(1)
تعودت منذ صباها على الدلال والغنج..لم تعتد من أهلها على القسوة أبدا... حتى نضجت فتاة رقيقة ناعمة العود.. أنوثتها طاغية.. بنظرة إليها ترى شيئا خياليا من الحسن والبراعة في خلقة الرحمن.. جمال فتاة في عمر الزهور ..الثامنة عشر ..
أغلقت السنة الدراسية أبوابها وبعد مدة ظهرت نتائج الثانوية العامة.. كانت هي (رتاج) حاصلة على 95.5% ..
فرحت بصورة لا توصف..تقدمت لكلية الآداب التي كانت تحلم بها..اختارت قسم الإعلام..فهي تحبه كثيرا..تريد أن تكون مذيعة متألقة على الفضائيات..
وبدأت رحلة رتاج...
تعرفت رتاج في أول أسبوع من الدراسة على فتتاتين صديقتين انضمت هي لتكون ثالثتهما.. سهام ونورة كلتاهما على هيئة رتاج..دلال ورقة مفرطة وجمال بارع .. لكن أحلاهن رتاج وإحداهن تعيش أجواء العشق والرومانسية..
رتاج فتاة تعشق المغامرة منذ صباها..تحب التجربة والعبث بأي شيئ.. جتى لو أدى ذلك إلى إلحاق الضرر بها شخصيا.. كذلك هي فتاة لاقت من المدح والإطراء الكثير,,لذلك تريد أن ترى نفسها بكل الصور الممكنة..لا تريد أن تكون تلكم الفتاة المدللة فحسب بل تريد أن تستغل ما أوتيت من أشياء في خدمة متعتها الذاتية.. كل ذلك كان خلف تفكيرها الشيطاني بتكوين عصابة ثلاثية رابعها الشيطان..
توطدت علاقة رتاج بسهام ونورة..انقلبت لصداقة حميمة بعد أقل من ثلاثة أسابيع فقط.. ذلك لأنها لم تكلم سواهما ولاقت ارتياحا شديدا في الحديث والجلسة معهما ..كذلك هما..
سهام هي تلك العاشقة تحب شابا منذ كانت في الثانوية العامة وبالصدفة القدرية كان معها في الكلية في قسم اللغة العربية ولما علم أنها في قسم الإلام قدم أوراقه للتحويل لقسم الإعلام فورا..
كان هذا هو أول شاب يطول حديثهن معه في الكلية بما أنه على علاقة مع سهام فهو بمثابة أخ لنورة ورتاج..
واكتمل المربع,, لم يبق إلا المركز فقط..
رتاج فتاة مدللة ساقها دلالها في الثانوية لمعرفة أشياء كثيرة..ما بين شباب كثير عبر الهاتف .. وأفلام ساقطة وفعت في شباك مشاهدتها عبر الإنترنت.. وكانت بذلك تقضي حياتها..
حكت لسهام ونورة عن ذلك..أخذتا الأمر بداية بمزاح لكنه ما لبث أن رأيتاه حقيقة ...
ذات يوم وبعد أن انتهت المحاضرات .. اصطحبت رتاج صديقتيها معها للمنزل..حاولا الإعتذار لكنها ألحت وأخبرتهما أن أباها وأمها ليسا بالمنزل..هما في الخليج منذ سنوات وأخيها الأكبر بسام دائر بسيارته ليل نهار لا يعود إلا ساعة في العشاء..يأ:ل ويبدل ملابسه ويرحل ليكمل يومه مع أصحابه..
ذهبتا معها..وبعد واجب الضيافة حكت لهم بتفصيل عن مغامراتها مع شباب الهاتف الذين علقتهم جميعا بحبال ذائبة وتركتهم.. ثم جاء ميعاد الإنترنت ..دعتهم لغرفتها السرية.. الآن تكشف كل أوراقها أمام صديقتيها...
هذا هو جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي(اللابتوب) لا يفتحه غيري.. طبعا بكلمة مرور خاصة.. وفتحته أماهم.. وبين موقع وآخر على الإنترنت.. وفجأة قالت..أغمضا عيناكما سأريكما مفاجئة..
