الحب غيــبا

شيء غريب .. ما هو هذا الشيء الذي يدفعنا لرؤية خبايا الأشياء ؟ ! ، قديما علمونا أن ما يخفى على أعيننا ومسامعنا أمر غيبي ، لكنني الآن أرى شيء منه جليا ، لا تدركه عيني لكن نفسي تعيشه .. تتنفسه روحي بقوة ، ذلك الشعور الكامن في قلبي .. هو حبها .

في تقديري الآن أقول أن الغيب درجات .. غيبيات يمكن للبشر معرفتها بشكل أو بآخر فهي متاحة يمكن الوصول إليها حين تتوفر عدة شروط ، و غيبيات محفوظة ما يكون لنا مهما طال الأمد أو اتسعت الأضواء في بصيرتنا أن نقرأها . أما أنا فقد قرأت يوما حبنا غيبا وحفظته وحفرته في قلبي .

حينما تشعر أن نفسا ما تنصهر أنت داخلها ، تذوب فيها كما يذوب الشمع في العسل ، تراها مغرمة بك تصفك لنفسها وصف العاشقة المتيمة الهائمة .. و تصفك لغيرها ذات الوصف إلا أنها تحرص عليك من عيونهم حرصها على ذاتك المتأصلة داخلها من أن يراها أو يسكنها غيرك أنت و هي ، صدقني لن تستطيع أن تفعل شيئا مطلقا .. ستجدك مسلما لروحها بسهولة كأنما انسلت منك نفسك فسكنتها دون أن تشعر .

أنا أفهم جيدا كيف هو الحب ، أحسه .. أعرفه ويعرفني ، قليل من البشر من يستطيع التحكم في ذاته ، من ذا الذي يأمر النفس أن تحب فتهيم بكل ما فيها عشقا وغراما .. هو الله الواحد و نحن لا نملك في حكم الله إلا أن نقول سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا .

تحدثني كوامن روحي الآن .. تأمرني أن أترك كياني كما هو .. لها ، لرغباتها .. لما تشتهي و ما تريد ، أن أفعل كل ما تشاءه دون أن أفكر لحظة في ماهية أمر ما .. أتيقن بقوة تؤكد لي بوضوح أن كل ما يعيش داخلي وينبض بنبضي هو سيد المشاعر كلها و أعرقها نسبا و أشدها على النفس و أرقها في آن واحد .. هو الحب .

لسنا مأمورين أبدا أن نعيش وحدنا ، كذلك لسنا مأمورين بالسعي وراء البحث عن وليف الروح ، هذه نظرية علمتني الحياة إياها ، دروس النفس البشرية أبلغ و أكثر فائدة من دروس مدارس الدنيا وهيئات البشر ، حين تسكن فيك نفس أنثى و تسكن أنت في نفسها فليترك كلاكما العنان للحياة أن تغسله وتطهر بوليدهما الذي هو الحب نفسيهما .

الآن .. أحتضن روحها بقوة .. أريد أن أسكب فوق روحينا عبير الهوى .. كم تخامرني رغبة قوية بأن أسدل ثوب العشق علينا لا نخلعه ولا يتركنا ، ما أجمل أن تستحم الأرواح متعانقة تصب الحياة فوقها رحيق الورد و عبق السعادة .. و ما أروع تلك الروح التي تعانقني .. روحها ، روح الأنثى المفعمة بكل الرقة والحنان و الدلال .. الملبسة بكل ما خلق الله لأنثى في الوجود .

أنا .. من أكون ؟

ربما صرت الآن أقف ثابتا على أصل المشكلة ، أقل ما فيها اكتشافي لعلتي ، يومان و ينقضي من عمري 22 سنة ، أقول سنة لا عام لأنني ما رأيت فيهن كثير مما تمنيت ، الاعتراض على قضاء الله ليس في قاموس حياتي لكن الاعتراف بعدم تحقق أمنياتي هو أصل أعيشه الآن .. كيف لي أن أفتتح عاما جديدا وقد بدا لي من أمري عجب كثير .. أنا من أكون ؟

بحثت عن ذاتي طويلا .. مذ كان عمري ثمانية عشر سنة أي منذ أربع سنوات كوامل و أنا مستمر في رحلة البحث .. من أنت يا نفس ؟ و ما كانت لتجيبني مرة واحدة إجاية صحيحة .. كأنها هي الأخرى تجهل ذاتي ، إن كانت نفسي تجهلني فكيف أعرفها أنا .. خيوط الحقيقة صارت واضحة جلية تزيد من ألمي كلما تأكدت من صحة إحداها .. أنا لست على يقين أبدا أن كل ما أصنع يسير في خط مستقيم .. ربما يكون عقلي ضئيل الفهم و لما عرفت الدنيا بنيت حياتي على أصول تافهة زهيدة لا تستحق أن يعيش من أجلها بشر .

لا أعرف لم الآن أضحك من صنيعي و أسخر من ذاتي .. أي شيء فعلته كان صوابا حتى النهاية ، هو لو كان صوابا أصلا لما انتهى و لما ندمت يوما على دخولي في معتركه والمضي قدما وبإصرار على إتمامه ، يوم عرفت الحب رأيت في روحي ثقة عالية تجبرني على الانصياع لمشاعري تلك .. كأنما ظننت حينها أن هنالك تكمن ذاتي .. أوهمت نفسي أنه هذا أنا ، كيف لقلبي أن يجري خلف أنثى وهو الذي عاب ذلك كثيرا على أناس كثيرين .. أقنعت عقلي أن الحب سيل جارف لا يمكن أن نوقفه بأي حال وأن الأقدار لما تُساق إلينا لا يمكن أن يدفعها عنا إلا الله ، أما خلاف ذلك فلن يحدث .. وبقيت هائما أعيش بطلا لأكبر كذبة في حياتي حتى الآن .. ثم فجعتني الأقدار .. هذا ليس أنت !!

لدي قناعة مفادها أن الحب ليس وهما إنما هو دستور حياة لأننا به عرفنا الله و به نعيش في الدنيا بين الناس ، لكن تلك التجربة التي كانت ، أقف الآن لأنظرها من بعيد فأراها وكأنما كنت فيها كقطعة الشطرنج في يد لاعب ضعيف التفكير سيء التخطيط يحركها بحماقة فيأكلها له نده الذي يشاركه بهجة اللعب .. لكنه يفكر كيف يسقطه خاسرا ، و لما قدر الله نهاية تلك المهزلة التي سامتني فيها الأيام مرارا وألما و بشاعة في القلق والوجع .. مضيت أبحث عن ذات حقيقية أجد فيها نفسي .. أين أنا و هل ستستمر رحلتي في التيه والضياع .. أسئلة كثيرة بدأت أخطها بـ(فونت) عريض حتى أجد لها جوابا .. لكن .. ماذا بعد ؟

أشد الآلام ضراوة يوم تسقط سقيما تبحث عن ذاتك فلا تجدها .. تسوق لك الأقدار مطيبات و ملطفات ترطب بها نفسك .. تتعلق بها لدرجة كبيرة ، تصر على الارتباط بروح من تلك الأرواح التي تجد أمامك .. تسمعك وتبصر فيك روحا طيبة ، تهيمن عليك فكرة العشق مجددا .. ترحل إلى داخلك لتمتحن علاقتك بها .. أيام تمر عليك لتجد نفسك مغرما بها بكل حواسك .. أيام أخرى تمر لتثبت لك أنها ليست لك ، لماذا وكيف ؟ هو هذا حظك في الدنيا .. مهما لاقتك بالبهجة لابد أن تسحبها منك فورا .. شيء تعودت عليه حتى بات الفرح يفجعني .. أنا بعد كل ما رأيت لا أراني مستحقا للفرح إطلاقا .. حتى أدرك يقينا من أنا وأتوصل إلى فهم جيد لحقيقة روحي فأنا فعلا غير مستحق لأي فرحة .. وجهة نظر شخصية لا علاقة لا أبدا بتسييس القدر ، الأقدار كلها بيد الله لا نفهم ماهيتها إلا حين تمر على غيرنا فنبصرها في الآخرين لا في أنفسنا .

أدرك أن أصل الوجود في الحياة عبادة الله .. لكننا خلقنا أيضا لنعمر الأرض ، ولكي نعمر الأرض لابد أن تعمر نفوسنا بطيب العلاقة بيننا نحن بنو البشر ، هذه مشكلتي .. أين ذلك النصف الذي يكملكِ أيتها النفس التي أشقاها الانتظار .. دوامة طويلة تعيدني لذات السؤال .. أين أنا من هذه الدنيا و من أنا فيها ؟

الصبر لغة ما كنت لأتعلمها لو ما تعرضت لما كان خلال تلك السنوات العجاف ، أكون على درجة عالية من الكذب لو أنني أنكرت الخير على امتداد الفترة الماضية مذ خلقت في الدنيا وحتى اليوم ، لكنني مع كل هذا أتمنى ومن حق كل منا أن يحلم ويتمنى .. حساب القدر ومحاكمة الدنيا ليس ذلك ما أقصده إطلاقا ، الأمر الوحيد الذي يجعلني أًُسَفِهُ مما أقول أحيانا أو يدفعني إلى الاستمرار في الصبر هو أن حياتي مقدرة في علم الله الأزلي فلا حزن ينفع ولا فرح يدوم .

