حياة..خفقات قلب/8

انتهت زيارة آية بعد أن اطمأنت على صحة هادي وأخبرته أخيرا بتفسير كلماتها..ونطقت بما يكنه قلبها له.. هي تفكر الآن أنها بذلك فتحت بوابة السعادة الغامرة على قلب هادي..تظن أنه كان ينتظر تلك الكلمات أو أنه لم يدعها مثلا للذهاب معه للمهرجان..بضع أشياء جعلتها تتوهم هذا..لكن الأمر في نفس هادي على خلاف هذا تماما..

هو يؤمن بالخب وجماله..يؤمن بحيوية الحياة فيه..لكنه لا يريد حيوية جديدة تكتب عليه السكون بعد ذلك..لا يريد ألما جديدا كذاك الذي فعلته به من كان يحب قبل اليوم.. كذلك هو لا يعترف بالحب مرتين في حياة واحدة لقلبين.. الحب مرة واحدة لقلب واحد فقط..أو أكون خائنا لمن كنت أدعي حبها..يصور لنفسه الأمر صعبا حتى لا ينساق وراءه ويسقط في شباكه ..يسير على نهج الحذر.. لكن قلب هادي مازال شابا وهي فتاة رقيقة ناعمة العود.. يعلوها حسن وجهها وجمال مشيتها و..و.. ,كل ذلك راح يتصارع أمام الممنوعات التي يمكن أن تسحبه من جولة الحرب هذه..فمن ينتصر؟

بعد يوم .. كتب الطبيب له فسحا بالخروج من المستشفى.. وجاء وقت خروجه..أخوه واقف يخرج معه وهو متكأ عليه يسانده ..وآية تقف عن قرب ترقبه وهو يسير..لم تستطع أن تفعل شيئا سوى أنها أشارت إليه أنها ستتصل به .. وعاد إلى منزله ثانية لكن لراحة تدوم ثلاثة أيام.. بقية الأسبوع سيقضيها في البيت أيضا يالله ..ولكن لابد من هذا

لم يعلم أحد من زملاءه بالحكاية سوى آية.. وفضلت أن تكتم عليها ..لا تريد أن يزوره أحد سواها.. هو في البيت لا تستطيع فعل شيئ إلا إن اتصل هو..فهي تخشى إن اتصلت به أن يرد أحد سواه وتسبب له حرجا..

لم يتصل لمدة يومين كاملين..قلقت عليه..خشيت أن يكون شيئا آخر أصابه..وبعد اليومين..اتصل بها أخيرا.. مرحبا آية كيف حالك؟ معذرة تأخرت في الإتصال ولكنني كنت متعب قليلا ولم أستطع القيام إلا الآن .. لا شيء.. المهم..كيف هي صحتك الآن..بخير والحمد الله.. اه..ثم سكتت قليلا..لم لا تتكلمي قد اتصلت لأسمعك.. قد سمعت ما قلته لك في المستشفى..المفترض أن ترد , إن لم يكن لديك رد ..لابأس أنتظر وقتا آخر ..أو إن كان ردا مفرحا فقله..وإلا فأغلق الهاتف ولا تتحدث وسأفهم وحدي..وأعدك إن فعلتها ألا أعاودك الحديث في الأمر ثانية.. قاطعها..بهدوء بهدوء..لأم كل هذه السرعة في الحديث تكلمتي مئة جملة في ثوان قليلة.. ضحك ضحكة خفيفة ..تكلم بعدها..وأنا أيضا ربما يكون قلبي قد شعر أنه يحبك وكذيته..كنت أريد كما قلتِ أن تكون علاقة صداقة وأخوة ..لكنني أجزم لكِ أنه لا صداقة ولا أخوة بين شاب وفتاة أغراب في مثل سننا هذا.. لذلك..فــ ..فـ..

الأمر واضح.. فـأنا أيضا أبادلك شعورك الجميل..وأحبك يا آية..نعم أحـــــــــــــــبــــــــــــــــــــك فعلا.. طارت من السعادة..وعلت ضحكاتها ..ثم أغلقت الهاتف دون كلام فقد شعرت بارتباك لم تستطع معه الحديث..

وعاد هو لفراشه كي يريح جسده ويرهق تفكيره..

