على منصة الحيرة

بصورة أو بأخرى..قضى ليلته تلك بعد أن أرقه التفكير..وأقلقه طول السهر.. ليلة حاكى فيها القمر.. بث همومه وآلامه.. كل مشكلة السيد عصام هو ذاك الأمر الذي جاءه على غير انتظار أو حتى حسب حسابه..فجأة وجد نفسه مستشارا يجلس على منصة القضاء..وغدا صباحا يرأس جلسته الأولى لقضية طالت حبالها في المحاكم....قضية حاسمة..ترفع به درجات السلم كاملة أو تهوي به إلى قاع لم يكن هاوٍ إليه لو لم يكن يوما مستشارا.. قضية صفقة لحوم فاسدة لأحد كبار البلد.. وها هي الحيرة تضعه بين فكيها..العدل وهوة النهاية..أو الجور والهاوية..

..وخرجت الشمس من خلف ستار الليل,تشق عباب الظلمة معلنة يوما جديدا هو أشق الأيام على نفس السيد عصام.. قام متثاقلا ,قد شغله التفكير حتى بدت الشمس عروسا في خدرها..وأفاق فجأة بعد أن أذهب الأرق والقلق تركيزه وبعثر جمع أفكاره .. و راح يؤدي فرض ربه وهو يدعو ويلح على الله أن تمر جلسة هذه القضية اليوم على خير..

.. ارتدى السيد عصام ملابسه التي اشتراها بثمن أثقل كاهله..فذاك مجلس يرتقيه ذووه تعلوهم عظمة المنصب التي تبدو في شماخة أنوفهم ..و حسن مظهرهم حسنا مبالغا فيه ..أقله تلك العطور التي تملأ أرجاء المحكمة ليس القاعة فحسب...

كان السيد عصام بين الرهبة والعدل في حيرة.. و نزل من بيته فوجد سيارة قد بعثت بها المحكمة لتكون خاصة به فترة بقائه في منصبه .. ركب السيارة وهو شارد الذهن..وسرعان ما قال له السائق..سيادة المستشار قد وصلنا إلى المحكمة..

انتبه السيد عصام ونزل يقدم خطوة ويتأخر عشرا..وهو يحاكي نفسه.."ما لك يا عصام,لم تعرف الخوف أو التردد طيلة حياتك واليوم وأنت في الخمسين من عمرك تخشى أمرا كهذا.. لا لكنك لم توضع في موقف شر من هذا... أفق يا عصام خير الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر.. ولكن ما العمل ..أتترك كرسيك من أول جلسة لك عليه..وليتها تنتهي هنا.." و فجأة أمسك يده أحد الموجودين بساحة المحكمة فانتبه له..قال الرجل له ..انتبه كدت أن تصطدم بتلك السيدة..فاعتذر وانصرف طالعا لحجرته قبل أن يحين ميعاد الجلسة.

ودقت أجراس التاسعة والنصف صباحا..ودخل منادي المحكمة القاعة المخصصة لجلسة القضية..ونادى بصوته الذي يكرهه المتهمون.."محكمة".. فقام الكل واقفون..

..وحدث عصام نفسه.."جاءت ساعة الصفر يا عصام" ثم دخل القاعة واعتلا المنصة..وقال كما يقول القضاة.."نادي على القضية الأولى.." فنادى منادي المحكمة على قضية غير التي كان ينتظر عصام.. ومرت تلك..ثم أخذت المحكمة استراحتها.. وتابعت جلسات القضايا تباعا..ولم يكن في جدول اليوم تلك القضية التي أطارت النوم من عيني عصام..

تعجب السيد عصام وسأل عن جلست اليوم ألم يكن من ضمنها قضية اللحوم الفاسدة المشهورة التي ضجت لها البلد ..

..علم بعدها أن يدا طولى قد عملت في الموضوع حتى أخرت ميعاد القضية.. تعجب برهة ثم طلب ملف تلك القضية كي يدرسه على مهل ..

