بـكـاء
كان يوما هادئا على غير عواصف أيامي .. تنفست مع إشراقة شمسه ألطف نسمات الهوى المخلوطة بقطر الندى .. شعرت بخفة تحمل روحي .. كأن المرح يعانق كياني حتى يأبى علي الارتباك أو الخوف .. لم أفكر لحظة في مكنون هذه الراحة مع أن ليل البارحة كان شيئا خلاف ذلك تماما ..
كانت أسئلة من السهولة بدرجة لم تعكر صفوي بل أثارت راحتي ورسمت بين خدي ابتسامة .. حتى نزلت تلك السلمات .. خطوت خطوات لأشعر بعدها بألم قاتل يخترق روحي .. علمت أنه القدر الذي يأبى أن يجمع ألمين على قلبي دائما ..
رأيتها تبكي .. فتاة لا أعرفها ولا تربطني بها أية علاقة .. لكنه بكاء أنثى .. أشد وطأة على قلبي من بكاء عيني أنا .. أن أرى دموع أنثى شيء لا أحتمله أبدا .. صوت شهيقها صراخ يخترق مسامعي .. قطرات دموعها نار تحفر في قلبي .. وملامح البراءة التي غطتها الدموع صرح أنهـار دائما أمامـه .. راح صفو اليوم كأن روحي لم تر فرحة منذ سنة كاملة .
قفلت عائدا .. لتقع عيني على ذلك الصبي .. حافِ القدمين ذا ثياب رثة كهيئة أطفال الشوارع ، رأيته يمد يده لها " اتنين جنيه يا أبله آكل كشري " ابتسامة لطف وعطف تسأله عن اسمه وتلاعبه .. دون تردد أعطته زيادة عما طلب .. وبقبلة على رأسه ودعته " متجريش قدام العربيات يا حماده " ، هي لا تعرفه وربما لأول مرة تراه عينها .. لم تتأفف منه مع الفارق الكبير في الهيئة والمظهر .. شعرتُ ببرودة تلف قلبي كأنها يد القدر تربت عليه .
ويعود ذلك المشهد ليتكرر في خيالي كأني مازلت واقفا أمام تلك الفتاة .. لا أعارض فكرة البكاء لكنني أمقت من يتسبب في أن تبكي أنثى . كم كانت قاسية علي تلك اللحظة ..
لم أستطع إكمال مشوار العودة .. فاقتصرت المسافة متوجها لبيت أختي .. شعرت براحة شديدة عندما قالت " عملت ايه في امتحانك يا حبيبي " حملت بين ذراعي طفلتها الصغيرة " ريم " قبلت ذلك الخد الطفولي الرقيق .. " طالما فيها حبيبي ..يبقى هنجح إن شاء الله " .
سجلي يا صفحات أيامي هذا الوعد واشهد يا زمان الغدر علي .. هذا هو عهدي الذي اقطعه على نفسي عاقلا مدركا واعيا لن أنقضه مهما كان " ألا أكون يوما سببا في ألم أنثى .. شريكة حياة أو قريبة .. معرفة وطيدة أو معرفة بسيطة .. "
اتقوا الله في الأنثى فقلبها أرق من أن تجرحه كلمة سخيفة أو يهزه علو صوت .. واتقين الله أيتها النساء فما نريد أن يكون إرضاءكن إلا حياة الراحة والأنس لنا ولكم ..
***********
على الهامش .. جاءني هذا التعليق من إحدى الزائرات الكريمات لمدونتي بعد البوست السابق .. وقد أجبتها عنه في مدونتها الخاصة لكن إدراجي له هنا لأعقب عليه ..
التعليق
" لكن فعلا ليا سؤال عوزة أسأله .. هو انت ليه مش بتضور على مجال تاني تسرد فيه قصصك؟! يعني ليه القصص دائما بتدور حول الأنثى وهذا الجانب خاصة وهو "الاعتداءات و الشذوذ "
تعقيب على التعليق
ليس الحديث عن العاطفة شيئا من المحرمات طالما لم يتخطى حدودا معينة ..و حديثي عن الأنثى لا يتعدى هذه الحدود ، ثم إن الامر لا يتوقف على كون الأنثى كيانا لتفريغ العواطف والمشاعر .. إنما لأنها نصف المجتمع ولبنة أساس في بناءه .. الأنثى في حديثي هي كل أنثى .. أم وأخت وشريكة حياة .. أحترم الأنثى وأقدرها ولا أذهب بفكري لما دون ذلك ولن أسمح لقلمي يوما أن يتدنى ليكتب فيما يتبادر لأذهان البعض .ثم إن الأمر لكم أتجدون في حديثي شيئا من الشذوذ لا سمح الله.
رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا
من بحر الـ
خـواطـري
20 التعليقات:
أول تعليق
ولي رجعة بعد القراءة
يعنى ربنا يكرمك بجد
ويكرمك على كلماتك
بحيك تحية قوية جداً
ربنا يهدي الجميع
وربنا يثبتك على عهدك مع الزمان
__________________
بالنسبة لردك عليا
المهم حصل خير هي فعلا شكلها صادفت معايا في البوستين اللي فاتوا
___________________
منتظرة تعليقك على مدونتي نفسها
انا مكنتش اعرف ان دموع الانثى لها التأثير الجامد ده
لما الواحد بقى يستغل الموكف ده
هههههههههههههههههههههههه
لا بجد فعلا الانثى كائن رقيق.. وكائن متوحش بس هو اللى ممكن يخليها تبكى.
