أيتها الأنثى .. عفوا ، الآن في المكتبات
هبة وليد – نقلا عن موقع رؤية.نت الإخباري
صدر حديثا عن دار أكتب للنشر ، العمل الأدبي الأول للكاتب الشاب إبراهيم العدوي بعنوان “أيتها الأنثى .. عفوا ” ، ويقع الكتاب فى 125 صفحة من القطع المتوسط، متضمنًا صنفين من النصوص النثرية ، يأتي الصنف الأول في 24 نصا نثريا كاملا منها [ الحب غيبا - غرام في اللازمن - فردة شراب بني - في وصف أنثى - حواء أعشقك هكذا .. الخ ] ، أما الصنف الثاني فهو شطر الكتاب الآخر و هو عبارة عن فقرات نثرية قصيرة تحكي مواقف يسردها الكاتب من حياته الشخصية و تجاربه العامة .
يتدرج الحديث في المجموعة النثرية عن حالة رومانسية عاطفية كاملة عاشها الكاتب و تعايش مع بعض منها فقص خبرها بنصوصه التي اختلف الإحساس فيها بين الغليان و ثورة المشاعر و بين الهدوء و دفء اللحظات .
استهل الكاتب بداية نصوصه بشكر خاص و مدخل عام و إجابة عن سؤال رآى أنه سيراود الأغلبية حين يقرأون عنوان المجموعة ، جاؤت الإجابة في نص خاص بعنوان [ لماذا الأنثى ؟ ] ، كما جاءت بعض نصوص الكتاب و فقراته القصيرة مغايرة للطابع العاطفي للتخفيف من حدة الإحساس و إيقاف القارئ في استراحات قصيرة للربط و التنقل بسلاسة بين بقية نصوص الكتاب .
تقام أولى حفلات توقيع الكتاب في محل إقامة الكاتب بالمنصورة [ مكتبة بوكس آند بينز 7 ش جزيرة الورد متفرع من المشاية السفلى ] الخميس 14 يوليو الجاري الساعة السادسة مساء بحضور عدد من الكتاب ومتابعي الكاتب ، كما أن الدعوة مفتوحة لحضور الجميع .
الكتاب صادر عن دار أكتب للنشر و التوزيع ، الغلاف من تصميم حاتم عرفة و المراجعة اللغوية لمحمد طاهر .
يوزع في مكتبات الجمهورية و خلال ساعات تعلن صفحة الكتاب ع الفيس بوك و صفحة الكاتب الشخصية عن أماكن التوزيع ، كما أنه ستقام عدة حفلات توقيع أخرى للكتاب في الشهر الجاري في كل من القاهرة و الاسكندرية و بور سعيد و طنطا .
جروب المجموعة النثرية [ أيتها الأنثى .. عفوا ] على الفيس بوك
صفحة الكاتب الشخصية على الفيس بوك
بين شيء و آخر
شيء بديهي .. لو أن القلوب تعرف حسبة الأيام و تواريخ الميلاد و أزمنة البشر .. لتغير الحال تماما و لما تعلق قلب رجل بأنثى تكبره و لو بيوم واحد .. لكنها المشاعر الكامنة في أوعية القلوب لا تعقل في نبضها إلا التدفق أو الإحجام .. إما تدفق مشاعر الهوى أو الإحجام عن ذلك لأي سبب متعلق بهيكل القلب لا برغبة غيره .. قلوبنا يا سيدتي مملوكة لخالقها يحركها كيفما شاء !!
شيء منطقي .. علمتني الحياة إياه .. أن أبقى على حق نفسي قبل أن أبحث عن حقوق الناس عندي .. لأن البشر كلهم مهما كانوا لا يدع أحدهم لي حقا دون أن يقطع من روحي معه أكيالا كما لو كنت قاتل أبيه .. اليوم تعلمت القسوة على الدنيا من أجل أن تحن هي علي .. كفانا عتابا أيها الزمن فما عدت أفهم لغة العتاب كي تكتب ولا كيف تقرأ لذا فلن أقتنع مجددا بشيء مهما يكن !!