انقضى اليوم سريعا..و خرج السيد عصام من المحكمة مرتاحا بعض الشيء وقبل أن يصل باب سيارته..إذ برجلين يقبلان نحوه..تكلم أحدهما:السيد فارس المصري يطلبك إليه الساعة التاسعة مساءً في قصره..وهذا عنوانه أتحب أن تأتيك سيارة خاصة أم تأتي أنت.. وأسرع من البرق جاء الإسم في ذاكرته..لم يكن يتوقع أن ميعاد القضية قد تأجل لأمر كهذا.. رد دون تردد على الرجل..سأكون هناك في الميعاد.. ثم ترك حقيبته مع السائق في السيارة وقال له سأذهب سيرا ..أريد أن اكون وحدي..

راح السيد عصام يسير ويفكر..يحاكي نفسه "يا ترى ما وراء هذه الزيارة هل ما ببالك يا عصام... أهي القصور التي حجارتها من نور تستقبل المخلوقين من طين مثلنا..ربما إذا اضطرت الأمور لذلك..."

وبقي هائما يروح ويجي حتى لف الليل بأجنحته المدينة ..توقف عند أحد الجوامع و بقي فيها حتى دقت أجراس الثامنة والنصف..قام وهم بالذهاب لميعاده ذاك..وما زال التفكير يدور في ذهنه..

..وصل إلى المكان المكتوب في البطاقة ..فوجد سورا عاليا مرصع بحبات من النور وحوله رجال حرس كأنما أنت واقف أمام مبنى شرطة ..وليس قصرا خاصا..

..سار ناحية بوابة ذاك القصر وأعطى البطاقة لرجل الحرس ..وسرعان ما رد له الحارس جوابا:..السيد فارس ينتظر قدومك ..مرحبا أهلا وسهلا..

اصطحب الحارس السيد عصام وهو يسير به من مكان لآخر بين جنبات ساحات القصر الخارجية ..حتى وصل إلى مبنى ليس بالحجم الكبير..ووقف عند مدخله ورفع سماعة هاتف معلق هناك على احدى الجدران..ألو ..أخبر السيد فارس..أن ضيفه قد وصل..وفورا سُمح للسيد عصام بالدخول..

..لم يكن عصام قبل ذلك قد رآى أو حتى سمع بالسيد فارس ..بل هو حتى لا يعرف أن هناك منصيا في البلد كمنصي السيد فارس..

استقبله السيد فارس بحرارة شديدة..وجلس يتسامر معه..من بحر حديث لآخر..ومن موضوع لموضوع..و يتحلل هذا الحديث المشروبات الباردة والساخنة ..حتى دقت أجراس الحادية عشر..ولم يجد السيد عصام أن فارسا هذا حدثه بأمر القضية..فحاول أن يستأذن..لكن السيد فارس قاطعه قائلا.. لم تنته جلستنا بعد سيدي..العشاء في انتظارك.. وصاحبه حتى غرفة الطعام ..مائدة لم ينصب مثلها لا في بيت عصام ولا من يعرف..جلسا على مائدة الطعام..ومازال الحديث مستمرا..ثم فجأة قاطع عصام السيد فارس قائلا.."..وبالنسبة لقضية سيادتكم التي تحت يدي.."فلم يسمح له السيد فارس بالإكمال وقال له ..لكل مقام مقال سيدي وليس هذا مقام القضاء..أنت في ضيافتنا ..فسكت السيد عصام مدهوشا..

أكرمه السيد فارسا إكراما مبالغا فيه في تلك الليلة ..و جاء ميعاد الذهاب..فودع السيد فارس ضيفه ..دون أن يريح له باله بسبب هذه الضيافة..

..لكن السيد عصام فطن لتلك الضيافة..وقرر تلك الليلة أن يرى القشية بعين الحق لا بعين ملأتها ضيافة السد فارس..

مرت الأيام تلو الأيام ..وجاء ميعاد الجلسة التي فوجئ السيد عصام من أوراق القضية أنها الجلسة الأخيرة للنطق بالحكم..أي أن منصبه هذا لم يجئه ليفرح به أبدا..

