يا سيدي .. العشق غريم
حينما يتكلم المتفيقهون بالسياسة تختلط الأوراق و ينساب العكر على الخطر .. و عندما يتحدث فيها العالمون بها يضللون .. لا تسمعن حديثها بصدق وبساطة إلا منا نحن يا سيدي .. عامة الشعب ، لكنني ألمح في عينيك اليوم استهجانا كأنه فيّ مسٌ تخشاه ولو اقتربت احترقت .. أفهمك جيدا .
اطمئن فقد آن لحرب الكلام أن تحط رحالها وتضع أوزارها بعضا من الوقت لترفع أحاديث الهوى والعشق رايتها .. ابتسم يا سيدي ليلتك أُنس .
فكرت أن أبتعد بفكري وخاطري عن الحب وأجواءه وعن الأنثى وخبايا روحها .. لكن الأمر ليس بهذه السهولة يا سيدي .. لا تعجب فمن قال قول السياسة أنا ومن يحاكيك الآن هو أنا أيضا ، لكنني أطلقت روحي من قيدها وحللت لها الزمام .
كدت أقترب من خط الوصول لتحقيق الفكرة ، لكن هيئتك اليوم تفرض علي أن أعود وانتكس ثانية ويضيع إيماني بأن شأني بهذا الأمر لم يأت بعد ويتحول إلى إيمان بأن بلاط الزعيم ليس إلى للأنس والطرب وما تعرفه مما تفعلون .. أظن أني لا أملك لك إلا كلاما في الهوى بفنون اللغة والأدب وما كنت يوما عربيدا لأفعل غير ذلك .. لا تشعل السيجارة الآن كفاك يا سيدي احتراقا من لوعة ما سأسرده على مسمعك .
أعياد مصر يا سيدي كارثة .. لن أبحر فيما لا تحب ، عد كما كنت .. ما أقصده هو ذلك الفراش الأنثوي المحاك بخيوط الحرير المعطر بالفل والياسمين الذي يمتد على أرضنا وفي ساحات شوارعنا، ليمكنك عن قرب من رؤية ذلك الكيان الذي لو كان من العدل أن أقول أنه لا يشبه أنثى في الكون لقلت ، لكنهم كثير وإحداهن أكثر عذوبة من الأخرى ،كأن شطر الجمال الآخر قد ركب فيها ليست واحدة بعينها .. لكنها عبارة أقولها كلما رأيت جمالا وكلنا يعشق الجمال، أملاك بشري أم قمر ربنا صور بشرا ؟
ويحها تلك الملامح الرقيقة يا سيدي و ما تفعله بي ؟ لا أدري أي روح داخلي هذه التي تنجذب لجمال دون أن تعرف صاحبته .تريد أن ترى معي الصورة .. حسنا سأرسمها لك بلفظي وتخيل أنت .
هي ثوب الأنوثة ذاته ووعاء الدفء والرقة والحنان .. أتذكر صوتها حينما سألتني عن الساعة .. ضحكتها .. حدثتني نفسي حينها بحديث العاشق المغلوب .." آه لو كنت عدسة تلك النظارة التي بعينها أو حتى يد تلك الحقيبة أما كان الأمر أسهل بكثير " .
آه يا سيدي قد أعدتني لحالتي تلك .. هذا هو قدري .. وكأنهم يوم ولدت ضربوا قلبي بسياط الأنثى وخدروا عقلي بروحها وكيانها حتى أعيش في واديها دائما .. يبدو أن فكرة الابتعاد لن تتحقق أبدا .. هي فكرة خاطئة تماما .. كيف لي أن أترك عالما تغوص فيه روحي منذ زمن طويل .. أيعقل أن أترك روحي وأعيش بعيدا عنها ..
أرى أن عبارتي الأخيرة قد وجدت عندك مغنا رائعا .. لا يا سيدي .. في المقابل لا يعقل أيضا أن أترك روحي تغرق دون أن أحاول البحث لها عن برٍ في هذا الوادي الذي نعيشه، فمهما أحب القلب ومهما عشق .. بسياستكم الحكيمة لن أنعم بالاستقرار أبدا فقد ضاقت أركانكم علينا .. شاركتمونا الحب وضواحيه .. حتى غاب الحب خلف ستائر الزيف والخسة في نزوة فتاة وسفاهة شاب .. وأنتم من صنع هذا .. بقلبي الآن كيان يخترق روحي ويسكنها لكنني لا أجد له مسكنا سوى هذه الروح .. بالمناسبة يا سيدي .. أخبرني عن مشروعاتكم لإسكان الشباب !!! سأعود لقلب الحديث ولن أبتعد ثانية .. هذه ليلة أُنس فالمعذرة يا سيدي .. ولا تغضب .