ظلتا تسترقا النظر وهي تفتح ذاك الموقع الذي اعتادته منذ زمن.. موقع للأفلام الساقطة.. اختارت فلما وفتحته وبالصوت الواضح والصورة الأوضح .. قالت افتحا عيناكما..
ما إن رأت نورة المنظر حتى التفتت سريعا وهي ترتعد.. ضاحكتها رتاج ومعها سهام التي لم تبد أية تعجب وكأن لها في ذلك من قبل.. المهم أقنعوها أن تشاهد معهم فستتستمتع كثيرا...
وبدأت فتيات الشيطان بالمشاهدة..ومن فلم لآخر وهكذا..وهن يتبادلن القبلات.. حتى دق هاتف نورة..
اخفضي الصوت يا رتاج هذه أمي.. نعم ألو .. أمها تستعجلها.. قالت لها أنا عند صديقتي سأودعها وآتي البيت حالا.. حسنا لا تتأخري .. مع السلامة..
أنهو جلسة الشيطان هذه على موعد أن يكونوا كل أسبوع عند إحداهن في زيارة عادية ..بريئة كما قالت نورة..في بيتنا جلستنا بريئة.. وبضحكات رقيقة ودعتهما رتاج., وذهبت تكمل وحدها..
فتيات وبفعلن هذا.. ما يفعل الشباب إذا..
عادت نوره إلى بيتها.. وكعادتها خلت بنفسها في حجرتها..تفكر في نفسها.. سهام على علاقة حب مع شاب.. ورتاج على استطاعة أن تعرف واحدا واثنان وثلاثة في لحظة.. وأنا لا أعرف حتى فتيات غير رتاج وسهام.. دائما حظي سيئ.. يبدو أن هناك متعة تفوتك يا نورة.. متعة جميلة..قد لمست شيئا منها اليوم في ذاك الـ ..
لا بد أن يكون لي كذلك حبيب..أو حتى صديق.. سأطلب من أمي أن تدخل لي الإنترنت على جهازي ..لأست أقل من رتاج,,
كلها أيام قليلة وتكونين الأولى بينهن.. سأعرف من شباب الكلية واحدا وعشرة..ولكن لابد أن أضع خطة محكمة..
سأفكر فيها لاحقا.. ولم لاحقا الآن..
(2)
لم تمض تلك الليلة بصورة عادية على سهام أو نورة..
هذه خطوة رتاج الأولى لتجنيد أعوانها كي يساعدوها لاحقا فيما تنويه..
بعد أيام قليلة.. كانوا منصرفين من الجامعة بعد اليوم الدراسي.. فجأة تكلمت نورة.. رتاج خذينا اليوم إلى منزلكم زيارة.. فضحكت في وجهها وقالت ..لم يا نورة.. فأجابت سهام (عشان نعمل جو ولا ايه يا نورة) ..تماما هكذا أردت..
اصطحبتهن إلى منزلها..لكن هذا اللقاء لم يكن كسابقه..بل بدأت بشرح الخطة التي بنتها في رأسها.. قالت لهن.. هذه أيام الجامعة لن تكرر أبدا نريد استغلالها ليلا ونهارا..
نهارا في الكلية وليلا هنا في هذه الدار.. سألوها وكيف وما تقصدين..
كشفت وشاح الأنوثة من على وجهها ..وبدأت تتكلم دون حياء أو حتى خجل.. بالمختصر..نريد أن نجعل هذا المكان وكرا لنا ولعملنا.. يعيننا في ذلك عشق قلبك يا سهام.. أرجوك يا رتاج اتركيه بعيدا عن هذا أريده صافيا لا طافيا..
شرحت لها أنه هو الذي سيعينهن فقط في اجتذاب الشباب من معارفه إلى هذا الوكر الخبيث وعليهن هن بدورهن في الكلية اجتذاب الفتيات.. عقل عفريته لا عقل فتاة..
تعجبن من تلك الخطة الشيطانية وعارضنها في بداية الأمر معارضة شديدة.. مدعين أنهن لسنا في حاجة مال ولا على استعداد لتلويث سمعة..
أقنعتهن أنهن ستكونا في غاية السعادة وأن ذلك من باب الصداقة بين الفتيات والشباب فقط لا أكثر ..ومن أراد غير ذلك لا يفعل إلا بعقد زواج (عرفي طبعا).. المهم رسمت أمامهن صورة الأمر على أنه متعة غير ذات ضرر عليهن.. وبنفوسهن الضعيفة وخامتهن الرقيقة تقبلوا الأمر..