وأصبح صباح يوم الجلسة..وصل السيد عصام إلى المحكمة وفي حقيبته أوراق القضية..دخل حجرته الخاصة..وفتح الحقيبة فلم يجد بها أوراقه التي يرتب بها منذ أسابيع..واختلط الأمر عليه..التاسعة إلا خمس دقائق والأوراق ليس معه..لم يبق عن الجلسة سوى خمس دقائق..هاتف الشؤون القضائية يدق..ألو مرحبا أن المستشار عصام ... أوراق القضية رقم المحفوظة في خزانتة المحكمة تأتيني حالا.. ودقت أجراس التاسعة..ولأول مرة ينتفض السيد عصام..وجلس على كرسيه على منصة القضاء وهو يقول"..منصة أرق وحيرة وقلق.."

وبدأت الجلسة ..و المدعون والمحامون..وكل أطراف القضية حاضرون...

وقال المستشار عصام كلمته.."..محكمة.." فوقف الجميع.

..بدأت الأفكار تروح وتجيء في رأس السيد عصام..وهو يستمع لكلام هذا ودفاع ذاك.. ومكث يجوب بتفكيره وسط ضوضاء المحكمة..وفجأة هدأت القاعة ..وجاءت اللحظة التي تكلم فيها المستشار عصام ..وبدأ يستجوب الشهود ..

المستشار: أنت عماد رأفت الدسوقي..

عماد: نعم سيدي . المستشار:وتقسم على ما تدلي من شهادة.

عماد :نعم سيدي أقسم.. وأقسم عماد..

المستشار:سؤال يا عماد .. ما الذي تعرفه عن الموضوع بالضبط..

وبدأ عماد يتكلم ويحكي ملابسات القضية وما يعرفه و أدلى بشهادته.. وتلاه الشهود..

..وطرق المستشار بمطرقته..هدوء لو سمحتم.. الحكم بعد المداولة ..

..تعجب الحاضرون وهيئة الدفاع من كلمة المستشار..فالكل كان في انتظار كلمة ..أجلت القضية للموعد كذا..

وطال مكوث المستشارين في لجنة المداولة.. وفجأة خرج السيد المستشار عصام ومعه نائبيه..

صمت الجميع وانتظروا النطق بالحكم..

وبعد برهة ..تكلم السيد المستشار..

"..بعد الإطلاع على أوراق القضية والإستماع لشهادة الشهود ولهيئة الدفاع..وبحضور نائبي السيد فارس المصري ..فقد قررت المحكمة جعل هذه الجلسة الختامية والنطق بالحكم فيها..

..حكمت المحكمة بالسجن خمسة عشر عاما على السيد فارس المصري لما ثبت عليه من تورطه في صفقة اللحوم الفاسدة..وخمس سنوات أخرى لمحاولته ابتزاز هيئة القضاء برشوة معنوية ..

كما حكمت بالسجن لمدة ... على كل من ... معاوني السيد فارس والمتورطين في القضي.."

رفعت الجلسة..

انقلبت قاعة المحكمة ..وتحفظ الأمن على نائبي السيد فارس..

دخل السيد المستشار حجرة القاعة قافلا من بابها الخلفي عودة لحجرته في المحكمة..

وبينا هو في طريقه وفي وضوح وعلى الملأ ..أطلق مسدس مجهول رصاصة على السيد المستشار..

وقف الجميع في ذهول ..كيف دخل هذا بسلاحة إلى المحكمة..كيف ..ومن وراءه..لكن إجابات هذه الأسئلة تبدو جلية واضحة..

وسقط السيد عصام وشريط الذاكرة يعود به لتلك الليلة التي وضعته بين فكي الحيرة..يتذكر جلسته مع السيد فارس وتلك النظرات التي كانت تعقب كلامه.. ولهجته الحادة أحيانا..

أمسك رجال الأمن بالذي أطلق النار ,ولم يقاوم ..

جاءت سيارة الإسعاف ونقل السيد المستشار للمشفى.. وعلى صفحات الجرائد كان الخبر متصدرا وعلى مطلعها كلها في الصفحة الأولى..

