أمه امرأة نيفت على الستين ..تقول له ولدي بسام..لست بحاجة هذا العمل أبدا..ما أملكه من أراضي وعقارات تدر علينا ما يؤكلنا شهدا طيلة حياتنا ..إن أردت فافتح مكتبا هندسيا خاصا بك..
لكنه يأبى..يريد أن يكتسب خبرة ثم يصنع ما يشاء..
في الظهيرة عاد تعبا مرهقا.. وجد والدته مازالت بجلستها التي كانت عليها وقت الإفطار أمامها كاس الماء.. تستند على منسأتها.. تعجب كثيرا.. ربما تكون عادت فجلست..لكن الطعام كما هو.. لم ترحب به وتقم لتأخذه بين أحضانها كما العادة فهو وحيدها...
ذهب يكلمها..يساعدها لتقف و يوصلها غرفتها.. لم ترد عليه جوابا.. وجدها ثقيلة ليست هذه العادة يا أمي,انفلتت يده قدرا منها ..لتسقط عصاتها من يدها وتلحق هي بها.. عندها صرخ بصوت عال..أمييييييييي...
وجد مدخل البناية يعج بالناس ..جاؤوه معزيين.. لا يعلمون أهم يعزونه في أغلى غالية..
دخل خاله المنزل..جعل يدور بين جنباته..ثم قال..لقد تركت والدتك رحمها الله أراض كثيرة عندنا في القرية..هذا زيادة على عقاراتها.. ولأن أخوالك جميعهم مقتدرون كل منهم عاف هذه التركة وقال نتركها لإبن أختنا..هو أولى بها..فأنت يابسام وحيدا.. ولكن..
أقصد أنك تجمه حقيبتك الآن وتغلق هذه الدار وتأتي معي إلى بلد أمك ترى تركتها وتعيش بيننا حتى تدرك حسن التصرف فيها حينها افعل بها ما شئت..
بين معارضة بسام ومحاولة خاله اقناعه..رضخ لطلب خاله..
في يوم كان ذاهبا من بيت خالته إلى الأرض..قبل المغيب بساعة.. جلس يسسر بين تلك الأراضي والحقول الغناء.. ما بين شجر برتقال وموز .. أو حتى ورود مزهرة .. حتى وصل أرض أمه..
اعتاد أن يجلس في مكان معين..يفرش فرشته..معه الشاي والقهوة وشيئ من المكسرات.. وقصة يقرأ فيها..
الحب داء عيا لا دواء لـــه إلا نسيم حبيب طيب النســم
أو قبلة من فم نيلت مخالســة وما حرام فم ألصقته بفــــم
وبتلك الأبيات..
أغار عليك من عيني وقلبي *** ومنك ومن زمانك والمكان
ولو اني جعلتك في عيوني *** الى يوم القيامه ماكفاني
تعجب ووقف ينتظر.. فلما وصلت عنده.. قالت ..السلام عليك يا .. وسكتت فقال .. بسام.. هل من خدمة أقدمها..
نعم .. قد كنت مارة من هنا فسمعت صوتك تتغنى فأعجبتني تلك الكلمات وذاك اللحن هل لك أن تسمعني مرة أخرى..
ولكن أظنه لا يمكن أن تجلسي معي هنا.. لماذا؟ معك أحد.. لا ولكن.. دون لكن هيا أسمعني أيها الفتى الهائم..
تسائلني حلوة المبســم *** متى أنت قبلتني في فمــي
تحدثت عني وعن قبلـة *** فيالك من كاذب ملهــــم
فقلت أعاتبها: بل نسيـت ِ*** وفي الثغر كانت وفي المعصم
سلي شفتاك بما حستاه *** من شفتي شاعر مغرم
فأن تنكريها فما حيلتــي *** وها هي ذي شعلة في دمي
وأن شئت أرجعتها ثانيـة *** مضاعفةً للفم المنعــــم
فقالت وغضت بأهدابهـا: *** إذا كان حقاً فلا تحجـــم
سأغمض عيني كي لا أرك *** وما في صنيعك من مأثم
كأنك في الحلم قبلتنـــي *** وقلت أفديكِ أن تحلمـي
ثم سكت وجعل ينظر لها.. فقالت..مالك سكت أتريد أن أرحل...
لا لا..ولكن ..أتريدين شيئا آخر.. بالطبع نعم.. أغمض عينيه ثوان قليلة ثم فتحها وهو يتغنى بـ..
فيا ليت النهار يكون ليلاً *** وليت الصبح لا يجلو الظلاما
ويا ليت الحمام مسخرات *** لترسل في رسائلنا الغرامـا
لعل حمامة تلقي إلينــا *** كتاباً منك نجعله إمامـــا
.تتمة القصة.
شيئ ما جعله يرتجف..قلبه يدق سريعا..لملم فرشته..وضعها في جانب وراح يتابع خوات تلك الفتاة.. لكنها غابت عن أنظاره سريعا..
جاء اليوم الثاني.. بدأ يتغنى منتظرا تلك الفتاة..جاءت على الميعاد.. غنى لها وهو سعيد جدا..
كانت تبتسم له وتضحك..