من اليوم التالي مباشرة زين الأمر في عين عشيق سهام.. ورسمن معه الخطة..وبدأن العمل والتنفيذ.. مدعيين للفتيات والشباب حينا أن ذلك مشروع لزواج غير ذي القدرة من التي يحب ..وحين آخر أن ذلك من باب الصداقة والمتعة..
دخلت الخطة الخبيثة رؤوسا عششت فيها شباك العنكبوت منذ زمن ..وكثير من الشباب والفتيات انساقوا ..ولكن هذا الأمر كلف ذاك الثلاثي الخبيث وقتا وجهدا كبيرا..
وبدأت رحلة الشيطان مع الثلاثي الخبيث وأسرة ذاك البيت الجديدة التي اعتادت ارتياده يوميا بعد اتمام المحاضرت.. والإجازة الرسمية بوم الجمعة.. قوانين ونظم كأنها إدارة رسمية..!!! واعجبا..
وجاء اليوم الأول لتنفيذ لعبة الشيطان..
حضر المدعوون جميعا..المنزل مليئ بالفتيات والشباب ..طاولات تعج بالمشروبات والكعك وخلاف ذلك من لوازم التغطية واللعب من وراء الستار.. تبدو الحكاية كأنها حفل قد جاءه ناس كثر.. ذلك حتى أغلق باب المنزل على الحاضرين..
ترك الشيطان أعوانه ينسقون فيما بين الفتيات والشباب تحت إشراف ثلاثي الخبث..سهام ونورة ورتاج تاج الثلاثي ومتزعمه..وذهب هو بعد أن اطمأن أن غيابه لن يضر بمراده..
انقلب المكان احتفالا حقيقيا يومها ربما كان ذلك بداية..رقص وتعارف بين الحاضرين.. هكذا حتى هدأ المكان ..كل نصف متر مجموعة فتيات وشاب أو اثنين ..ككذا المكان كله.. المنزل متسع لهم.. فيلا فتاة الشيطان رتاج ..
لم تجد رتاج في ذلك شيئا فهي كما تقول تعيش شبابها وتستمتع بأنوثتها وتحب أن تسعد الناس معها..
رغم تلك الكلمات التي قالتها للجميع إلا أنها انفردت بنفسها بعيدا عن الحضور فقط دورها تنسيقي للوضع لا أكثر..
كانت ليلة ساخنة لكنها حفل تعارف واندماج بين الحاضرين فقط..لم يستطع أحد يومها فعل شيئ غير هذا..ربما لأن الشيطان غاب وترك أعوانه الصغار..
(3)
انقضت السهرة وعاد الجميع إلى حيث جاؤوا كل يحمل معه صداقة جديدة .. و سبيلا شيطانيا بمعنى جديد ..
كانت رتاج تشعر بسعادة عارمة تجتاحها..كانت تظن أن هذا لن يحدث بذاك المستوى.. اليوم أصبحت راعية لمشروع الحرية (كما تسميه هي) و التي طالما حلمت به..
تعرفت نورة هذه الليلة على ثلاثة شباب .. كل منهم تحدث إليها بنفس أسلوب الآخر.. وعود وأماني لا تسمن ولا تغني.. لكنها خطت الخطوة الأولى في حلمها..أن تعرف شبابا...
انتشر الأمر أكثر بين أوساط الطلاب وكثر الفاسدون حتى من خارج كلية الآداب.. احتاج الأمر إلى تنظيم أدق..مكان أوسع وأكبر... بات الأمر مرهونا باختيار مكان آخر ليكون الوكر الثاني..
لم توافق نورة أو سهام خوفا من أن يكبر الأمر عليهم ويتسع فم التمساح الذي جلبوه للحاضرين فيأكلهم هم وكما قالت نورة ( نتكشف وبوليس الآداب يعرف ونروح ف شربة مية)
لم يكن الجو مهيأ لفتح الباب على الغارب بتلك الصورة التي أرادت رتاج.. لذلك فبعد محاولات إقناع من صديقتبها وافقت على تأجيل الفكرة..