شيء لا بد أن تعرفيه سيدتي .. إثبات الذات الرجولية لا يرتبط مطلقا بتأريخ الوجود على ساحة الدنيا بقدر ما يرتبط بربيع العمر و رشد العقل و ضوابط القلب ، متى ما نضجت نفوسنا عرفت الحب بطبيعتها ، و متى ما عرفت الحب اختارت وليفها دون أي تدخل من هيكل صاحبها .. كلها أقدار مشيئية معلقة بحبال الوصل الإلهي .
شيء أؤمن به .. حين تكثر في عطاء الحب لأنثى تعتقد أنها ملكت زمام أمرك فلا تستطيع الحياة أن تسير بك دون أن تكون هي على منصتها ، مساكين هم النساء لا يعلمون أن يوسف عليه السلام نجا من كيد امرأة العزيز .. و أنا في الحب يا سيدتي من أتباع يوسف ، تعف نفسي عما يعافه القدر لي !!
شيء أتعجب له .. لماذا تمتنع الأنثى عن التصريح أو حتى التلويح بحجة الخجل الغريزي في خلقتها النفسية ؟! أعتقد أنها باتت أكذوبة أن تتكئ أنثى على شماعة الخجل و هي تدرك يقينا أن قلب الرجل معلقا بها حد الجنون ..
شيء غير منطقي .. لماذا تتعجب الأنثى من استمرار تعلق قلوب بعض الرجـال بحبه لإحداهن مهما مر الزمـان حتى مع تكرار قول لا ؟ ، أنا كرجل أؤمن جيدا أن حبال الوصل المعقودة في القلب لا يقطعها قول لا إلا في حالة واحدة .. إذا تمكنت أنثى أخـرى من قطعها نهائيا ووصل أطرافها المتصلة بقلـب الرجل بحبال الحب في قلبها هي !!
شيء ما .. أكره ذاتي حين أنظر لأنثى فتشعر بالخجل و يوترها الحياء من نظرتي تلك ، العين التي تكسو وجه فتاة بحمرة الارتباك تُفقد الرجل قيمته في نفسه .. الأنثى في عرفي وعاء زجاجي شفاف سُتر عنا بعضه و كشف بعض آخر ، و ما هو مكشوف ليس حقا لكل العيون أن تفضح أسراره بشرار الرؤيا .. اتقوا الله في نظراتكم فما تحسه الأنثى من عيون سارقي النظرات ليس سهلا على الإطلاق ..
شيء آخر .. في الحب هناك فرق بين أن تكون فاعلا و أن تكون مفعولا به ، حين ينبع الحب من قلبك تعرف حقيقة مشاعره و تعيش في صميمها ، تقرأ دقيقها و تحس حلوها و مرها ، عَذْبَهَا و عَذَابَها ، فتتمرس حتى تصير عاشقا قويا بحبه مهما كانت نتيجة فعلك الذي هو الحب ..
أما حين تكون مفعولا به فأنت مجرد كيان وقع عليه فعل فاعل آخر ، أمرٌ يتطلب منك أن تسكن إحدى خانتين ، إما التحول لفاعل فجأة بناء على قوة إرسال إشارات الحب من قلب من وقع عليك فعله ، فيحيلك عاشقا له متيما به ، و في هذه الحال تكون قد أنقذت روحا من الهلاك .. أو أن تخرج من الجملة كلها فلا يكون لك فيها مكانا ، و تصبح بهذا الصنيع مفعولا هاربا ، فَقَدَتْ جملة الحب بهروبه كيانها و تحول معناها إلى وتيرة كئيبة ترافق ذلك الفاعل المسكين ، مغايرة تماما لما تمناه ، و يصير المرفوع مجرورا خلف مفعولٍ ٍمفقود ، و تضيع ملامح الجملة بعد أن صار الفاعل مضافا إلى مفعول ترك مكانه أصلا ..
قبل أن تختار مكانك في جملة الحب .. امتحن ذاتك حتى يكون الأمر جديرا بالطاقة المهدرة في كتابة أحرف هذه العبارة ..
من بحر الـ
خـواطـري
أصل الحكاية !!