كل الذي قرأتموه في الأعلى نص لا أعرف لم كتبته .. ولا أظنكم خرجتم منه بفائدة .. لكنه شيء من ذلك المتكدس في قلبي .. أهمني بشدة فأخرجته .. لكم مطلق الحرية في الامتناع عن القراءة لي بعد ذلك إن شاركتموني وجهة نظري أو الاستمرار إن كنتم ترون أن ما أكتبه يستحق حتى قراءة العنوان !!

عصارة قلب

( 1 ) مفاجأة القدر للقلب بنبض الحب أكثر جمالا من انتظاره والسعي وراءه ، التعود يوما قد يصير عشقا خرافيا لكن العشق لا يصير يوما إلى التعود ، البعد يزيد الهوى اشتعالا ويضرم النار في الحشى شوقا إلى الحبيب ولا يقلب الكفة على الحبيب فيصير بغيضا للنفس إطلاقا .

( 2 ) حينما يعلن قلب ما نفوره وشقاءه منك .. يعلنها جلية أن وجودك في حياته سبب قوي لتعبه وضياع الراحة منه .. حينما تكون متهما بتضييق نفس من تحب .. من تسهر ليلك تناجي روحه وتنتظر شروق شمسه على قلبك لتضيء بقية يومك .. تقضي عمرك في حبه ويقضي وقته في البحث عن الطريق الذي يبعده عنك .. تكون حينها قد فقدت شرعيتك في مكمن روحه .. تبحث عنها .. تريد أن تعيدها إليه مجددا لتنعم بدفء أحضانه لكنه يأبى .. لن تهنئ لك حياة بعدها إلا أن يتغمدك الله بواسع رحمته ؟

( 3 ) سمعته يقص حكايته .. يقول : حينما يكون الأمر متعلقا بوجودي يصبح الوقت ضيقا و الأجواء غير مواتية أبدا وبالكاد أحصل على بضع دقائق ربما تنتهي فجأة دون أية مقدمات .. لكنها تجد وقتا طويلا و تزدان الأجواء وتتواتى تماما حينما تنوي الحديث مع .... ، أَوَ يكون لعاقل أن يمكث مع من ترى في قربه شقاء إلا أن يكون قد سيطر على قلبه هواها وأفقده عقله تماما .. هو مقتنع تماما أنها صنعت فيه هذا و مُصر على البقاء والاستمرار .. هذا هو الوجه الآخر للحب .. المرار الذي لا نعرف له نهاية .

( 4 ) قال لي : أراني وقد أعياني الصبر وفر مني و هذا الألم اللعين كساني و كحل بالسواد القاتم أيام حياتي ، قلت له : ومن في الدنيا إذا عرف الهوى له طريقا بات طيب النفس أبدا ؟!

( 5 ) ما عاد الحب يولد في النفوس من الإحسان إليها ، ضاعت فكرة ( أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ) ، الأغلب الآن يحسبها بمقاييس أخرى .. الخيانة والاستهتار والتهور وإعطاء صاحب الحق على قفاه و إسناد المشاعر لغير أهلها هو الأمر السائد في دنيا اليوم .. كل العلاقات الصحيحة توعك كثيرا لكنها لا تموت وتعود لترقى و لو بعد حين ، أما تلك العلاقات الخبيثة التي تبنى على وجع الآخرين مهما يكن لا و لن تدوم أبدا .. ما بني على باطل فهو أكبر باطل.

( 6 ) كتب يوما : أنا الآن أقترب من النهاية في آخر مراحل الدمار الشامل .. ربما لم يبقى القليل حتى يختفي كياني من الوجود تماما .. آه يا امرأة تصر بحزم على قتلي ،، يا لها من مأساة .. و هل تفعل الأنثى بقلب الرجل منا يا سيدي إلا أحد أمرين .. تقتله أو تذبحه !

( 7 ) الذين يعشقون مثل عشقك يا قلبي لا ولن يصيبهم القدر بعد آلام الزمان إلا بكل خير .. من أعظم أنواع الصبر هو ما تعيشه أنت الآن ،، فاصبر وما صبرك إلا بالله .

( 8 ) الانفصال عن الذات شبح الدراما الدنيوية بين البشر ، ربما تسيطر بعض الأفكار على نفوسنا فتَطمر معانٍ عدة وتخفي في بواطن أرواحنا أشياء لا تخرج إلا حين يستحثها أمر ما.. لنكتشف حينها أننا مرضى بالوهم أو باختفاء الإرادة وضياع الذاتية ، و قد يصل الأمر أحيانا إلى انمحاء الشخصية أيضا .

عشق خلف أسوار الاتهام ( 2 )

الانفصال عن الذات شبح الدراما الدنيوية بين البشر ، ربما تسيطر بعض الأفكار على نفوسنا فتَطمر معانٍ عدة وتخفي في بواطن أرواحنا أشياء لا تخرج إلا حين يستحثها أمر ما.. لنكتشف حينها أننا مرضى بالوهم أو باختفاء الإرادة وضياع الذاتية ، قد يصل الأمر أحيانا إلى انمحاء الشخصية أيضا .

دخلا صالة العرض سويا ، تشابك الكفان واحتدت حرارة الأنفاس .. ارتخاء الأعصاب قد يفرط وقفتها لتصير ممتدة على الأرض لا تستطيع حراكا .. لكنه محكمٌ إمساكها بلين وقوة .. غابت كفها في يده بين لمسات الحنان و الشعور بالأمان ، مع كل لمسة نبض جديد و همس رقيق بين روحين لم تلتقي إحداهما مع صاحبتها إلا قبل دقائق قليلة .

ندرك الحب حين يباغتنا القدر به لا حين نهب نفوسنا له ، هي مستمتعة جدا بدفء كفه الحاني ، ربما تسوقها أسئلة ما بعقلها الباطن للبحث وراء أجوبة سريعة لكل ما حدث ، أتجدين تفسيرا لما أنت فيه الآن ؟ أََوَ كان القدر قد ساقك إلى مشاهدة الفيلم بغية السقوط في كف ذلك الفتى ؟ لكنه ليس سقوطا .. أو أنكِ تسرعتِ في اتخاذ قرارك ، عينك خانتك سريعا لم تفعلي ما كنتِ تقسمين عليه طيلة دهرك ؟ أَوَ تكون شباك الرجال محكمة حد القوة التي تجبرنا على السقوط من اللحظة الأولى ؟ سقوط مرة أخرى .. يا نفس هذه متعة وليست سقطة .

كل ذلك كان في بضع ثوان .. أفاقت على صوته يتحدث بهدوء مع جاره في مقاعد الصالة ( لو تكرمت معلهش معايا بنت عمتي ومش هينفع تقعد بعيد عني لو تتبادلوا الأماكن أكون ممنونك .. ) ، كأنها تسهيلات القدر ، كان متوقعا أن يطول الحديث من أجل المقعد خاصة و أن طلة جاره ذاك لا تنبئ بخير أبدا .. لكنها الآن ستجلس إلى جواره فعلا .

سألته بذكاء الأنثى ( هو انت قلتله بنت عمتك ليه ده انت لسة شايفني حتى ) ، أجابها بذكاء أوسع من الذي تحمله في نفسها ( ما أنا مش هقوله أختي يعني ، و لا انت رأيك ايه ) .. أتبع حديثه ابتسامة رقيقة فهمت منها مغزى كلامه .. استقرا مكانهما .. و بدأ العرض مجددا لاستكمال بقية أحداث القصة .

حيرتها بين المكوث في أحضان الأفكار التي تجمعها به وتحسس كفه واستنشاق أنفاسه أو العودة للتفكير في ماهية القصة المعروضة ، كأنها انسحبت من رداء روحها ولبست رداء روحيا آخر ، حتى نظراتها إلى الشاشة لم تكن بذلك الإمعان الدقيق الذي كان قبل أقل من نصف ساعة ، تلتفت إليه كل حين لتجده يشاركها النظرة مبتسما .. تطأطئ رأسها خجلا و تتصنع عدم الاهتمام وتدير رأسها عنه إلى الشاشة .

لا إرادية وعفوية جعلت للحظة نكهة رائقة .. كسياسة الأطفال تماما براءة خصبة وإحساس دافئ ، هي لم تعرف لنبض القلب إحساسا مثل هذا قبل اليوم .. يختلف كثيرا عن إحساسها بذلك الذي يدّعون أنه ابن عمها ، شتان بين حلاوة النظرات واللحظات الآن وبين ما تعانيه مجرد أن يذكر اسم ابن عمها .. لمرتها الأولى تعرف أن للمغناطيس قوة جذب قوية حينما تختلف الأقطاب .

تتابعت فصول العرض ، مغرمة ذلك البروفيسور أضناها ما هو فيه وما حل بها إثر ضياع الملامح الأصلية في نفس الرجل الذي تحب ، حتى أنه لا يذكر أصلا إن كان يوما عرفها أو أنها مجرد فتاة عابرة قد يكون لها في حياته عدة مواقف و حسب .

