خرج من غرفته الصغيرة التي يسكنها في إحدى الحارات العشوائية القديمة..يتلوى جوعا ويتصبب عرقا...
لا يبدو عليه فقرا فما زال يحتفظ بذاك الثوب الذي أهداه له خاله منذ ثلاثة أعياد..يستخدمه خارج حيهم..
راح يمشي في طرقات المدينة من حي لاآخر ومن حارة لآخرى..تمنعه عزة نفسه أن يسأل أحدا شيئا وتأبى
شاب في ريعان شبابه,لم يكمل تعليمه لظروف قاهرة ألمت بأهل بيته.. يمشي وحالته تكسر الخاطر لكن عزة
فجأة أخذته رجله إلى طريق تسطع فيه الأنوار بصورة غير بقية الطرق..رفع رأسه التي كان يطئطئها وهو يمشي..فوجد برجا عاليا قد علقت عليه لوحة
اقترب شيئا ما من بوابة البرج ..سأل أحد الحرس ..من بالدخل وماذا بفعلون؟ فرد عليه.. لا أعرف تستطيع الدخول لترى بنفسك.. لم يصدق مقولة الحارس..أحقا يمكنني الدخول هنا؟ نعم ولم لا تفضل.
فورا دخل من البوابة.. سأل عن الطابق الذي يقام فيه المؤتمر وصعد إليه.. وصل هناك..فتح باب المصعد..
ودخل القاعة..
راحت عيناه تجوبا المكان رواحا دون إياب..يرى أناسا هناك وكأنه لم ير بشرا قبل اليوم.. رحب به حارس القاعة.. تفضل من هنا.. سجل بياناتك أولا في سجل الحضور ثم بإمكانك أن تأخذ مكانك هنا..
اختار مقعدا وجلس فيه..
الحضور منصتون للمنصة.. الحديث منمق والكلام مرتب..كله في حقوق الإنسان وتنمية الموارد البشرية و.. و.. و..
دمعت عيناه مما يسمع..وقال في نفسه..أحق الإنسان كلام يقال على المنصات وتصفيق في المحافل والمهرجانات..
انتهت جلسة المؤتمر بعد ساعة.. انتقل الجميع إلى (البوفيه) ليتناولوا طعام العشاء..
انتقل معهم..كل جلس في مكان كما يشاء.. بدأ يأكل..ويأكل ويأكل.
ولما هم الجميع بالإنصراف قام متكلما بصوت عال يسمعه الجميع... قد أنهيتم جلستكم وأنتم تتحدثون عن حقوق وتنمية.. لكنكم لم ترو يوما أحدا ممن يحتاجون هذه التنمية وتلك الحقوق.. انا واحد منهم..
جلس الجميع أماكنهم ينظرون إليه ويستمعون.. واكمل حديثه وعيناه تدمعان..
لم تمكن لي ظروفي أن أكمل تعليمي.. لم أحصل على عمل أبدا.. أعيش في وكر لا بيت..لا يؤلمني هذا..ما يؤلمني هو أنكم تجلسون في أبراجكم العالية تطالعون العالم من فوق السحاب.. تأكلون وتهنئون وتنهون أحاديثكم دون أن يصلنا شيئ ..مع أنكم تعقدون تلك المؤتمرات وتصرفون ما تصرفون ادعاء منكم أنه لخدمة أبناء بلدكم من المحتاجين.. ونحن لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم..
قد جئت اليوم هنا جائعا.. أو كاما آلمني الجوع نظرت في الطرقات بحثا عن برج كهذا عليه إلعان مؤتمر لآكل ..
وإن كان هذا حلا لجوعي..لإهل هناك مؤتمرات تعقدونها من أجل الزواج والسكن و..و..و..
اتقوا الله فيما تفعلون..واعلموا أن الفقراء بشر مثلكم من حقهم أن ينعموا بما تنعمون به أو شيئ منه..من حقهم أن يعيشوا حياة كريمة..من حقهم يا أصحاب الأبراج..
ثم أنهى كلامه وقفل خارجا..
21 التعليقات:
الله
قصة جميلة
ومبروك النيو لوك الجديد
أعجبني جدا
وأعجبتني القصة جدا.. مؤثرة وواقعية
تحياتي لك
جميل التمبليت ده لونه هادي
اسمحلي
انت محترف قصه
ربنا معااك
قضيه محوريه ...أبراج عاجيه وفقراء ف الشارع يتضورون ألما وينزفون جوعا
تحياتي
سلاام
اولا التمبلت الجديد جميل جداا ما شاء الله و مبرووووووووك
ثانيا القصة جميلة و فيها عبرة - بس اللي يفهم -
ربنا يوفقك دايما و تكتب كمان و كمان
تحياتي
سلام
من حقهم ومن حقه
جميلة جدا القصة
قصيرة وقالت كل شيء
للاسف بيطالب بحقه في عالم لا يعترف الا بالشكليات اما الفعل الحقيقي غير موجود
تحياتي لقلمك
دايما اللي بيتكلم عن مشاكل البلد او الناس او اي حاجة هو لا يعاني من المشكله دي
و دي مصيبة كبيرة
فالناس فقدت الاحساس بالمشكله اساسا لانهم مش جزء منها
زي برامج التوك شو و برامج الردح القومي على الفضائيات و غيرو وغيرو
قصة جميلة و معبرة
اولاً مبروك على الاستايل الجديد
أحلى من الاول بصراحة
ثانياً حلوة القصة وهدفها واضح وجديد
وعلى فكرة انا متبعاك دائماً بس مش بقدر اعلق على كلو سامحني
بس بحاول اتابعك
تحياتي
قصة واقعيه ومعبره ..
