وزينة الرؤوس تيجانها..

سأبتعد عن العادة والتقليد .. ربما يكون الأمر بداية مستهلك .. لكنه بالنسبة لقلمي مازال حديثا .. هي تلك الطريقة التي تداولها المدونون فيما بينهم ربما لفتح صفحات صداقة وتكوين علاقات حسب نية كل شخص .. هي فكرة استسغتها و أعجبتني بشدة .. ربما لم أتناولها كثيرا ذلك لأني لم أدعى لها كثيرا .. هو ذلك التاج الذي يسدله على رأسك صديق أو صديقة لمدونتك .. وها هو التاج قد تكرمت به علية Joudy .. سأجيب عليه بطريقتي الخاصة لا كما اعتدنا..

اسمي .. إبراهيم العدوي .. وليست لي شهرة بين رفاق دربي لأنه من الأساس ليس لي سوى رفيق درب واحد هو من اكتسبته صديق من دنيتي هذه ولا يناديني سوى باسمي .. ولكن قلبي يناديني ( هيمـا ) ..

عمري كما قلت قبل ذلك إن كان حسب التقويم الهجري يكون 21 سنة و25 يوما وإن كان بالتقويم الميلادي يكون 20 سنة و5 أشهر و 10 أيام ( يعني Joudy أكبر مني ب 16 يوم)

أما عن مدونتي فهي ( كأني أتكلم ) ولهذا الاسم سره الذي يكمن بين قلبي وأفكاري .. غير أني فتحت صفحتين أخريتان لأستطيع أن أتنفس فيما العامية إن أردت ( مقهى الثرثرة – أوراق وأسرار ) إلا أن الأساس وبنت أفكاري هي (كأني أتكلم ) .. وعن الصورة الرمزية لهـا فصدقوني إن قلت لكم لا أعرف ما هي الصورة التي اخترتها فلم أغيرها منذ زمن ولكن لابد أن يكون لها تعبير اخترتها على أساسه. ولم أفكر ولن أفكر بإذن الله في إغلاق مدونتي وبئر أفكاري..

مجال دراستي هو مهنتي التي أشتغل بها .. الإعلام .. الحلم الذي ركب معي من كل محطات قطار الحياة.. كلما نزلت في محطة أستريح قفز معي ورافقني حتى مكنتني الأقدار من السير على بداية طريقه .. كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة المنصورة .. كم كان حلما أن تكون دراسة الإعلام بجامعة القاهرة ولكنها الأقدار.

أما عن ردة فعلي إن فعلها أحدهم وكتب تعليقا سخيفا فلن أفعل أكثر من أن أمحيه إن كان خارجا .. و أسوء مدونة قابلتها وبدون ذكر لأسماء هي من تلك النوعية التي تسخر من علماء الشريعة ومالمفكرين ودعاة الإصلاح وتجديد الدعوة .. لا أعلم كيف تسنى لصاحبتها أن تسب رجلا شهد العالم كله له أنه مجدد الدعوة في القرن العشرين وبشهادة الغرب الكافر .. حسبنا الله ونعم الوكيل..

بريدي الإلكتروني من الىن وقبل أن يتوفاني الله وهو نادرا ما يتشرف بزيارتي ..ربما أفتح ( الماسجر ) لكن البريد الخاص بي لا أتذكر أني أرسل به رسائلا أبدا إلا ذلك الذي عملته خاصا بعملي أو بمجلة رؤية التي تعرفونها جميعا.. وأكثر ما ندمت عليه هو أني يوما أعطيت كلمة المرور لشخص أخذ مني بريدي ما اضطرني أن أفتح غيره .

السفر بالنسبة لي كان حلما وأمنية رائعة عندما كنت في السعودية أما اليوم عندما احتضنتني أرض مصر الحبيبة فإني أبكي بحرقة إن فارقتها يوما كما كان حالي في سفري بعد رمضان للسعودية مع أني كنت ذاهب لأحضان والدي ..

وعن نكهتي المزاجية ( المود كما تسمونه ) فهو دائما متقلب .. وهذه حياة كل قلب دخلته مشاعر الحب.. هدوء ورومانسية ثم صراع مع الألم ثم تحطم يعقبه بناء فتكون حالتي المزاجية بين سعيد جدا وحزين جدا أو لست شاعرا بنفسي كي أصفها ..

أوقات فراغي مناسبة ليست بالكثيرة ولا القليلة ولكن فراغي ليس فراغا فهو ممارسة لهوايات ..كتابة أدبية – تدوين – وأظن أن زمن الفراغ قد ذهب بعد أن حققت شيئا من حلمي في مجلة رؤية .

أجمل ما أشتهيه من الطعام وشتى المأكولات هو (محشي ورق عنب) وغير ذلك لا أجد شيئا تشتهيه نفسي لكني لا أكره من رزق الله شيئا..

الصفة التي أخذتها من والدي الطموح الواسع لكني قصير النظر ليس طبيا إنما في شؤون الحياة ومن والدتي الحذر وإن كنت لا أحسنه مثلها.

ما أكرهه كثير .. الخيانة – صداقة المصالح – سرقة التعب – الجرح والألم – أن يتأمر علي من ليس أهلا لذلك )

أما عما أحبه فربي قبل كل شيء ورسولنا صلى الله عليه وسلم ثم والداي أطال الله بقائهما وإخوتي بعد ذلك تأتي هي ولا مجال بعدهم سوى لعملي وهواياتي.

شخصيتي متنوعة.. توتر واستقرار ليس لأحدهما وقت .. ربما يكون لساني كما يقولون لي يقطر شهدا وهو ما قرب إلي الكثير لكني بعض الشيء متسرع لا أحسب الأمور إلا بعد أن تحيطني شباكها ومن رحمة ربي بي أن قليلا جدا مما أقدم عليه بتسرعي هذا يكون خطأ والحمد لله ليس في شؤون كبيرة ..

دخلت عالم التدوين لعشقي للكتابة ورغبتي في أن يكون لي جمهور يقرأ ما أكتب بدلا من احتضان أدراجي له .. كثير قالوا في مدونتي مدحا لكني لا أستطيع التفريق بين الجد والمجاملة .. أصدق ما قيل وشعرت به هو من المدونة التي أرفع لها القبعة احتراما وأنحني لها تبجيلا وتوقيرا ( ستيتة حسب الله الحمش ) خالتي التي لم تلدها والدة أمي .. تقول أني (فنـــان) من الفن وليس من صفة الحمار.

أفضل موضوع كتبته على المدونة أكثر من واحد .. اليوم أجدد عهد الحب .. استراحة مع أنثى .. هذا في نظري ولكم أنتم الحكم فقد قرأتم كل ما كتبت هنا..

لا يتسع المجال لذكر أفضل المدونات لكن على سبيل التمثيل لا الحصر.. ( سنووايت ) لست وحدها لكني أحببت أن أذكر مدونتها لأرفق ذلك بسؤال عنها وعن أحوالها فمن لديه خبر عنها؟ وأفضل موضوع قرأته كثير لا أتذكر الآن شيئا بعينه ..