"...سقوط السيد المستشار الجديد صريعا بعد إعلان الحكم في أشهر قضية في المحاكم ..قضية اللحوم الفاسدة المتورط فيها السيد فارس المصري.. بمدة قليلة جدا.. والقاتل لم يقاوم رجال الأمن.."

تمت

شتات

15/2/2005...وبعد عصر ذاك اليوم ..خرج السيد فادي من المقبرة بعدما أودع ابنه الوحيد سكناه الأخير..يتخيل كيف سيكون حاله بين الثرى..يعصر الألم قلبه.. وراح منصرفا يأخذ العزاء على بوابة المقبرة..ينفض تراب القبر من يده ويزيحه عن عينه , كأنما يضرب كفا بكف ..أو كأنه يفسح مكانا في عينيه لأرق قطع معه عهدا منذ مات قلذة كبده..

.. انتهى العزاء..وقفل السيد فادي راجعا بيته..بعدما أثقله الحزن واسودت الدنيا في عينيه ..دخل حجرة ولده الصغيرة ..جلس على مكتبه ..وبدأ يقلب في أوراقه ..والدموع تصب من عبنيه صبا ..وبينا هو كذلك ..وجد دفترا كتب عليه بخطٍ كبير (صفحات من الذاكرة) وبدون تردد فتحه وقلب بين أوراقه..وبدأ يقرأ فيه..

كان من بين العبارات المكتوبة فيه..((أعلم أنني اليوم أسجل أول صعود لدرجات الحياة..كل ما مضى من عمري كان شيئا والآتي شيئ آخر..لم أكن واعيا لشيء.."حتى نهاية الصفحة.. وقد وضع التاريخ في الأسفل 20/5/2005مـ ..

وفي صفحة أخرى وجد تلك العبارة "..وعلى مقربة مني وجدت أبي ..احتضنته بقوة..وقلت له..أبي لا تتركني وحدي.."

لم يستطع السيد فادي أن يقاوم نفسه..وانهال بكاءً ..ونفسه تحدثه.."..لأول مرة تترك ولدك وحده..تركته في ظلمة موحشة..تركته للديدان تنخر جسده ..سيضيع بهاءه وحسنه..رب بلطفك تغمده و في رحمتك أدخله.."

..ثم أمسك بقلمـٍ وكتب في آخر صفحات هذه الصفحة..(ولدي الحبيب أعرف أنك لن تسمعني..ولكن لا بد أنك يوما كنت تشعر بالأمان جواري..فما الذي حدث..هل سأمت أحضان أبيك .. يوم أن كتب الله على والدتك وأختك قضاءه وتوفيتا لم أحزن بقدر فقداني لك..ولدي لقد شعرت بعدك بالشتات..شتات الروح والكيان والفكر.. فانتظرني سآتيك قريبا.." ثم اتكأ على ظهر الكرسي..وراح يحلم و دموعه الرقراقة تسيل على خده.."

تأوهات بين عاشقين

على سجلات دفتر العشاق كانت هناك قصة كتبت بماء الهوى ..بخيوط العشق..بدموع الحب..قصة لعاشقين أحبا بعضهما حبا لا يباريه حب عاشقين ..

جمعت بينهما لحظة قدرية توجتها رعشات الحب بتاج الألفة والود والتقارب بين قلبيهما..كان كل منهما يخشى على الآخر حتى الهواء الطاير ,,وفي بضعت أيام عجاف حكم الفدر عليهما بالفراق أياما عديدة..بكت فيها السماء لحالهما وذبلت ورود البساتين حزنا عليهما..كان هو في حالة يأس وألم ومرارة وكآية ينتظر طلتها ويرجو أن يسمع صوتها

..وبين حين وحين وجد يده تكتب تلك الكلمات…

“بين الشوق والفراق يجتاح الألم جوانب قلبي

يجتاح الدمع لمقلة عيني وتفتت نار الشوق كوامن روحي

وجدار البعد يقطعني أشلاء ورداء الهم يمزقني أجزاء

أشتاق إليها…أشتاق لنظرة عينيها أشتاق لقبلة كفيها..