لا تعجبو يا سادتي إن قلت يوما أن الحكاية كلها كانت خطأ
من منطق الحق العظيم القول بالصدق مهما في بساطنا الشر وطأ
*** *** *** ***
الصدق .. راح ضحية الشرف المباع بأبخس الأثمان في سوق النخاسة بين تجار الحشيش و بائعي الأعضاء ..
الحق .. مات فريسة منهوشة في ساحة مبسوطة بيد طغت و تجبرت في سائر الأرجاء ..
الخير .. فاضت منه نفس المؤمنين فقَتَّلتهم باطشات الشر من عبث الغبي بضربة الجبناء ..
العقل .. ضاع ضريبة الصمت الرهيب المحكم الإغلاق في ساح الحضور و حضرة الأضواء ..
و الحب .. لا تسأل عن الحب الذي شنقته عقدة فيلسوف ماكر زعم الهداية .. جعل الحرام حلالا ، فساء مصيرها الأبناء ..
الأمن .. في الظلمات تاه و بات مختبأ .. في ثوب ليل لونته معالم الحرباء ..
و الحُر صار مخيرا بين الحقيقة و العقيدة في ساحة مخضوبة بدماء ..
و الحقيقة كلها صارت كذب .. صارت تحدي و افتراء ..
هذه الحكاية كلها يا سادتي.. و هذا موجز الأنباء
لا تعجبوا أبدا فكل العاقلين اليوم أضحو في عيون الحاسدين ،، معشر أغبياء ..
من بحر الـ
خـواطـري
أجلس أرضا
بين العيون مسافة قريبة .. تختصر النظرات المسافات ، يكاد مُبصرنا من بعيد يرقب التحاما حان أوانه .. فجأة أهز رأسي يمنة و يسرة معلنا صحوة عقلي و اتزانه مجددا .. المكان لا يسمح بأي التحام من أي نوع ..
أقترب من أذنها .. أهمس ضاحكا .. تلحظ على مقربة منا فتاة حملقت معنا ،، عيناها تقول أنها تنتظر قبلة عشق .. همست لي بخبرها .. أخذتها من يدها .. و رحلنا بعيدا ..
هناك .. حيث رحلنا ،، أجلس أرضا .. ساقاي ممدودتان .. راحة يدي بين يديها .. الكتف إلى الكتف ، هي تجلس إلى جانبي مثل جلستي ، غير أن يدها تحتضن يدي فوق ساقيها الممدودتان أيضا .. أشم عطر الكلمات ينساب عبيره بين ثنايا الأحرف من فيها ، ألحظ في عينيها نظرات تلمع ببريق لا أعرف له اسما غير اسم الحب ..
أبحث عن شيء يجمعنا ، أرتشف قليلا من كأس في يدها الأخرى ، ثم براحة يدي أسقيها .. و أقبل بعد الرشفة حد الكأس الملتحم بشفتيها ،،
ليس بسحرٍ أن تجد الرشفة من فرط الرقة تكسوني فور ملامستي لجدار الكأس جمالا .. طربا .. أنسا ، شوقا للقبلة تأتي بعد الرشفة في فيها .. أو حتى في يدها ..
السعي لرغبة قلب يحتضن الأنثى في نهم ، يقترب بشوق .. يعترف بعشق يسكن بين الأضلع .. يقتحم بجرأته قلبا مختزنا فيها ..
هذا ما دار بفكري حين أويت لأجلس بين يديها .. و اقتربت تجلس في مقربتي .. لتحدثها بي نفسها ، و تحدثني نفسي فيها ..
[ الحكاية من وحي خيالي ]
من بحر الـ
حكايات
بين نعم و لا.. ثقافة إختلاف
نشر في شبكة محيط الإخبارية [ شبكة الإعلام العربية ] هنا
الأوطان في دنيانا تمر بمراحل متفاوتة بين القوة و الضعف و الارتخاء و العزيمة ، و مصرنا بعد ثورتها المباركة 25 يناير تقف على المحك .. لا أتعجب حين أرى أصواتا تقول نعم و أخرى تقول لا بيننا مع أن واحدنا كان ممسكا بيد صاحبه في صفوف الثورة يهتف [ الشعب يريد إسقاط النظام ] و اليوم يختلف معه في فكرة الموافقة على التعديلات الدستورية التي تمت أو عدم قبولها كليا .