الإنترنت بالنسبة لي كالماء والهواء وعندما ينقطع الإتصال به ولو لساعات قليلة أكاد أختنق حقا وأضوج كأن ابنا لي مسه شرا .. ربما يكون هذا من السيئ في شخصيتي لكن لا ينكر أحد ما للإنترنت من دور كبير في حياتنا ..عملي كله متعلق به..

أرسل هذا التاج .. لمن شاء أن يسدله على رأسه في عالم التدوين خاصة من يقرأ إجابتي عليه..

خالص تحياتي لكم ..

الدعــوة عـــامة

أترك اليوم أجواء الحكايا والخواطر وأتحول بكلماتي هذه المرة لشيء أشبه بالدعاية أو الإعــلان.. ربما يكون البعض من زواري الكرام قد وضلتهم دعوة خاصة مني للإنضمام لفريق تحرير مجلة رؤية مصرية التي أنشأتها بحمد الله وصدر عددها الأول في أول ساعات اليوم كما وعدت..

رؤية مصرية.. هي وجهة مختلفة ورسالة من نوع آخر وإعلام بشكل غير المألوف .. رؤيتي لعالمنا العربي .. ربما يكون العدد الأول مصري بحت ليس لمادته علاقة بالدول الأخرى ولكن ربما يكون العدد القادم سوريا مثلا وهكذا..

رسالة الإعلام ليست صحافة فقط .. ما أحاول صنعه هو لون جديد من الإعلام الإلكتروني .. ليس في التكنولوجيا وإنما في المادة المنوعة..

ابتداء من العدد القادم بإذن الله سيضاف لأقسام المجلة قسم " محطة رؤية الإلكترونية" وأول ما تبث هذه المحطة 15 دقيقة أسبوعية لحلقات برنامجي الذي سأقدمه أنا .. "رؤيتي" .. أحقق به حلما راودني كثيرا وأتواصل معكم بطريقة أحب إلى قلبي وأكثر قربا.. قرأتم لي سنة كاملة ..من حقكم أن تروني الآن..

ستدور أفكار هذه الحلقات في بيئات مختلفة تنبع من ينابيع أيضا مختلفة .. ولكم أن تقترحوا أفكارا وتناقشوني فيما سأعرض..

ولمن لم تصلهم دعوة مني بشأن المجلة ..فهذه دعوة عامة لمن يريد أن يراسل المجلة أو لديه ما يفيد .. أتمنى أن تكون المشاركات المرسلة بمستوى جيد ويفضل أن تكون بالفصحى إلا إن كانت فلكلورا شعبيا أو مقالا ساخرا .. لأننا نصنع إعلاما عربيا لا مصريا واختلاف اللهجات قد يسبب مشكلة في التواصل..

بإمكانكم زيارة المجلة من خلال الضغط على إعلانها الموجود أعلى القائمة اليسرى هنا في صفحة مدونتي..

في المرة القادمة .. أعود مرة أخرى للحكايا والخواطر..

واحتضنه قلبها ..

بين الضياع واللاأمل احتجزته أوهام الحب التي تخترق قلبه أكثر..فترة ألم وعذاب.. يقف على أعتاب نهاية مأساوية لقصة حياة كاملة كان خياله العاطفي قد بناها وسكن داخلها.. كانت حبا حقيقيا ربما كان ينقصه بعض المشاعر ليكتمل بناؤه .. انتهت أجمل أيام عمره حتى الآن.. وبدأت صرا عات الحزن والندم والشوق تشتعل داخله .. تكاد روحه تختنق .. ولكنه ما يزال حيا..

لم يمض على بداية ألمه زمنا طويلا حتى صادفته تلكم الفتاة القمرية .. لم يحاول أن يتحدث إليها خشية أن تكون على ارتباط مع غيره .. حدثته هي ..تكلما سويا .. يوم وآخر والحديث يزداد عمقا في كل جوانب الحياة حتى في تجاربهم السابقة لكن أحدا لم يلمح للآخر بشيء يكمن داخله.. حاول أن يتأنى هذه المرة كي لا يصاب بسهم قاتل يسفك دمه هذه المرة..

بعثت له رسالة قصيرة من مجهول " قلب يطير حولك يستنشق عطر أنفاسك .. لو انتبهت إليه" وكعادته المتسرعة تأكد أن هذا المجهول هو هي .. رد لها رسالة باسمه " انتبهت وجاري تنفيذ العملية "

وابتدأت رحلة جديدة في حياته ..تخللتها آهات وآلام لكنها من الشوق والبعد .. ربما تكون هي قد أحبته .. وربما شعر بها بعد فترة .. شهرين وتعمق حبها في قلبه..

تحدث إلى أخيها رغبة في خطبتها.. ليس على استعداد في التو واللحظة لليتم الخطبة.. لكنه أراد أن يوقف أي محاولة خطبة أخرى .. وبقى الأمر على هذا الحال على وعد منه بالتقدم لخطبة رسمية بعد شهور قليلة..

مرت الأيام .. جمعه القدر بأخيها في حرم الجامعة .. أخبره بأن فلانا تقدم لخطبة أخته ووافق والدها بعدما قبلت هي بذلك وأن أمره قد توقف وانتهى..

يبدو أن حظه القدري حكم عليه بالبؤس والشقاء لا الحب والهناء..

انقلبت حياته رأسا على عقب بعدما سمع ما قيل.. حاول الاتصال بها ليستوضح الأمر ..ولكن بلا فائدة.. اسودت الحياة في ناظريه..شعر بقفل يغلق قلبه بشدة وقسوة تغمره وكأنه تحول لكتلة صخرية لا تشعر ..

كتب لها رسالة قاسية تمتلأ لوما واستهجانا لما فعلت به وبقلبه المسكين وهي تعلم ما ألم به قبلها من فوادح كادت ترديه ..

وصلتها رسالته وكأن سهام نارية اخترقت روحها..لم تصدق ما حدث.. يبدو أنها لا تعرف شيئا عن الحكاية وما جرى فيها ... سكبت عليه كلمات تطير منها شظايا حارقة ردا على كلامه ..مفادها أنها لا تعرف عمنا يقول شيء وأن تهوره هذا جرحها..

