ثورة 23 طوبـ(ـار)

حينما تحصد ثمار فرحة ما في نفسك ، تراها تشع من عينك بريقا يلمحه الكل جليا ، هكذا تكون لغة العيون وهكذا يفهمها أرباب النفوس المرحة التي تسعى ألا يكون ديدنها بئيس على الإطلاق .

في الأيام التي نعيشها اختلافات حتمية ، لكنها طفيفة لا ترقى لتُغير فينا شيئا ما لم نساعد أنفسنا لنجعلها اختلافات جذرية تحيل الروح من حال لحال ومن سياسة لسياسة أخرى ، حتى القلوب تحتاج إلى مساحة من الوقت ترتاح فيها من عناء الحياة ومن عناء من تحمل همهم داخلها .

حاولت أن أجعل إحساسي كتلك الساعات التي قضيتها يوم كنت في رأس البر ، اقتربت من ذات الشعور لكنني لم ألمسه كما كان يومها ، إلا أن اكتساب النفس معارف جديدة وصداقات مختلفة جعل أمامي بوابة فتحت على مصراعيها ليدخل منها الجمال على نفسي ، وإن لم أركب النيل أيضا هذه المرة .

عروس النيل كانت هي محط الأنظار وملتقى الوفد اللطيف الذي أتانا من دمياط وقاهرة المعز وأطراف الدقهلية و الباسلة بور سعيد ، أسعدني الحظ أن كنت أول من وصل إلى مكان التجمع أمام بوابة المستشفى ، جعلت أتحسس الوجوه التي تجوب المكان بحثا عن ملامح أعرفها علها تكون في قائمة الوفد المنتظر .. قليل من الوقت و حضرت أولاهن صاحبة الحلم الـ"صغنتوت" وإن كانت أقربنا إلى المكان إلا أني أيضا سبقت الكل .. تلتها ندى الياسمين مع ابنتها ، ثم ما لبثنا حتى حضر الرحيل إلينا بابتسامته الرائعة الرائقة يصبحها زوجها، ( تسبيل بأه وحب وجو عالي و أنا يا عيني ماشي لوحدي .. تتهنوا يارب .. تتهنوا يا أختي ) .. شيئا فشيئا واكتمل الذين قدر لهم الله أن يكونوا رفاقنا هذا اليوم .. من أهل القاهرة الكرام كان لنا شرف بمصاحبة الأستاذ شرين و القوس قزح أضحك الله سنها دائما .

بَدَأَت أولى خطوات الثورة .. تبرع الدم في بنك مستشفى الأطفال الجامعي ، أنا ما شعرت في حياتي أبدا برغبة في الخروج من مكان قدر ما شعرت يوم انفتح في وجهي ذلك الموظف الحكومي ( طبيب الغفلة ) مرغبا إياي في التبرع شارحا لي فوائده و عظمة أجره ، كأني امرأ لا يفقه مثلا أن ذلك من الصدقة الجارية وما إلى ذلك مما قال ، ما نسيه هو أن الصدقة إن خرجت من نفس صاحبها طوعا قبلت ولو خرجت كرها فمكوثها في جيب صاحبها أصلح .

السبب الذي حير الجميع وأطار أبراجا من عقولهم حول عدم رغبتي في التبرع وإن كنت مؤثرا أن أسره في نفسي إلا أنني أراني وقد صرت سخيفا أمام الجميع مضطرا للبوح بشيء منه ، ذاك أني مذ كنت صغيرا و شم العرانين أنفي لا تكف أبدا عن أن ترعف ليل نهار دون سبب يذكر ، حتى يومنا هذا لا يمر علي يوم إلا وينقص من دمي ما يعدل تلك الكمية التي يتبرعون بها تقريبا بسبب مشكلة في الجيوب الأنفية قدر الله علي أن تصاحبني حتى يقضي هو قضاءه فيها ، و دون خوض مطول في تفصيلات الأمر وماهيته إلا أنه لا يمكنني أبدا أن أفقد أكثر مما أفقد ، ليست فلسفة من عندي ولا قولا أتحجج به إنما هي نصيحة طبية ، بعيدا عن ذلك كله .. أنا إن رأيت في نفسي يوما قدرة وقوة على العطاء بقطرة واحدة من دمي فسيكون ذلك دون أن يفتح لي مثل ذلك الموظف موشحا طويلا عريضا دون أن يعي ما وراء رفضي .

انتهت أخيرا مرحلة التبرع .. رافقتنا الشمس بعدها حتى النهاية ، اخترنا مقهى مكيفا جلسنا فيه حتى حانت الجمعة ، كانت جلسة رائقة ممتعة انفتحت فيها حوارات من كل حدب وصوب بين كل الأطراف ، ختمناها بعد الجمعة بألحان فنية فائقة الروعة شنف بها أسماعنا هيثم محفوظ ، ذلك الصديق الذي اكتسبته جديدا ، أعترف أني كنت سخيفا بعض الشيء حين أثقلت عليه بطلب لحن لعبد الحليم لكنه المزاج حين يحكم .

لحقتني عدسة ليسناندرا طبعا في كل فقرات اليوم طلبا مني و في لحظات سهو وتجل أيضا ، أجملها ما كان في المطعم بعد أن خرجنا من المقهى .. الغريب أن ذلك المطعم وإن كان جديدا لم يمض على افتتاحه أكثر من 24 ساعة إلا أن شيئا ما لا أعرف ما هو جعلني في شعور مبهم فسره لي باب دورة المياه الذي حبس رفيقنا محمد الغرباوي بعد أن أمضينا وقتنا وطعمنا أكلنا وقررنا الرحيل .