جعل يسأل نفسه..لأم قلت لها هذه الكلمة؟ قد كنت عزمت على غير ذلك فما الذي بدل الأمر..؟ أحرجتك بسؤالها..أم أشفقت عليها..أم أنك تحبها حقا؟ يبدو أن شباك الحب قد اصطادتك فريسة مرة أخرى..يالك من فتاة شقية يا آية .. ليس لها ذنب أبدا..ألأمر كله بيدك..أنت سمح لها بالحديث معك بداية الأمر..أنت المخطئ..وعليك أن تحتمل ما وراء هذه الكلمة من متاعب ونظرات وتعليقات..فالحب سلاح حتما قاتلُ ُ صاحبه..

بقي في الأسبوع يوم واحد..يوم الخميس..أصر وأقنع أهله أن ينزل الكلية بعد جدال طويل..وها هو على بوابة الكلية..ذهب من أجل آية فقط..مع أنه ما زال يشعر بدوار.. الشوق جذبه والحنين أرقه..تستحق آية كل هذا..جمال ورقة و..و.. ثم إنها تحبه كذلك..

صعد المدرج..دخل إليه..لما رأته عن بعد..كانت مفاجأة سارة جدا..قامت إليه وساندته حتى وصل مكانه المعتاد.. لمحتهم هبة ورفاقها ..جاءت لتسلم..مرحبا كيف حالك يا هادي..ردت آية بخير والحمد لله لكنه متعب قليلا..مختنق ويريد هواء.. أحقا أنت متعب يا هادي.. لم يرد جوابا وعيناه تبتعدان تماما عن هبة.. لا يريد أن تحرجه بنظراتها تلك.. سلمت عليه دون مصافحة طبعا..وكذلك إيمان وحنان.. وذهبوا بعيدا..

أرأيت يا حنان كيف تتعامل هذه القردة مع هادي..؟ كيف ترد عنه وهو لا يتكلم؟ انظري كيف تجلس معه..لا تبتعد عنه مليمتر واحد وليس مئة متر كما كانت تدعي( "في سخرية منها"أنا مقدرش أكلم ولد إلا وبيني وبينه ميت متر) ..شعرتا بغيرة تقطع أحشاء هبة..فأخذتاها بعيدا..وهي تتوعد لهما ..

انتهت المحاضرة ولم ينطق هادي بكلمة واحدة..خرجا سويا تسانده هي ..بدأ يتكلم بصوت خافت.. لم آت الكلية اليوم إلا من أجلك أنتِ.. تستطيعين أن تقولي أني فعلا متعلق بكِ..وقبل أن تخبريني..كنت أفكر فيكِ كثيرا..كان هاجسك لا يفارقني..كنت أتصارع مع نفسي أخبرك أم لا.. كنت في حيرة مازات تقاتلني إلى الآن لكنها استقرت قليلا.. رفعت يدها عنه عندما سمعت كلامه..ما زات تقاتلك حتة الآن..ماذا تعني بهذه الكلمات يا هادي.. لم يسمح له الوقت بالرد عليها.. وجدته يهتز وما لبث أن سقط أرضا من شدة الدوار الذي برأسه..

طلبت المساعدة من الشباب الموجودين في الكلية.. ساندوه..همس في أذنها أريد أن أعود إلى البيت ويوم السبت نكمل..سأكون في راحة بإذن الله تسمح لنا بالتحدث.. طلبت منهم مساعدتها في إيقاف سيارة أجرة وأن يرافقها معه اثنين يعينانه على صعود المنزل وتنتظرهم هي كي لا تسبب له حرجا.. وهذا ما كان..

لم تكمل هي أيضا اليوم..فقد اكتأبت من كلمته تلك..ُ ثم إن أعصابها لم تعد تتحمل بعد أن رأته يسقط أمام عينها.. يبدو أن الأمر ليس سهلا وأن آية شوط جديد في حياة هادي مختلف عن كل شيء.. هل سيبقى على كلامه معها.. أم أن هواجسه ستصارعه فتكسبه..أم أن هؤلاء شباب المسجد الذين دعوه للمهرجان سيؤثرون عليه.. وآية موجودة ربما لا يكون ذلك..

13 التعليقات:

محمد فاروق الشاذلى يقول...

أول زيارة مصحوبة بأول تعليق وبعد دقائق فقط من نشر التدوينة الجديدة ، ياللحظ السعيد.
لماذا يتردد هادى فى قرار حبه لأية؟؟
إن كان يحبها حقاً قليتقدم خطوة للأمام ويكون صريحاً مع نفسه ومعها.
وإن كان لا فالصراحة أيضاً هى العلاج الأكيد.
لست أرى الحب مرة ثانية خيانة فالحب الأول قد مات بلحظة الفراق وما ذكراه فى القلوب المفارقة إلا ذكرى الميت الذى يترحم عليه أهله من وقت لأخر.