جمعتهما الأقدار التي رتبا لها وسارت على هواهما.. اتضحت الرؤية لكل طرف.. اعتذر لها واعتذرت له عن تلك الكلمات التي سمعها.. اتفقا على خطوات جدية لتتم قصة حبهما برباط وثيق لا تستطيع كلمات الدنيا أن تخل به .. سألها سؤال أتعبه كثيرا عدم ردها عليه.. لم وافقتني على طلبي بداية الأمر..هل كنت أنت صاحبة رسالة المجهول؟ تركته ورحلت.. ليبقى حائرا هل هو ارتياح قلبي أم حب كما يريد هو..؟

تمت

تائه في قلب أنثى

لا يقتنع القلب بمرارة الألم وإن ذاقه وانغمس فيه .. انتهى من تجربة حب فاشلة هي الأولى في حياته .. سجلت أيامها و حروف الشجن في قلبه لتبقى في مذكرات حياته .. كان فشله عن قلة إقتناع بشخصه أمام تلك التي علق حبها في روحه .. علمت أنه ليس الجدير بقلبها فهي ليست فقط أولى تجاربه بل هي أول من يحاكي من الفتيات .. شعرت أنها رغبة تمناها قلبه وليس حب.. ربما يكون حبها قد تسلل لقلبه ذات مرة وشعر بها حقا .. لكنها قد بنت في مخيلتها له صرحا اسمه لا..

ترك وهمه الذي كان يعيشه وانطلق يمارس حياته بتلك الصورة الأليمة التي نقشت بقلبه عن قلب الأنثى الذي لا يقبل مثله .. ما لبث أن وضعت الأقدار في طريقه فتاة تكبره بثلاث سنوات كوامل .. كان خيالا أن يدق لها قلبه.. بدأت معرفتهما صداقة بريئة (إن صح أن نقول هذا) تعاملات تطورت لإحساس ومشاعر.. فوجئ بحبها يخترق أعماقه.. استمر معها مدة لا تزيد عن خمسة أشهر أو أقل .. كانت دائما تشعره بالفارق بينهما.. فرق العمر والمستوى الإجتماعي وإن كان قلبها أحبه أو هو أحبها إلا أن تلك الشوكة وقفت في حلقيهما فلم يستطيعا استكمال المشوار.

ابتعدا ومارست عليه سيوف الحب قتالا صارما شديدا أتعبه وأضناه.. حتى عرف تلك الثالثة .. ليس حبا حقيقيا لكنها وهم يضحك به على قلبه المسكين.. فتاة من فلسطين عاش معها في حديث وهمي .. مرات عبر الهاتف وأخرى عبر الإنترنت .. قلبه يحتاج إلى جرعات حنان ليس إلا .. طبيعته الرجولية لم تقتل ميله لها كأنثى ليس أكثر ..

شعر بحبها له ..كانت له وهما أو حقيقة .. لكنها أحبته بشدة .. تعلقت به.. بدأت تمني نفسها بأوهام ساعدها هو فيها .. شعر بخيانة عظيمة يقترفها قلبه تجاه تلك الأنثى البريئة .. قرر الإبتعاد وإن كان هناك خسارة روحية ضخمة لديها هي ..

لم تكن نيته من البداية سوى استنشاق روح الحب من قلب أنثوي رقيق يميل للإحساس الدافئ ويستعذب ألحانه ويترنم بكلماته.. تركها وراح يكمل مسيرة أيامه التي لم يعد يعرف ماذا يريده منها ؟

لم تتركه مصائد الهوى فقلبه مادة خام أصلية ليكون نواة حب جديد كل يوم .. الأقدار المكتوبة له في سجل حياته قررت أن يعرف أنثى جديدة.. عرفها .. لكنها ذلك الدرع الذي اصطدم به فكسر كل أضلاعه.. أحبها بحق .. ليس كمن عرف قبلها.. نوع آخر ولون جديد.. صورة مختلفة تماما للأنثى في نظره ... الجمال والدلال والرقة والتمنع.. وذلك الأخير هو الذي علقه بها أكثر من غيره فالممنوع أمام العاشقين محبب لقلوبهم .. صرحت له بحبها له.. أحبته لكن بطريقتها هي .. حب التملك ..حرب استنزاف قلبية .. هي تلك التي أخذت من قلبه حق تلك التي سبقتها .. عذبه حبها وجذبه العشق بكل قوته إليها.. لكن روحه لم تتحمل ذلك التمنع ..كره ذلك البرج العالي الذي كانت تقطنه ..تمده له يدها من شرفته وتطالعه بعينها كي تزيده شوقا ..نظريتها في ذلك أن يتمسك بها أكثر حتى إذا كانت معه تكون جوهرته الوحيدة الآمرة الناهية.. وللناس فيما يعشقون مذاهب..

لم يجد فيها ما تمناه .. ليست هي تلك التي تسكب من حنانها على قلبه فتغمره في بئر الهوى والأمان.. أحبها فعذبه حبها.. أحست روحه أنفاسا أنثوية جديدة.. قريبة منه .. تشعر به وهو ليس معها.. لم يكن يلقي لها اهتماما.. لكنه تعثر يوما في حبالها .. وجد معها ما تمناه في حبيبته..ربما لم يشعر بحبها لكنه شعر أن إحساسا ما كان مفقتقدا في نفسه ووجده معها.. أصبح على علاقتين.. حب وإحساس ..

لم يشعر بالخيانة ولو لحظة واحدة.. هو يبحث عن ذاته داخل قلب الأنثى أيا كانت ..حتى ولو كانت الأنثى أكثر من فتاة..

لم يحسن تدبيره تسيير الحظ على هواه.. وتكشفت الأستار عن حقيقة علاقته بإحساسه المفتقد .. لم تجد تلكم التي تعيش في برجها العالي إلا أن تتركه وإن كان عشيق قلبها وروح حياتها..

خسر جولة أخرى من حياته في وادي الحب.. جاءت نهايتها لتكسر مشاعره وتأسر حياته كلها .. علقت قلبه في مشنقة ذل الغرام الأبدي .. لكنه ما زال يسير في دربه يبحث عمن تحتوي قلبه..

للحكاية بقية

أن أتغير.. بين حلم وواقع

أن أتغير.. حلم يراودني في منامي.. خيال يرافق أجفاني..

أن أتغير.. فكرة صاغتها خيوط حياتي.. خطوات رتبتها الأقدار

أن أتغير.. مشوار أسيره منذ زمن.. لكي أصل إلى القرار الأخير ..سأتغير.

في حياتي كنز هو كل ما اكتسبته منها .. سأبقيه معي لأنه مصدر فكرة التغير.. هو قلبي وما يحمله قلبي ..

أن يكون اليوم .. الغد .. الساعة أو ما بعدها هي نقطة البداية والخطوة الأولى في الألف ميل .. هو هذا ما يتعبني .. متى سأبدأ.. كيف سأتغير.. من سيساعدني لأتغير..؟

حكاية الحياة معي مشوار طويل وسلسلة ضخمة من المشاهد والمواقف.. عشرون عاما وكأنهن دهر أحمله على عاتقي .. زمن مر علي ولم أحدث فيه شيئا ذا قييمة إلا في علاقة شخصية روحية واحدة... خلاف ذلك لم أفعل شيئا.. و هي أيام العمر تمر.

فرصة وضعتها الأقدار أمامي لأتحول من روح لروح أخرى .. تغير تام وكامل في بيئة معيشتي .. عالم آخر لكنني لم أنتبه .. بل انغمست في بحر المتعة الدنيوية في تلك البيئة الجديدة ونسيت أنها ربما فرصة لا تأتي ثانية..

