لم يكن قد اعتاد على هذا الحال بعد..دائما يشعر بالغربة..ليس فقط في الكلية..إنما أيضا في بيته..في الشوارع والطرق..ما زال الجو جديدا عليه.. كان يشعر بالنتعة في ذلك..تغير كلي لحياته وللناس الذيين يتعامل معهم..
يومها عاد لبيته مرهقا..قد سار مع زميله إبراهيم كثيرا..وحضر المحاضرة واقفا على قدمه المنهكة فالمدرج كله يعج بالفتيات ولا تجد شبابا كثر.. ليس معه هاتفا خاصا به ..ليس لشيئ لكنه لا يحب حمله ..كان والده قد أعطاه جهازا من أحدث نا في الأسواق..لكنه ما إن وصل من سفره أعطاه أخته..بحجة أنه لا حاجة له فيه..
احتاج يومها ان يتصل على إبراهيم كي بتحدث إليه ويعرف منه أكثر عن حياة الكلية.. ربما يكون إلراهيم لا يعرف كثيرا لكنه حضر العام الدراسي من أوله.. لكن ليس معه رقم هاتفه..فاضطر أن ينتظر حتى الصباح..
الثانية ظهرا..محاضرة الترجمة الإعلامية..الدكنور أحمد يحمل حقيبته التي لا تظهر في يده من كبر حجمه.. ارتقى المنصة.. يالله ترجمة.. لغة غير العربية..مأساته الاولى هي هذه..جلس في هذه المحاضرة كالأصم في حفل الزفاف.. ليس معه كتاب ولا يعرف ما يقول الدكتور..
تبدو معاملة الدكتور أحمد سخيفة جدا..لا يحاور شابا من السبعة أبدا بل يتعمد أن يحرج الفتيات أمام الشباب.. وجد فتاة تحرك فهما ..تأكل لبان..لمحها عن بعد..أشار إليها بالمجيئ إليه وهو يضحك..يقول لها..لا بد أن أضحكهم عليك..استخف بها أمام زميلاتها وأمام الشباب ..لم يعجبه ما حدث..لكنه لم يتكلم..فقد أخبره إبراهيم بأن الطبيعي مثل هذا الأمر كل محاضرة ومن المستحيل أن تمر محاضرة بدون أن يحرج فتاة..
انتهت هذه المحاضرة الثقيلة .. قد كانت نيته أن يتحدث إلى الدكتور أحمد بعد المحاضرة ليخبره بظروفه ويسأله كيف يتدارك ما فاته في تلك المادة لكن نفسه لم تجد قبولا أبدا لهذا الرجل فلم يذهب إليه ولم بعره اهتماما..
شعر بدوار..نزل إلى الطابق الأرضي..جلس على مقاعد الإستراحة.. وأغمض عينه مسترخيا..فجأة فتحها على صوت فتاة..من؟ هي هبة.. مرحبا هادي..مرحبا .. لم أنته من عمل البحث بعد.. أعرف ذلك لا أسأل عنه.. سأجلس معك قليلا أو أنك لا تحب ذلك..ارتبك ..لم يرد إحراجها..تفضلي على الرحب والسعة..
جلست تتكلم معه ويرد بكلمات قليلة..خجلا بصورة كبيرة ..هي تشعر بهذا لكنها لا تأبه به وتكمل كلامها.. قليل من الوقت..رأت على مقربة منها صديقتيها..رفعت صوتها تناديهما.. إيمان..وحنان.. يالله ثلاثي فتيات ..كان الله في عوني.. تغير لون وجهه عندما وصلتا إليها..عرفتهما به وعرفته بهما.. وبكل عفوية..تقول..هذا هادي صديق جدبد ..وبصوت خافت وابتسامة لئيمة(ممكن يخدمنا يعني بدل إبراهيم الي بيعمل الحاجة بعد ما روحنا تتطلع)
سمع هذه الكلمات..لكنه لم يعلق..
هو الآن بين أمرين.. يريد أن يعيش هذه الحياة الجديدة بجمالها وعذوبتها..لكنه لديه حدود ومبادئ لا يريد أن يتخطاها ولا أن يتخطاها أحد إليه.. سلمتا عليه لكن دون مصافحة باليد..بدأن يتحدثن سويا وهو جالس..هبة تحكي قصته لهما..بدأن ثلاثتهن يتحاورنت معه ويسألنه عن نفسه.. هو في حالة خجل لكنه يرد..