أشتاق لقبلة ذاك الصوت أشتاق لضحكة ذاك الثغر

تشتاق إلي وأشتاق إليها أبكي من حسرة قلبي ..أشتاق إليها

أتذكر تلك الضحكات..أشتاق إليها…وأردد تلك الكلمات وأشتاق إليها

هي كل حياتي..هي دفتر أشعاري..هي لحن غناي وأيامي,,,تتراءى لي في

أحلامي..في فكري وخيالي ..هي كل مناي وهوايا

هي ذاك اللحن المنسوج بخيط الحب على صفحة قلبي…هي ذاك الفن المحفور بكلمة عشق في داخل عقلي…

هي حقا حب موجود في مكمن عقلي وخيالي

هي كل فنون الدنيا..بل هي فن لحياتي …فن لي وحدي..

..وبعدما رضي القدر الإلهي عليهما وعاد فجمعهما ..وحكى لها ما حدث معه..وما صار بعد أن فارقته تلك الأيام..وجدها كتبت له كلمات قالت فيها..

املي فيك كبير يا الله ان تجمعني بمن قلبي عشقه وهواه

كم تمنيت منك يا الله ان لا تجعلني لسواه

ابقى معه طيلة الحياة يمدني بحنانه الكبير الى ان القى باذنك يوم المصير

اكون بجانبة طيلة الدهور احسسه معي بالفرح والسرور اكون له البسمة التي ترتسم على شفتاه حين فرحته واليد التي تربت علية في ضنقته

والامل السامي الذي ينير له طريق الصواب

ويرشده بكل حب لا بلوم او عتاب ولا اقول غير ان املي فيك كبير يا الله

وبكل صدق واخلاص اقول لك اني —أحبك

ربما تكون تلك كلمات بالنسبة لمن يقرؤها ..لكنها مشاعر وأحاسيس دافئة في قلبيهما..

“أندرون من هو ومن هي…هو أنا ,,أما عنها فهذا شأني أنا وحدي

لأنك روحي أحببتك

لأنك روحي أحببتك,,لأنك عمري أعشقك,,لأنك كياني أهواكي,,لأنك أنت أحبك..أحبك

كيف كنت بأي شكل وبأي طريقة..بأي اسم بأي جمال..أحبك لأنك أنت النبض الدافئ الذي اجتاح روحي وسكن أعماق قلبي..أحبك لأنك الهيام الطيف الذي اخترق أضلعي وكمن بين جنبات روحي..أحبك انت فأنت نور حياتي وكوكب أحلامي وملاذ قلبي..أنت الحصن المنيع الذي يختبئ فيه قلبي من هموم الدنيا..الحصن الذي أجد فيه راحت روحي وأنس نفسي ولقائي من عقلي وفكري وخيالي..فأنت بصيرة أفكاري ودفتر أشعاري..وأنت كل أحلامي..

أنت الأمان لروحي من مخاوفها..أنت الدفئ لكياني من برودة هذا الزمن العاتي الذي عاث في القلوب فسادا..أنت الصدق والأمانة..أنت الحياة والأمل والوداعة..أنت البراءة والفرحة والإبتسامة..أنت أنت وهكذا أحبك يا حبيبة قلبي

هذه حبيبتي

…..لم يكن قلبي في ميدان هذه الحياة شيئا يذكر ..ولكن عندما قابلتها أعادتني صافي القلب من جديد ..علمتني كيف أحب..كيف أعشقها ..جعلت من قلبي كرة اسفنجية مليئة بالغرام والهوى والهيام ..

..إنها الجمال الذي جذب قلبي فأعاد له بهجته..الفرحة التي رسمت الضحكة على وجهي..كيف لا وهي الفتاة الوحيدة التي أحبتني ..ألفتاة التي أحسست معها أنني ذو أهمية وقدر..الوحيدة التي خافت علي من كل شيئ..أحبها بكل مفايس الحب التي خلقها الله ف الدنيا..

إنها أروع من أن أصف فيها بكلام..سبحان من أبدع خلقها وخلقتها..إنها النور الذي أضيئ لي في نهاية ذاك الكهف المظلم الذي كدت أختنق فيه وحدي..