ويظل الحلم يراودني.. أن أتغير.. ويداعب أفكاري يدعوني دوما أن أتغير..

ليست فكرة موجفة.. أو حلم مستحيل.. هي ما تزال خيال لكنه يمكن أن يصبح واقع بكلمة واحدة .. سأتغير

أفعل تلك الفعلة أوغيرها .. ثم يسيرني القدر ويحملني في حافلة من تلك الحافلات الصغيرة التي لا أسمع فيها سوى الغناء وأسمع وقتها آية كريمة وكأنها رسالة إلاهية بعدما صنعت ما صنعت..

الكون حولي كله يتغير .. البشر الذين أعرفهم كل يوم أشعر أن دواخلهم تحولت تماما عن اليوم السابق..

علاقات متذبذبة .. خلافات .. توتر .. ضياع الآمان .. اختفاء الهدوء من بين مفرادت قاموس حياتي .. حركات وسكنات .. هذا هو فلك حياتي الذي أدور فيه.. ربما تكون الحسنة الوحيدة هي علاقة حميمة صنعت بداخلي فكرة التغير.. من أجل ربي.. ثم من أجل نفسي .. و من أجلها.. لا بد أن أتغير.

قد ترسم الأوهام لعقلي أنها الفكرة المستحيل .. تحدثني روحي أحيانا " مسار سلكته عشرون عاما .. وجدت نفسك عليه .. عادات تطبعت فيك.. ولم يغيرها أحد أو يحاول تحسينها أحد من ذويك.. إذا هي صحيحة وإن كانت خاطئة فلن يصلح الماكير ما أفسد الدهر .. " أتكون فكرة التغير ونية التجديد في سلوكيات حياتي ماكير تزيله مادة كيميائية أو يصل به الضعف لتمحوه قطرات ماء..؟

من أسياد قريش و كان كافرا .. يوما ما أصبح أمير المؤمنين..

من العبيد الذين لا ينظر إليهم .. يوما ما أصبح قائدا يحتمى به..

أَوَ أكون أنا الذي أنعم الله علي بنعمة الإسلام والعقل والأهل الصالحين ، بعيدا عن تطبيق فكرة التغير للأحسن ..

لست أفضل من فاروق الأمة .. هذا بالتأكيد .. لست كعنترة .. و هذا كذلك أكيد .. لكن عزيمتي ستكسر الحديد وتحولني من حياة الماضي إلى طريق جديد..

أن أتغير حلم سأبنيه بإذن الله ليكون واقع .. أن أتغير .. خطوات سأسيرها لأصل لهدفي من هذا الحلم.

أن أتغير .. من أجل ربي .. ثم من أجل نفسي .. و من أجلها هي .. سأتغير .. يا نفسي استعدي .. قد نويتها وعزمت .. أن نتغير .. وسنتغير ..

انــقـــلاب

عندما يتحول الصيف بحرارته الشديدة إلى شتاء قارس دون سابق إنذار.. هذا انقلاب.

عندما يصبح العقل واعيا ويمسي مختلا دون سبب معين .. هذا انقلاب.

عندما يضحك المرأ ملئ شدقيه ثم يبكي في نفس الآن دون داع لذلك.. هذا انقلاب.

عندما تعشق الأنثى بكل مشاعرها وتستنشق رائحة الحب بكل حواسها ثم تغدر يوما..هذا انقلاب.

عندما يختلط العسل بالماء فيصبحان كلا واحدا لا يمكن أن نفرق بينهما.. هذا انقلاب

عندما تجف دموع العين عن البكاء وقتما يحين البكاء ..هذا انقلاب.

عندما أخشى ما أخشاه في قلبي اليوم ولا أكون كسالف عهدي آمنا .. هذا انقلاب.

عندما تكون حياتك وديعة صافية ويعكر صفوها حمل ثقيل على قلبك يغيرها من الألف إلى الياء دون أي سبب لذلك.. هذا انقلاب.

عندما تفهم أن الحب سيطرة وتسلط..أو أن العشق إهانة ومذلة.. هذا انقلاب.

عندما يشير الجميع إليك بأصابع الإتهام .. دون أي مبرر.. بعدما كنت أنت الحمل الوديع والطفل البريء.. هذا انقلاب.

عندما يعافك من حولك..يخشون على أنفسهم داءا ليس فيك لكنهم آمنوا وأيقنوا أنك تحمله.. يفرون دون أدنى داع .. هذا انقلاب

عندما يتحول سيف الحياة من بين كفيك ليوضع على رقبتك .. دون أن تجرم أو تخطئ.. هذا انقلاب.

عندما يتحول الأمس إلى اليوم .. عندما تشرق الشمس ليلا ويغيب القمر تماما.. هذا انقلاب

انقلاب في الطبيعة.. في الكيان .. في المشاعر .. في العقل .. في الحياة .. في القلب ...

لو أن روحا عانت كل هذه الإنقلابات.. هي إذا ليست على قيد الحياة.

وحينما تضع أنثى قلبك بعد هذا كله قبلتها الرقيقة الدافئة على جبهتك أو على إحدى وجنتيك.. تعود الدنيا كلها كما كانت .. وتعتدل الموازين التي انقلبت

لـحـظـات لا تـنـسـى

- حينما تصادف العين جمالا أنثويا مكتملا يصعب أن تطبق الرمش و الجفن دونه..فالنظرة كمين يقف على باب الهوى ما إن كانت حتى يلج القلب هذا الباب.

تنتبه الأنثى لنظرات الرجل .. ربما لا تلقي بالا أو تبادله إياها.. هو ينظر بتمعن وشوق.. هي تنظر إما بفرحة تملأها أو باستحقار له.. كلا الحالتين سبيل لقلبها.

- هي تنتظر سيارة تقلها إلى الجامعة .القدر جعله يمر من أمام عينها تراه ولا ينتبه لها..وقف في الجهة المقابلة..سقطت عينه عليها.. وكأن سيلا عارما يقتلع قلبه .. نظرته لها جعلته ينتقل لكوكب الطهر ويلج من تلك البوابة.. لا يعرفها ولا تعرفه.. لكنها نظرة فابتسامة فكلام فموعد فلقاء..

- ليس أجمل من أن تصطبح العين بنظرة لأنثى تملك ملامح البراءة والحنان.. تغير الحال وتعيد القلب لحيوية الشباب. فالقلب طفل ما لم يعرف الحب وشيخ إن ولى عنه.

- تسير على ضفة النيل.. فجأة وكأن ماءه أغرى أنوثتها .. تركت حقيبتها وما تحمله بيدها.. وكشفت عن ساقيها.. نزلت تجري وكأنما تحتضن حبيبا غاب من زمن.. تغسل وجهها الملائكي من ماءه وتلعب فيه..