السادسة إلا الربع.. حدث نفسه يالله ..اقتربت المحاضرة التالية..مازلن يجلسن.. يرهة ثم تحدث..معذرة لكني أريد ان أصعد المدرج محاضرة علم النفس ستبدأ بعد قليل.. تعجب من رد هبة وفعلها.. وضعت يدها يده وقالت اجلس مازال في الوقت بقبة الدكتور يتأخر.. سحب يده بلطف.. نعم لكنني لا بد أن أصلي قبل المحاضرة..أعتذر.. وداعا..وقام يسير بعيدا..متعجبا من هكذا فتيات.. لكن نفسه شعرت بشيئ من الأنس والراحة في الحديث معهن..خاصة إيمان تلك الفتاة التي سكب القدر عليها حسنا وجمالا..ودفئا ورقة.. أحس روحها تمتزج بكلامها..لم يكن يعير أحد إهتمامه في تلك الجلسة إلا هي.. ربما تكون هبة قد لاحظت هذا فأمسكت يده قبل أن يقوم لترسل بذلك رسالة لصديقتها.. ربما..
يبدو أن هبة قد وضعته في بالها..نظاتها تقول هذا..
ذهب المسجد وصلى.. عاد إلى المدرج .. لم يحضر الدكتور حسني بعد.. اعتاد أن يرجع إلى الخلف ويقف حيث ينتهي به المكان.. لكن هذه المرة حدث شيئ آخر..
كعادته اتجه ليقف في الخلف.. قليل من الوقت وجد فتاة تقبل إليه ..مرحبا.. أهلا وسهلا.. (ممكن أتكلم معاك شوية..)تفضلي على الرحب والسعة هل من خدمة أقدمها لك.؟( لأ ..بس كنت عاوزا أعرفك يعني بصفتنا زمايل ..ولا في مانع..) سكت قليلا ثم تكلم ..تفضلي..
(ها قولي بأه يا سيدي ..انت معانا بس مشفتكش قبل كده ليه..) ..
أخذهما الحديث وراح يحكي لها حكايته ولم تأخر في المجيئ..و,,و,,
لم يحضر الدكتور يومها..بعد أن بدآ يتحدثان وهما واقفين وجدها تدعوه للجلوس..أين على الأرض.. المكان مزدحم..كله فتيات..أحرجته بطلبها..حاول التهرب من الجلوس لكنه انصاع لطلبها أخيرا..
طال الحديث بينهما..عرفها وعرفتها..اسمها آية.. شعر فيها بلون مختلف عن هبة وإيمان وحنان.. هذه تمتلأ حيوية .. أجمل ما فيها وأكثر شيئ أعجبه..حرف الراء الذي قلب عندها لاما..أسدل عليها رقة ودلالا في حديثها جعله يذوب وهو جالس أمامها..
قاما سويا..وجد نفسه يمشي معها..خرجا من المدرج سويا.. وصلا بوابة الكلية.. وجدها مازالت معه..(انت هتركب منين ولا معاك عربية) تبسم ..لا ليس معي سيارة..سأركب من هنا ..سيارة أجرة.. (آه ..بس أنا هأركب ميكروباص..) نعم.. ما رأيك أن نركب سويا.
(ماشي..بس ايه) ميكروباص..( نظرت إليه في عجب..(انت هتركب ميكروباص..) وماذا في الأمر..نعم.. فقط من أين سنركبه.. (تعالى معايا وأنا عزماك كمان..) ابتسم لها.. وذهبا سويا..
سارا قليلا..وجد هبة تقف جانب الطريق..نظرت إليه..تغير لون وجهها..ألقت السلام دون مصافحة كعادتها.. وعينها تنظره بطريقة لم تعجبه وانصرفت..