مشهد مطول جمع البروفيسور ومغرمته في موقف أبكى الصالة كلها .. قرر ذلك المفصول عن شخصيته الحقيقية أن ينهي ما يراه هراء ( صدقا أنا لا أتذكر شيئا بيننا ، لا أعرف من ذلك الأحمق الذي دفع بك إلي و أوهمك بأني جاهل صغير يمكن أن يخترع الكبار له قصصا يوهموه بصدقها ليعيش معهم فيها متقمصا شخصية البطل الكذاب .. اسمحي لي .. لست أنا ذلك الأبله ) .

انتابها شعور قوي بأن أعيرة البروفيسور النارية تخترق قلب مغرمته تلك كما لو كان الأمر حقيقيا فتسيمها كل ألوان العذاب ، في لحظة شعرت هي أيضا أن كلماته تخترق كيانها كرصاص مندفع لا يدع لها مُطْلِقُهُ مساحة زمنية للهروب أو الاختباء بعيدا عن نيرانه .

فورا جذبت يدها من بين كفيه .. ارتعشت بشدة .. انهمرت دمعات متوالية مع صوت الأنين الذي سمعه قبل فاصل الربع ساعة .. أدرك أنه تأثير المشاهد التي رأتها .. حاول أن يربت على كتفها .. أن يحتضن كفها .. أبعدته بشدة ، تعجب من تغير التعامل بين دقيقة وأخرى .. أخرج مناديله المعطرة .. لم يفكر أن يقترب من عينها كي لا ترده لمرتها الثالثة .. فقط وضعها في يدها .. نظرت له بنصف عين ( و متمسحليش انت ليه .. بتقرف سعادتك ) .. علت فوق حاجبيه علامات تعجب مفرطة .. ألم أقرب كفي منك و أبعدتيه الآن .. الآن رفضتي أن يضم كفي كفك ؟! لم تنتظر كثيرا ، جذبت حقيبتها ، قامت خارجة بسرعة من صالة العرض .. انتبه الجالسون حولهما لما كان لكن المتابعة أخذت الجميع عن التهكم أو التعليق على ما كان .

لحق بها .. يحاول نداءها .. هو إلى الآن لم يعرف اسمها .. لم يأخذ منها وسيلة ملموسة لاتصال مستمر بعد ذلك ، ويحك .. أتكون لحظات مرت هكذا و فقط .. استمر في ملاحقتها حتى التفتت إليه .. سلمته مقصوصة ورق أوقفت بعدها سيارة أجرة و اختفت من أمامه في لحظة .

فتح قصاصة الورق وعينه لم يرفعها عن سيارة الأجرة حتى اختفت تماما ، رقم هاتفها .. لكنها لم تكتب له اسمها بعد ، جيد .. المهم أنها لم تنزعج حد الهروب .. بداية غريبة ولحظات تردد أذهلته .. لكنها كيان أعجبه كل ما فيه بشدة ( مجنونة جدا بس رقيقة قوي ) .

نظر لصالة السينما .. لن أكمل الفيلم بدونها ، ثم قفل سائرا في طريقه ممسكا بورقتها ، مع خطوات قدميه يسترجع عقله تلك اللحظات التي لم تطل أكثر من نصف ساعة أبدا .. استجمعت نفسه دفء روحها حتى كاد قلبه يقتلع من مكانه .. لم ينتبه لشيء حينها سوى أن يعود بالزمن قليلا ليراها .. ليمسك يدها مرة أخرى .. ليشم أنفساها الأنثوية العطرة .. التوت قدمه فجأة وسقط مكانه .. يبدو أن شباك الأنثى هي التي تسقط الرجال فورا دون أدنى تفكير أو حسبة لأي أمر .

يتبع الجزء ( 3 ) .

عشق .. خلف أسوار الاتهام ( 1 )

خيالات مختلطة بأفكار مبهمة لا يفسر شيئا منها إلا صورة الأفيش المعروضة في الإعلان ، بعض من الإحساس بالشوق و ربما الإثارة ، هذه هي المرة الأولى التي تحضر فيها فيلما أجنبيا في صالة عرض أجنبية أيضا .. دائما تمر عليها في طريقها ذهابا وإيابا .. أخيرا قررت الدخول خاصة وأن هذه القصة جذبت كثيرا من صديقاتها ومن تعرف ممن هم ليسوا أصلا روادا لصالات السينما العربية أو الأجنبية .. قررت أن تكون إحدى الجالسات الليلة أمام الشاشة العريضة في صفوف السكوت والانتباه أمام الأحداث .

بثيابها الأنيقة ومشيتها الأنثوية الخاصة جدا قطعت طريقها مترجلة تحت قطر المطر الخفيف .. وصلت أمام بناية الصالة .. بحركات عفوية و طريقة لبقة قطعت تذكرة المقعد من نافذة خدمة الجمهور .. طالعت صورة الأفيش مرة أخيرة قبل الدخول .. السادسة إلا خمس دقائق كانت على مقعدها رقم 36 في صالة السينما .

الأداء التمثيلي مع بداية مشاهد الفيلم جذب الجميع للمتابعة في هدوء أشد من صمت قوم خرست أفواههم .. هي شردت بذهنها إلى بواطن الأمور ولم تضع انتباهها إلى الأحداث أيضا ، جعلت تربط بين الممكن والمستحيل ، الواقع والخيال ، البروفيسور الذي وضع نظرية رياضية قلبت موازين الذين وضعوا قبله و فتحت مجالات عدة لحلول كانت معقدة قبل ذلك ، يقع فريسة لانفصام الشخصية .. يحاكي ذاته متوهما أن أناسا حوله يجارونه في حديثه و برد فعل طبيعي يجد أن عليه المتابعة و الرد على تلك الكلمات الصامتة التي لا يسمعها غيره ولا يرى أصحابها سواه .

تعاقبت مشاهد القصة في حبكة قوية جعلتها تزداد اندماجا و ربطا بين ما ترى و ما تعرفه عن أصل هذه الشخصية الحقيقية ، دخلت حالة نفسية مختلطة بين الانبهار بالقوة الأدائية والتوتر الذي تصنعه تصرفات تلك الشخصية و التي يهيئ لها الآن أنها من فرط ذكائها تفجرت أبراج الذكاء في المخ داخلها حتى أضحى صاحبها بهذه الطريقة .

نفسها ليست هادئة أبدا ،.. تلك التي كانت مغرمة بالبروفيسور المريض حركت سواكن روحها.. هو لم يكن يرى لها أي وجود في نفسه ولا حتى في أوقاته كثيرا .. دائما ما يجلس مع أولئك الذين يتوهم وجودهم حوله .. غرامه الخيالي الذي في نفسه بأنثاه التي يتخيلها معه ، أخذه تمام من مغرمته تلك و التي هي الحقيقة الذي ادعى كثيرا أنها الحق الأوحد في حيته .. كانت ملازمة معه طيلة مشواره والآن هو في متاهة مفرطة تبعده عنها .

كل تلك التداخلات و الاشتباكات راحت تهدم بناء القوة في نفسها وهي تبصر حكاية يربطها بالواقع أنها صرت يوما بالفعل ، و إن كانت تغفل فكرة تدخلات كاتب النص السينمائي في أحداث الحكاية .

وسط اندماج المتابعين في الصالة .. أزيز عال تلاه شرار أسكت صوت الشاشة العريضة وأطفأ نورها وأغلق تيار الصالة كلها .. فورا عمل المولد الاحتياطي .. اعتذار مسموع للمتابعين .. ( بإمكانكم العودة بعد ربع ساعة على الأكثر للمتابعة .,. نعتذر عن الخلل المفاجئ ) ، دقائق قليلة و خلت صفوف المتابعين تماما إلا أنها بقيت مستقرة مكانها تعيد انضباط نفسها و تحاول اكتساب قوة تقيمها واقفة بعد كل الارتباكات النفسية التي صنعتها مشاهد القصة وما تلا ذلك من فجعة ختم بها أزيز الكهرباء جلستها .

أخرجت مناديلها الورقية ومرآتها الصغيرة تبصر شحوب وجهها و تمسح الدمعات التي تفر خلسة من عينها ، صوت أنفاسها كان عاليا بعد أن سالت أنفها إثر دمعات عينها و فجعتها تلك ، لم يكن المكان كما تخيلت خاليا من الجميع إلاها .

هو كذلك ما زال جالسا في الجهة اليسرى مقعد 68 ، سمع أناتها الخافتة التي تخرج مع أنفاسها .. تبينها فإذا هي لأنثى ما زالت تجلس هي أيضا في صالة العرض .. تخطى المقاعد التي تفصلهما .. يقترب ليرى أكثر .. حتى لم يبقى فاصلا بينه و بينها سوى مقعدين فقط .. انتبهت واقفة .. ( أي خدمة يا أستاذ ) ، بابتسامة رقيقة مد يده ليصافحها مُتَفَوِها باسمه ( لؤي فؤاد .. مشروع محامي ) .

رمقته بنظرة قوية ثم جذبت حقيبتها بيدها وتخطت المقاعد من الجهة الأخرى حتى صارت عند بوابة الصالة .. قفلت خارجة دون أن ترد له جوابا .. راقبها بعينه حتى لحق بها خارجا .