- نظر إليها بقلبه.. قبلتها عينه.. اشتاقاتها روحه.. تخيلتها بين يديه أفكاره.. استعذبت ذلك نفسه.. ساقته قدماه إليها.. رأته على مقربة منها.. اجتذبتها إليه حيوية الشباب.. حرك النيل بداخلها عذوبة الهوى.. تبسم فتبسمت.. ضحكت في خجل.. اقترب أكثر.. أمسك يدها.. عيناها تنظره في خجل.. حملها على يده.. رأت نفسها بين يدي شاب فتي متين البنية.. لسانها يرتجف " كأنك صرح ممرد من عضل" ضحكا سويا..

- ليس هراء اختيار ظل شجرة ليكون مكانا وزمانا للقاء عاشقة وعاشق ...إنما هو كل العقل.. فكلما نمت أغصانها ظللتهما أكثر حتى يجمع القدر بينهما .

- حينما يصل القلب لأعلى درجة هيام .. ترتعش الأطراف ، تتوه الروح عن كل شيء إلا عمن تحب ، تعمى العينان إلا عن وجهها .. عندها تكون قمة درجات العشق .. لحظات تتكرر كثيرا.. أجمل ما في الحب هي تلك اللحظات.. أتذكر جيدا مثل هذه اللحظات..عشتها وتذوقت حلاوتها..من فرط رومانسيتها كنت أتوه حقا ...ربما لا أتذكر ما قلته لها في تلك اللحظة بعدما تمضي..

- كلما اشتاقت إليه وجذبهما الشوق.. يعود فيقف في ظل تلك الشجرة ..يحاكيها وتحاكيه.. تنظر إليه من وراء حجاب ..تراه فيرتوي قلبها وتغيب هي عن عينه فيأخذ الحنين بقوته الجارفة بمجامع قلبه.. يلقيه على قارعة الطريق علها تمر تحت ظل الشجرة بعد أن يرحل فيخطفها طيف الحنين ويذهب بها إليه..

- مصادفة القلب لمن يحب قدرا من أعظم اللحظات التي تكتبها صفحات الحب.. أجمل لقطة تراها العين هي تلك التي تكون قدرا دون تحديد موعد أو مكان .. تسقى روح الحب من كلا القلبين أعذب رشفات الغرام..

- طول البعد في حياة قلب عاشق يثقل كحمل الجبل .. ويوم بجانبها يمر كطيف خفيف يدغدغ المشاعر.. دائما ما تمر أيام الحب العذبة كدقائق سريعة.. تبقى الذكرى التي لا تكاد تغفو حتى يوقظها الأنين وتعود فتغفو ويوقظها الحنين.. فليس على الحب أحد بكبير.

- دائما ما تصنع الروح من ماضي حبها أرضا صلبة تقف عليها لتقفز لحب جديد يكون أكثر عذوبة يدوم بلا انقطاع.. ليست كل الأرواح تستطيع هذا..هناك روح تخلص لحب أبدي لا غنى لها عنه حتى ولو كان الحب هذا لقلب فارق الحياة.

- اجثوا لها على ركبتيك.. قبل بكل حنية يدها.. أهدها نظرة عشق حانية..تغلغل في عينيها.. ابحث عن نفسك في قلبها.. كله من الحب لا تهون معه الكرامة.. فالكرامة بين المحبين أن يتنازل كلاهما من أجل بقاء روح الحب تنبض فيهما..

- الأنثى رقيقة الطباع والرجل بخلقته قوي جاف.. لكن نظرة واحد تذيب كل الجفاء وتحوله لعسل كثيف يختلط فيه ريقها بريقه فيضحي أعذب شراب يمكن أن يتذوقه أحدهما.

ويستمر سيناريو القدر..(2)

لا يكاد سيناريو الحياة الطويل ينهي مشهدا حتى يبدأ في تسجيل الآخر ليخلده في صحائف الإنسان ، اليقين الذي آمن به قلبي منذ عرف هذه الدنيا أن نص هذه المشاهد كتبها القدر كاملة.. بكل حركاتها وسكناتها..لا أحتاج لحفظ أدوارها ..بل هي واقع يتحرك داخلي ولا أتحرك به..

فصل حياتي الرابع يبدأ بعدما انتهت الثانوية العامة وانتقلت من عالم لعالم آخر.. تحول كامل وتام في كل مسارات الحياة..لونا وطعما وإحساسا ومعاملة.. اختلطت روحي بروح هذه الأرض التي عشقتها قبل أن أراها ..عندما كنت في رحلتي من أرض الحجاز لأرض الكنانة زرعت في نفسي بذرة التحول والتغير التام ..رأيت في الباخرة شيئا مهد لي هذا..أنواع الناس وصفاتهم..رجالا كانوا أم نساء..شبابا أو فتيات.. اعترفت حينها لنفسي بقرار أجلته من زمن طويل.. لابد أن نتغير كلا وجزءا أيتها النفس..لم أحاكي يوما فتاة وجها لوجه..لم أتعامل مع أنثى قبل ذلك إلا في حدود مغلقة بصورة كاملة.. ووصلت أرضك يا مصر..كل موقف يحدث أمامي يحكي لي طبيعة تعيشها هذه الأرض.. مع كل الضيق الذي شعرت به حتى وصلت بيتنا إلا أن عشقي لترابها الذي تمرغت به طيلة هذه الرحلة زاد كثيرا..

ليست حكايات أكثر منها مشاعر وأحاسيس وذكريات.. لن أقول أني دخلت بوابة الجامعة..لا بل اختلط هوائها بروحي فصار هو ما يريح قلبي ويؤنسه.. عرفت فيها من عرفت..فتيات وشباب وإن كان شباب قسم الإعلام الذي أدرس فيه لا يتجاوز عددهم خمسة عشر شابا مقابل ثلاثمائة وخمسين فتاة.. كان الأمر في بدايته صعب المراس لكنها بالتعود.. لم أجد خطأ في أن أتحدث لفتاة وأخرى طالما كان الحديث بحدود مضبوطة لا تخرج عن طور الزمالة .. هكذا وانتهى العام الدراسي بفصليه بعد أن تنفست الصعداء وتأقلمت تماما على أجواء هذه البلد..

كنت في فترة ما خلال ذلك الفصل السابق من حياتي قد عرفت فتاة أحببتها بحق ..انقسم قلبي نصفين..نصف أخذته ونصف أعيش به.. استمر هذا الحال طويلا حتى أنه دخل معي فصل حياتي الخامس لكن يبدو أن أجواء هذا الفصل الجديد لم تتناسب معها أبدا ولم تستطع أن تؤقلم نفسها عليها.. من أجل ذلك لم تحضر من أيام هذا الفصل سوى خمسة أشهر ثم أعلنت رحيلها النهائي من أجل أنها شعرت بخيانة من ناحيتي لها ..لم يحدث هذا لكنها لم تتفهم الوضع ولا تركت لي مجالا للنقاش..انتهى الأمر هكذا..

