أشياء تشبه الذكرى..

عادت من السفر ليلة البارحة..قضت اللليلة كلها نوما عميقا..

بدأت رحلة التنظيف المنزلية التي اعتادتها بعد كل سفر..تزيل طبقة التراب الموجودة على الأشياء..

أنهت عملها في المطبخ.. الآن جاء دور غرفة السفرة..

فتحت البوفيه لتلمع ما فيه..وتزيح الغبرة عنه.. فيما هي كذلك حتى وقع طقم الكاسات الذي لم يكمل شهرا وتكسر قطعا صغيرة.. لم يصبح له أية قيمة..

كان عزيزا عليها جدا ككل خاجياتها.. قررت ألا ترميه بل ستحتفظ به وتضع آخر مكان..

نزلت مستودع المنزل .. وضعته هناك.. و لما انحت إلى الأرض لتحمل آخر بديلا له..لمحت بعينها تلك الدمية القديمة.. أول ما وعت على دنياها كانت هي لعبتها وصديقتها وكل شيئ لها..

استوقفتها تلك الدمية.. حملت الدمية بين يديها ..احتضنتها..

راحت تجوب المكان ..تدور فيه بقدمها..تنظر كل ما فيه من حاجياتها القديمة..و تعود بذاكرتها لذكريات الماضي مع كل شيئ تراه..

تلك الدمية التي في يدها لها معها أروه الذكريات..حياة كاملة..

ذاك القطار الذ كان لأخيها وأخذته منه عنوة بعد أن كسرت له إحدى عرباته..

هذه كتبها التي كانت تدرس فيها.. أمسكت بها.. جعلت تقلب صفحاتها..وتقلب معها أيام الماضي..

هذا هو خط أمي.. هذه الورقة يوم كنت صغيرة تدرسني هي.. أمي وما أروع تلك الأيام..

أوراق قديمة..هذه أول رسالة أكتبها له بعد أن عرفته بثمانية أشهر.. كنت أحبه كثيرا لكنني كنت أخجل حتى أن أذكر اسمه بصوت عالي.. وها هي الأيام راحت .. يا ترى هل يذكرني أم أنه تزوج مثلي ونسي ما كان بيننا.. هل يا ترى لديه أوراق تذكره بي كما لدي أنا..

تلك اللعبة التي جلبها لي أبي هدية نجاحي..يومها قال لي.. (عقبال طقم المطبخ الحقيقي يوم فرحك يا لولو)

يالله .. يا لها من فرحة كست قلبي يومها.. أتذكر تلك القبلة التي رسمها أخي على جبهتي يومها.. صرخت في وجهه مدعية أن فمه ليس نظيفا..

التفتت بوجهها لتجد ذاك الكرسي البلاستيكي الذي فقد إحدى أرجله الأربع يوم جلب لنا أب جهاز الكمبيوتر للمرة الاولى.. كنت أجلس عليه ..ألعب به وأقف على رجلين منه دون اثنين.. حتى سقطت به وكسرت رجله تلك..

تلك الخشبات المتكأت على حائط المستودع هناك.. لقد عرش في زاياها العنكبوت.. ذاك يوما كان سريري.. كم اشتقت أن تكون لي أخت لتنام جواري فيه.. أجمل أحلام عمري رأيتها عليه.. تلك هي الوسادة تسقط على الأرض.. هل اشتقت إلي أيتها الوسادة..

كم شهدت دموعي وأحزاني وفرحي وضحكاتي..

ظلت هائمة بخيالها بعد أن أراحت على أحد الفرش القديمة فب المستودع.. ومع انغمارها في بحر الذكريات اهتزت يدها فسقط طقم الكاسات الذي نزلت من أجله..

ضحكت وضحكت وضحكت .. ثم قالت ذكريات تهدم لا تبني..

لكن من لا ماضي له يذكره.. فلا حاضر له يعشه..

ثم قفلت صاعدة دون أن تأخذ من المستودع شيئا سوى تلك الذكريات..