لم تنتبه آية لنظرات هبة..,لم تسأله من هذه ؟ فماذا يا ترى وراء هذه النظرات..؟
18 التعليقات:
عزيزى بداية جيده لكتابة رواية لكنهاأقرب الى يوميات طالب بكلية الاعلام ..برجاء مراجعة النص قبل عرضه لانه به بعض الاخطاء اللغوية .. عند الكتابة لاتذكر كل التفاصيل لأنها تضعف الرواية وتسبب خلل فى البناء الدرامى .. فكرة النص جيدة " الاختلاط وسط المبادىء والقيم " ورغم أشرت اليها مجرد اشارة عابرة زكان عليك التعمق فى هذه الفكرة واظهارها بل وجعل الاحداث نابعه منها.. ربنا يوفقك
سيدتي تلميذه..
كل ودي أولا .. بعد ذلك هذه فعلا أقرب ليوميات شاب جامعي كما ذكرت في الحلقة الأولى منها ..
وصلت رسالتك وشكرا لهذه النصائح ستكون بعين الإتبار في الحلقات التالية بإذن الله..
مرة أخرى تقبلي خالص شكري وتحياتي
عالم جديد
مفاهيم مختلفة
تري كيف سيكون رد فعله وسط هذا الزحام
هناك اشارة بحب في الطريق
اليوميات جميلة
في انتظار القادمة
عزيزى كاتب مصرى
الفكره جذابه ولكن الرجاء تحسين طريقة القص
تحياتى وفقك الله
كاتب مصري
ياسبحان الله اسمها زي اسمي ((آية)) بس يارب تطلع حلوة في الآخر..
بس البوست المة ديه بجد يجنن
تسلم أيديك..
انت كاتب عندك تميز قى طريقه السرد
واجمل فى القصه انها مسلسله
ولولا اخطاء املائيه كانت بقت روايه لا ينقصها شئ
انا منتظرة باقى الحكايه
انت عارف ان الستات بيحبو المسلسلات
انا قلتلك قبل كده
ومصره علي راي
ان اكتر حاجه عجباني ان الاحداث واقعيه
وياريت هبه تريح نفسها شويه عشان هي مضيقاني
وع العموم
قطران نتيجته زي مانا قلت
بس الناس هدو النفوس بينا زياده حبتين
فمسحت البوست كفايه زعل لحد كده
ههههههه الدكتور احمد دا فكرني بالدكتور حاروني ( الله يمسيه بالخير ان كان مازال حيا يرزق ويرحمه ان كان قد توفاه ) كان بيديني لينجوستيكس :) صوتيات في كلية الالسن ...
مكانش بيحب البنات و راجل كبير اكبر من جدي مثلا و طبعا الالسن تقريبا كليه بنات و الاولاد فيها قلة قليلة :)
كل اما يشوف بنت حاطة ايدها علي خدها .. يقولها انتي يا بنت انتي شيلي ايديك يا خايبة مش هتتجوزي .. هههه دا غير الانتقادات اللازعه لو بنت لابسه حاجة مش عاجباه و عادة مش بتعجبه طبعا .. كفاية انها مؤنثة :)
اما نشوف حكاية أية دي كمان .. لخبطتني ايمان كان شكلها كويس ..
علي راي زفته .. هبة مش مريحة من اول لحظة ..
اما نشوف الجديد ايه باه :)
سنووايت..
اه تقدري تقولي كده بس لسة يا ترى هيحب مين بالظبط ده لسة بيقول يا هادي..
قلوب بتغني..
وصلني تعقيبك وهآخدو في حسابي طبعا
aaya
الله يسلمك..تابعيني وهتشوفي إن كانت حلوة ولا..
canary
من عيوني هآخد بالي من الأغلاط الإملائيو مش هأطول الحلقة الجية بكرة..[س يارب تعجبك وتابعيها زي ما بتقولي مش انت بتحبي المسلسلات
زفته..
كل ودي ..هنشوف هيحصل ايه ف هبة ..
أليس في بلادي العجائب..
والله ضحكتيني ع الآخر.. الدكتور أحمد..ِخصية بحاول أرسمها زي حاجة كده ف راسي يارب أقدر.. وربنا يستر..هنشوف مين هيدخل دماغوا قوي إيمان ولا آية..
كل ودي لكم جميعا وشكرا ألف شكر على التواصل والتعليق..اتمنى أن تتابعوني حتى نهاية فصول الرواية..
غدا بإذن الله فصل جديد..
