مصرنا بلا حرية!!!

قد تظنون أني سأكتب عن مصر قبل مئة سنة على الأقل .. لكنني وللأسف سأتحدث عن مصر الجديدة القديمة.. الجديدة زمنا والقديمة جدا حضارة ورقيا واحتراما لشعبها...

الغريب في الأمر أن مصر هذه وطن لكل شيئ ..تجد فيها للدين أماكن وللفنون بصنوفها مجالات عدة ..فهي وطن من لا وطن له ..ومجتمع كامل شامل.. وبصورة أو بأخرى نرى مصرنا هذه مصر لغيرنا ليس لنا .. نجد المستثمرين الأجانب ينعمون بخيرها وخيراتها..وشعبها..حدث عن فقره وعوزه ولا حرج..

قد جئت مصر قريبا فوجدت أشياء عجبت لها جدا..عندما كنت خارجها سمعت كثيرا عن مشكلات شعبها ..مشكلة البطالة ولقمة العيش ..بل وصل الأمر إلى قطرة الماء,مع أننا بلد النيل.. أرأيتم مثل ذلك.. وعندما جئتها ..نظرت فيما كنت أسمع فوجدت أنه أمر خفيف مقابل ما وقعت عليه عيني ..أقل ما في الأمر أن الإنسان هنا ليس آمننا على نفسه..فقانون الطوارئ الذي نعيشه منذ زمن طويل يسمح لما يسمى الأمن باعتقال أي مواطن وقتما شاء ولأي سبب أراد .. بحجة الأمنيات..

صرت أمر على الطرقات أظن أنها لم تعرف التعبيد منذ خلقت ,رأيت فيها شيئا أشبه بالمساكن..يسكنها أناس لا تعرف أأحياء أم في عالم الموتى... ولا عجب مادام حكامنا. و حكمنا ليس في أيدينا.. ولا تسألوا كيف؟

المثير للنفس والمبكي للمآقي حالة هؤلاء الفقراء المتاعيس الذين ألقتهم الدولة في حقل العشوائيات وقالوا ليس لهم مكان بيننا.. وبكل أسف يحلفون في مؤتمراتهم أنهم يحاربون الفقر ويعينون الفقراء ولو عكسوا قسمهم لكانوا عند الله من الصادقين..

مصر التي نيف عمرها على السبعة آلاف سنة ولم ترى ذلا قط هاهي تعب من بحور الذل والمهانة ما لو وزع على بقاع الأرض كلها لفاض منه الكثير..

مصر بلد الحضارة والمجد التليد التي فتحها بن العاص تسلم اليوم خفية لابن مبارك, وشتان بين الإبنين.. إنها لمهزلة.. ولا تجد متكلما أو معلقا إلا كان المعتقل مصيره الوحيد... معتقلات الله أعلم بما فيها ,, مهانة وذل وضياع لحقوق البشرية ..تلك الحقوق التي يدرسونا إياها في مناهجنا كأنما يستفزونا بقولهم تلك حقوقكم ولن ترو منها شيئا أبدا..

..لقد تدمرت مصر المحروسة..وضاعت عظمة العظيمة وزلزلت زلزالا شديدا.. فيا حسرة عليك يابلدا قال فيها رسول الله إتخذوا من أهل مصر جندا...ولو رآنا اليوم رسول الله لا أعرف ما يقول..!!!

فاصبروا ياأهل مصر... إن الله مع الصابرين..

1 التعليقات:

زمرده يقول...

ذكرني مقالك هذه بكلمات كتبها الشاعر احمد مطر بعنوان "دمعة على جثمان الحرية"
قال فيها ...

أنا لا أ كتب الأشعار فالأشعار تكتبني ،

أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني ،

ولا ألقى سوى حزن، على حزن، على حزن ،

أأكتب أنني حي على كفني ؟

أأكتب أنني حر، وحتى الحرف يرسف بالعبودية ؟

لقد شيعت فاتنة، تسمى في بلاد العرب تخريبا ،

وإرهابا

وطعنا في القوانين الإلهية ،

ولكن اسمها والله ... ،

لكن اسمها في الأصل حرية

...

أخي الفاضل في مصر وفي كل بلاد المسلمين الوضع ذاته
ولا نقول الا الله المستعان

تقبل تقديري

 
') }else{document.write('') } }