25 التعليقات:

سنووايت يقول...

الذكريات هي حصيلة السنين اللي بنعيشها وزي ما قلت في اخر القصة من لا ماضي له لا حاضر له
قصة جميلة واخذتني لعالم الذكريات

rovy يقول...

الذكريات هى خلاصة عمرنا حتى لو كان فيها اوقات حزينه لكنها مننا و شخصيتنا اتكونت من كل ذكرى لنا ..
نقلتنى معك الى عالم ذكرياتى .. فوجدت الشجن يتسلل الى قلبى .. ليه دايما بيوحشنا اللى فات و احيانا بينسينا نعيش لحظتنا الى بكره ان شاء الله حتكون هى كمان ذكرى..
قصه مؤثره وجميله ..
تحياتى
rovy

حواء يقول...

مدونة لطيفة ... عايزة اقول لك مفيش اجمل مالزكريات ممكن تكون هى الحاجة اللى عايشين بها

غير معرف يقول...

لماذا دانماً وكأن؟

هل لا تصدق ان كل ذلك حقيقى ؟ وان اسلوبك جميل فعلا ..

جميلة ذكرياتك ..

الدمعه يقول...

السلام عليكم

جميل اوي اسلوبك القصصي المتحور المبدع
بجد احييك

تصورت ان البوفيه دة او النيش عبارة عن صندوق الذكريات
اسلوبك جميل

ميرسي لزيارتك ليا

كيكى عوووووو يقول...

عوووووووووووووووووووو انا جيت اتخديت
..................................
وتبقى الذكريات.....

روح شوف تعليقى على امدونة الجديدة

HANY YASSIN يقول...

السلام عليكم
نص جميل يعود بنا الى اجمل ايام حياتنا
طفولة ونقاء وبراءة
خالص التحية لك
هانى يس

خمسة فضفضة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل واحد مننا له ذكرياته الجميله اللي بيحاول يحافظ عليها ويحتفظ بيها للابد وعلي الحاجات اللي بتفكره بيهاوحتي لو الحاجات دي بعض الناس هايشوفوها مجرد كراكيب وروبابيكيا مالهاش لزمه بتبقي قيمتها عند صاحب الذكري كبيره جدا ولا تقدر بثمن



سلام

غير معرف يقول...

احيانا تكون الذكريات كالحصاة الحادة التى تدمى القدم وتمنعه من مواصلة المسير

ربما عليها ان تغلق باب الذكرى
او بالاحرى تجعلها فعلا ذكرى بدون مثيرات

ربما علينا احيانا ان نتخلص من اشياءنا القديمة لمواصلة الحياة

يكفى علينا مستودع الذاكرة
صدقنى يكفي


تحياتى

MKSARAT - SAYED SAAD يقول...

كاتب مصري
اولا اشكرك على دعوتك الكريمه واهنيك مدونتك
فعلا لكل منا اشياء لم يعد لها اماكن غير المستودع او المخزن او اي مسمى اخر يعنى هذا المعني ربما تنسي تلك الاشياء البسيطة لكننا نتذكرها فور رؤية تلك الاشياء فكرة جميله جعلت بداخلي نية الرجوع الي مخزنى لي فيه بعض الذكريات الجميله توجد فى العلب الكرتونية
تقبل تحياتي
سيد سعد

alqassam يقول...

مبارك فى مصلحتك دائما ......جديد على مدونة القسام

lolla يقول...

