هذه دنيتي

عندما تستنشق النفس نسمات الهيام يولد القلب ، أولى دمعات الحب ينبوع حياة ، نهر يسقي الروح غراما يدوم ما بقيت أحضان العاشق تضم نصفه الآخر" هي هذه بحق دنيتي ".

كما العادة راحت تنتظر محطة القطار ريثما يأتي ويرحلا سويا .. ظلت مع صديقتها تتبادلان أطراف الحديث والمزاح .. تأخر قليلا .. رغبت في ابتياع شيء من ذلك الدكان .. اصطحبتها معها .. تعبران سكة القطار .. كان الضحك سيد الموقف .. تمزحان ولا تلتفتان لأي مكان يقفن فيه .. فجأة سمعت صوت القطار عن قرب حاولت زميلتها جذبها بعيدا .. من خلفهن كان ذلك الفتى مسرعا ودفعهما بعيدا ليسقط هو ضحية مزاحهما وتفقد هي ساقها .. بدلا من وصوله ليعود معها وصل على أنغام الإسعاف ليجدها طريحة الأرض وصديقتها تقف مذهولة لا تستطيع استيعاب ما جرى في أقل من ثواني .

المرح الذي كان علامة تنبسط أساريرها عندما يصفها أحد به .. أصبح اليوم شبح الخوف الألم .. هي لم تدرك يوما معنى الوجع .. لا تعرف سواهما حبيبين .. هو والمرح ، وقد غدر المرح بها فياترى ما يفعله هو بها ..

مر يوم .. وسمح لصديقتها بزيارتها .. ومازال المرح سلطانا .. يبدو أنها لم تعرف ما راح حتى الآن .. لم تستطع أن تخبرها به .. جعل الألم يأكل أحشاءها وترسم الضحكة على وجهها كي لا تشعرها بشيء .. انسحبت بكل هدوء على وعد أن تعود .. وعادت في اليوم التالي لكن الأمر كان مختلفا تماما .

حالة من الإحباط والأسى .. لهجة لم يعهدها عبيها أحد ... تتحدث لصديقتها .. " قطعولي رجلي .. اه قطعوها تسدئي .. مش همشي تاني .. القطر .. كتبي .. رامي .. " تداخلت الأمور وارتبكت الصور أمام عينها .. وفشل في كل محاولات التهدئة والإقناع بأن الساق الصناعية ستكون كالتي فقدتها ولن تشعر بفرق كبير .. دموع وضحك .. جنون الصدمة .. لم تحتمل أن تراها بهذه الحال فرحلت وما زالت تصرخ بهستيرية .. غاب عن وجهها ضوء الفرح .. سدلت الآلام ستارها على جبينها ورسمت فرشاة العذاب وجهها بإبداع ..

شاء القدر أن يسكن الألم وتطيب الجراح .. بدلوها بساق صناعية .. ما زالت وخزات العذاب بداخلها تزرع الأنين .. لكن لا شيء إلا الصبر يجدي ..دائما في حكم القدر رحمة .. الآن يزاح الستار عنه ليدخل .. ليس وحده .. كانت المفاجأة التي جعلتها تضحك بإخلاص كضحكات الماضي .

كانت فكرة صديقتها لتخرجها من أجواء الحزن .. أن يكتب رامي عقده عليها .. وهذا ما كان .. هو المشهد الذي كان خلف الستار .. مفاجأة لم تكن بالحسبان تماما .. كانت تحسبها نهايتها معه لتجد نفسها تبدأ بسبب هذه المحنة أعذب وأجمل حياة .. مضت أيام وغادرت المستشفى بروح تملأها السعادة .. رتب القدر لها فرحة أخرى تنتظرها ..

أسبوعان .. اعتدلت مشيتها .. انتظمت حياتها .. طلعت شمس ذلك اليوم .. أحست بشيء لكنها لم تنبس ببنت شفة .. يأخذوها من هنا لهناك .. حتى ألبسوها الأبيض .. وأمسك يدها لتجده يرتدي الأسود .. تلك هي ثياب العرس .. لم تتمالك نفسها .. بعفوية ولا إرادة ارتمت بين أحضانه لتغيب فيها عن الدنيا وتستنشق نسمات حياتها منه .. همس في أذنها " هي هذه بحق دنيتي .. هكذا كنت تقولين وهكذا اليوم تفعلين .. وهو كذلك حقا "

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

12 التعليقات:

Unknown يقول...

