حياة...خطوة جديدة/ 12

لم تكن ذاكرة هادي يومها في نشاط..يشغلها التفكير فيما حدث في المسيرة وما يمكن أن ينجم هن ذلك..ثم إنه تعجب منفسه تلك التي قادته عندما دخل الكلية إلى البحث عن آية والحديث معها..سبحان الله ..تلك هي النفس التي كانت معه في المسيرة أيضا..

قرأ ورقة الأسئلة..مرة اثنتان وثلاثة..ولكن دون جدوى..ربما يتذكر شيئا من تراجم الكلمات لكن ذلك لا يكفي لكي يتعدى الإمتحان بنجاح ..لم يجرب مرة في حياته أن يغش..وما له فيه ناقة ولا حمل.. كانت الحيرة والإرتباك يبديان عليه بصورة واضحة جعلت المراقبين ينتبهون إليه.. قالت له إحداهن..مالك يا بني..شكلك هتعيط الإمتحان صعب قوي كده.. حاولت أن تساعده لكنها يبدو أنها لا تفقه في هذا شيئا..

آية تبعد عنه بنشين كاملين لذلك لن تستطيع مساعدته..وهو لن يقبل أصلا هي تعرف هذا جيدا.. مضى أكثر من نصف الوقت..كتب في الورقة أشياء تذكرها وأشياء ألفها وترك الباقي فراغ.. لا يملأه غير أسطر الصفحات..

تبدو ملامح الإكتئاب عليه..ياله لقد ذاكرتها جيدا..كنت أحفظ ترجمة هذه القطعة عن ظهر قلب أين ذهبت.. طارت أدراج الرياح.. أغلق دفتر الإجابة وقام يسلمه لتلك التي أشفقت عليه ..حاولت أن تعيده لمقعده مرة أخرى..ربما كانت تريد مساعدته باي ورقة من أوراق زملاءه ..لكنه رفض وخرج تعلو وجهه علامات الحزن والكآبة..

وجدها تنتظره على بوابة المدرج..هي وصديقتيها..هبة وإيمان وحنان..يالله ..ماهذا القلق..نادته هبة..ذهب إليها..دون سلام أو مقدمات ماذا تردن الآن مني..؟ بهدوء وروق ومتعصبش شكلك ملخبط الدنيا جوى..لم يرد عليهن..وعندما راح بعيدا عنهن..كانت آية خارجة من المدرج ولمحت الموقف..لكنها هذه المرة لن تسكت عن حقها..ذهبت إليه..سألته..أخبرها بما كان.. إذا تأتي معي إليهن الآن وحالا.. كما تشائين.. ولما وصلوا إليهن..اسمعوا جميعا..هذا هادي وهذا أنا وأنتن هنا أيضا..لنحسم الأمر الآن ..هادي إن أردت أن تتحدث إليهن بعد ذلك...شأنك بنفسك ولكن ليس لك علاقة بي بعدها... ما إن سمعن تلك الكلمات حتى اشتعلن عليها.. كل واحدة أدلت بما في دلوها بعلو صوت وهراءات تدافع بها عن نفسها..صرخ فيهن جميعا.. كلمة واحدة فقط تكفي لإنهاء جدلكن..آية هي أنا..وليس غيرها.. ثم اصطحبها وسارا بعيدا عنهن..

أحس بالنشوة تغمر آية حتى أنها تكاد تخرج من عينها .. مازالت الكآبة تملأه من الإمتحان..لأكن فرحته بسعادة آية مما فعله اليوم جعلت منه قوة تتحمل ما جرى في الإمتحان ليكمل بقية الإمتحانات بروح تملأها الحيوية ليكون غدا كما تقول آية دائما له..هو الأفضل..

دامت الإمتحانات عشرين يوما ..عرف فيها كثيرا من زملاءه..كانت كل فتاة تريد أن تسأله في شيء أو تكلمه كلمه تستأذن من آية أولا بما أنها معه دائما.. عرف من معادن زملاءه الكثير..الطيبة والخيانة..الأمانة والغدر.. المصلحة والصداقة الحقيقية.. كل ذلك جعل روحه تتأرجح على بساط الحياة الجديدة...بساط الإختلاف والتغير والنظرات المتعددة للحياة..

انتهت الإمتحانات أخيرا..الأجازة بين الفصلين الدراسيين أسبوع واحد.. لم ترد آية أن تبتعد عنه فيها ..لكن القدر أجبرها لمرض والدها واضطرارهم للسفر معه إلى القاهرة ..فكان الإتصال بينهما عبر الهاتف لا أكثر.. كانت هديتها له قبل أن تذهب محطة القطار بساعات هي جهاز محمول كي يكونا على إتصال على مدار الساعة.. يبدو أن الحب قد تمكن من قلبيهما أو أنهما مكناه منهما.. لأنهما يريدان أن يعيشاه..

وعادت الخلوة مرة أخرى تقارن هادي..لكنها خلوة واقع وانشغال فكر..هي ليست معه بكيانها لكنها بصوتها وروحها شغلته تماما وملأت حياته..

ما زال شرود الذهن صديقا له..هل يمكن أن أكون جادا فيما أفعل ؟ هل يمكن أن أفعل ما أفكره فيه من أجل فلسطين أو حتى من أجل حال مصر وأن أكون شابا عاشقا في نفس الوقت ..أيمكن أن تكون العملة بوجهين مختلفين..وجه برقم وآخر بغيره.. لابد أن هناك شيئا خاطئ في المعادلة.. فما هو ياترى ؟ يبدو أن إجازتي هذه ستكون مع وقف التنفيذ..ربما لا أتمتع بدقيقة واحدة إن لم تفارقني تلك الهواجس.. أيعقل أن أكون بذلك منافقا.. ؟ لا أظن فأنا نفس بشرية تحب وتكره , وأيضا هي نفس مسلمة .. يالله ..سبحانك فرج و؟أنر دربي..