ابتاع من بقالة قريبة عبوتين من المربطات الباردة وقالبي شيكولاته .. عاد مسرعا حتى لا تختفي عن عينه ، هي تقف على مقربة من الصالة متكئة على حائط .. لحظة و كان إلى جوارها .. فوجئت به يسحب من يدها ذلك الكيس الورقي الذي امتلأ بحبات الفيشار ناطقا بلطف ( بقت بايخة قوي حكاية الفيشار والسينما ) .

حزمت يدها على صدرها حزمة الصلاة .. وضع هو فوقها ما انتقاه هو لها .. ( خدي بالك هيقعوا ) .. لحظة غريبة و موقف جريء من شاب لا تعرفه و لم يسبق لهما أن تقابلا أبدا إلا الآن .. لم تجد في نفسها قوة للرفض .. مع انسياب مفاصلها و ارتباكها أحكمت الإمساك بما أعطاها .. رفعت عينها في خجل زائد .. ترمقه بابتسامه خفيفة .. ( شكرا ) .. ثم خطت بعيدا تقف في مكان آخر .

الصالة الخارجية مزدحمة .. كل الذين كانوا في صالة العرض ينتظرون هم أيضا العودة لإكمال و متابعة الأحداث التي قطعها أزيز تيار الكهرباء المفاجئ ، لم يعجبه حين تحركت لمكان آخر أن يسير خلفها مطبقا سيناريو الأفلام العربية ، بقي مكانه ملتفتا إليها يحكي بلسان عينه الذي ينطق بالنظرات عن رغبة عارمة في التحدث كثيرا إليها .. ابتسامة عريضة شقت وجهها القمري مؤذنة له بالانطلاق .. كأنها تفتح له مسامعها ، فورا اعتدل في وقفته وهم بالسير حينها إليها .

قطع حديث الهوى بينهما نداء من داخل صالة العرض .. ( الآن بإمكانكم العودة لمتابعة مدة العرض نعتذر مرة أخرى ) .. سار نحوها .. خلعت عن يدها ذلك الفرو الذي لبسته لتدفئة كفها .. و سلمته يدها .. حركة جماعية لكل من في المكان .. هي وهو .. دخلا الصالة سويا .

يتبع البقية

تهييس فيسبوكاوي (१)

لي في شارع الفيس بوك وبالأخص في حارتي المسماة باسمي صولات كثيرة.. بعض هذه الصولات جميلا خاصة حين يأتني فيه زوار من حارات أخرى تطل على حارتي الضيقة .. أجمعها كلها في حلقات أنشرها هنا تباعا.

( 1 ) يوم عرفتها.. ضاعت نكهة النساء في نفسي إلا نكهتها، غزت روحي فغيبتني عن الوعي بأي شيء سواها.. انحصر الجمال في ملكوتها هي.. عشقتها كلا وجزءا .. كيانا وروحا وإحساسا ونبضا.. هي قصة حياتي الجديدة ودفتر عمري الذي غير مساره وفتح صفحة مختلفة ليسجل فيها.. كيف يكون معها وتكون معه ؟ عساه يجد أياما تجمعنا ليسجلها في صفحته الجديدة . أتمنى ذلك بشدة .

( 2 ) وثيقة إعلان نوايا.. مصطلح سياسي عربي جديد ، أنا أحترم تركيا بشدة وأعشق ديار الشام كلها ، لكنني لم أجد من نفسي رد فعل سوى الضحك الهستيري حين قرأت في صفحة الأخبار أن تركيا و سوريا والأردن ولبنان وقعوا جميعا على وثيقة إعلان نوايا لبناء نظام استراتيجي مشترك ، " هما فعلا وقعوا في بعض وبكرة ياما هنتفرج " .

( 3 ) رفقا بقلبي.. مهلا .. لا تسرعِ الخطى فتدهسه قدمكِ وهو القلب الذي يحيا لأجل الله ثم لراحتك.. أقسمت يا نفس لترضين بحكم الله عليك ولتتركي براح روحكِ معراجا لها.. حتى ولو لم تعرج إليها اليوم.. فإن غدا لناظره قريب.

( 4 ) مربعات بسكوت كومندا الخنيقة .. أن تصل إلى آخر قطعة و قد سدت نفسك وطلعت عينك .. يعني توفير أكيد .. نص جنيه وحيد تقعد عليه بقية اليوم شبعان .. الله يعز الحكومة يا جدعان .

( 5 ) سمعوني بقول بحب و قالوا مجنون .. قلت مش جديدة .. يا جماعة دي حاجة أكيدة .. هو الهوى إيه غير جنان في جنان .. بيخلي العقل مش راسي والقلب مفيش اتزان .. " غطوني بأه وصوتوا عليا هههه " .

( 6 ) يعني ترمي الكبريت وتشعل النار فيا .. وتبعد بعيد لا حس ولا خبر ولا عارف ايه بيا .. حرام عليك يا قاسي عليا ، مستاهلش ده كله منك .. ده أنا اللي كلي ليك .. وبسأل كل يوم عنك .

( 7 ) أيقنت أخيرا أن كل الخير في الحياة لن يكون لي .. قد أخذت منه شيئا وأبى الباقي أن يملأ جعبت روحي .. فلتجري الدنيا بنا ولنصارع حتى نلبي رغباتنا .. وفي النهاية لن نأخذ أكثر مما قدر لنا .. ولو كان الخير كله في الدنيا فما الجدوى من الآخرة إذا .. حتما هناك حلقة مفقودة في نفوسنا .. فلبنحث جيدا عنها .

( 8 ) مسائك فل .. يا ضحكة ملايكة على خدود القمر .. يا بسمة طفولة في حضن أزهار الشجر .. يا دمعة بريئة على خد مش مكمن يكون زيه لبشر .

( 9 ) في يوم كان شعري منعكش .. ولابس هدوم النوم .. لقيت نظارة أختي جمبي .. قعدت على سريرها ولبست نظارتها .. ومسكت موبايلها واتصورت .

( 10 ) ما لم تسجل حق الملكية لفكرة ما .. فهي ليست لك حتى لو سبقت إلى ذهنك قبل ذهن غيرك .. لكنه سجلها وأنت تنتظر الفرج .

( 11 ) أصعب حاجة في الدنيا إنك تفرفش وتهزر وتتكلم ببراح وانت جواك نار بتحرق قلبك ودمك بيغلي وهتفور خلاص .. انك تلاقي حد يطفي النار قبل ما تفور مفيش .. بتفور بأه ونارك مش بتطفي بردو .. عادي عادي كله عادي .

( 12 ) صحوت مرة من نومي لأجد نفسي أردد قول عمر بن الخطاب " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، إذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله " رضي الله عنك وأرضاك يا فاروق الأمة و أمير المؤمنين .. اللهم إنا نحمدك على نعمة الإسلام ونسألك أن تجعلنا من المخلصين المتقين حتى تتوفنا وأنت راض عنا .. اللهم آمين .

( 13 ) دائما أجد مجاملات تنصب على بعض الكتاب في تعليقات القراء .. بعضهن ينهمر عليهن سيل المديح " رائع وأكثر و انتي الي فيهم وجميلة يا سكر " وبعضهم يفاجئ برغي كثير من المطلعين على النص كالصابون حين يفرك في الكف تحت الماء .. قلة هم الذين يفهمون النصوص بجدية ويناقشونها لأنها أضافت لهم فكرة أو معارضة لها ومحاولة لفهم وجهة نظر ال...كاتب في تحاور بناء .. حتى الثقافة لم تسلم من المبالغات .

( 14 ) الحب في لغتي أنا هو سريان النفس في شرايين قلب وصولا إلى مكامن الهوى ومنابع الإحساس حتى تلج بوابة الروح فتسكن قاعها ، كما الدماء تجري في وريد حياة كائن البشر حتى تصل إلى مضغة النبض فيستمر نشاطها ويقوى كيانه .

( 15 ) حينما يسكنك شعور قاتل بنفور الأقربين منك بعيدا عنك .. شعور صادق ليس وهميا أبدا .. تتمنى الموت على أن تعيش مثل هذه اللحظات .

( 16 ) أشعر بالرغبة في الكتابة بشدة .. لكنها رغبة مختلفة عن كل مرة .. أتمنى لو وجدت شيئا ممتعا جديدا وفكرة مختلفة ومذاقا آخر أجعل منه نصا صافيا مرحا ، أصفي به ما بداخلي من حيوية قبل أن تعود الكآبة فتشوب ساعاتي مجددا .. ربما تكون تلك الرغبة هروبا من ذلك الإحساس البشع الذي ما زال يسكنني مذ رايت تلك الصورة في ذلك المشهد الـ" عاد...ي جدا " عند كثير من " شباب اليومين دول " .

( 17 ) عادل إمام .. يجبرك على الضحك حتى لو أنك تراه للمرة الألف .. كنت أتابعه ليلة البارحة وهو يتقمص زينهم ويدعو للزعماء .. يشعرني كثيرا - مع كثرة إسفافه وهراءه - أن الضحك لا بد أن يكون له طريق إلى نفوسنا مهما اكتئبنا .

( 18 ) حينما تكون رخيصا في أعين من تحمل لهم في قلبك حبا ومودة وتقديرا .. وتراهم يفرطون بلا أدنى اهتمام في معرفتك .. تكون حينها قد ابتليت بالهوان على الناس .. فاللهم إني أشكوا إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس .. أنت رب المستضعفين فلا تكلني إلى نفسي يا كريم .