سبحان الله كأن النص لم يعجبكم
قلت أعلق أنا بأه أخليها فاتحة خير لعل وعسى
وربنا كريم
هشحت ع المدونة كده ولا ايه
لا مفيناش من كده

شيماء جمال(شيمو القمر) يقول...

وااااااااااااااااااو
بجد وحقيقى يا ابراهيم قصة فى منتهى الروعة
ربنا على قد ما بياخد منننا بيدينا

وأسلوبك فى السرد ولغتك حلوة قوى

احييك كثيرا
تحياتى لك
شيمو القمر

ميرام يقول...

(:
( كأن النص لم يعجبكم )
لم افترضت ذلك ..

هو موسم الامتحانات .. حيث يكرم المرء أو يهان ..
أخشى أنها للصدق ( يهان أو يهان)


بعيدا عن ذلك ..
(:
كنت أنتظر نهاية أكثر مأسوية ..
ربما لأن التراجيديا تستنزف المشاعر
فتجعلك مجبرا على المشاركة ..
اما بالحزن أو الشماته (:

ثمة تفاصيل أحسبها ناقصة ..
أو أن الحالة لم تكتمل لي تماما في القصة ..
وأنا أعني هنا مابين البدء والخاتمة
ربما تعمدت ذلك ..
لكنه استوقفني بعض الشيء

يبقى لقلمك رونقه ..
لكن للصدق .. قرأت لك الأفضل ..
أنتظر جديدك

وردشان smilyrose يقول...

السلام عليكم

اخى العزيز ابراهيم

كم اشتقت الى كلماتك

والى قصصك الجميلة والى كل المعانى

التى تحتويها احداث قصصك

وكم هى رائعة تلك الكلمات

المسرودة بلسان اديب لها شأن كبير

اختك

وردشان

nor يقول...

جميله بس يمكن سريعه مش عارفه
كنت عايزة دراما انت عارف احنا شعب نكدي
تحياتي

MaNoOoSh يقول...

ربنا يحظك يا ابراهيم
طب انا مندمجة بقى فى القصة.. ولسة هكتب التعليق.. لقيت تعليقك اللي فطسني من الضحك


بس القصة عجبتني.. وخصوصا اني بشجع النهايات السعيدة

تسلم ايدك

*البت المشمشية *حلوة بس شقية * يقول...

قصتك المرادى بجد جميلة اوى

ساره يقول...

القصه تجنن يا ابراهيم
والنهايه السعيده مطلوبه حتى لا تكون مطليه بالكأبه

بجد تجنن

بسنت صلاح الدين يقول...

قصه جميله و سطور مفعمه بالوفاء اعادت لنا الامل فى زمن تعوى فيه الخيانه
تقبل تحياتى

Kiara يقول...

الللللللللللللللله المره دي الفكره اكتر من رائعه

احلام جوليا يقول...

القصة الجميلة وموجودة في حياتنا الرجالة الي بصحيح لا يتخلوا ابدا عن حبياباتهم لاعاقة او مرض هم قلة ولكنهم موجودين كالالماس نادر ولكن قيمته كبيرة قصتك جميلة مؤلمة وبها كثير من الامل

شركة نورالعمران بحفرالباطن ( 0506630089 ) يقول...

https://hafralbatin88.000webhostapp.com/0506630089-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D8%A6%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%AD%D9%81%D8%B1


https://hafralbatin88.000webhostapp.com/0506630089-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D8%A6%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%AD%D9%81%D8%B1

https://hafralbatin88.000webhostapp.com/%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%AA%D8%B3%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D8%A8%D8%AD%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D9%86-%D9%86%D9%88%D8%B1


https://hafralbatin88.000webhostapp.com/0506630089-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A6%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B1

https://hafralbatin88.000webhostapp.com/%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AC%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D8%A8%D8%AD%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%86%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%84


شركة نورالعمران بحفرالباطن شركة مكافحة حشرات بحفرالباطن شركة تنظيف منازل وخزانات بحفرالباطن
0506630089

 
') }else{document.write('') } }