بدأت السهرات الليلة الخبيثة تكثر..وعقود الزواج العرفي صارت عادت كل الشباب والفتيات هناك ولكل يومه وليلته.. كانت نورة تفكر في فكرة العقد العرفي هذا أرادت أن تتخذ قرارا وحدها..لأنها تعرف لو أخبرت رتاج فستقنعها..ومن تفكير لتفكير..بدأت تقل من ذهابها مع سهام ورتاج مرة تحتج بأمها ومرة بكذا وكذا..حتى جاء اليوم الذي قطعت فيه رواحها هناك..بعد أن توطدت علاقتها بشاب من الثلاثة.. شعر بها فعلا ..أحبها وأعطاها الحنان والأمان وهو الذي حاول معها واقتلعها من بركة الخبث..
سقط من الثلاثي ضلع..لا يمكن أن يكتمل المتلت دون ضلع الرابع ولا حتى أن يؤدي عمله كمثلث بزوايا ثلاث..
يبدو أن القدر كشر عن أنيابه وتوعد ذاك الوكر..وكعادة الشيطان..إني بريئ منكم إني أخاف الله رب العالمين..
في ليلة غاب ضوء القمر .. واجتمعت عصابة الإفساد وكر الخبث.. ودخل ذاك الشاب بهي الطلعة راقي المنظر.. يبدو عليه أنه كما يقال(ابن ناس واصلة قوي) .. الكل مشغول ..
لمحته عين رتاج فانبهرت به وبمنظره ..دخلت عليه بكلام من هنا وهنا.. قال لها .. أريد صنفا راقيا وبسرعة.. (مستعجل)
أبت أن تضيفه من ذاك الوكر صحنا ولغ فيه كلب أو كلاب كثر..
شغلتها هيبته..جلست تتكلم معه... أردات هي هذه المرة أن تذوق حلاوة المتعة التي تقول عنها.. عرضت عليه فكرة العقد العرفي.. بعد تفكير منه لم يطل وافق فورا.. الشهود حاضرون.. والعقد كتب..
الشيطان يضحك من بعيد على صغيرته..كيف لها أن تسقط هذا سقطة وهي التي تضع السم في الطعام..كيف تأكل منه..
كانت ليلة سوداء.. راحت رتاج مع ذاك الذي شغلها ولأول مرة تراه ..راحت معه تبحر في أعماق بحار الخبث والوضاعة..
فجأة سمع الجميع صرخة..عالية ثم ما لبثت أن هدأت..خرجو بحالاتهم الخبيثة من غرفهم ليرو إحدى فتيات الشطان ملقاة على الأرض مختنقة وعلى رقبتها تلك السلسلة التي خنقت بها..
يبدو أن الفاعل ذكي لم يترك أثرا لبصماته على السلسلة.. لم تخرج رتاج من غرفتها مع من خرجوا.. لكنها سرعان ما صارت في وضع يسمح لها بالخروج لتجد رجال الشرطة يطوقون المكان بغزارة..
ماذا جرى يا ترى من أخبرهم..وكيف..؟ يبدو أن القاتل فعلها وهرب..
الكل إلى سيارات(البكس) إلى شرطة الآداب ومباحث الجنايات .. جريمتان.. قتل ودعارة..
مع صباح اليوم التالي حولت الشرطة الجميع إلى الطبيب الشرعي لتعرف رتاج هناك الكارثة العظمى..
من ليلة واحدة ..بل لم تكتمل أصلا.. أصبحت مصابة بذاك المرض الخبيث..الإيدز..ممن؟ من ذاك الذي حسبته (جنتل مان كما قالت..)..
هي وحدها من كانت في هذه الحال وبقيت عصابة الفساد لم يصابوا بشيئ..
انتقلت أوراق القضية للنيابة العامة للنظر فيها.. وسرعان ما كتبت الصحف ( عصابة دعارة تقودها ابنة رجل الأعمال ... المقيم خارج البلاد)
انتهى الحلم يا رتاج..انتهت أيام الأنوثة الطاغية..والدلال المفرط.. انتهت الحياة كلها في لحظة شهوانية .. هكذا كانت نتيجة المغامرة التي ساقتها نفسها إليها..
تمت