فصل حياتي الخامس هو كل حياتي بحق.. اكتسبت فيه أكثر عناصر حياتي الرئيسية وإن كنت قد أضعت فيه حبا أو حلما كنت أعده من عناصر حياتي الدائمة..

بعدما انتهى العام..ولشدة عشقي لمجال دراستي.. حاولت حتى وصلت لمكان مناسب أتدرب فيه ..عشقي الأساس هو التلفزيون لكن ما كان أمامي هو مجال الصحافة..دخلت فيها فهي من هواياتي .. عشت داخلها وعاشت داخلي.. حاولت أن أمتلك المهنة في أقل وقت وبحمد الله قد كان.. رزقني الله بمراسلة صحفية تعمل في صحيفة الدستور المصرية..ساعدتني كثيرا بل هي تبنتي تماما فكانت هي معلمتي حقا.. يوما يتلوه آخر حتى أصبحت أما روحية لي.. تحولت علاقة العمل إلى علاقة أم بولدها مع أنها لا تكبرني كثيرا..كلهن ست سنوات لكنها متزوجة ..أحبت أن تعيش دور الأمومة معي وأحببت هذا كثيرا.. عرفت زوجها وعرفتها في يوم واحد لكن تنقلي كان دائما معها حتى توطدت العلاقة بين الأم وابنها ..أصبح هذا هو الأساس والثانوي هو علاقة العمل وإن كان هذا العمل يفرض نفسه في ساحتنا دائما..

علمتني المهنة بأمانة..علمتني الحياة كلها كيف تكون.. علمتني بحق كل شيء.. حتى كيف أجلس في حضور فلان وعلان.. لا أخفيكم سرا هي أمي بعد أمي حفظهما الله لي.. هذه أول مكونات أسرتي الروحية التي اكتسبتها في هذا الفصل من حياتي.. عرفت في مجال عملي شابا يصغرني بسنة واحدة لكنه يكبرني في كل شيء.. جسما وعقلا وإرادة.. أكثر من كلمة صداقة كلمة أخوة وهذا ما حدث بيننا ..وهذا هو أخي الروحي ثاني مكونات أسرتي الروحية..

عرّفتني أمي الروحية على فتاة تعمل معنا تكبرني بسنتين ... أصبحنا فريق عمل واحد..التعامل بحدود اللياقة والأدب والمسموح..مرت أيام نقضيها كلها سويا.. حتى أصبحت أجد نفسي بين هذه الأسرة الروحية أكثر مما أجدها في بيتنا.. أم وأخت وأخ.. بقي الأب الروحي حتى تكتمل حلقة الأسرة الكاملة.. ربما تكون هذه المساحة شاغرة حتى الآن ولكن لنقل مجازا أنه زوج أمي الروحية وإن كنت لا أشعر به كما أشعر بها .

انتهت حكايتي مع تلك الفتاة التي عرفت..لم يتوافق معها ولم يكن محببا لديها كوني أحد أفراد هذه الأسرة الروحية ..كيف أعامل فتاة غيرها حتى ولو كانت تكبرني بسنتين هذا لا يعني عندها أن تكون كأختي.. ولا حتى أن تكون تلك أما روحية لي.. من الأساس لم يعجبها مجال عملي تماما.. بدأ سوس الغيرة الأنثوية التي لا أعترض إلا على شدتها غير المبررة ينخر في علاقتنا حتى أرداها قتيلة لا أمل في حياتها..

اكتمل سيناريو القدر لفصل حياتي الخامس..وهلّ علي فصل الحياة الذي أعيشه الآن..الفصل السادس.. ولا أدري أأعيش بعده أو حتى أكمله أم لا؟

عرفت مع بدايته عشق روحي وأنثى قلبي الحقيقية.. نصفي الثاني بحق..أسكنتها روحي فتناغم كل جزء بداخلي مع أجزائها تماما وكأنها خلقت لي وخلقت لها.. أحبها بإخلاص ..بكل مشاعر العشق والغرام أحبها.. بكل لهفة المشتاق أشتاق إليها.. في كل جزء من كياني أسكنتها.. هي بداية هذا الفصل وستكون بإذن الله حتى نهاية آخر فصل في حياتي معي..

ليت الحياة تمهلني حتى أرتبط بها ارتباطا شرعيا وثيقا.. ليت الأيام تحلو لنا وتعطينا أجمل ما فيها.. أتمنى من الله أن يجعل هذا من قدري ونصيبي حتى يكتمل سيناريو حياتي كما أحب..

ربما تكون الزهرات المقطوفة من عمري أكثرها تالف لكني أقطع اليوم على نفسي عهدا ألا تمر ساعة من حياتي إلا وفيها رضا لله وطاعة له.. هذا أولا أما ثانيا.. فهو عهد بأن أعيش عنصرا فاعلا في حياة أمتنا منطلقا من أسرتي الروحية وقبلها أسرتي الحقيقية حتى تنتهي مواسم هذه الحياة وعلي من الله الرضا..

انتهت لحظات حياتي الماضية ..أعدكم إن امتد بي العمر حتى وصلت إلى الأربعين أن أكتب لكم عن هذه العشرين الجديدة التي بدأت منذ فترة وجيزة..

(كانت هذه رحلة قصيرة في ماضي حياتي أحببت أن أتوقف على أهم ما فيها.. أراجع نفسي وأقلب صفحاتي بين يديكم... أتمنى ألا يكون السأم قد تسلل لقلوبكم ..ولخواطري وحكاياتي عودة جديدة بعد هذه الفصول ابتدءا من التدوينة القادمة بإذن الله.)

فـصـول (1) حـيـاتـي..

منذ اختلط دمي بدم هذه الأرض ..تأقلمت عليها وتكيفت مع عادات أهلها الذين هم أهلي..كنت عادة ما أقرأ تاريخ اليوم الهجري وليس لي في التاريخ الميلادي تماما..أعترف بمولدي الهجري ولا أتذكر اليوم الميلادي .. وعندما أتيت هنا..انقلبت الموازين..

منذ يومين..9/3/1430 هكذا كان تايخ اليوم..هو ذكرى مولدي..يوم رأت عيناي النور.. يومها بدأت فصول حياتي .. عشرون وستة أشهر قد قطفهم الزمن من عمري إن حسبتها بالتقويم الميلادي..وواحد وعشون ويومين إن حسبتها بالتقويم الهجري..

رحلة طويلة هي سلسلة أيام العمر التي امتدت حتى اليوم ولا أدري متى يكتب القدر فصل الختام فيها ليعود هذا الكيان إلى الأرض التي خلق منها..

تنبهت يومها لذلك التاريخ..يومها أينعت في بستان حياتي القمري الزهرة الواحدة والعشرين.. انتفضت لما تذكرت هذا وتنبهت له.. يا الله قد مضى من العمر ما لا أضمن أن يمضي مثله وفي قلبي نبض وبين جنبي روح..

يا ترى كيف كانت العشرون السابقة.. هي ست فصول كاملة..منها فصلين لم أعي شيئا في دنيايا وقتها لأحاسب عليه..وأربعة أخرى يعلم الله وحده ما امتلأت به صحائف أعمالي فيها.