ده على كده الواحد لو متضايق او مكتئب .. ييجى عندك عشان يتسلى بالحكايات والكلام الجميل

مفيش احلى من الذكريات
انا بعتبر الذكريات دى كنز فى صندوق .. زى ما رصيدك فى البنك فلوس .. رصيد عمرك هى الذكريات
الناس اللى اتأثرت بيهم واثرت فيهم .. التجارب والخبرات .. المآسى والافراح

والذكى صحيح اللى يستغل الكنز ده ويطلعه وميخليهوش طى النسيان

لان فى الذكريات حاجات حلوه .. لازم الواحد يكررها حتى مع اولاده .. عشان يحييها
واخطاء .. ضرورى الواحد يصلحها .. او على الاقل وجود اخطاء جعلت الشخص يتعلم مايقعش فيها تانى

فعلا . كنز
بدعيكم كلكم تفتحو صناديقكم .. وتشوفوها .. اكيد هتستفيدوا
حتى لو فى احزان ... لازم نحمد ربنا عليها . لان هى اللى بتمد بالقوه .. وتخلى الواحد صامد ويقدر يتحدى الصعاب

واللى مالوش ماضى .. مالوش حاضر ولا مستقبل

ياقوت الأزهري يقول...

السلام عليكم
نقول فى هذه المدونة
الطيب أهلها

هذا المقام لا يقتضى الإطناب


وأقصد ب{ المقام }
الذكريات

التعليل
الذكريات شىء معنوى وليس حسى
ولا يستطيع إنسان أن يجمع الصور المعنوية بطريقة حسية بحتة
وإنما يكون مثال للتقريب

وأقصد ب { الإطناب }

الدمية القديمة.. أول ما وعت على دنياها كانت هي لعبتها وصديقتها وكل شيئ لها.. استوقفتها تلك الدمية.. حملت الدمية بين يديها ..احتضنتها.. راحت تجوب المكان ..تدور فيه بقدمها..تنظر كل ما فيه من حاجياتها القديمة..و تعود بذاكرتها لذكريات الماضي مع كل شيئ تراه..
تلك الدمية التي في يدها لها معها أروه الذكريات..حياة كاملة.. ذاك القطار الذ كان لأخيها وأخذته منه عنوة بعد أن كسرت له إحدى عرباته.. هذه كتبها التي كانت تدرس فيها.. أمسكت بها.. جعلت تقلب صفحاتها..وتقلب معها أيام الماضي.. هذا هو خط أمي.. هذه الورقة يوم كنت صغيرة تدرسني هي.. أمي وما أروع تلك الأيام.. أوراق قديمة..هذه أول رسالة أكتبها له بعد أن عرفته بثمانية أشهر.. كنت أحبه كثيرا لكنني كنت أخجل حتى أن أذكر اسمه بصوت عالي.. وها هي الأيام راحت .. يا ترى هل يذكرني أم أنه تزوج مثلي ونسي ما كان بيننا.. هل يا ترى لديه أوراق تذكره بي كما لدي أنا..
تلك اللعبة التي جلبها لي أبي هدية نجاحي..يومها قال لي.. (عقبال طقم المطبخ الحقيقي يوم فرحك يا لولو) يالله .. يا لها من فرحة كست قلبي يومها.. أتذكر تلك القبلة التي رسمها أخي على جبهتي يومها.. صرخت في وجهه مدعية أن فمه ليس نظيفا.. التفتت بوجهها لتجد ذاك الكرسي البلاستيكي الذي فقد إحدى أرجله الأربع يوم جلب لنا أب جهاز الكمبيوتر للمرة الاولى.. كنت أجلس عليه ..ألعب به وأقف على رجلين منه دون اثنين.. حتى سقطت به وكسرت رجله تلك.. تلك الخشبات المتكأت على حائط المستودع هناك.. لقد عرش في زاياها العنكبوت.. ذاك يوما كان سريري.. كم اشتقت أن تكون لي أخت لتنام جواري فيه.. أجمل أحلام عمري رأيتها عليه.. تلك هي الوسادة تسقط على الأرض.. هل اشتقت إلي أيتها الوسادة.. كم شهدت دموعي وأحزاني وفرحي وضحكاتي..


أحسنت
واحييك لاختيارك لهذاالموضوع


استمر
اسلوبك سهل وليس ممتنع

Unknown يقول...

