لقاء الوداع

خرج من بيته متأخرا..كان القمر قد شارف على الرحيل.. حمل حقيبة سفره في يده و راح راحلا..

وصل محطة القطار..وجد زحاما شديدا.. جلس في صالة الإنتظار ..طالت المدة..

المسافرون كثير..الرحلات متوقفة دون أن يعلم أحد السبب..من بعيد رآى شخصا يسير هنا وهناك كأنه صديق عمره القديم..لم يره منذ فترة طويلة.. ذهب وراءه.. أهلا ..وأخذتهما لحظة القاء الحميمة بعد تلك المدة الطويلة التي لم يرى أحدهم فيها الأخر..كل هذا وسط زحام المحطة..

بدآ يتحدثان سويا..أين تذهب و..و... كلاهما ذاهب لنفس المكان..إلى(مرسى مطروح) يبدو أنها رحلة استجمام صيفية...

طالت جلستهما..كان هو على عجل..أهله ينتظرون وصوله على الظهيرة ..أستأذن منه أن يذهب هو في حافلة أو بسيارة خاصة ويتقابلا هناك..

وصل موقف الحافلات..استقل حافلة ذاهبة إلى مرسى مطروح..وما إن تحركت الحافلة..حتى راح في نوم عميق فليلته تلك كانت متعبة جدا..

كان صديقه ذاك مازال في محطة القطار..

الساعة التاسعة صباحا..ركب صديقه القطار كان هو وقتها في طريقه بالحافلة..

وقبل أذا العصر بساعة..كانت الحافلة قد أنهت طريقها واستقلت بمرسى مطروح..ومازال صديقه في طريقه مع القطار..

الساعة الرابعة وخمس دقائق.. اتصل بصديقه..ألو..نعم ..أنا الآن في الطريق..أظننا اقتربنا..يقولون لي لم يبقى كثير..اقتربنا من المزلقان.. عندما أصل سأتحدث إليك..وداعا..

ذهب هو إلى حيث دله أهله على مكانهم..

الساعة الرابعة وعشرون دقيقة.. سمع أصواتا عالية جدا..صراخ ونداءات..خرج مسرعا..كانت معه أخته الصغيرة.. ما الحدث يا ناس.. ماذا جرى..

القطار اصطدم عند المزلقان بحافلة رحلات وسيارات خاصة وميكروباصات..والحال هناك لا يحسد أحد الركاب عليها..فراح جريا مع الناس إلى مكان الحادث..

لا حول ولا قوة إلا بالله..فورا تذكر صديقه ذاك..لم يعرف كيف يفكر.. اتصل به فورا..(الهاتف الذي طلبته غير متاح مؤقتا..) صدمته الكلمات..ماذا ؟ ما معنى هذا..

ولكن كيف..؟كنت أكلمه قبل ربع ساعة..كان يكلمني هو..نعم هو..

جعل ينظر هنا وهناك..يحاول الإقتراب وهو ينادي على صديقه ذاك ..لأكن رجال الأمن يمنعوه ويبعدوه..

جلس هناك فترة طويلة..حتى غابت الشمس..ولما هم بالعودة إلى أهله..وجدهم بدؤوا في إخراج الجثث والمصابين..وقف ينظر ويدعو كثيرا أن يكون صديقه من المصابين لا الموتى..

برهة زمنية ليست طويلة..جعلت عيناه بعدها ترى صديقه وهو محمول على الأيدي يتساقط الدم من جسده من كل مكان..وقف عنده..جعل يكلمه يناديه..ورجال الامن يبعدوه.. أصر أن يراه..لا حول ولا قوة إلا بالله..العينان في السماء..والجسد متهتك..

رحمك الله يا صديقي..لم رأيتك البارحة؟لمقابلتك بعد كل تلك الغيبة الطويلة؟ ليتني انتظرت معك وركبا سويا لكنت الآن معك..ليتني أخذتك معي فكنت الآن معي..لا إله إلا الله..رحمك الله..رحمة الله على روحك..

يبدو أنه كان لقاء الوداع..

10 التعليقات:

Aиgel يقول...

أولا أشكرك وأشكر فكرك على الاسم الجميل

لقاء الوداع
بداية رائعة وأنا في انتظار الباقية
Angel Love

اعشق فى الليل ضوء القمر يقول...

بدايه موفقه منتظر البقيه
لك منى تحياتى

Aaya يقول...

جميلة جداً بصراحة شوقتني للبقية

وأكيد طبعاً هتبقى حلوة

منتظرة البقية
..........
Angel Baby

طلاب من أجل مصر يقول...

عودتنا دائما على طريقتك الجذابه ..

وعلى القصص الرائعه ..

القصه جميله ..ننتظر البقيه

أميرة يقول...

انا لله وانا اليه راجعون .. :(

كتير بنقابل ناس وبنفترق عنهم و بنرجع نقول يا ريتنا ما اتقابلنا ولا عرفناهم :(

الفراق صعب والاصعب لما يكون فراق لا لقاء بعده :(

في انتظار جديدك يا اخي :)

RaRa يقول...

قصة جميلة
وجذابه
دائما هكذا
والى الامام دائما

Mony يقول...

اسلوب رائع



في انتظار جديدك :)

Unknown يقول...

بوست حلو
واسلوبك جميل
منتظرين الباقية

إسلام يقول...

جميلة جدا
أدام الله ابداعك
ننتظر المزيد

جزاك الله خيرا

نونو يقول...

طبعا انا متبعاك من زمان واسلو بك بيعجبنى اوى
ومميز جدااااااااا
وعلشان كدة تأخد التااج
ويتجاوب علية
سلام يا كاتب مصرى

 
') }else{document.write('') } }