مشهد(1) الأرنب العفريت..
الحاج حسين عبد الغني صاحب المزارع والمواشي ..الرجل الثري الذي بلغ من العمر السنة الأولى من العقد الرابع.. انتهى عمل الفلاحين الذين يعملون في تلك المزارع ويشرف عليهم الحاج حسين بنفسه ..أعطى كلا أجرته وانصرفوا..راح هو يسير في أراضيه مع ولده الصغير يجمع ما يرى أن أهل بيته في احتياجه..مابين فواكه وخضروات وطيور وما إلى ذلك..هو لم يعتد هذا ابدا لكنه اشتهى فعل هذا ذلك اليوم فصرف الفلاحين وبقي هو وغلامه الصغير.. وجمع بعضا من الخضروات والفواكه ووضعها في كيس كبير رفعه على عربة الحمار ووضع ابنه عليها وتركهما على مفرق الطريق..وكما اعتاد الحمار يوميا أن يعود آخر النهار للمنزل وفعلا وصل الحمار بما عليه بالسلامة.. انتقى الحاج حسين سبعة أرانب كبيره وبقي منتظرا أن يعود حماره كي يحمله للبيت وما معه..لكن ذلك لم يكن فرفع ثوبه ووضع الأرانب فيه وسار يحكم إمساك الثوب بيد وبالإخرى يمسك عصاته يتحسس الطريق فالظلام يعم القرية..ووصل الحاج حسين لمنزله أخيرا بعد أن اضناه طول المسير وجلس منهكا على كرسي ٍ كان في مدخل البيت ونادى على زوجته..خذي يا امرأة جلبت لك سبعة أرانب سمينة اذبحيها كلها وخزنيها في الثلاجة ..وفتح ثوبه ليعطيها الأرانب فلم يجد شيئا..يالله قد كنت محكما إغلاق الثوب عليها يستحيل أن تكون قد هربت..أين تكون قد ذهبت يا ترى .. فجأة جاءه هاجسه ارتعد له بشدة وهو رجل عمره واحد وخمسون عاما ..أمعقول أن تكون... لا لايمكن ولكن لم..ماذا تقصد يارجل ما ذا ستكون إذا..ربما كانت جنا يا امرأة.. نعم ربما أنا اسمع اصواتا غريبة في المزارع وبصورة ملفتة لكنني لا آبه به لأن الشمس تكون كاشفة ستار المختبىء..فارتعدت زوجته وقفزت ناحيته وهي تسأله أمتأكد مما تقول يا رجل.. حينها سمعا صوت عاليا فسقطا كليهما أرضا من الخوف..ياإلهي ماهذا..ردت زوجته يبدو أنهم بدؤوا رحلتهم في المنزل يا حسين.. كان صوت الرعد يقصف والمطر ينزل ليس إلا لكنهما لم يستطيعا القيام من فزعهما..نادى حسين على كبرى بناته..هناء.. تعالي وأخذي بيد أبيك وأمك..رأتهما هناء على هذه الحال ..ضحكت وسألت عن السبب فلم يجيبا غير أن كل واحد طلب أن تقيمه هو أولا ..أوصلتهما حجرتهما هما يبتلان عرقا في ذاك البرد القارس والرجل ما يزال مدهوشا مما حدث.. أغلقت السراج وخرجت بعد أن ناما في سريرهما نوما دون نوم.. وهكذا والخوف يطرق أبواب قلبيهما..حتى فتح السراج وحده دون أن يمسه أحد.. انتفضا وقاما يجريان إلى حجرة أبناءهم دخلا بهدوء واختار كل منهم فرشة أحد ابناءه ليجاوره هذه الليلة وينام معه فيها..
مشهد(2) بدون مخدر
أبو حلمي شاب في ثلاثينيات عمره..يعمل سائقا على طريق قريته والمركز التابع لها.. منذ ثلاثة أعوام وهو على هذه الحال... عاد يوما لبيته بعد أن أنهكه العمل..وكعادته دخل بيت الخلاء..لكن هذه هي المرة الاولى التي يواجه صعوبة شديدة في قضاء حاجته..ألم شديد وما غلى ذلك..تمر الأيام وهذه حال أبو حلمي..أشارت عليه زوجته بالذهاب لطبيب الوحدة الصحية بالقرية وفعلا فعل.. يبدو أن كثرة جلوسك يا ابا حلمي قد أتعبتك كثيرا.. لم يا حكيم ما العلة عندي وما علاقة هذا بجلستي؟ له علاقة كبيرة يا أبا حلمي.. مبدئيا حالتك بسيطة ليست متأخرة بعملية جراحية صغيرة ينتهي ألمك بإذن الله..لم يا حكيم ما الخير..لا شيء ولكن لا بد أن نسرع في عملية البواسير فقد أتعبت نفسك كثيرا وهي تأن ألما.. اتفق الحكيم مع أبي حليم على ميعاد إجراء العملية عن قريب فهو لا يريد أن يتعطل عن عمله..وجاء اليوم وتم إجراء العملية ونقل أبو حلمي لعنبر المرضى وفيه غيره كثير.. كان عند أحد المرضى والدته تزوره ومعها ما لذ وطاب من الأكل الذ جلبته لإبنها ليتقوت به..(بط وإدام ووو) لكن ابنها رفض أن يأكل بحجة أنه لا يقدر على مثل هذا في حالته هذه..فتركت والدته أواني الطعام جوار سريره..كانت قريبة من أبي عبد الحليم..فكر مليا ثم اشار معدته فوجد نفسه تشتهي هذا الأكل..فكلم تلك السيدة وطلب منها أن يأكل هو هذا الطعام فلم تؤخره عليه وأعطته إياه..أكل أبو حليم وملأء وعاء بطنه وشرب حتى انتفخ..بعد ساعات أراد أن يزور بيت الخلاء..ولكن كيف ما زالت خياطة العملية موجودة بل لم يمضي عليها يوم واحد..لكن الأمر ثقل عليه فراح بيت الخلاء وقضى حاجته وتقطعت خياطة العملية وصار يصرخ ويولول..جاءه الحكيم ورأى ما فعله..أصابه الغيظ مما حدث من جهل أب عبد الحليم فأقسم له ليعلمنه كيف يفعل هذا مرة ثانية..والله لأخيطن لك هذه المرة ولكن دون مخدر لترى بعينك وتشعر بالألم وتتعلم..ويصرخ ويتوسل..لكن الحكيم أبا ونفذ وعيده..أمسكته الممرضات وبدأ يخيط وذاك يصرخ حتى انتهى الحكيم وأبو عبد الحليم يدعو على تلك السيدة ويمنى أن لم تكن قد جاءت يومها..