15 التعليقات:

طلاب من أجل مصر يقول...

بجد بجد...رااااااااائع انابتابع علطول

بس مش كتيير بسيب تعليق

بس المره دية ...الحلقة اكتر من رائعه وبالذات في اخرها

ياارب تكون نهاة الرواية ...سعيده

وهيه الرواية دية هتبقى طويله.؟؟

موناليزا يقول...

صاحب بالين كداب

yoyo يقول...

صباحك سكر

كعادتك بجد والله تشوقنا فى اخر الحلقة على فكرة ذكاء منك عالى انك نتختم القصة فى منطقة تشدك اكتر للاحداث الجاية وتخليك تفكر يا ترى ايه هيحصل
وادينى اهوا مستنية ايه هيحصل ؟؟
ياترى الرواية فيها اجزاء كتير ؟؟
انا فى اتتنتظار جديدك
تحياتى
يويو

محمد فاروق الشاذلى يقول...

أخى العزيز / كاتب مصرى
اسمح لى أن أعلق تعليقاً عن كل أحداث القصة فى نهايتها لأن التعليق عن كل جزء منفصل قد يظلمك ككاتب ويظلم أحداث القصة لأنه من المؤكد أن بعض الأحداث التى قد لا نفهم دوافعها الآن قد تتضح فى النهاية.
تقبل تحياتى

د. مونى يقول...

ههههه
وكانكم تعلقون بحرية
عاجبني اسلوبك ده
بس انا مش مع اللي بيقولو صاحب بالين كداب لان مافيش حد زي حد ولا حاجة زي حاجة واحنا في عصر مختلف كليا عن عصور ينطبق عليها الجملة دي
بوست جميل واسلوبك اكثر من جميل
تقبل مروري وتحياتي
د. مونى

عايش... ولكن !!!! يقول...

وكأنى اعلق على هذه الروايه
كلما دخلت مدونتك وبدأت فى قراءة روايتك على غير عادتى اجد نفسى اقرا من اول حرف الى اخر حرف فلك طرقة فى السرد تجذب القارىء كما ان نهايتك دائما مشوقه لما هو اتى
فى انتظار جديدك
دمت مبدع
علاء

Unknown يقول...

تحيتي للجميع
لكم كل ودي
يبقى في حلقات هذه الرواية خمسة فصول لا غير لكنها ستكون فصول طويلة نوعا ما..
أنتظركم دوما وسأرد على كل التعليقات بمشيئة الله ...

Mony يقول...

انا مستنية نهاية القصة علشان اعلق

بس اسلوب ممتاز

شفـقــة و إحســــان يقول...

انت بتكتب حلو جدا جدا اتمنى منك الاستمرار والمزيد

Unknown يقول...

mony
كل ودي وعموما الحلقة الاخيرة قربت دي يوم الأحد القادم بس يارب باه أشوف نقد وتعليق كده يفرح مش شرط مدح لا أنا أقصد يكون مليان حبتين مش زي النهارده عندو أنمية...هههههههه
كل ودي

شفقة هانم
مقدرش أقولك غشر الله يكرمك يا ستي بس يعني لو كنت قلتي رأيك في البوست.. كل ودي

ياقوت الأزهري يقول...

أتابع
ولا تعليق

والحلقة الأخيرة
اقتربت

سنووايت يقول...

اللي انا حاساه في هادي انه اندفع في علاقة حب وهو لم يحدد بعد اتجاهاته يعني مش عارف لسة يمكن هيكون اخرها ايه ودا يمكن شيء يؤخذ عليه

هو مجرد حائر تايه لسة بيجرب حياة جديدة وبيخطو كل يوم خطوات جديدة في عالم لم تطأه قدماه من قبل

اتمني انه يكمل مع اية للاخر وتكون نهايتهم الارتباط الجاد مع اني حاسة انه في النهاية هيبتعد عن كل الجو دا ويبدا حياة تانية خالص
بس اتمني اني اكون غلط

متابعة ومعلش لو كنت باتاخر شوية و انا بحب اقرا القصص وانا مركزة فابستني لما اكون فاضية واجي اقراها

ولايزال التشويق مستمر

Unknown يقول...

ياقوت..كل ودي لك سيدتي وأنتظر تعليقك على الرواية كاملة بعد الحلقة الاخيرة ..أتمنى أن يكون شاملا ناقدا نقدا بناءا مظهرا نقاط القوزة والضعف من وجهة نظرك..تحياتي

سنووابت الفاضلة..تسعدني زيارتك جدا.. هادي شخصية متوترة في كل الحلقات السابقة لكن في الحلقة 13 سترين غير ذلك تماما..ومع الأربع حلقات المتبقية ستختلف نظرتك..الرواية 16 حلقة الأخيرة يوم الأحد المقبل بإذن الله ليلا..كل ودي لك وأتمنى حقا أن تدوم صداقة المدونتين لأني أعتز بهذا كثيرا..

والسلام لكم جميعا

رحــــيـل يقول...

هو تصرفها مع زميلاته عادى يعنى كده

اوقات بحس ان بطلتك انانيه شويه

المهم ان تفكيره بالشكل ده طبيعه انسانيه فى معادله صعبه كلنا بنحاول نوصلها
وخلال المحاولة دى بيتغير فكرنا من وقت للتانى


تحياتى

رندا يقول...

انتهيت من قراءة هذا الجزء

هجرى على الى بعدة

هعلق فى النهاية افضل

تحياتى

رندا

 
') }else{document.write('') } }