وبعدين الانثى هى صلب المجتمع.. اللي بتصنع الرجال.. يبقى ليه منتكلمش عنها ونكلمها ومنزهقش اننا نخاطبها ونوصل لاحساسها علشان تكون دايما احسن
اتقوا الله في الأنثى فقلبها أرق من أن تجرحه كلمة سخيفة أو يهزه علو صوت .. واتقين الله أيتها النساء فما نريد أن يكون إرضاءكن إلا حياة الراحة والأنس لنا ولكم ..
بالضبط
اما بالنسبه للتعليق انا شيفه انك بتكتب في كل الافكار
رائعة هى تلك اللحظات التى تلتقطها مشاعرنا ويتوقف عندها عقلنا وقفة حازمة تنتهى بقرار
وكالمعتاد
احترم عقليتك
وقلمك
تحياتى
اشكرك على توضيح الصورة
وآسفة لو كان سؤالي ضايقك
هي فعلا المدونة بتاعتي مش مفكرة حقيقية لكنها عبارة عن حلقات لقصة من تأليفي مسايرة للواقع وليست قصة واقعية
ماشاء الله عليك يا ابراهيم
الله يحفظك
بس عرفنا سر من اسرارك :)
يعني يابنات اذا تبغوا اي شئ من ابراهيم .. هما بس دمعتين والموضوع يخلص :)
نسيت اعلق على تعليقها
بصراحه انت انسان محترم وكتاباتك مافيها شئ يخدش الحياء
كل واحد وله خط ونهج يمشي عليه
المهم مايكون فيه اسفاف او تقليل من فكر الغير ... وانت والشهاده لله اسلوبك نضيف و راقي
تحياتي
ربنا يكرمك
اولا البوست جميل
ثانيا التعليق اللى جالك انا مع التعليق
مش معنى انها بتقول اخرج من دائره الانثى انك بتكتب حاجه مش كويسه
لكن كل واحد وله اهتماماته وماينفعش انسان بالثقافه الكبيره زيك يبقى كل تفكيره وكتاباته عن الانثى
الدنيا مش كده يااخى الصغير
تحياتى
قلبى وجعنى قوى وأنا بقرأ كلامك يا ابراهيم
لأنك فعلا إنسان حساس جدا
وهناك الكثيرون لا يعنى لهم الدموع شيئا وهى أصعب ما يكون على أى إنسان
بجد وحقيقى نفسى أبكى وأصرخ كتير قوى
توقف الكلام
تحياتى لك
شيمو القمر
طيب بيننا الايام على الله مراتك يوم تيجى تشتكي منك يا ابراهيم
ههههههههههه
انا قريت البوست الى فات
مش فاهمه ايه المشكله ؟؟؟
هى الاخت تقصد البوست الى فات ولا ايه الموضوع ؟؟
بس يعنى دي قصه معروفه وجت فى الجرايد كلها
ما علينا
اكتب الى انت عايزه والى انت شايفه مش الى الناس عايزاه
لكن احترم راي الجميع
تحياتي لك
امممممم
انت حد نادر قوى على فكرة ..لا بجد يعنى لو فعلا كده يبقى انت حد نادر
عموما على راى صبرنى نبقى نلاقى المدام ان شاء الله تشتكى ..هتلاقى جمعية المراة المتوحشة فوق دماغك ^_^
اما عن السؤال و التعليق
اعتقد ان كل واحد حر فى اللى بيكتبه مدام مافهوش شئ غلط يؤذى حد
غير انى بجد لحد الان ماشفتش ليك بوست يسئ للمرأة " مع ان تعليقك عندى العكس D: "
ده حتى الموضوع ده مضايقنى ..علشان مش عارفة امارس هوايتى و اطلع ضد هنا
v_v
الله على رقى احاسيسك
لكنه بكاء انثى
فين ومين دلوقت اليى مبيستحملش بكاء الانثى
ده فيه رجال بيستلذوا ببكائها وانكسارها
الله ينور عليك يا ابراهيم ويبارك فى موهبتك
السلام عليكم اخى ابراهيم
اولا اتمنى ان تكون من المتفوقين
وان تمم امتحاناتك على خير
اخى اه لو يعلم كل انسان مقدار جرح
اىمخلوق او ايلامه سواء ذكر او انثى
فالجرح والالم صعب على اى فرد
وصعب جدا على قلب الضعيف
اتمنى الا يجعلنا الله سببا يوما فى ايلام مخلوق ابدا
وردشان
روح الحب الصادق
قد قال أعظم الخلق (رفقا بالقوارير) فهلا ينتهجون سنته!!!!!!
أما عن قصصك عن "الأنثى" ولأنها القصة الأولى التي أقرأها لك سيدي فربما ليس لي أن ابدي حكما عاما, لكن عن هذه القصة, فهي جميلة جدا وموضوعها مميز, ربما لم أقرأ عن هذه الفكرة قبلا...
زيارتي الأولى..تقبل مروري..
صباح الخير يا ابراهيم
انا جايه اصبح بس وبعدين اشوف الموضوع عشان بصراحه لسه صاحيه بس قولت لا يمكن ابدا لازم اروح عند ابراهيم واشوف اخباره ايه واطمن عليه لايكون زعلان من جوجو ولا حاجه
صباحو جميل يا هيما
جوجو
اول زيارة لى هنا
مدونة مميزة
كابتن هيما
ربنا يحفظك
بجد
انتا انسان مبدع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد مررت من هنا لأجد واحة خضراء ... من أجمل ما قرأت أستاذ ابراهيم .. دمت ودام قمك ذهبيا يتلألأ بين الأقلام
إرسال تعليق