منذ ولدت وحتى ألحقني أبي بالمدرسة..فصل لا أتذكر منه إلا القليل ..موقفين أو ثلاثة..أحد هذه المواقف أننا كنا يوما نتناول طعمنا ربما كان الغداء..كنت في طفولتي كما يروون لي سمينا فكان والدي يومها يسند جانبي بوسادة النوم حتى لا أنقلب يمينا أو يسارا.. وموقف ثان أضحك كلما أتذكره..يوم ارتشف أخي الأكبر كأس عصير كانت أمي أبقاها الله لي قد صنعته لي..بكيت بحرقة كأن كنزا ثمينا راح مني..ليس من أجل شراب العصير..إنما لأنه من يد أمي..

فصل حياتي الثاني حتى انتهت المرحلة المتوسطة ما قبل الثانوية من دراستي.. ليس فيه شيء مميز سوى أنني ارتبطت بالمدرسة ارتباطا وثيقا كذلك الطفل الذي يحاول أن يجتهد من أجل معلم أحبه أو آخر أعطاه حلوى.. أما عن حياتي العائلية في ذاك الفصل فلا تختلف كثيرا عن حياة أي طفل ينمو بين أحضان أهله سواء في طريقة التربية أو التعامل.. وانتهى الفصل الثاني..

فصل التحول الجذري في حياتي..ربما يبدأ من نهاية الفصل السابق له.. لم أكن في صغري أسمع الغناء ولا أطرب لآلات الطرب ..لكن يوما ما كان فاصلا حين وقعت يدي على كتاب الدكتور يوسف القرضاوي "فقه الغناء والموسيقى" ربما اقتنعت بكلامه نفسي أو حتى مالت له والنفس تهوى الطرب ..جربت أن أستمع لفلان وعلان وفعلا..كانت هذه البداية..ظننت مع الأيام أنها بداية للفشل أو السلوك المعوج..تركت السماع كثيرا خشيت أن أجد نفسي يوما في أوكار المعاصي ..لكن نفسي كانت قوية..لا أعرف لماذا؟ربما لأني تربيت وسط بيئة لم تعرف الإنعواج أبدا...ومهما يكن فالروح تمتلك تقاليدها و لا يمكن أن تخالفها يوما..

كان هذا فصل حلم اكتسبت فيه صداقة وهمية..لم أعرف يوما في حياتي صديقا بحق.. ولم يكن لي يوما خلا أصادقه.. مرت سنة وثانية وثالثة.. وأتت مرحلة الحسم..ألثانوية العامة..فيها عرفت جربت لونا جديدا للحياة..خرجت من بين قشرة الطفولة التي مازالت لاصقة علي إلى بحر عميق كتلكم السلحفاة التي فقست بيضتها فهربت فورا إلى البحر.. وعرفت أول ما عرفت من جنس الفتيات..الجنس الأنثوي الرقيق..

كانت هي أول تجربة حياتي..ربما لم يكن حبا..حقا هو لم يكن حبا على الإطلاق لكنه انبهار بتلك التجربة التي نقلتني لعالم آخر لم أعش فيه أبدا.. عرفتها فترة وجيزة جدا.. كانت سببا في تأجيل الثانوية العامة عاما كاملا.. تركتها بعد أن أعيتني الحلول في الوصول لقلبها..كنت أظن الحب شيئا غير الذي عرفته اليوم..

أكملت هذا العام في فراغ من الدراسة..قرأت فيه كتبا كثيرة جدا.. منذ أن أفتح عيني وحتى أغمضها آخر الليل أقرأ في كتب الأدب والتاريخ واللغة ..تنمت موهبة عقلي واختزنت داخل روحي كما هائلا من ثقافة القلم وبدأت رحلة الكتابة وإن كنت جربتها قبل ذلك بزمن لكني هذه الفترة كان لدي حصيلة مجتمعة من أكثر من مكان وفي أكثر من مجال فأفرزت قريحيتي مالم أتخيل أن يكتبه قلمي أبدا.

أتمتت الثانوية العامة في العام التالي.. وانتقلت إلى العالم المختلف تماما.. ليبدأ فصل حياتي الرابع في عالم لم أعشه في حياتي..عالم هو وطني.. مصر ورحلتي إليها وجولاتي على أرضها ..مصر وقصة عشقي لها وغرامي بها.. مصر وأهلها..فتياتها وشبابها.. أجواءها وهواؤها ..

فصل حياتي الخامس والسادس...أجمل لحظات العمر وأعذب أيام الحياة التي عشتها.. عندما عرفت الحب ..عندما امتلكني قلب أنثى وعشت فيه.. كان حلما لكنه كان أروع أحلام الحياة في بدايته..وانتهى بكابوس تمنيت معه أن يكون قلبي صخرة لكي لا يشعر بذاك الألم الذي ذبحني من الوريد إلى الوريد.. أضحت هذه الأمنية هراء وراحت هباء عندما عرفت من كوكب الإناث فتاة قلبي ..تلك الأنثى التي اخترقت روحي وسكنت بين أضلاعي في فترة قصيرة لتتوج اليوم ملكة على عرش قلبي.. هي كل حياتي أبقاها الله لي وحفظ علينا حبنا..يوم أن عرفتها تنفست عشقا حقيقيا ..عرفت الوفاء والرقة والإخلاص.. لا أقول أن تلك التي ذبحتني قبلها لم تكن وفية..بل كلمة حق تقال كانت رمزا للوفاء لكن روحينا لم تلقيا كثيرا وانتهى حلمي معها بذاك الكابوس..

فصلين من حياتي هما كل أيام العمر..كل لحظات الحياة التي عشت.. أستفيض في تفاصيلهما المرة القادمة بإذن الله.

ربما تكون أكثر فصول حياتي أحلاما.. لكنني أصحو منها آخر الأمر..ربما أتألم من ذكريات الحلم لكنه حلم وسأنساه يوما ما حتما.. فصل حياتي الذي أعيشه اليوم هو الحقيقة والواقع الذي أتمنى أن يكتمل حتى نهايته.. لأنه بحق يمتلك كل مقومات الواقع ليس حلما على الإطلاق هو الوعي كل الوعي..

لجنة حقوق العشاق

إن كان الحب حقا صريحا لكل قلب..فالأولى أن يعرف نبض هذا القلب..حقوق امتلاكه لهذه المشاعر..

يبدو أن لجان المطالبة بحقوق الإنسانية نسيت أو تناست أهم حق لابد أن ترفع لافتاتها وتطالب به.. هو حق المشاعر.. حقوق العشاق والمحبين ما لهم وما عليهم.

ليس هراء أن يكون للعشاق صوتا يرفعون به مطالبا تنادي بحقوقهم ..لكن كيف نطلب حق المشاعر من قلوب لا يترف المشاعر ؟

احترام العقل و الذات.. المواعيد والأوقات.. المعاملة والألفاظ المنطوقة..كلها حقوق ربما تضيع بين العاشقين بحجة أنهما كيان واحد..