لقد آمنت أن الحب سحر لا يعرفه سوى من ذاقه..بل أجل من ذلك بكثير.. وها أنذا تائه بين حاراته لا أعرف لي مرسى ..كل ما أعرف أنني لا يمكن أن أعيش دون الحب.. دون أن أغازلها وتضحك بحيويتها المعهودة… تضحك ويزداد الشوق في قلبي إليها وهي بجواري..

إن صوتها كأس خمر يذهب بعقلي يتوه وسط شوارع مدينة الحب..أموت في يومي آلاف المرات… يالله.. فعلا أحبها.. وأعشقها.. أعشق كل تفاصيلها وكل كيانها…

آه ياحبيبتي لو تدري بما يصنع الفراق في قلبي..دمر كل مافيه..

هاهي الأيام تجعلني أرتشف رشفات من كأس خمرها العذبة التي تزيديني لوعة ومرارة وألم..كل ذلك من أجل أنني مشتاق لها..

أتمنى لحظة أرتاح فيها بين أحضانها.. أمسك كفيها وأطبع عليهما تلك القبلة الدافئة التي تبعث فيها نشاط الحب وترعشها بين يدي… قبلة تجعلنا نعيش زمن جميل.. قبلة ترسل مرسالا إلى قلبها لا أعرف مما كتب فيه شيئ سوى كلمة واحدة ..هي أحبك…

أتمنى لو يجمعنا سقف واحد في الحلال حتى أجعلها تنعم بفرح العشق وبهجة الحب..أجعلها ملكة على قلبي بجمالها وعذوبتها… إنها أمنيات وأتمنى أن تتحقق.إنها بإختصار حكاية حياتي.

لم يكن في مخيلتي يوما أن أحب مرة أخرى..لم يبدو لي أي أمل لا من قريب ولا من بعيد أن قلبي ما يزال ينبض..لكن كلماتها لي و ثقتها في..ميلها إلي… الذي لم أكن أعتقد أنه يحدث لي من فتاة بعد تلك الكارثة التي حلت بي والذي عملته في قلبي..كل ذلك لعب الركيزة الأولى فيما أنا فيه اليوم من سعادة الشديدة..إنها بلسم حياتي ومرفأ راحتي.

لا اله الا الله ..اللهم اشهد بأن إيماني بك وبقدرتك على صنيع كل شيئ ..إيمان وتصديق راسخ في قلبي كالجبال.. حمدا لك يارب أن أخرجتني من بحر الأوهام وكهوف الظلام التي لدغتني فيها عقربة الحب الزائف.. وحولتني إلى فتاة هي جنة الدنيا البهية..من حسن ورقة ومشاعر..الحمد لك ربي أن لم تتركني في هذه الهوة وحدي..

سأسافر معها عبر الزمن على طريق خيوط الظلام في هدئة الليل.. نراجع ذكريات العشاق القدامى الذين صاغوا كلمات الحب بدماء قلوبهم وإحساسهم المفعم بالغرام..سأبقى معها طيلة عمري..طيلة ما بقي في قلبي نبض وفي روحي رمق باق.. لإنها تستحق ذلك بل تستحق أكثر من ذلك إنها حبيبة الروح التي أخرجت بمعونة الله روحي من غابة البؤس إلى جنة الحب الدنيوية البديعة..فهل يعقل أن أتركها..لا وربي..فهي شريكة الحياة والعمر الباقي…

لقد كتبت وصفا فهي فقلت..

(ساحرة هي.. جميلة..بل بارعة في الجمال..لها وجه كأنه البدر يوم تمامه..بل أجمل نضارة وأبهى حلة من البدر.. عيناها لؤلؤتان ركبتا في وجهها.. كأنهما الزمرد والياقوت.. أتخيلها تنظر بهما إلي فأحس كأن الحياة أعطتني كل ما أريد .. بل هي فعلا أعطتني كل ما أريد وأتمنى أن لا تسلبه مني فجأة..