تحيتي
انت بتكتب حلو اوى اوى
عاش من شافك يا شفقة هانم تو ما افتكرتي
شكرا ع الزيارة الخاطفة دي
كل ودي
الظاهر ان فتنى كتتتير جداااااااا
بس مبدع دائما
والله رائع فنان يا كاتب مصرى
ارجع بقى اشوف باقى البوستات
اللى فاتتنى
كما توقعت لو تتذكر تعليقى على أول حلقه أنه ستحدث أزمة مبادئ هل يتخلى عن المبادئ أم يتمسك بها
أسلوبك رائع فى سرد القصه ولكن أشعر أن الحكبة ما زالت تحتاج منك فأنت انتقلت من جلوس هادى مع الفتيات الثلاث إلى آية مباشره أشعر بأن حبكة التعرف على آية لم تدخل عقلى الا إذا كنت ستخبرنا لاحقا لماذا اختارته هوا بالذات
وأرجو أن توضح لى هل من الراوى هل هو هادى أم المؤلف هذه أشياء تفيدنا فى فهم الرواية
وهل يسرد هادى مشاعره فقط بعيد عن مشاعر الآخرين
شوقتنى للمزيد أشكرك على الأسلوب الرائع الجميل ودمت بكل خير
مصطفى
انا فى انتظار ما وراء النظرات
على فكرة الشخص دا غريب
انا بيتهيالى موضوع الخجل عند الولاد اصطناعى شويه او الولد اللى بيخجل زياده عن اللازم بيكون حاطط فى دماغة اوى مع انه لو دور جواه مش هيلاقى نفسه مكسوف من البنات ولا حاجه هى مسألة تعود ومع الوقت بيروح
بس لا يمنع ان الخجل واجب
بس انا هسأل سؤال فى بنت بتروح تقول لود انا عايزة اتكلم معاك شويه ؟ مش صعبة شويه دى هى ممكن ظروف تجمعهم تخليهم يتكلموا بس هى تطلب صعبة اوى وجايز تكون موجوده اللى يعيش ياما يشوف
تحياتى ليك احسن حاجه عجبتنى انك فعلا تقدر تكتب مذكرات يعنى انا اقدر اكتب قصة لكن احكى الاحداث بالتفصيل دا ما اظنش
المشكلة بقى انت برده ما قلتليش دى مذكراتك ولا ايه بس الواضح انك فى قسم الاعلام لانى قسم اعلام من زمان وعارفة والمواد بتاعته علم النفس الاعلامى والترجمة الاعلاميه والعربى المكلكع ونشأة وسائل الاعلام وحاجه تقرف
.......................
سندريلا
egyboy
لا ده في سر ورا ان آية تكلم هادي كده..انت ملاحظتش انها غريبة يبقى لازم يكون في سر..وهي الحبكة ف السر ده..
وبعدين دي حكاية أو يوميات أنا بأكتبها محدش بيحكيها..رواية بأه خليك متابعني وهتعرف كل حاجة..
sendrlla
من ناحية أنا في قسم إعلام..أقولك اه عشان أريحك وهو فعلا اه..بس الحكاية دي حقيقة ولا خيال ولا ايه بالظبط..دي يا ستي أقولهالك لما تخلص اليوميات متحرقهاش ع الناس..
وبعدين وحدة تكلم واحد كده لازم يكون وراها سر..أيه هو..هتعرفيه لو تابعتب الحلقتين الجين هيكون فيهم..
كل ودي واحترامي
بجد انا بالنسبة لى البوست مفيد جدا..بما انى داخلة على كلية و الواحد لازم يثقف نفسه و يعرف النوعيات اللى حيتعامل معاها...فعلا كل ما العدد بيكبر كل ما بتكون الشخصيات اكتر و مختلفة اكتر انما فى كل مكان فى الكويس و فى الوحش
اسلوب رائع بجد
تحياتى
dina
كل ودي لكي..أتمنى أن تتابعي بقية حلقات الرواية ستجدي فيها الشيئ الكثير مما يهمك وكذلك ستجدي فيها متعة بإذن الله
تحيتي ..تابعيني
سلام
أنا برد الزيارة بصراحة لم أقرأ كل البوستس لكن المدونة جميلة وراقية.
شكراً على الزيارة مرة أخرى أعدك بالزيارة كل ما إستطعت
سلام
إسراء
إرسال تعليق