الكيان الواحد لا يخطئ بعضه ويستقيم حال البعض الآخر أبدا ..إن أفلتت القدم فسيسقط كل الكيان وليست القدم وحدها.

لست معارضا لكون روح العشق في القلبين روحا ثالثة تجمعهما..بل هي ما أعتنقه تماما.. الروح هذه تتغذى من جسدين..لسانين وعقلين لابد أن يتفقا على مبدأ واحد..هو الوفاء والصدق والإخلاص..من أجل حبهما فقط..ولكي لا يصاب نمو هذه الروح بالتوقف أو حتى تصاب هي بالوفاة.

سأتزعم أنا تلك الحركة.. لجنة تنادي بحق العشق..تلك المشاعر التي انتهكها الكثير..كل من غازل فتاة أو من ابتسمت في وجه شاب كان ذلك عشقا وهياما.. أَوَ يغني لحن العشق من ليس أهلا له..

لم تكن المساخر يوما من العشق ..لا وليست الرذيلة على شاطئ البحر وضفاف النيل التي أسدل عليها اسم العشق بالعشق..

أيُ حب هذا الذي تخترق فيه الأنثى حدود الحياء مصارعة غريزة جبارة تكمن بين أضلاع الرجل لتجلس معه بين أربعة جدران..في بيته أو بيتها..؟ أهو هذا التحضر والتمدن ورومانسية القرن الواحد والعشرين؟

الحب كوكب طاهر يأبى أن تصعده فئات خبيثة تعكر صفو هواءه .. ليتنا نعرف حقيقة مشاعرنا قبل أن نلقي جزافا بكلمة حب.. قبل أن نكذب على أنفسنا وندعي ما لا نشعره أو نتوهم خيالا لسنا فيه.

لتكن لافتة الكرامة أول لافتات الانتباه على الطريق الصاعد لكوكب الحب.. ليست الكرامة في رفع الذات والتعالي على الطرف الآخر ..إنما الكرامة الدينية التي تحكم علاقات البشر دون أدنى ضياع لحق.. كرامة المحبين أن ينزلوا من أبراج الوهم إلى آبار الحقيقة.. يعشون في قلوب بعضهم ..يتنفسون عطر أرواحهم..يتبادلون رشفات الغرام فيما بينهم من كأس الحياة الحلوة.

لجنة حقوق العشق والعشاق..هي مشروع تبنته أفكار روحي عندما واجهت تلكم التجارب السابقة..مع كل أنين وألم يزداد إصراري..مع كل شوكة تزرعها الأيام في طريقي أزداد ثبوتا.. وانتهاء بجراح داوتها الأقدار..اختفى أثرها وضمرت مع الزمن آلامها.. لكنها تركت علامات في قلبي هي ما أقول وما أنادي به..لجنة حقوق الحب..

لتكن أرواحنا ابتدءا مقرا لهذه اللجنة..نحن كقلوب عرفت الحب أعضاءها ومنظمو شؤونها.. لابد أن توضع الخطة بين كل قلبين لنصل في نهاية الأمر لنتائج ..لا أن نعيش هكذا.. نستلطف الأوقات ونستعذب الكلمات ونترك ما وراء ذلك مدعين أنه ترهات تحكم فيها الأيام ..

إن كان هذا حلما أو خيال..أو حتى هراء فلا بد أن يكون حقيقة بين كل قلبين سلكا سبيل الحب بحقيقته ..العشق بوصفه الرائع وكيانه البديع.. نظراته وهمساته.. قبلاته الطاهرة لا قبلات الرذيلة الفاحشة.. لمسات الحنان..لا لمسات الشهوات الدنيئة..

ليس صعبا أن نلد من قلوبنا حبا شريفا وعشقا عفيفا ومشاعر طاهرة.. لابد أن نصنع خطوات واقعية لمشاعرنا.. لا بد أن يكون مصيرها الشرع ولا شيء غير الشرع.. الرباط المقدس والوثيقة الشرعية التي تفتح أمامنا بوابة لحقوق أخرى ربما لم تكن لنا قبلها..

ألحــان تـثيـرنـي

ما أجمل أن تستمع إلى أنغام العندليب وصوته الذي يثير روح العاشقين وترتشف معها قهوة الصباح و تكتب خواطر روحك..تخرج الكلمات مسلسلة بدفء عواطفك تغمرها نكهة ألحان "أهواك" و"بحلم بيك".

"أهـواك" تأخذني إلى أعماق دنيا الهوى.. ترحل بي عبر زقاق الحب..أشرب من كف الجيد الحسان فيها ماء سلسبيلا لم أذق مثله قط.

"سواح" وكأني عاشق فارق نصفه الثاني وكأن عذوبية صوت العندليب تخترق روحي لتسافر بي عبر الزمن حيث كان قيس يبكي ليلى.

"جانا الهوى" هي تلك الكلمات التي تجعلني أستنشق عطر الحياة بدفء العشق.. ترسم بين عيني جمالها فتكاد عيني تصاب بالحول لترى هذا الجمال البديع..

" على قد الشوق" ما أجمل سلام العيون الذي تحكيه تلك الألحان .. يخيل إلى أن أشد الشوق هو ما يكون حال وجودها بجانبي لأنني لن أستطيع أن أقترب أكثر.

أما حين تزداد نشوة قلبي فلا أجد لحنا أو صوتا غيره.. قمة هرم العصر "عمرو دياب" الذي زفت إلى قلبي أنباء عشقي كلمات شدوه " انت مقولتش ليه م الأول" ..

"حنية الدنيا" ترحل بي إلى أحضانها..بين نعيم الحب ودفء المشاعر .. كأني أرتمي بين ذراعيها وتقبل هي رأسي وتربت بحنيتها على قلبي الذي عشقها بإخلاص.

" صدقني خلاص" و "دايما في بالي" و" قالتلي قول" كلها ربما تكون لدى غيري كلمات ليس إلا لكنها لدي معاني وإحساس وذكريات..

أعذب أوقاتي وأطيبها عندما تجسد الألحان أمام عيني كيانها البرئ وروحها الخالية من كل شيء إلا حب الله ثم عشقها لي..

ألحان الموسيقى لست طربا وهراء أضيع به وقتي فلست ممن يرقصون على لحن لكني ممكن يستنشقون رائحة اللحن ويعيشون داخله..

ليست قلة عقل أو ضياع مروءة ..ليس بشيء مستغرب أن أفعل هذا .. الألحان عندي جائزة كلها ما لم تكن بصوت أنثوي متكسر فاضح أو بكلمات شركية أو خادشة للحياء مخترقة لجدار الأخلاق.. ليس لي هذا الرأي بل للإمام القرضاوي في "فقه الغناء والموسيقى في ضوء الكتاب والسنة".

أرسل تعليقك هنا..

 
') }else{document.write('') } }