قام يضحك معها و يهش لها ويبش.. جاء ليمسك يدها..
تبخرت كالسحاب ..
راحت بعيدا..وذابت في السماء..
كاد الخوف يقتلع قلبه من مكانه.. سمع صوتها يقول له..كنت أريد أن أظل معك دائما..لكنك لم تعرف من أنا؟
أنا من عالم غير عالمكم..وللأسف وقعت في حبك أيها الفتى بسام.. لقد كنت على دراية باسمك يوم أمس لكنني لم أرد أن أجعل الشك يدخل قلبك نحوي..
بكل بساطة أنا لست من بني الإنس يا حبيبي..
عاد بيت خاله مسرعا..ينتفض..والخوف يكاد يقتلع جذور قلبه..وهو يقول عفريتة الحب يا خالي..لن أمكث في هذه البلدة ساعة بعد الآن..
لملم أغراضه وهم راحلا..
ركب القطار..جلس يتذكر ضحكتها وتلك الكلمات التي كان يقولها فتضحك.. وفجأة وجدها تترآى له وإذ بها تجلس جانبه.. فانتفض صارخا..عفريتة الحب...
17 التعليقات:
عساااااني اول تعليق...
تأثرت واحسست بالكلمات ..
وكالعاده تتركنا في شغف لمعرفة البقيه..
تحياااااتي
دمت مبدعاااا...
إبراهيم ...عزيزي
ياريت تبعت لي إيميلك ....
أو تضيف إيميلي عندك
ibnzaydooon@hotmail.com
محتـاجين نتكلم :) ....... وتحياتي للمنسأة، والعفاريت
مشاء الله مبدع
واسم البوست غريب جدا
عفاريت مرة واحدة اشتاتا اشوت ههههه
احساسك جميل ومعبر
انا فى انتظار الباقى
دمت بالف خير
رندا
-
عوووووووووووووووو انا جيت اتخديت
................................
بجد ايييييييييييية التشويق دة...هى فى الاخر هطلع عفريتة ولا اييييييييييييية...الابجد قصة هايلة وفى انتظررررررررررر الباقية
...............................
بالنسبة لتعليقى فى المدونة التانية مش كنت تقولى انك عملت مدونة زى دى فكرتها حلوة..لية بقى مش قولتلى..وكمان دخلت علشان اعلق فيها معرفتش..على العموم دومت مبدعا الافكار
ربما تعود وربما لا
ابدعت بحق
تحياتي
ايه دة هو انا كل ما اتابع حاجة وتعجبنى تذلنى على باقيتها كدة؟؟؟؟
يللا بسرعة قول باقيتها........
ماااااا شاء الله ابداع وتشويق ..
فى انتظار البقيه ..
دمت بخير ..
اولا احييك على لغتك الراقيه اوي الى انا مفتقداها
اتوق للتحدث باللغه العربيه والاستماع لها جدا
لغتك راقيه وبسيطه وجميله فعلا
ثانيا : هو انا ماليش فى الشعر بصراحه ومش هاعرف احكم عليه بشكل متخصص يعنى .
الا انى عاجباني المعاني اوي وعجباني نغمة الشعر كمان .انا باقدر المدارس القديمه فى الشعر واحبها وانت قريب منها .
وعجباني فكره دخوله فى القصه اصلا .
وفى انتظار جديدك
دايما بتتركنا لخيالنا كدة في منتصف الاحداث
البداية مشوقة جدا , جميلة الابيات اللي اخترتها
ياريت نعرف هي مين وهترجع تاني ولا لا؟
عندنا إحنا العرب
الخجل من السمات الأساسية للبنت
و في حالة بدأت البنت بإظهار مشاعرها
تكون حاجة من أتنين
يا إما بنت متحررة
يا إما تكون عفريتة الحب
بس لو ممكن تقوليلي اسم القرية
أهو الواحد يحب يتعرف علي عفريتة الحب
تغيير برده
هه ^_^ هه ^_^ هه
و مرسي علي القصة الحلوة دي
مساء الخير
قصة جميلة واخرها مخيف شوية
واصعب حاجة فراق احد الوايدين والوحدة اصعب حاجة فى الدنيا
دمت دائما مبدع ووفقك الله دائما
تحياتى
كاتب مصري
أخبارك ايه ؟؟ أتمنى تكون بخير
أنا في انتظار موضوعك الجديد
ولي عودة لقراءة البوست لأنه واضح انه شيق وجميل
وأتمنى تنورني وتقولي رأيك في موضوعي الجديد
أختك
Angel Love
هو التعليق بتاعي اتمسح ولا ايه
بجد شعور جميل و سحر خافت بجد اول زياره ليا وبجد شرف لي انني ازور مدونتك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد قراءة البوست الثانى لى اقتراح
سمى مدونتك
(وكأنى اعزف)
نعم ما تقوله هو
موسييييييييييقى
هذااااااا رأيىّ.
هههه
عجبنتي القصة
لكن فكرة عفريتة الحب هذه تم تناولها بطريقة أكتر اثارة
هل قرأت حكايه "الجنية"للكاتب غازي القصبي؟؟
تحياتي
إرسال تعليق