الذكريات هى ما يهم وليس اى شىء اخر وكما قال احد الادباء الشتاء بارد على من لا يملكون ذكريات دافئة...... على فكرة رايى انها احلى ما كتبت لان انا كمان ذكرياتى غالية عندى جدا

Rosa يقول...

ضحكت وضحكت وضحكت .. ثم قالت ذكريات تهدم لا تبني..

لكن من لا ماضي له يذكره.. فلا حاضر له يعشه..

ثم قفلت صاعدة دون أن تأخذ من المستودع شيئا سوى تلك الذكريات
----------
رائـــــــــــــــــــعه
رائـــــــــــعه
اسمحلي احيك لى الأسلوب الجميل
الذكريات بكل ماتحتل في انفسنا من غموض و كل ما تأتي معه من اثاره للمشاعر
سواء بسبب ذكريات حزينه او تعيسه
معالجه جميله قوي للفكرة دي
تحياتي :)

مجرد خواطر يقول...

السلام عليكم
أخذت اغلى ما يملك الانسان "الذكريات" احيان كثيرة تكون هى السبيل للمستقبل و مصدر السعادة الوحيد فى الحاضر

ازادك الله نعمة الابداع

اسامة يس يقول...

وما اروع الذكريات حين يخلد لها المرء .. فيصاب بالشجن.. ويصاب بالحنين .. فتجذبه اليها وما يستيطع ان يذهب اليها...
عايشت سطورك .. وعشت بين الشجن المتدفق منها.,.

دمت بكل ود...
خالص تحياتي

RaRa يقول...

مساء الخير
انا بعتذر على التأخير لكن والله ظروف
جميلة اوى البوست واجمل مافيه انه بيتكلم عن الذكريات
كل حاجة ممكن تروح الا الذكريات دايما بتفضل جوانا

تقبل تحياتى

عودة(3awda) يقول...

بوست رائع وخيال جميل
معلش بتكلم عن خيالك علشان بحب الكتابه زيك بس أنت بتكتب أفضل منى
وأتمنى أن تصير كاتب معروف
من أخوك عمار

أحمد منتصر يقول...

تحياتي أيها الكاتب المصري ولكن انتبه هناك غلطات إملائية كثيرة

على العموم العبد لله مصحح لغوي يصحح التدوينات بأجر رمزي

:)

alshared يقول...

لا مستقبل بدون ماضي

ذكرياتنا هي نحن

نص رائع
وأسلوب متميز

دمت مبدعا

أخوك

كلمات يقول...

ياسيدي لايمكن أن نحيا بدون الذكرى !فالذكريات هي تلك المشاعر التي لازالت بداخلنا وأن كانت أحداثها أنتهت ....
عندي سؤال أنت مين؟

حـــــدوتـــــة يقول...

السلام عليكم
دى اول زيارة ليا
انا اسف انى اتأخرت عليك
مدونة لذيذة واسلوبك جميل
هلف لفة وارجعلك تانى

سلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالام

بنـ محمد ـت يقول...

ماأجمل ان نسترجع ذكريتنا الراائعه ..
وماأقسى ان تطوى دون ذكر ..

ذكريــاتك رائعه ولها رنينُ ُ بلقلـب ..

دمت موفق أخي
ومع ذكريات راائعه لاتنسى
بوركت

ليـــالي يقول...

عجبتني اوووي بجد الحتة دي
"
ضحكت وضحكت وضحكت .. ثم قالت ذكريات تهدم لا تبني.. لكن من لا ماضي له يذكره.. فلا حاضر له يعشه..
"

-------------------


و في الحالتين

بدل ما نندم علي ذكريات كانت جميلة وراحت ...نحمد ربنا عليها ونحاول نبني حاضرنا عشان يكون جميل زيها


وبدل ما نندم علي ذكريات قاسية وعصيبة ..لازم نحاول نقفل عليها ونقتنع انها فترة وعدت..ونخلي حاضرنا اجمل واحسن وقت عدي علينا
+++++++++++++++

قصة جميلة جدا يا كاتب مصري

 
') }else{document.write('') } }