الله بحفيدين من ابنته .. هما توأم .. سماهما هو .. ذكرهما على اسمه والأنثى على اسم هاجر عليها السلام ..

يوم لا أستطيع أن أجمع كل ما فيه ..سمعته وشاهدت تصوير الجنازة .. لكنني لست قادرا على جمع كل هذه الأمور في رجل واحد .. رحمه الله رحمة واسعة..

كان هذا كله قبل عشرين عام .. يوم مات جدي .. ذكراك في قلبي أيها الرجل الذي ما سمعت عنه إلا أمجاد تجعلني أزداد فخرا أنك جدي.. وأزداد حبا في اسمي لأنه على اسم نبينا إبراهيم ..ثم على اسمك أنت..

مدونتي الحبيبة .. أعتذر

لست غائبا عنك حبيبتي

لست بعيدا عن مناجاة روحك

لست أبدا غافلا عنك

لكنها الأحلام جذبتني إليها

أبنيها لترسو على شاطئك

هي أفكاري هي أنت

شيء منك لا يبعد عنك

سأعود قريبا .. أو أنا لم أرحل أصلا

سيخط القلم جديدا ليكون غدا بين يديك

لحظة ضياع

بين صراعات الأمل والألم باتت تقف على أعتاب حلمها .. ربما هي تلك الخطوة التي ستنقل خيالاتها من كوكب الخيال لأرض الواقع أو ربما تكسر كل حواجز الخيال لتسقط بها في دنيا الواقع وتثبت لها خيبة أملها وقلة حظ الحالمين..

تركت وسادتها تلك الليلة وراحت تراقب تحركات القمر لا تبثه شكواها فهي في انتظار فسحة امل تنتهي بعدها الآلام .. راحت تتخبل ملامحه في لوحة مرسومة بإبداع على صفحة القمر الساطع.. أتكون قد تغيرت ملامحه.. لا لم يمض الكثير .. سأعرفه وإن كان بين ألف شاب..

مضت ليلتها وهي جالسة كما المتقلب على الجمر تنتظر بزوغ الشمس من مخبئها .. ما إن خرج النهار وليدا حتى بدلت ملابسها وعطرت نفسها وتأهبت للقاء .. أخذت لوحة كتبت عليها اسمه وخرجت قاصدة المطار ..

على ألحان "خليك فاكرني" قادت سيارتها بسرعة جنونية.. الطرق مازالت فارغة .. وصلت أخيرا.. همت بالنزول مصطحبة تلك اللوحة.. اسهجنت نفسها أن لا تعرفه دونها.. أطاعتها وتركت اللوحة وفي دقائق كانت في صفوف الإنتظار بصالة القادمين..

أوشك القادمون على الإنتهاء ولم تره حتى الآن .. فكرت أن تعود وتحضر اللوحة .. مازالت نفسها تكابر .. بقيت هكذا ساعة .. لتراه عن بعد يسير وإلى جانبه شخص ما.. يقترب وتتضح معالم ذاك الشخص.. هي أنثى شابة .. بيدها حقيبة تجرها خلفها وعلى يده هو معطفه الأسود .. ذلك المعطف الذي كان هدية في ذكرى حبهما..

حاولت أن تقنع نفسها أنها رفيقة طريق وسترحل بمجرد أن يراها وينقضي الأمر.. ظلت تأهب قلبها لمثل هذا اللقاء..ثوان معدودة وسيكون بين يديها.. يأعاتبه على هذه الغيبة الطويلة.. يرافق فتاة في سفره أيضا سأعاتبه عليها..

لحظات قليلة ورأته يلقي بمعطفه على تلك الفتاة التي بجانبه ويسرع في خطاه جريا .. صور لها عقلها أنه يجري نحوها.. لكن والدته كانت تنتظره على مقربة منها..

موقف عصيب..عذرته ..ربما لم يرها .. هي والدته ولا بد له من السلام عليها بداية .. راحت تحث الخطى إليه.. اقتربت منه لتسمعه "..دي نادين ياماما مراتي الي حكيتلك عنها.."

لم تصدق ما سمعت .. حاولت أن تقنع نفسها أنه وهم وأنها لم تسمع شيئا .. اقتربت أكثر ..أصبحت عنده .. ووصلت نادين كذلك .. ألقت السلام ونظرت في عينيه عله يقول شيئا..

تصنع نسيانها وأنه لا يعرفها .. من أنت ؟ أنا حب عمرك يا بسام .. من ؟ أنا لم أعرف أحدا ..قد كنت مسافرا .. ربما تكوني سائلة تريد شيئا..حسنا ..أمي إليها بخمس جنيهات ليس معي نقد مصري الآن ..

ذبحتها كلماته واغتالتها نظرات عينه التي تعرفها تماما وتقول لها..ارحلي .. ارحلي فما عاد لك هنا مكان .. فتركت المكان فورا ..

عادت لسيارتها والدمع قد أغرقها و تحولت أحلامها إلى برج عال قصفته صواريخ فتاكة.. فأصبح هشيما تزوه الرياح.. قد قست الأقدار عليها .. وحكمت بلحظة الضياع وشددت الحكم فعزفت عليه ألحان الوداع ..

لهـا هي ..

قلم وورقة

ظلام وشموع

هدوء وألحان

وصوتها العذب الرقيق

أمسكت بقلمي لأسطر شيئا من مشاعري على الورقة

سقطت الشمعة على يدي ..أحرقتني

أترى هل يلهيني ذلك عنك ؟

لا وربي .. فأنت في فرحي معي وفي حزني معي

يا ويح قلبي .. متى يغيب طيفك عنه ليذكرك ؟

أنت أيتها المتألقة بنورها على مئذنة قلبي..

يا أنثى الروح

يا فتاة الحياة

يا لحن الهوى ومرتع الأحلام

أنت يا أنا ..

لا تغيب شمسك عن قلبي

لا تبعدي أحضان روحك عني

أيها اللحن الأنثوي العذب

أيها القلب الرقيق

أيتها البسمة التي أعشقها..

لتبقي بجانبي

لتكوني ظلي من حرارة الحياة

دفئي من برودة الدنيا

لتكوني كلي أنا

أيكون الضجر بقلبك مني ؟

أأكون جرحت كيانك الرقيق ؟

أتكون نفسي الشقية أتعبتك ؟

أيكون الشيطان نسج بمكره في قلبك شيئا علي ؟

إن كان هذا أو ذاك ..

إن كنت أخطأت في حقك فهاهي روحي تقبل كفيك

ها هي نفسي تجري إلى قدمي كيانك الرقيق تقبلها

ها هي أنفاسي تحترق ألما تتمنى الرضا

ها أنا أعتذر لكِ..

إن كان البعد قدرنا بين حين وآخر

إن كان الأرق والقلق صديقين لأجفاننا وعيوننا

فلا يكن للشك سبيلا لقلبينا

حبيبتي..

لنسقي حبنا عسل الشفا

لنرتشف من كأس الغرام شراب الهوى

ولتبقى حياتنا كما هي

حبيبين لا يفرق الدهر بينهما أبدا

أحبك حتى وإن قل الكلام.. وإن طالت المسافة وبعد المكان

أحبك دوما ودائما وفي كل زمان

أحبك بقلبي .. بعقلي .. بكل الكيان

أحبك بأشواق الهوى .. بألحان النوى .. بغرام الكلام

حبيبتي .. أنا لله حياتي ثم لكِ

( ربما تكون كلمات هذه الخاطرة بعيدة عن كونها شعرا أو أدبا .. لكنها من قلبي لها.. )

 
') }else{document.write('') } }