..لها هيئة لا أرى لها مثيلا..ولن أرى.. تبارك من أبدع صورتها وحسنها ..

..أنفها كأنه حبة من ماس أو قطعة من القمر.. وسحر كفيها الدافئتين..الحنونتين لا يباريهما في عبقرية حسنهما شيئ..أتخيل أنني ألمسهما فأطير فوق هام السحب أغني وأرقص طربا فقد غنمت بلمستها الحانية..

..لا أحب أن أصف في شكلها أكثر لأنني الآن في حالة بين الموت والحياة. من شدة فرحي بها وشوقي اليها.والله وحده يعلم ما بقلبي… إنها الهدية التي أعطانيها القدر.. اللهم بارك لي فيها..

ولا أحدثكم عن اسمها الذي جذب قلبي بشدة وجعل أذناي لا تسمع إلاه….هو طربي وأنسي..مغناي وكل كلامي..كلما أذكره أحس بالراحة وكأن يدا لطيفة حانية كيدها ربت على صدري تريحني وتهدئني..

تالله لو جددوا للبدر تسمية…………لاختارو اسمكِ يامن يعشق القلب..)

..فهل في الوجود أحد مثلها,, لا أظن ..براعة في الرقة ..وإحساس في المشاعر.. وهيبة في الحب ,,,ولطف في التعامل…. ولين ورقة في الكلام

إليك أهدي قبلتي

أيتها الحبيبة التي سكنت عرش الروح

أبتها الرقيقة التي اعتلا حبها كل الصروح

أبتها البريئة التي جاوز عشقي لها كل الشروح

إليك أهدي قبلتي ..وبيدك أمسح من على خدي دمعتي

بأنفاسك أعبش حياتي...وبين ذراعيك أغني ابتهالاتي

ضعي يدك على صدري كي يرتاح..ضعي كفك على خدي ...ضمدي كل الجراح

واسقي قلبي من معين حنانك الفياض كأسا .... وخذيني إلى جمبك حتى يطلع الصباح

خذيني وضميني بدفئ الهوى...قبليني وأنسيني ليالي النوى

أقسمت سأنسيك الجراح..سأكون لكي مابقي وما مضى وراح

أقسمت أحبك حتى أن ديكا في الفجر صاح

على وجهك حبها لاح

أحبك ... أحبك ... أحبك ... وإليك أهدي قيلتي

وهذه الأحان العذبة التي أحب أن تذوقيها معي هدية مني لك ...

في مدينة الحب عصفورة

حلت بمدينة قلبي عصفورة..

بمدينة عشقي قالت أجنحتي مكسورة

لا أقوى للطير ولكن ... بجوارك أبقى مسرورة

قالت تحتج بأجنحة..ما كسر الأجنحة سوى دقات القلب المأسورة

وقعت في حبي ..صارت في عشقي مغمورة

جعلت تجمع من قلبي القطع المكسورة

* * * * *

وأنا المأسور حنانيها ..ما كدت أفهمها حتى...قلت أحبك يا عصفورة

جعلت بجناح الحب تظللني..بجناح العطف تلاعبني..بجناح العشق تغطيني

بجمال فيها أحيتني..ببراءة حسن جذبتني..من كأس العشق وأسقتني

..في ليل داج وسماء تملأها الظلمة..حلت بمدينة قلبي عصفورة

حلت وأنارت ظلمة ذاك الليل..

كانت قمرا حيا حسنا أسطورة

* * * * * *

هي دفئ حياتي..هي لحن غناي..هي بلسم كل جراحاتي..

هي شاطئ ذاك البحر الآمن..هي ملجأ ذاك القلب الهائم

هي صورة كل الدنيا بخيالي..هي حبي..هي عشقي..هي كل زماني وأفكاري

* * * * * * *

بمدينة قلبي حلت عصفورة

عندما يشتاق القلب للقيا حبيبته

عندما يشتاق القلب للقيا حبيبته..عندما تشتاق العين لرؤية

حبيبها..عندما أود أن أراكِ..عندها أدعو بكل إخلاص ..أتوسل إلى

الرحمن بقدرته أن يجمع قلبينا على الخير ..أن يقرب روحينا ..أن يلم

شملنا ..لأنني أحبك بل أعشقك وأذوب في غرامك.