لنتفق على أمر ما بادئ ذي بدء .. أننا جميعا سنشارك في الاستفتاء يوم 19 مارس و لكل منا حقه الكامل في التأشير أمام مربع نعم أو مربع لا ، و النتيجة النهائية لصندوق الإقتراع و لنتفق أيضا على أمر مهم .. كلنا مهما كانت أراءنا موافقون كلية على نتيجة الإقتراع السري مؤمنون بنزاهتها لأول مرة بعد أكثر من ستين سنة ..
الأمر الذي يشغل فكري الآن هو هيئة الإختلاف و بناء كيانه ، على صفحات الفيس بوك انطلقت صفحات و مجموعات حوارية و حتى على الحوائط الشخصية .. الكل الآن بدأ يرفع لافتته التي تعبر عنه .. نفر الناس الذين يقولون نعم رفعوا لافتة خضراء تدعم الاستقرار و أرباب فكرة لا رفعوا لافتة حمراء تعلن رفض ترقيع الدستور الباطل ..
كلنا يعترف أن الدستور المعمول به حتى تاريخ جمعة التنحي دستور باطل ساقط كلا و جزءا .. لكن لا يستطيع أحدنا أن يحكر على رأي الآخر ، على صعيد شخصي أستطيع أن أقول أنني تمنيت أن لو كانت القوات المسلحة كفتنا شر الاختلاف الذي يسوق في بعض الحالات الى التناحر بين أشخاص غيبو عقولهم ، و للأمر أكثر من مخرج فبدلا عن كتابة نصوص دستورية كاملة البنود ، يكفينا إعلان دستوري محدد بالمواد المعدلة يسوقنا لانتخابات برلمانية و رئاسية حرة و نزيهة و يكفل ذمن بنوده ضرورة الانتهاء من صياغة دستور جديد بعد انعقاد مجلس الشعب في فترة لا تتخطى ستة أشهر كما نصت إحدى بنود المواد الدستورية المعدلة .. لكنها أقدار الله جرب بهذه الطريقة و أعتقد اعتقادا جازما لا يخافني فيه أحد أن رجالات القوات المسلحة صادقون في أقوالهم بنسبة تصل إلى تسعين في المئة و الأسباب في هذا الاعتقاد واضحة تماما .
الذين يرفعون لافتات نعم يعتقدون أنه من الأسلم شد الشرع مرة أخرى حتى نصل بمراكبنا إلى بر الأمان و من ثم نتمكن من اعداد المكرب و صيانته صيانة كاملة بكل تفصيلاته كي لا يبحر بوضعه الذي كان به في عرض البحر فيغرق بنا مجددا ، ما يعني أنهم يرون أن التعديلات الدستورية تكفل الوصول لدولة مدنية و انتخابات نزيهة و تلزم مجلس الشعب بالانتهاء من صياغة دستور جديد خلال ستة أشهر قررتها إحدى البنود المعدلة ، سبب آخر يقوي حجتهم هو أن القوات المسلحة جبهة مصر العسكرية منوطة أصلا بمهام خطيرة تتعلق بأمن الوطن وحمايته كلا و جزءا و معنى أن ينشغل قادتها في إدارة شؤون البلاد هو اختلال ميزان المهمة المنوظة بهم و ضياع الاستقرار شيئا ما .. ثم إن أحكام المحاكم العسكرية مغلظة لا يطيقها أحد و إن كنا نحترمها و نقدر أنها للصالح العام خاصة في ظروف كهذه التي نعيشها .
