كيان أنثى .. و عين رجل

تحتاج إلى صدفة غير عادية ، تقطع المسافة سيرا مثلي .. من التحرير إلى رمسيس ، أو سر في أي طريق آخر تريد ، و لكي تكتمل أساسيات الصدفة .. ستراها تسير في اتجاه معاكس لك ، تماما كما حدث معي .. يقابل وجهها وجهك و كلما تقدمت خطوة اقتربت هي خطوتين ..

أحد المارين يدور بعدسته في الشارع ، يلتقط مشهدا بعيدا لميدان التحرير .. تدور العدسة فتلتقط صورة حية لوجهك في اللحظة التي تبصر عيناك فيها وجه الفتاة للتو ، و حينها لا ينبغي أبدا أن تفوت هذه الفرصة ، لا تتركه يرحل دون أن تأخذ منه اللقطة سواء أكانت متحركة أو ثابتة ، و يا حبذا لو كانت " ثابتة " فالثبات في اللحظات النادرة أكثر تأريخا لها و أقوى لتذكر إحساسك فيها و استرجاعه .

فور أن تأخد صورتك منه .. انظر إلى ملامحك جيدا ، دقق في تعبيرات وجهك كيف كان حالها و أنت ترقب تلك الفتاة في لحظة النظر الأولى ، الأنثى الحلوة تجبر الرجل حين يراها على بعض أشياء لا إرادة له فيها ، فمك مفتوحا .. عيناك جاحظتان ، و أمران آخران يعرفهما الرجال جيدا و قد تعرفهما بعض الفتيات .

قد يقول قائل ( ده عته يا باشا مش إعجاب ) ، و أنا أقول يا سيدي أن هذا نعم ليس بإعجاب على الإطلاق ، لكنه أيضا ليس عـتَهـاً ، كل ما في الأمر أن هذه التي رأت عيناي بين التحرير و رمسيس تحمل وصفا دقيقا للأنثى بحق ، و عيناي المعلقتان في وجهي تحملان صفة الرجولة الكامنة في نفسي .. و ما كل أنثى تحمل صفة تلك التي رأيت ، و لا كل عيون الرجال مثل عيني .

الرجال الذين لا يهتز لهم أمام الأنثى كيان من باب القوة وما إلى ذلك ، يعيشون وهما سموه في أعرافهم ( مقاومة ) ، و الحقيقة أنهم محض أجساد خاوية لا يملكون من فطرة الميل شيئا أو هم قتلوا قلوبهم فماتت فطرتهم ، أما الذين يمنعون أعينهم من الانطلاق بين صفوف الأنثى فأؤلئك نفر أتمنى أن أكون منهم يوما .. فبقدر ما تعلو حلاوة الإحساس في النفس حال هذه النظرة يزيد ألمها بعد ذلك .

أنت .. كم مرة فتحت فمك و جحظت عيناك أمام فتاة حلوة ؟! ، و أنتِ .. كم مرة رأت عينكِ رجلا يطيل النظر إليك بفم مفتوح و عين جاحظة ؟!

أما عن عيني أنا .. فلا أعتقد أنها ترسوا آمنة في مكانها طالما كنت خارج إطار بيتنا !!

 
') }else{document.write('') } }