إنك القمر الذي أضاء ظلمة ليلي..الفجر الذي طلع يشق عباب الليل

ويخترق السكون لكي يحيي قلبي..فتاة رقيقة ليست كأي فتاة

..حلوة رقيقة عاطفية..ناعمة حنونة لطيفة..بكل معاني

الصدق..وبكل كلمات الحب..وبأعلى الصوت أصرخ لك وأقول ...أحبك ..أحبك ...أحبك

حبيبتي أشتاق إليك يا عمري

أشتاق وكلي حلم وتمني..

أشتاق أقول أقبلك تجري مني..

أشتاق وهل في الشوق سوى الأمل

إشتقت إليك..والحب أثار بقلبي نار الشجن..

إشتقت أيا قمر الأيام.. أوصل حبي..

أخبرها أني لا أحيا إلا أملا في يومي...

أملا أن تجمعنا اللقيا ونغني حبا بالليل..

على درب الحب قابلت فتاة

على درب الحب قابلت فتاه

في وجهها ابتسامة تعلو الشفاه

حبستني بين جدران حبها...قيدتني بقيود عشقها...

سلسلتني بألحان روحها..

وألقتني على عرش قلبها..

فلم أجد نفسي إلا وقد أحببتها..

باعد بيننا المكان...

وجمع قلبانا الحب والعشق والامان...

في دمي جرى حبها وفي شرايني...

بقلبي يدق نبضها..بأنفي أشم عطرها..وبعشقها ترويني

على خدي من أجلها تسيل دمعتي..

لأجلها ضاع النوم من عيني ومقلتي...

أنا سقيم بحبها

ولا أرجو لذا السقم شفاء..

سوى أن يأتي يوم اللقاء..

يومها من ريقها ستسقيني الدواء

حبيبتي عندما تضحك

يهتز لها قلبي

تضحك لها روحي

تطير نفسي بها عشقا

حبيبتي عندما تضحك

ينشق القمر سرورا

ترتج الروح فرحة وحبورا

ضحكة على خد القمر

تعدل دنياي بما فيها

إنها بارعة في جمالها

لطيفة بحسنها

رقيقة بهمسها

إنها حبيبتي

وأنا حبيبها

سعيدة اتمنى ان تكون

تشق الضحكة خدها

تطير الفرحة جريا لقلبها

ينساق الهوى شوقا لروحها

يبتسم القدر فرحا بها

حبيبتي هي

لمسة كفها أتمناها

قبلة ثغرها أنتظرها

رؤية عيناها أشتاقها

لحظة بجوارها

لمحة من عينها

بسمة على ثغرها

رقة في همسها

سحر في خيالها

عطر في أنفاسها

جمال في حيائها

استحياء في كلامها

وخجل في حبها

حبيبتي عندما تضحك

كنز من الدنيا أهداه القدر لي

بئر من الحنان فتح بين يدي

ومرفأ من الأمان أمام عيني

حبيبتي هي وأنا حبيبها

وتأخر القمر عني ليلة

عندها لم أعد أرى أمامي

*****

غاب القمر وأسدل الليل ستاره

وانطفأت الأنوار وقلبي في حراره

قد أوقد الحب علي ناره

غابت حبيبتي والنبض يشكو ما أصابه

وفجأة طلت أنوار البدر على قلبي المكلوم

لملمت ما تناثر مني..وجدتني كالطفل المحروم

بعثت في نفسي فرحة ومحت من روحي كل الهموم

بجمالها أغمضت عيني عن كل ما في الكون من جنون

جعلت تسكب من حسنها رقة أذابت قلبي الحنون

وأعطتني قوة أغرقتني في الجنون

وبلمحة لجمالها رأيت سحر العيون

والآن رأيت كل شيئ بجمال وجهها

عندما عادت أعطتني ضوء حبها

وأشعلت لي شمعة عشقها

لأسير في قلبها بها

خريطة المدونة

 
') }else{document.write('') } }