( 19 ) ربما نعيش حياة جيدة .. لكن من الطموح أن نبحث عن الحياة الأفضل .. خلقنا لنكون أحرار ننعم بسلام ..خلقنا في الأرض لنكون خلفاء فيها .. خلقنا لنحمل أمانة .. فإن كنا بخير فغيرنا يستحق على الأقل أن يكون مثلنا .

( 20 ) قال ايه .. الأسلحة الي الدول العربية بتدفع فيها مليارات ضخمة جدا وتشتريها بكل عته من أمريكا تطلع في النهاية ورق .. " خبير أسلحة عسكري يؤكد : التكنلوجيا والتقينة المستخدمة في الأسلحة الأمريكية المصدرة للدول العربية لا تقوى على مواجهة الأسلحة الأمريكية المصدرة لإسرائيل إطلاقا " يعني بيستهبلونا واحنا عارفين كده ومع ذلك راضيين وبندفع .. عمار يا جامعة الدول عماااااااار .

كباية شاي

تختلف مزاجات البشر كما تختلف أصابع اليد تماما ، أنتعش كثيرا وتطمئن دواخلي حين أدخل عالم المزاج الذي يصنعه كوب الشاي الخارج بخاره الساخن من الأعلى ، يبهج نفسي كثيرا ويزن قالب دماغي ويجعل سلوك الروح مضبوطا بدرجة ثقله أو خفته واعتدال سكره أو زيادته .

أعشق كوب الشاي الصباحي المضبوط بيدي ، ملعة سكر واحدة لا تزيد ولا تقل ، ربع ملعقة شاي العروسة .. ثم أسكب من الإبريق ماء بمزاج عال يشتهي الرشف بشدة .. أمام شاشة الكمبيوتر أحمل الكأس في يدي في تبادل متناسق مع شطيرة الجبن المرصع بقطع البندورة الحمراء الباردة .. أرتشف وأقضم وأتمايل بخفة مع ألحان هضبة الغناء العربي .. هكذا يكون المزاج عندي قد بلغ ذروة الجمال والراحة والاستعداد بحيوية ونشاط لإنتاجية مفتوحة المدى .

لكن .. ماذا لو تأخرت في صنع كوب الشاي بعد استيقاظي لفترة ولو كانت قصيرة ؟ بالطبع يتطلب الأمر التكرار مرة ومرة ، فلسفة رشفات الشاي المصحوبة بقضمات شطائر الجبن عندي من بنود فلسفة الحياة المتكاملة المعقولة محكومة الأركان ذات الميزان اليومي السليم .

ليس هذا من قبيل الفراغ أو السفه مثلا ، كل الذين تفوقوا على ذاتهم يستحيل أن يكون واحدهم معكر المزاج ثم تراه يعطي بسخاء في مجال عمله أو في نشاطه الذي يقوم به أيا يكن .

المثقفون الذين تنسجم عقولهم ونفوسهم وقلوبهم سوية لصنع فكرة ما وهيكلتها ثم صياغتها لمن يقصدها بشكل ميسر ، لا ينتبه الناس أبدا إلى أن كل ما يفعلون يعتمد في الأساس على الحالة المزاجية لهم .. وكل البشر كما قال أحد فلاسفة الغرب يعتمد توسية مزاجه على اعتدال ميزانه النفسي سواء أكان بشراب أو طعام معين .. أو ربما مكان ما أو مشهد يقابله .. كهؤلاء الذين لا يجيدون الرسم والفن إلا في الاماكن الطبيعية أو على أنغام لحن معين .. حتى تشويش المذياع يصنع مزاجا عاليا للبعض .

كي تنجز ما تصبو إليه بسرعة ، لا تبدأ عملك فيه قبل أن تفعل مثلي .. اختر ما يعدل مزاجك ويزيدك نشاطا وحماسا وعطاء .. فالمزاج العالي أبلغ وأسرع وسيلة للنجاح .. وفر جهدك وطاقتك .. واشرب معي كباية شاي .

أنا في الإعلام .. تعالوا اتفرجوا باه

نبدأ من التلفزيون ، بالنسبة الظهور الإعلامي لشبكة رؤية الالكترونية ( الي أنا الريس بتاعها يعني ) فكان لبعض من فريقها حظا مع النيل الثقافية وبرنامج ثقافية كافيه للمرة الثانية يوم الأحد 25 - 7 - 2010 .

أدار الحوار الإعلامي حسن الشاذلي .. يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة على جزئين عبر موقع المجلة

الجزء الاول هنا

http://roaua.net/video-11.html

الجزء الثاني هنا

http://roaua.net/video-12.html

وعودة مرة أخرى للظهور الاول في التلفزيون بتاريخ 9 – 11 – 2009 بشان المجلة أيضا وفي نفس البرنامج على ذات القناة .. لمن لم يشاهد الفيديو الخاص بها تابعوه هنا ولاحظوا الفرق بين العام المنصرم والعام الجديد .

الجزء الأول

http://www.youtube.com/watch?v=jBZ34ysjKDQ

الجزء الثاني

http://www.youtube.com/watch?v=jBZ34ysjKDQ

كذلك في الأسبوع الماضي شاركت شبكة رؤية مصرية بدعوة خاصة من لجنة النشاظ الثقافي التابعة لدار الكتب المصرية في ندوة أقيمت في الدار بعنوان شباب الانترنت .

تحدثت فيها عن ماهية الثقافة الالكترونية وكيف حاولت تطويع شبكة رؤية لتكون صرحا اعلاميا شبابيا بمساعدة فعالة من فريق العمل الخاص ،

يمكنكم مشاهدة الفيديو الخاص بكلمتي في ندة باب الانترنت على الرابط التالي ..

http://www.facebook.com/video/video.php?v=113619728689081

سبق ذلك ندوة أخرى شاركت فيها الشبكة أيضا في دار الكتب بعنوان شباب يفرح والتي طرح فيها رئيس التحرير مشروع انشاء هذه الشبكة الالكترونية والهدف منها وكيف أنها فكرة مختلفة عن مواقع الكترونية كثيرة .

أنتكظر آرائكم خاصة على حلقة النيل الثقافية .. يارب تعجبكوا .

ثورة 23 طوبـ(ـار)

حينما تحصد ثمار فرحة ما في نفسك ، تراها تشع من عينك بريقا يلمحه الكل جليا ، هكذا تكون لغة العيون وهكذا يفهمها أرباب النفوس المرحة التي تسعى ألا يكون ديدنها بئيس على الإطلاق .

في الأيام التي نعيشها اختلافات حتمية ، لكنها طفيفة لا ترقى لتُغير فينا شيئا ما لم نساعد أنفسنا لنجعلها اختلافات جذرية تحيل الروح من حال لحال ومن سياسة لسياسة أخرى ، حتى القلوب تحتاج إلى مساحة من الوقت ترتاح فيها من عناء الحياة ومن عناء من تحمل همهم داخلها .

حاولت أن أجعل إحساسي كتلك الساعات التي قضيتها يوم كنت في رأس البر ، اقتربت من ذات الشعور لكنني لم ألمسه كما كان يومها ، إلا أن اكتساب النفس معارف جديدة وصداقات مختلفة جعل أمامي بوابة فتحت على مصراعيها ليدخل منها الجمال على نفسي ، وإن لم أركب النيل أيضا هذه المرة .

عروس النيل كانت هي محط الأنظار وملتقى الوفد اللطيف الذي أتانا من دمياط وقاهرة المعز وأطراف الدقهلية و الباسلة بور سعيد ، أسعدني الحظ أن كنت أول من وصل إلى مكان التجمع أمام بوابة المستشفى ، جعلت أتحسس الوجوه التي تجوب المكان بحثا عن ملامح أعرفها علها تكون في قائمة الوفد المنتظر .. قليل من الوقت و حضرت أولاهن صاحبة الحلم الـ"صغنتوت" وإن كانت أقربنا إلى المكان إلا أني أيضا سبقت الكل .. تلتها ندى الياسمين مع ابنتها ، ثم ما لبثنا حتى حضر الرحيل إلينا بابتسامته الرائعة الرائقة يصبحها زوجها، ( تسبيل بأه وحب وجو عالي و أنا يا عيني ماشي لوحدي .. تتهنوا يارب .. تتهنوا يا أختي ) .. شيئا فشيئا واكتمل الذين قدر لهم الله أن يكونوا رفاقنا هذا اليوم .. من أهل القاهرة الكرام كان لنا شرف بمصاحبة الأستاذ شرين و القوس قزح أضحك الله سنها دائما .

بَدَأَت أولى خطوات الثورة .. تبرع الدم في بنك مستشفى الأطفال الجامعي ، أنا ما شعرت في حياتي أبدا برغبة في الخروج من مكان قدر ما شعرت يوم انفتح في وجهي ذلك الموظف الحكومي ( طبيب الغفلة ) مرغبا إياي في التبرع شارحا لي فوائده و عظمة أجره ، كأني امرأ لا يفقه مثلا أن ذلك من الصدقة الجارية وما إلى ذلك مما قال ، ما نسيه هو أن الصدقة إن خرجت من نفس صاحبها طوعا قبلت ولو خرجت كرها فمكوثها في جيب صاحبها أصلح .

