15/2/2005...وبعد عصر ذاك اليوم ..خرج السيد فادي من المقبرة بعدما أودع ابنه الوحيد سكناه الأخير..يتخيل كيف سيكون حاله بين الثرى..يعصر الألم قلبه.. وراح منصرفا يأخذ العزاء على بوابة المقبرة..ينفض تراب القبر من يده ويزيحه عن عينه , كأنما يضرب كفا بكف ..أو كأنه يفسح مكانا في عينيه لأرق قطع معه عهدا منذ مات قلذة كبده..
.. انتهى العزاء..وقفل السيد فادي راجعا بيته..بعدما أثقله الحزن واسودت الدنيا في عينيه ..دخل حجرة ولده الصغيرة ..جلس على مكتبه ..وبدأ يقلب في أوراقه ..والدموع تصب من عبنيه صبا ..وبينا هو كذلك ..وجد دفترا كتب عليه بخطٍ كبير (صفحات من الذاكرة) وبدون تردد فتحه وقلب بين أوراقه..وبدأ يقرأ فيه..
كان من بين العبارات المكتوبة فيه..((أعلم أنني اليوم أسجل أول صعود لدرجات الحياة..كل ما مضى من عمري كان شيئا والآتي شيئ آخر..لم أكن واعيا لشيء.."حتى نهاية الصفحة.. وقد وضع التاريخ في الأسفل 20/5/2005مـ ..
وفي صفحة أخرى وجد تلك العبارة "..وعلى مقربة مني وجدت أبي ..احتضنته بقوة..وقلت له..أبي لا تتركني وحدي.."
لم يستطع السيد فادي أن يقاوم نفسه..وانهال بكاءً ..ونفسه تحدثه.."..لأول مرة تترك ولدك وحده..تركته في ظلمة موحشة..تركته للديدان تنخر جسده ..سيضيع بهاءه وحسنه..رب بلطفك تغمده و في رحمتك أدخله.."
..ثم أمسك بقلمـٍ وكتب في آخر صفحات هذه الصفحة..(ولدي الحبيب أعرف أنك لن تسمعني..ولكن لا بد أنك يوما كنت تشعر بالأمان جواري..فما الذي حدث..هل سأمت أحضان أبيك .. يوم أن كتب الله على والدتك وأختك قضاءه وتوفيتا لم أحزن بقدر فقداني لك..ولدي لقد شعرت بعدك بالشتات..شتات الروح والكيان والفكر.. فانتظرني سآتيك قريبا.." ثم اتكأ على ظهر الكرسي..وراح يحلم و دموعه الرقراقة تسيل على خده.."
3 التعليقات:
السلام عليكم
شعور الفقدان من اكثر المشاعر المؤلمة
خاصة اذا كان الاب هو الفقيد
نجحت فى رسم الحالة فى هدوء وحساسية
تحياتى لك
هانى يس
eالفراق
الافتقاد
كلها مشاعر تقتل النفس وتجعلها شتاتا
قصيرة موجزة وعبرت عن الشتات في هدوء
السلام عليكم
يا رب لا تحرمنا فلذات اكبادنا. بكى قلبى عند قراءتى
إرسال تعليق