أما الذين يقولون لا فهم يعتقدون أيضا أن ترقيع ثوب مهلهل يزيد من تشويه صورته بل و ربما لحق الضرر مجددا بالجزء المرقع من الثوب ، فما الفائدة إذا من كل هذا المجهود و الخيط المستخدم في الترقيع و هو في نهاية الأمر قد بلى و انتهت صلاحيته ، كذلك من أسباب رفضهم للتعديلات صورة بعض الموافقين على التعديلات و أن غالبية أعضاء الحزب المحروق موافقون على هذه التعديلات ما يفتح بوابة القلق في نفوس الناس و يجعل التساؤلات تأخذ مأخذها إلى نفوسهم و هو حق مشروع للجميع فلا يعلم الغيب إلا الله .. مبررهم في رفضهم هو أن الدستور فقد شرعيته حين فقد مبارك شرعيته .. و العهدة على رئيس لجنة التعديل الدستوري أن الدستور لم يفقد شرعيته السياسية لأنه ليس بديلا عن الشرعية السياسية إلا شرعية الشعب و شرعية الشعب لا تكتب دستورا جديدا في يوم و ليلة إنما يحتاج ذلك إلى مدة طويلة .
خلاصة القول أن الجميع في كلا الفئتين يرى أن مصلحة مصر و الاستقرار لها كامن في منطقه المؤمن به و كلا المنطقين صواب لا غبار على شيء فيه ، لكنني معترض على بعض الطرق المستخدمة في التعبير عن الرغبات على صفحات الفيس بوك مثلا و التي تحمل هجوما شرسا من البعض على البعض الآخر و ليس الأمر للتعميم أبدا فهناك أيضا نماذج رائعة قرأتها بعيني في الاختلاف حول نقطة الموافقة أو الرفض للتعديلات الدستورية محل الحديث .
أنا لا أفرض رأيي على أحد لذلك لم أسرده في هذا النص ، الهدف الأوحد من كتابة وجهتي النظر و سردها بهذه الطريقة هو دعوة للجميع بالاتزام بثلاثة أمور لا رابع لها .. احترام وجهة نظر الآخرين أيا كانت و التفاعل في الحوار بأخلاقيات الإختلاف فما صنعناه من ثورة عظيمة يشوهه التناحر بين بني البلد الواحد و الذي هو في أصله اتفاق لا اختلاف فالكل يسعى لمصلحة مصر ، الأمر الثاني أننا جميعا سنتجه إلى صناديق الاقتراع و ندلي بأصواتنا نعم أو لا في الخانة المخصصة لذلك ، الأمر الأخير هو أن الكل مؤمن بنزاهة الإقتراع موافق على نتائجه ..
كلمة أخيرة .. ميدان التحرير ليس بعيدا و ميادين مصر كلها بين أيدينا و من أحيى حريته بيده لا يمكن أن يترك لأحد فرصة لقتلها مرة أخرى .. لذلك لتهدأ نفوسنا و لنمارس حياتنا و حقوقنا السياسية و ندلي بأرائنا في مناخ وطني أخوي لا يفرقنا في شيء و تجمعنا فيه مصلحة مصر .
من بحر الـ
منوعات
شيء في الحب
في الحب هناك فرق بين أن تكون فاعلا و أن تكون مفعولا به ، حين ينبع الحب من قلبك تعرف حقيقة مشاعره و تعيش في صميمها ، تقرأ دقيقها و تحس حلوها و مرها ، عَذْبَهَا و عَذَابَها ، فتتمرس حتى تصير عاشقا قويا بحبه مهما كانت نتيجة فعلك الذي هو الحب ..
أما حين تكون مفعولا به فأنت مجرد كيان وقع عليه فعل فاعل آخر ، أمرٌ يتطلب منك أن تسكن إحدى خانتين ، إما التحول لفاعل فجأة بناء على قوة إرسال إشارات الحب من قلب من وقع عليك فعله ، فيحيلك عاشقا له متيما به ، و في هذه الحال تكون قد أنقذت روحا من الهلاك .. أو أن تخرج من الجملة كلها فلا يكون لك فيها مكانا ، و تصبح بهذا الصنيع مفعولا هاربا ، فَقَدَتْ جملة الحب بهروبه كيانها و تحول معناها إلى وتيرة كئيبة ترافق ذلك الفاعل المسكين ، مغايرة تماما لما تمناه ، و يصير المرفوع مجرورا خلف مفعولٍ ٍمفقود ، و تضيع ملامح الجملة بعد أن صار الفاعل مضافا إلى مفعول ترك مكانه أصلا ..