السبب الذي حير الجميع وأطار أبراجا من عقولهم حول عدم رغبتي في التبرع وإن كنت مؤثرا أن أسره في نفسي إلا أنني أراني وقد صرت سخيفا أمام الجميع مضطرا للبوح بشيء منه ، ذاك أني مذ كنت صغيرا و شم العرانين أنفي لا تكف أبدا عن أن ترعف ليل نهار دون سبب يذكر ، حتى يومنا هذا لا يمر علي يوم إلا وينقص من دمي ما يعدل تلك الكمية التي يتبرعون بها تقريبا بسبب مشكلة في الجيوب الأنفية قدر الله علي أن تصاحبني حتى يقضي هو قضاءه فيها ، و دون خوض مطول في تفصيلات الأمر وماهيته إلا أنه لا يمكنني أبدا أن أفقد أكثر مما أفقد ، ليست فلسفة من عندي ولا قولا أتحجج به إنما هي نصيحة طبية ، بعيدا عن ذلك كله .. أنا إن رأيت في نفسي يوما قدرة وقوة على العطاء بقطرة واحدة من دمي فسيكون ذلك دون أن يفتح لي مثل ذلك الموظف موشحا طويلا عريضا دون أن يعي ما وراء رفضي .

انتهت أخيرا مرحلة التبرع .. رافقتنا الشمس بعدها حتى النهاية ، اخترنا مقهى مكيفا جلسنا فيه حتى حانت الجمعة ، كانت جلسة رائقة ممتعة انفتحت فيها حوارات من كل حدب وصوب بين كل الأطراف ، ختمناها بعد الجمعة بألحان فنية فائقة الروعة شنف بها أسماعنا هيثم محفوظ ، ذلك الصديق الذي اكتسبته جديدا ، أعترف أني كنت سخيفا بعض الشيء حين أثقلت عليه بطلب لحن لعبد الحليم لكنه المزاج حين يحكم .

لحقتني عدسة ليسناندرا طبعا في كل فقرات اليوم طلبا مني و في لحظات سهو وتجل أيضا ، أجملها ما كان في المطعم بعد أن خرجنا من المقهى .. الغريب أن ذلك المطعم وإن كان جديدا لم يمض على افتتاحه أكثر من 24 ساعة إلا أن شيئا ما لا أعرف ما هو جعلني في شعور مبهم فسره لي باب دورة المياه الذي حبس رفيقنا محمد الغرباوي بعد أن أمضينا وقتنا وطعمنا أكلنا وقررنا الرحيل .

ساعتين تقريبا على تلك الطاولت الحمراء .. تحت صوت الموسيقى ولجلجة الجالسين و مشاهد التلفزيون الصامته ، ولقطات العدسة السحرية لي بين حين و آخر .. كان وقتا ممتعا ، لكن ينقصه شيء واحد .. لا تعرفه إلا نفس واحدة فقط هي تلك التي تسكن بين جمبي .

كان مقررا أن نستقل مركبا نيليا بعد ذلك ، خاصة و أننا ما أعددنا هذا اليوم إلا جبرا لنواقص يوم رأس البر سواء كان نقصا بشريا في الحاضرين و تلبية لرغبة البعض أو نقصا امتاعيا من حيث مركب النيل ، إلا أن القدر شاء ألا تلبى رغبتي تلك هذه المرة أيضا .. ببساطة لأن ساعة واحدة كانت ستكلفنا 300 جنيه بعد أن كنا نستأجرها بـ50 جنيه فقط .. كفانا الله شر الجنان المستعر في نفوس الناس ( صيف بأه والناس على ودنه يعني لو احنا مركبناش مليون غيرنا هيركبوا ) .

أخذنا أخيرا بعبارة قالها رفيقنا ابن محفوظ وهو يحمل عوده ممسكا بيدي " مبدأ منها وإليها نعود " ، وبعد أن أمضينا بعضا من الوقت في جولة مبهمة المعالم عدنا إلى مقربة من باب الحديقة التي أسموها شجرة الدر ، لا أعرف حقيقة أين الدر فيها ؟ ، وكان للأرض نصيب أن تستضيفنا آخر ساعت هذا التجمع الرائع .. ختمنا يومنا على ألحان الهيثم أنار الله دربه و شنف سمعه بكل خير ، وإن لم نكن ننوي الرحيل إلا أن العقد إذا ما انفرطت حبة منه انفرط البقية .. بين سلام المودع وتحية الفرحة باللقاء ومواعدات بين الموجودين .. كان ختاما أخيرا .. بعده حان ميعاد العودة .

جميل أن تقضي بين أصدقائك حينا من الزمن تدخل البهجة فيه نفسك .. لكن الأجمل أن تدخل أنت البهجة على نفوس من حملوك في قلوبهم بكل الطرق .. حبيبا أو صديقا أو حتى مجرد أخ صغير كنت أو كبير .

شكرا لكل من حضر .. أنرتم دروب عروس النيل وأبهجتم نفسي .. كانت ثورة نفسية جميلة .. أسميتها ( ثورة 23 طوبار ) تيمنا بذكرى ميلاد ثورة يوليو .. وبقية العنوان معروف أنه نسبة لصاحبة الدعوة .

أكرر مرة أخرى .. ( والله الي ما جه يوم راس البر خسر كتير .. لأ لأ لأ معوضتوهاش النهارده .. يوميها كان جو تاني .. كده ولا ايه يا الي كنتوا معانا يوميها .. ) .

نَصَيْن .. ملهومش دعوى ببعض !!

دوريتوس !!

لا أعرف منشأ تلك العلاقة القوية التي ثبتت جذورها بيننا ، أكاد لا أتذكر جيدا متى و لا أين ومن الذي دفعني لذا العشق الخرافي المجنون ؟ ، ما أدركه جيدا أنني أبذل ما بوسعي كلما نادى المنادي وحان أوانه .. فورا أجيب النداء ، مثلثات الدرة اللذيذة ( دوريتوس ) ، غرام أبدي خلق بيني وبين نكهتها الخرافية ، حينما رأيتها لمتي الأولى لم يسل لعابي إطلاقا إليها ، إنما اشمئززت كثيرا من هيكل تلك المثلثات ، خاصة لما رأيت يد إحداهن تلونت و صبغت بتلك البقايا التي تجمعت في أصابعها وهي تأكلها بشراهة غير آبهة بكل ما خلفته في يدها وعلى ملابسي يوم كانت جارتي في الميكروباص ، إلا أن العشق يولد في لحظة و ما من محبة إلا تلت عداوة سالفة .. من الذي ساقني لتذوقه ؟ لا أتذكر .. لكنني أشكره كثيرا .. مثلثات الدرة ( دوريتوس ) اللذيذة .. تأخذني إلى حيث كانت حتى لو اضطررت للسير مشاوير طويلة .. فقط للحصول على كيس الحجم العائلي .. ترى أهو السفه أم الجنون .. حتما قد أصابني أحدهما ؟

تاريخ !!

في حياة كل منا عدد من التواريخ التي لا تنسى ، أيام نتذكرها ونتقن جيدا التدقيق في أحداثها والعودة إليها كل حين ، هذا أنا .. قد سجل التاريخ في حياتي إلى الآن عددا من هذه الأيام ، أولها اليوم الأول من الشهر الثالث 2008 ، يومٌ تغيرت فيه معالم الحياة الروحية داخلي ، تبدل فيه استهتاري إلى اهتمام ، وتغير الحال من هدوء وركود وملل ، إلى صحوة وصفاء وجمال ، يوم عشقت فيه أنثى .. أذكرها دائما بكل خير ، ويوم آخر يعود بي أيضا لذكراها هو العاشر من الشهر السابع من ذات العام ، يوم خطوت فيه ايجابيا نحوها ، ولم أكن أدري أنها الخطوة التي سترسم بداية النهاية ، يوم ثالث كان لها أيضا .. لم يكن لي اختيار فيه أبدا ولا كان لإرادتي حكم أو انتباه أو قيمة .. إنما أرغمت عليه إرغاما .. هو الثالث من شهر ديسمبر من نفس العام ، يوم قررت روحها أن ترحل عني آخذة معها كل أحلامنا التي كانت قديما !!

مرحلة حياتية أخرى تبدأ بعد أقل من شهر .. الأول من يناير 2009 ، صفحة جديدة في سجل قلبي ، فتحتها لأنثى مختلفة .. رأيتها مختلفة في كل شيء .. طالت الأيام ، ذهبت بي وجاءت ، و كأنه كان حتميا علي يوم الفراق .. لا أدري أهو سوء الحظ أم الفشل أم أن الخطأ في أنا .. و أتى ذلك اليوم محملا بهموم الدنيا التي أثقلت قلبي وكاهلي وأطاحت بروحي في براثن الوجع ..

مضت سنة و أكثر بخير ما كان فيها وشره ، راحت بعدها الأيام وأتت ، لا أستطيع أن أعلن حتى لورقتي الآن عن أيام أخرى أنا فيها الآن .. عشت منها بعضا وأعيش البعض ولا أدري أتكون فيّ حياة وأعيش فيها أكثر من ذلك ، فلتبقى سرا محفورا داخلي حتى يأذن الله لها ولي أن نبقى .