لدي مشاهد أكثر وحكاوى أعجب من حكايات الفلاحين وأهل القرى سأضع منها كل فترة مشهدين من باب الإستراحة والمرح.. التدوينة القادمة الحلقة السابعة من رواية أيام الوحدة..وعندما تنتهي الرواية لكم مني أربع مشاهد أخرى أكثر مرحا ودعابة وبها من غرائب وعجائب القروين ولكنها حقائق..
10 التعليقات:
انا قولت الحق اول تعليق وبعدين اقرا
يارب تكون بخير
اولا كل سنة و انت بصحة و سلامة
ايه ده يا كاتب؟؟
بجد والله العظيم قلبي كان حيوقف
اصلي اندمجت ههههههه
انا مستنية تكملت ايام الوحدة
رغدة
جيت تانى
ههههههههههه هو يعنى لو عفاريت فى البيت مش هيروحوا لغرفة الاولاد ياخبر
ولا التانى ده خلاص هيموت لو مكلش
هههههههههههه
وكمان حقائق ياخبر
انا فعلا سمعت عن الجن في قري الفلاحين
و في ناس قريبين لي بأكدوا حدوث هذه الاشياء
و هم متعلمين
و ده يرجه للظلام القاتم ولان الناس كانت بتنام من بعد صلاة العشاء
و الله اعلم
اما الخياطة بدون مخدر علشان يحرم فده حرام عليه و الله
طيب الدكتور ليه ما نبههوش
حقيقي الموضوع ده حصل؟؟
عموما اسلوبك في صياغة القصص قمة في الروعه
كالعادة
لكن قصصك المرة ديه غير العادة
كل سنة وانت طيب
لك عندي تاج يا ريت تشرفني بقبوله
تحياتي لك
كل سنة وانت طيب
ايه دااااااااا
معقول دي حقائق؟
هو العفاريت انا سمعت فعلا حكايات كتيرة وحقيقية عنها وبأؤمن بوجودها
لكن الخياطة بدون مخدر دي انا مش قادرة اتخيلها فعلا
هانتظر باقي الحكايات
والرواية
انت لست كما انت فهذه ليست مشاهد
وانما محض اختلاطات من خيالك
القرويين ياسيدى ليسوا كما وصفت
فهم اكثر من المدنيين تطورا وليسوا كما صورت
لم اكن اتوقع منك ذلك وتصور قرانا والقرويين بتلك السذاجه وعدم اللامبلاه
تحياتى
نصيحه الغى ذلك البوست المهين
كاتب مصرى
اولا كنت اتمنى ان تكون حكاويك مدامت حصلت بالفعل ان تكون انت مشاهدها بنفسك لا نقلا عن احد ... الا يجوز من نقل غير صادق
ثانيا
كنت اتمنى ان تعلق على كتاباتى كما افعل ولو بالنقد حتى نقوم انفسنا اذا اخطأنا
ثالثا
اتصدق انت ولو حدث معك ماحدث ان يكون خياط الجرح بدون بنج
ان اردت ان تصدق فاكتب مايجب ان يستساغ
رابعا شكرا لمرورك حتى وان لم تقرا ماكتبنا
خامسا نحن نبحث عن الافضل دائما من اجل مجتمعنا
لا نرسخ اباطيل وخرافات
سادسا
انت تكتب جيدا حاول تسخير قلمك فيما يفيد لا فيما يضع الوقت هباء
تحياتى وتقديرى
هههههههههه انا عمالة اقرا المشهد التاني بتاع البواسير ده وانا بضحك بقى مليش دعوة
تخيل لما ابقى لسة صاحية وابدأ يومي ببواسير .. يبقى ربنا يستر بقى ان شاء الله على بقية اليوم
ازيك بس الاول
وكل سنة وانت طيب كدة وكويس وزي الفل
مستنية بوستك الجاي جدا اوي خالص
miro el niro kwaniro
ابدعت حقا في وصفك لمشاعرك وانت داخل البحر صدقا ان البحر كحضن الام والحبيب بل احن عليك بسبب صمتة الجميل فانة يسمعك دون ان يعاتبك على اي شئ ولكن تعلم انك اخفقت في كلامك حينما يثور وتهيج وترتفع امواجة----وكل عام وانت بخير
إرسال تعليق