ابطالها فقراء كثيرون منتشرون فى جميع انحاء العالم ..
قصصك جميلة ومميزه ..
دمت بخير ..
قصة جميله وبتوجع
ليتهم ينزلون من ابراجهم الى الأرض الطينية
قصة جميلة معبرة
تحياتى :)
حلوة جداً القصة ديه وبصراحة لما قرأت المقطع الأول منها اتشديت لأقرأ المقطع التاني ولما قرأت المقع2 اتشديت أكتر وأكتر .وتسلم الأيادي اللي كتبت القصة ويسلم العقل اللي فكر إنه يكتبها.وأتمنى إني مكنش طولت عليك في الرد.وأتمنى أيضاً أنك تنور مدونتي الجديدة.
قصتك احلى ما فيها انها واقعيه
احنا هنا بقينا السن انما افعال مفيش
ربنا معانا
اسلوبك فى السرد رائع
تحياتى
معلش ايه المغزى من القصة ديه
هى دى مصر
ام الدنيا
الغنى بيزيد غنى والفقير بيزيد فقر ومحدش حاسس بالتانى
تحياتى
حلوه القصه
الله يوفقك
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
الان رجعت لبيتك الاصيل(القصة)
اعلم انك تحب العمل الصحفى
ولكنى اجدك اكثر فى قصة كهذه
اكثر... واكثر ..وهذا رأيىّ
المهم انك اصبت قلب الحقيقة
فهناك انفصال مابين البحث (المؤتمراتى)
وبين ما يجرى على ارض الواقع ...
وكأنهم يتكلمون من وراءمنصة فوق جبل شاهق عما يرونه فى بطن الوادى
(تتذكر فيلمآ لنجيب الريحانى فيه
لقطة لحفلة خيرية للايتام وكل من بالحفلة يلبس الغالى والمجوهرات!!
حتى لقد تهكم عليهم فى صورة الرجل البدين وهو يأكل اضعاف ويعجب بالقصيدة عن الجوعى والفقراء..
فى بلدنا
هناك ناس..
وهناك ناس..
ولا علاقة
بينهما..
م م ت ا زة
هذا رأيىّ
ما يؤلمني هو أنكم تجلسون في أبراجكم العالية تطالعون العالم من فوق السحاب.. تأكلون وتهنئون وتنهون أحاديثكم دون أن يصلنا شيئ ..
ما هى دى المشكلة....لما كل حاجة احنا محتاجينها فعلا تتحول لكلام و لشعارات بدل ما يكون فى فعل ايجابى يساعد المحتاج
تحياتى عالبوست الجامد
للاسف احنا اساتذه فى المؤتمرات و الكلام النظرى لكن التطبيق لا المؤتمرات بتتعمل بس علشان الاكل اللى بعدها
معظم اللى بيروحوا ندوات فى مصر بيسالوا قبل ما يروحوا اخبار الاكل ايييييييه
السلام عليكم
القصة جميلة و مرتبة
أما عن الموضوع فأكيد ( من حقهم )
من حقهم علينا نوفر لهم سكن آدمي
من حقهم علينا نوفر لهم تعليم مناسب
و من حقهم يشوفوا حقايق و كفاياهم كلام لا بيودي ولا بيجيب
شي جميل إنك تحس بالأخر
بس الأجمل مساعدته
مرسي ليك عالقصة
و سلام
السلام عليكم
اعرف ان زيارتى جاءت متاخرة جدا ولكن يعلم الله ما كنت امر بيه فى الايام السابقة ولكن مع اولى زياراتى للمدونات كانت مدونتك على راس القائمة
حقا كلماتك اثرت بداخلى جدا اتعلم ليس من يعيشون فى ابراج عالية هم فقط من لا يشعروا بالفقراء ساذكر لك موقف تعرض له كلنا يسمع عن معاناة الفقراء ومدى الفقر الذى اصبح مستفحلا فى بلدنا ولكن كم من المرات شاهد فقيرا حقيقيا ليس من يدعوا الفقر فى يوم شاهد احداهن فتاه قريبه منى فى السن لم اكن اتصور ان ارى اناس فى مثل هذا البؤس
واخير حقا كلماتك رائعة
وتحياتى لك
رسالة بليغة
قصة لها مخزي
و عبري لمن يعتبر
مشاء الله قصة جميلة فيها حكمة
تحياتى
رند
إرسال تعليق