القصة جميلة بجد وعجبتنى قوى، وسعيد بأول زيارة لى لمدونتك الرقيقة

محمد فاروق الشاذلى يقول...

عزيزى كاتب مصرى
سعدت بزيارتك لمدونتى ويشرفنى يا صديقى أن نتبادل الروابط بين مدونتينا.

أميرة يقول...

لازم تعلقنا يعني :)

ادينا مستنيين ولو اني اعتقد ان اخوانا التانييين لما يرجع هادي من يوم السبت مش هيسيبوه و هيعلقوا علي زيارته المهرجان بصحبة الانسة :)

يا خبر بفلوس:)

غير معرف يقول...

مين ده اللى شايل عيل على ايديه

•√أريـ السمر ـج√• يقول...

جميلة جدا و ناعمة و بها تشويق

للاسف لم يسعدنى الحظ بقراءة الاجزاء السابقة لكن لي عودة من البداية للاستمتاع بها

بالتوفيق
دمت بكل الخير

Desert cat يقول...

انا اعتقد ان الحب مش فيه هواجس
ده احساس وشعر
اما بيحبها او مش بيحيها
عموما لا املك سوى المتابعه
مودتى

غير معرف يقول...

السلام عليكم
بجد الحلقه ديه جميييله
هههههههههه مش هقولك اى حاجه غير كده

Unknown يقول...

مرحبا بك أخي قلب مصري..الحب يا سيدي معركة إن دخلها القلب لابد أن ينتصر وإلا فسيموت حتما ولن يخرج منها حيا لذلك فهذه الشخصية مترردة خاصة لما لاقته من تجربة سابقة..أما عن الخيانة في الحب لمرة أخرى فهي حجة ليس أكثر يحتج بها كي يبرر لنفسه بعده عن الحب..لكنه وقع أخيرا.. كل ودي لك وسعيد جدا بزيارتك..

أليس في بلادي العجائب..
انت عارفة أنا بحب أعلقكم ليه لإني بحب قوي لما ألاقي تعليقاتكم خاصة بأه ناس كده انت طبعا منهم بفرح بيها قوي..على فكرة الحلقة الجاية هترتاحي شوية من الألغاز دي..وكلمة ف سرك..ألرواية دي هأعيد كتابتها تاني لما أخلصها هنا وهأضيف فيها فصول وأظبطها كده وهأطبعها إن شاء الله وأنشرها..هتنزل في معرض الكتاب 2009 بإذن الله بس دعواتك انت والنسخة بتاعتك انت وحبة ناس كده مجانية..كل ودي

أريج السمر..
كل ودي لك وسعيد بأنك تذكرتيني مرة أخرى وعدتي لصفحة مدونتي ..لإي انتظارك دائما..

قطة الصحراء..
الحب مش هواجس لكنه أرق وتعب.. وعموما تابعي وهتشوفي يا ستي..لك كل ودي

batoot
شكرا يا بطوط على فكرة أنا كنت ف مدونتك وكتبتلك تعليق فرق بين الحبيبة عندك في التدوينة وعندي مش كده..
ههههههههه
كل ودي

أنتظركم دوما..تحياتي

rovy يقول...

السلام عليكم

قصه جميله و شيقه و انتظر البقيه و اتمنى ان لا يتردد هادى كثيرا .. فالحب الحقيقى ليس به تردد ..

دمت بخير و دامت قصصك الشيقه

تحياتى

أميرة يقول...

:) ماشي اما نشوف باه :)

الله يوفقك و يسعدك يا ابراهيم :)

مصر يا موكوسه .....يا مزارع الكوسه يقول...

والله القصه هاااااااااااااااااااايله جدا
ينفع تتلخص وتبقى اغنيه
والله بجد مش بهزر

الريم يقول...

تحفة اخر حاجة

سنووايت يقول...

أجمل ما في اليوميات ان كل حلقة فيها تشويق عن الحلقة السابقة

وعاد هو لفراشه كي يريح جسده ويرهق تفكيره..

عجبني جدا التعبير دا.. أحييك عليه

----

مشكلة هادي انه في مرحلة انتقالية بين ارتباطه وتعلقه بالماضي وبين اقتحامه عالم الحاضر وعدم وضعه لعلامات في طريق المستقبل.

ياتري ايه اللي هيحصل بعد كدة؟

 
') }else{document.write('') } }