ساعتين تقريبا على تلك الطاولت الحمراء .. تحت صوت الموسيقى ولجلجة الجالسين و مشاهد التلفزيون الصامته ، ولقطات العدسة السحرية لي بين حين و آخر .. كان وقتا ممتعا ، لكن ينقصه شيء واحد .. لا تعرفه إلا نفس واحدة فقط هي تلك التي تسكن بين جمبي .

كان مقررا أن نستقل مركبا نيليا بعد ذلك ، خاصة و أننا ما أعددنا هذا اليوم إلا جبرا لنواقص يوم رأس البر سواء كان نقصا بشريا في الحاضرين و تلبية لرغبة البعض أو نقصا امتاعيا من حيث مركب النيل ، إلا أن القدر شاء ألا تلبى رغبتي تلك هذه المرة أيضا .. ببساطة لأن ساعة واحدة كانت ستكلفنا 300 جنيه بعد أن كنا نستأجرها بـ50 جنيه فقط .. كفانا الله شر الجنان المستعر في نفوس الناس ( صيف بأه والناس على ودنه يعني لو احنا مركبناش مليون غيرنا هيركبوا ) .

أخذنا أخيرا بعبارة قالها رفيقنا ابن محفوظ وهو يحمل عوده ممسكا بيدي " مبدأ منها وإليها نعود " ، وبعد أن أمضينا بعضا من الوقت في جولة مبهمة المعالم عدنا إلى مقربة من باب الحديقة التي أسموها شجرة الدر ، لا أعرف حقيقة أين الدر فيها ؟ ، وكان للأرض نصيب أن تستضيفنا آخر ساعت هذا التجمع الرائع .. ختمنا يومنا على ألحان الهيثم أنار الله دربه و شنف سمعه بكل خير ، وإن لم نكن ننوي الرحيل إلا أن العقد إذا ما انفرطت حبة منه انفرط البقية .. بين سلام المودع وتحية الفرحة باللقاء ومواعدات بين الموجودين .. كان ختاما أخيرا .. بعده حان ميعاد العودة .

جميل أن تقضي بين أصدقائك حينا من الزمن تدخل البهجة فيه نفسك .. لكن الأجمل أن تدخل أنت البهجة على نفوس من حملوك في قلوبهم بكل الطرق .. حبيبا أو صديقا أو حتى مجرد أخ صغير كنت أو كبير .

شكرا لكل من حضر .. أنرتم دروب عروس النيل وأبهجتم نفسي .. كانت ثورة نفسية جميلة .. أسميتها ( ثورة 23 طوبار ) تيمنا بذكرى ميلاد ثورة يوليو .. وبقية العنوان معروف أنه نسبة لصاحبة الدعوة .

أكرر مرة أخرى .. ( والله الي ما جه يوم راس البر خسر كتير .. لأ لأ لأ معوضتوهاش النهارده .. يوميها كان جو تاني .. كده ولا ايه يا الي كنتوا معانا يوميها .. ) .

7 التعليقات:

shimaa elkholy يقول...

اخس علييييييييييك

طب قول كفايه شوفناكم يا وحش انت

وبعدين ما كنت تقول يا ابنى من اولها ليه ما تقدرش تتبرع
واصلا مين قالك ان شكلك كان سخيف

عادي احنا كنا بنهزر معاك

وكمان دكتور مين ده اصلا مش دكتور

ام هند يعنى صورتك وانت واقع فى ازازة الكاتشب
نيهاهاهاهاها

مجرد حلم صغنتوت يقول...

انا بقى كنت خايفة اكتر حاجة من الصبح انك تزعل مني :(
بس والله ما كان قصدي.. انت عارف بقى

كان يوم جميل اوي.. بس انت ما شاء الله سريع يا عم.. تحس انك بتسابق في تدوينة اللقاءات دي :D

بس ليك حق تسبق بصراحة.. مكنتش هعرف اكتبها زيك كده.. تسلم ايدك يا ابراهيم

كلكم كنتو زي العسل النهاردة.. واليوم عجبني بلاش تبوظه بقى وتقعد تغيظني بيوم راس البر :D

sony2000 يقول...

ممكن اقرررر ولا بلاش
لا بلاش
بأذن الله ادعولي بس النتيجه تيجي
وهريكو ذيارااااات
ه
بأذن الله

رحــــيـل يقول...

انا دخلت التاااريخ يا جدعان لاء وايه يوم الثورة :))

بصراحة يوم رأس البر كان جااامد
لكن امبارح برضه كان حلو والصحبة والجولة المبهمة :)) فى ادغال شجرة الدر
اى خدمة ايدنى مشيتكم فى غابات المنصورة بدل ماتتكلفوا عناء ومشقة السفر
كل لقاء واحنا سوا ومتجمعين بخير وطيبة وود

haithammahfoz@yahoo.com يقول...

بصراحة بعد اللقاء ما خلص اول حاجة حستها اننا كنا صحبة ورد من اول الاستاذ شيرين لغايط مريم بجد يا ريت تتكرر تاني وعلي فترات قريبة بجد شكرا ليكي يا سارة انك عرفتني علي الجمال دة وفعلا كان بالنسبة لنا كان يوم 23 طوبار
هيثم محفوظ

haithammahfoz@yahoo.com يقول...

بصراحة بعد اللقاء ما خلص اول حاجة حستها اننا كنا صحبة ورد من اول الاستاذ شيرين لغايط مريم بجد يا ريت تتكرر تاني وعلي فترات قريبة بجد شكرا ليكي يا سارة انك عرفتني علي الجمال دة وفعلا كان بالنسبة لنا كان يوم 23 طوبار
هيثم محفوظ

Unknown يقول...

لقاء جميل بجد
وكان نفسى انه مينتهيش
شرفت بالتعرف عليكم

ربنا يديم الود

 
') }else{document.write('') } }