براءة ملائكية .. تلك هي أول نبضات تتملك إحساسك حينما تراها تصعد على سلم بنايتنا وكأنما تصعد على درجات قلبك لتصل أخيرا إلى عرشه فتحتله وتستوطن أرجاءه كأنما هو تركة أبيها .
ذلك الوجه الذي يحوي خدين مشربين بالحمرة كأن دماء الحياء تتدفق منهما وسيل الخجل يكمن فيهما .. أو كأنها شربت كأس الهوى فامتصته تلك الخدود لتروي منه كل العروق .. تشعر عندما تمعن فيهما النظر وأنت مسحور تغبب في دوار شديد أن صراعا حادا بين جنبيك .. ولا تملك سوى أن تظل واقفا وعيناك عليها .
يكفيك هذا القول مني .. الحب يا سيدي جوهرة مصون شيء من قشور حديثها أخبرتك به .. لكنني لا أستطيع الإفاضة دون أن أرى هل لذا الأمر من قبول .. ابتسامتك لا تبشر بشيء لكنها تدل على انبساط أساريك .. أعدك بمثله حديثا لكنه ليس أصلا في سهراتنا .. مجلسكم يا سيدي لا ينعشه كثيرا ما أقول فقد صرت عجوزا وليس معنا ثالث لينتشي بذا الحديث والعشق كما تعلم غريم صاحبه .. أبعد عصاك عني و لا تسخط.
أخبرني قبل أن أرحل .. كم قطفت من وادي الثمانين حتى الآن ؟ وما زال مزاجك شابا .. الآن عرفت أين ضاعت زهوة شباب مصر .
من بحر الـ
سلسلة " يا سيدي "
10 التعليقات:
بجد جميله ياابراهيم
هيرموني بين السياسه والمراه والجمال
خليط كده لطيف
بس عايزه تتقلاي كذا مره
علشان اللي بين السطور اكتر
.. كم قطفت من وادي الثمانين حتى الآن ؟ وما زال مزاجك شابا .. الآن عرفت أين ضاعت زهوة شباب مصر .
بجد جامده
عملت مزج جامد
حلوة ياابو خليل
لسه زي مانته ياريتني بتابعك بس نفسي اتابع مدونتي نفسها والله
مأموص انته اناعارفة
بس معاك حق
لكن لحروفك وحشة
مفكراني ليه بنبيلة عبيد و صلاح قبيل ليه
ازيك يا ابراهيم حبيت اباركلك على النجاحات اللي بتجازف لتحقيقها
وحبيت اقولك انك هتفضل في ذاكرتي طول حياتي بسبب الجامعة اللي انا دخلتها اللي هيا نفس جامعتك شوفت ازاي مكتوب عليا كده
يارب تكون بخير وباحسن حال
عارفني طبعا
ياااااااااااااه بقالي كتير جدا مادخلتش مدونتك
قولت اقرا لقيتك لسا على مواضيعك يلا ربنا يوفقك وتعقل بقى مش عارفه امتى هيجي اليوم اللي ترتاح فيه وتستقر بس يلا ربنا يجعله قريب لان كده كتير على قلبك خد بالك من نفسك ومن مشاعرك ومش ترميها في اي بحر وربنا يعينك يارب
عارفني اكيد
ايه فينك مختفى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صباح الورد ..
ابراهيم
تسلم ايدك على البوست بجد
حلو أوي وصادق جداااااااااا
Angel love
أسلوب رائع ورشيق
تسلم إيدك يا أبو خليل
وإسمحلي أكون ضيف رخم ومستديم
أخوك / إحســان
عودا حميدا
وكعادتك مبدع ومتقفن فى فن الربط بين الاشياء ومحاكتك للمجتمع
تحياتى لك
إرسال تعليق