قبل أن تختار مكانك في جملة الحب .. امتحن ذاتك حتى يكون الأمر جديرا بالطاقة المهدرة في كتابة أحرف هذه العبارة ..
من بحر الـ
خـواطـري
عاجل ا تسونامي بداخلي الآن !!
أخيرا تبينت الحقيقة .. اكتشفت في الآونة الأخيرة لغزا حيرني كثيرا ، أو كدت لا أفهم ماهيته أكثر من مرة .. لكنه الآن جاءني مفسرا محللا كما لو كان [ كيلو فستق مقشر ] ..
ما تبينته هو أني لا أكتب نصا إلا حين يسوقني إليه حادث يمس شخصي عن قرب ، على اختلاف درجات المساس و هيئة الحادث ذاته ، فثورة يناير مثلا لم يجري فيها قلمي كثيرا مع أنني كنت واحدا ممن ساروا في صفوفها ورفعوا أصواتهم هاتفين بسقوط أعمدة الطغيان .. أما حوادث روحي فهي الأكثر انسيابا في حديث نفسي ..
الكتابة في عرف نفسي هي توثيق لأحاسيس النفوس مهما كانت ، حتى لو أن هذه الأحاسيس تتعلق بأحداث مؤسفة فالأرجح عندي دائما هو الذي يستفز الألم داخلي لا ذلك الذي أبدأه بنبرة ألم و تفاؤل .
قال لي أحدهم يوما .. عليك أن تصنع لنفسك روحا غير تلك التي ألبستها ثوب السواد حتى إذا ما سطرك التاريخ في صفحات كُتّاب القرن الواحد و العشرين لا يُلحِق باسمك وصف صاحب النظرة التشاؤمية للحياة .. ما درى صاحبي أن كل قلم يكتب عن الأنثى من واقع إحساس صاحبه بحق لا بد و أن يكون ذا نظرة تشاؤمية .. هذه نظرية صائبة لا تحتاج إلى جدل أو نقاش .
ثم إن صاحبنا هذا متفائل بدرجة تجعله يفترض المستحيل .. هل ستذكر صفحات التاريخ شخصا يحمل ذات اسمي هو أنا يوم أن يصير زماننا في الأولين ؟! لا أعتقد .
خاطبت نفسي كثيرا .. كتبت على وريقات روحي نصوص حب نقشت حروفها فوق بوابة قلبي و رسخت أصولها في ذاتي .. لا يحمل أحدها لغزا واحدا أو طلاسم معقدة تحتاج إلى فك شفرات ، أنا شخص واضح صريح فيما تكن نفسه .. لكنني لم أدرك أن صنف الأنثى يختلف كثيرا عن طبعنا نحن الرجال .. يحتاج دحرجة على النار و سيرا فوق الأشواك ودهسا على الزجاج المكسور حتى يستطيع واحدنا بعد كل هذا أن يفيق من صدمة يصنعها له حديث أنثى .. أما أن يتفادى بقوته تلك المكتسبة من النار و الزجاج و الأشواك الصدمة من أولها فلا أظن أن أحدا يستطيع فعل ذلك مهما آتاه الله من قوة و جلد و صبر .. مع إيماني المتعمق بأن الأنثى كائن الرقة و الهدوء و التفاني و التضحية من أجل الحب .. لكنني أؤمن أيضا بمبدأ عمرو دياب [ مش كل الناس برئية في الدنيا فيه و فيه ] .
ألا ترون أن كل هذا يوقف حد الكتاب عندي أمام مد التيار و جذبه ، أشعر بنفسي حين تسوقني لكتابة نص و كأنها تناديني .. تسونامي الآن بداخلك ، أعني أنه حان وقت الكتابة ، لأن الأحرف راحت تتطاير فوق بعضها و تختلط على رأس القلم .. هل لأحدكم تسونامي داخلي توقظه أنثى أو أي سبب آخر ؟! .
من بحر الـ
خـواطـري