شهيصة بلا معنى !!

( 1 ) لستة ما قبل الخطوبة

حدثتني يومها والضحك يخفي ملامح حروفها وبالكاد أتبين نص كلامها ، ذاك أن شابا موقرا تقدم لخطبتها ، في جلسة الإتفاق بعدما أناروا له العلامة الخضراء ، راح يملي عليها شروطه .. كأنها مثلا تتوسل إليه أن يتم هذه الزيجة الغريبة " من الآخر كده تقفلي المدونة كفاية تهييص مع الناس قوي وتلغي الأكاونت ع الفيس بوك واجنور ع الميل لكل الي ملهمش داعي .. أقولك أنا أعرف ألغي الميل ميهمكيش .. ماشي يا حبيبتي " ، ثم ماذا " يا إلي مقطع السمكة وديلها " ، هي لم توافق قطعيا على هرتلته السخيفة هذه ، حاول أن يخفف من سطوته " أقولك .. طيب ع الأقل يبقى بلوك لإبراهيم ع الميل والفيس ومتدخليش المجلة عنده ولا تكتبي فيها .. طبعا ده غير المخروبة كأني أتكلم " ، خيبك الله كما خيب ظنك وخرب عقلك وعمر مدونتي ، ضحكت كثيرا حينما سمعتها تخبرني بهذا الشرط العجيب " عشت وشفت .. بقيت في لستة شروط ما قبل الزواج ، يعني إلي عاوزة تتجوز تخلع من هنا " .. كفانا الله شر النفوس التي لا تثق حتى في نفسها .

( 2 ) ع الجبهة يا بلد ملهاش .. ايه !!

في ذكرى تحرير سيناء منذ أشهر " و مهواش عيد ولا بطيخ " كتبت على صفحة الفيس بوك " أرض الهرم والنيل .. والصحبة والمواويل .. علشان بلدنا ولا حاجة تغلى ولا حتى نعرف مستحيل .. " مجرد سؤال بريء .. " هل يا ترى ده كلام أغاني ولا احنا ممكن وقت الجد نسد بجد " ثم استدركت ساخرا من حالي " أنا عن نفسي هقف ع الجبهة ههههه " ، وجدت أن كثيرا من المعلقين يسخرون مثلي ، أصابني الإحباط بشدة فأكثر ما يدميني حقيقة أننا لو آن أوان الجد حتى لو أردنا أن نتصدى .. لن نجد في نفوسنا تأهيلا لهذا ، و لو كان أحدنا قد مكث في خدمته العسكرية خمس سنوات .. فماذا تفيده تلك البدلة العسكرية التي لونّاها بلون بدلة جيش الاحتلال الصهيوني " والنبي محدش يقولي مصر لسة فيها رجالة " ، فرجال مصر الذين شهدوا الجلاء أولا وانتصار أكتوبر ثانيا قد صنعتهم الجدية ، كانوا حقا خير أجناد الأرض ، أما ذكور اليوم صنعهم الهزل ، و إن كان نصا نبويا أن في أهل مصر خير أجناد الأرض ، فهاهم الآن مثلهم كتربة طينية تصلح للزراعة والحصاد ، لكنها مهملة .. فلا هي زرعت ولا حصدنا منها شيئا .. أفلا تبور ؟؟ هكذا هم خير أجناد الأرض الآن .. ولا عزاء لنجمة فوق كتف فلان ولا حتى لذا الطائر المعلق على العلم .. كان نسرا أو صقرا .. فسيغدو حينها عصفورا قصيص الجناح .

( 3 ) ويحكَ يا ابن أُم !!

زارني الملل مرة واحتشت نفسي مع السأم غيظا و عليهم زادت الهموم اكتراثها بروحي ، فسامني كل ذلك ارهاقا عقليا ونفسيا جعلني أزور براح " التهييس " ، أمسكت هاتفي وفتحت رسالة جديدة كتبت فيها " ويحك يا ابن أم .. سآتي لأبيت ليلتي في إحدى الغرف بفندقكم .. فأهب لي المكان .. ولا تنس الخمر والنساء والمكسرات " ، وأرسلتها لصديق طفولتي وقليل من الوقت يمضي وتصل منه رسالة " يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي .. ولا أقولك أنا هحلق دقني أصلا وهعمل حسابي في النساء والخمر معاك .. بس بالمناسبة المكسرات ايه موقعها هنا " ، لم يفهم أنني اعتدت من صنف الأنثى على " التنفيض والتسقيع " في كثير من الأحيان ، فلو أنهن " نفضن " لي فلا داعي للخمر إذا .. ولأضع غيظي في المكسرات ، وإن كنت أصلا ليس لي في الخمر ولا في ليالي اللهو والمجون .. إنما كانت مجرد لحظة تهييس .. أفلا أجد لدى أحدكم دواء يذهب عني تلك الحالة الكئيبة التي تنتابني كثيرا ؟

( 4 ) شقاوة لسان

" مزة .. صاروخ .. مكنة .. كاوتش .. تلاجة " ، لا علاقة لأي كلمة مع أختها أبدا .. لكنهن على ألسنة الشباب المهووس بـ" زوغان العيون " يتفقن في مضمونهن على رسالة موجهة واحدة ، كلمة " مزة " مثلا .. تعني تلك الفتاة الذي زادت على حسنها إغراء ودلالا نسميه بالعامية المصرية " مرقعة " فملأت أنوف الشباب بعطرها الفواح وشغلت أعينهم بمظهرها وليس بعيدا أبدا أن تشغل أوقاتهم بأشياء أخرى أقلها الصحبة وشتان بين الصداقة والصحبة ، أما الـ " صاروخ " فهي فارهة الجمال تتساقط الغربان عليها عنوة في كثير من الأحيان ، و سأسكت عن ترجمة معنى الكلمات الثلاث الأخيرة .. فلا تتسع حروف لغة القرآن لتفسير مصطلحات بيئية ضحلة كهذه .. وما سقتها إلا لأني وجدت كثيرا من الفتيات يفرحن بسماع تلك الكلمات ظانين أنها مدحا في الجمال ليس إلا ، وما درين أنها شقاوة إبليس على ألسنة بدلت ذكر الله بمعاكسة الفتيات .. أفلم ندرك حتى الآن أنه " وهل يَكُبُ الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. لطفا بأنفسنا وكفانا إيذاءً لغيرنا حسيا كان أو معنويا .

( 5 ) كلام ليل

كثيرا ما أشقيت هذا الهاتف المسكين معي كلما مرت بي فترة جنون جديدة .. فالمكالمات مستمرة ومتصلة ، ودائما أكون ( Connected ) ، مرة برغبة مني ومرة خوفا على " زعل فلانة وعلانة " ، حفظت عروض شركات الاتصال الثلاث حتى أصبحت عميلا ثلاثيا .. الغريب أن الأحاديث مهما كانت شيقة ، فالكلام يجف منبعه ويقل معناه إلا أننا دائما نكرر ما نقول ، سئمت هذه العادة السخيفة جدا .. وأغلقت هاتفي .. الآن لست متصلا بالعالم الخارجي كثيرا .. حتى على الانترنت بقيت متوحدا والناس من حولي أستطيع الحديث مع أيهم وقتما شئت ، وحدها غيرت كل هذا .. جذبتني من عالم الكل ، إلى عالمها وحدها .. هي فقط ، ولم يعد لحديث الليل مكان .. إنما هي أحاديث النفس المرسلة عبر أقمار العشق المسائية ، بلهجة غير التي كانت وحروف تختلف عن تلك التي يستعملها البشر .. أما المعاني فهي أكواد تفك طلاسم الجنون الغرامي الذي سكن نفسي لها .. فهل يا ترى تبلغ رسائلي مبلغها .. أم أن تلك الأقمار تملأها الغيرة فتحجبها عنها ؟!!

( 6 ) خورام المروءة

جلس قريبا مني .. كنت حينها قد أعددت العدة وشمرت ساعديّ و " بسم الله " سألتهم اللقمة الأولى ، وإذ به ينطق متحدثا إلي " ألا تدري أن فعلك هذا من خوارم المروءة " ، أنا أعرف ذلك جيدا .. أجبته ضاحكا " خوارم مروءة خواتم صوابع .. أنا جعااان " ، أدار وجهه ثم التفت إلي ثانية " طيب ممكن حاجة من الي معاك يا بيه " ، كاد دماغي ينفجر من كتمان الضحكة .. ثم خرجت ضحكة عالية رغما عني .. حتى الثقافة أصبحت وسيلة جديدة لسؤال الناس ، يبدو أن الحاجة حقا تفتق ألف حيلة .. أغناني الله وإياكم عن السؤال وأعف نفوسنا بالحلال .

( 7 ) 4 مايو مجددا .. مش هنغير بقى

لا أعرف كم عدد العطل الرسمية في مصر ، كل يوم تطلع عليه الشمس يصنع قرارا وعطلة جديدة ، وما عدت أدرك كم الساعة الآن فتوقيت القاهرة يختلف عن توقيت مكة المكرمة في الشتاء ويتفق معه في الصيف .. لا أفهم أبدا لم تلك الساعة المزحلقة بين الفصلين ، ومع غزارة ما ساقته الفضائيات المصرية المبجلة إلى أعيننا ومسامعنا حسبت أن يوم الرابع من مايو لهذا العام إجازة رسمية .. وفي كل عام تتكرر الديباجة المسجلة " الاسطوانة مركونة أصلا عند كل الفضائيات لوقت عوزة .. " ، الجديد فقط هو تلك الكلمات التي يهديها المطربون لصاحب البلاط " الممسوح بفينيك .. لأ بديتول أكيد .. البلاط الممسوح بديتول قليلا ما يزحلق " أسال نفسي كثيرا .. إن كان حب ولاة الأمر واجبا فهل هو وجوب عموم أم وجوب خصوص ، وهل يا ترى حب أصحاب المقام المطهر بديتول ، من العموم إن كان عموما أم من الخصوص لو كان خصوصا ، ويحكم يا شعب مصر !! لِم تخدم كل طبقات المجتمع فردا واحدا ؟ حتى الفن أدخلوه في السياسة " من امتى العالم دي لها في الفينيك ومسح البلاط ؟! .. أكيد بلاط عن بلاط يفرق بردو " .

( 8 ) لأول مرة

أعجبني بشدة ذلك الـ"لوك" المختلف الذي أسقطوا فيه " تامر حوستي " ، و " مخمخت " كثيرا بـ"الطربوش واللحن والكلمات " هو ده الي هيصونا يا قلبي .. وهيحافظ علينا أنا وانت يا قلبي " ثم يردف " حبك على عينا وعلى راسنا .. يا سيدنا ، وكل الناس في كفة وانت وحدك حبيبنا .. يا حبيبي لما بلمس ايدك في سلامك .. بحس اني مش في الدنيا .. آه من غرامك " ، كم أخذتني هذه الكلمات لتفكير طويل مع أني ما لمست يدها قط ، ولو أن منة شلبي قد عميت في هذا الفيلم وأرسلت قبلة في الهواء لصاحب الطربوش .. إلا أن لحنه هذه المرة بحق أربكني كثيرا ، وبعض مشاهده التي رأيتها جعلتني أنسجم مع خيالي وأسرح مع تلك التي أتمناها بعيدا " طول ما انت جمبي هبص لمين سيب الكلام ده لناس تانين .. هو الي يبقى في ايده ملاك هيبص بردو لبني آدمين " ، صدق ورب الكعبة . لأول مرة تسرح بي ألحان مغايرة لألحان هضبة الطرب العربي " تفتكروا ليه .. أكيد الأغنية دي فيها سحر " .

( 9 ) كن منصفا

الأجواء كلها ملعبكة .. والوجوه تسكنها ملامح الحيرة ، المدعية مرتبكة .. والمتهم في بروده الظاهري يرتجف قلبه ونفسه متوترة .. والأزمة المطروحة على منصة القضاء ، قضية حب .. قلبان نبتت الغيرة في أحدهما وحن الآخر لماضيه العكر ، أصبت يا ابن الساهر في تصويرك تلك المشاهد بذلك اللحن القوي وصوتك المجلجل " كن منصفا يا سيدي القاضي .. ذنبي أنا رجل له ماضي ، تلك التي أمامك الآن .. كانت لدي أعز إنسانة ، أحببتها وهي أحبتني .. صدقا جميع الهم أنستني ، صارحتها وقلت مولاتي .. كثيرة كانت علاقاتي ، قالت : حبيبي دع الماضي و قبلني .. بين ذراعيك أنا الكل وأنا ليا الحاضر والآتي " ، ثم ماذا عساها تفعل يا كرام .. " لما عرفت الماضي وبلاويه طينتها على دماغ البيه " ، ليس تصرفا أحاديا لأنثى أو حتى عدة إناث إنما هو الغالب عليهن ، يتظاهرن أنهن غير آبهات بماضي الرجل وما أن تعرف إحداهن شيئا مما كان .. حتى ينقلب الحال ويكن ما ليس في الحسبان " أهي الغيرة أم وسوسة الشيطان ؟ " .

الباحثون عن السعادة .. كذابون

سعادة غالية... كذب ورب الكعبة، فلا هي سعادة ولا هي غالية، حين تسرق من عين غيرك فرحتها وتنتشل من قلبه بهجته وأمله، ثم تسدل على كل ذلك رداءك الخبيث بعد أن كان يلفهم ثوب الطهارة والبراءة والحب، ثم لا ترعوي عن غيك... تخرج على الناس بحلتك الجديدة مدع أنك قد عثرت على سبب السعادة الذي حير الناس وأضناهم لترى في عيون الكل حيرة وفضولا يشع منهم رغبة في معرفة سرك الذي توصلت إليه ببراعتك الكذابة، وتروح تصف ما صنعت لهم دواء لنفوسهم المريضة... أقسم لك أنك بكل ما صنعت من طرق رخيصة كذاب منافق لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا.

السعادة لا أراح الله لك قلبا... هي أن تروي حبك بنبضك لا أن تسرق نبضا ليس لك لتسقي به قلبا كذلك ليس لك، هي أن تعرف لصاحبك حقه... أن تفهم معنى المشاعر... ان تراعي حق الله في قلوب البشر، لا أن تدهسها وترسم صورة الملاك البريء.

السعادة لا أب لك... هي ألا تدعي حالا صنعه غيرك لنفسه ليعيش فيه، هي أن تؤمن بصدق أن الدنيا مبنية على مبادئ الحق والعدل والخير والجمال والمساواة... كما تدين تدان، وكما تفعل سيُفعل غدا بك.

فلسفة القلم أحيانا تخون صاحبها فتصور له بشيطان الخيانة أنه الناصر صلاح الدين، وأنه هو من حرر قلبا من جبروت سجان مارد، وأتاح له فرصة جديدة للحياة في براح الأمن والنقاء، لا يدري أن إبليس اللعين يقف على كتفه يتعلم منه ما فعله كيف فعله؟

كيف لمن يسبك الباطل حقا أن يلامس جسده ذلك الهندام الذي يبدو جليا أن غيره قد لبسه واستخدمه فترة ليست بالقصيرة، ترك فيه عرقه وآثر جسده وتقسيمة قوامه؟، كيف لروح أن تسمح لصاحبها أن يصبغها بروح ضاجعت روحا أخرى قبل ذلك؟ يا لها من مأساة... مضاجعة الأرواح أبلغ من تلك التي نعرفها، شرف الروح وطهارة النفس أقدس كثيرا من كيان الجسد، لكنه للأسف لا يعي ذلك الآن... هو في وهم أسماه سعادة، كذب على نفسه واغتصب فرحة غيره بثمن بخس ألبسه رداء يدعي أنه غال نفيس، تنسى النفوس حين تسقط في الظلم والجور أن هناك ربا وضع الدنيا على ميزان العدل الإلهي، تختفي من أمامها النصوص التي حتمت تلك السنة الربانية في الدنيا، "وتلك الأيام نداولها بين الناس" ، "الأيام دول" ، "يوم لك ويوم عليك"، "كما تدين تدان"، كل ذلك لن يدع لمن خانته نفسه فسلب فرحة غيره فرصة واحدة للتمتع بالحياة أبدا.

وتلك التي تبيع حقيقة بزيف تحسب أن الحق ما تعيشه الآن، رغم أن عقدة الذنب التي تخلقها الخيانة لا تترك النفس ولا تكف عن إثارة الألم داخلها، إضافة إلى أن اللواتي يمتلكن ضمائر لن تتمكن إحداهن أبدا من الاستمرار بهذه العقدة، إما أن تعود لصوابها، أو أن تقتل ضميرها لتسيطر على الألم وتبقى على طريقها... و غالبا ما يختار الخائنون الخيار الثاني.

أما عن ذلك الذي شرب المرار وسرقت منه فرحة عمره حدث ولا حرج، ضع نفسك مكانه... حين يستهين خصمك بقوتك يستثير داخلك حرارة الغيظ، فتقسم أن تقصمه نصفين وتفعل... حين يتجاهلك حبيبك من أجل غيرك، تقسم ألا تدعه لأحد إلاك أنت فقط... ما يجعل القيد في يدك هو خوفك الشديد على المساس بأمن حبيبك حتى مع ابتعاده عنك وفاء منك لذلك الاحساس الذي لا يفارق قلبك له... لكن الصبر ذو حدود والألم الموجع يفلق النفس حتى تنتقم لكرامتها.

كل الذين سجل التاريخ عظمتهم لا تغيب عن صفحاتهم حكايات الحب التي انتهت بخيانة، كل المبدعين عرفوا مرار الخداع... لكنهم مع ذلك بقوا مرافقين للصمد والقوة... الجبل لا يهزه ريح حتى لو كانت ريحًا عاتية، راح زمن ثمود وعاد وما عادت الريح تسقط جبلا... الضربة على رأس المسمار تزيده ثباتا... لا كتب الله على أحد خيانة حبيب أو خداع صاحب، ولا سلب من نفس فرحتها بشيء أبدا.

تلك كانت رسالة لكل من تسول له نفسه امتصاص فرح الآخرين والعيش على ألمهم كالبعوض يجد حياته في التطفل على البشر، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.

 
') }else{document.write('') } }