عندما ترى الموت حيا

الحياة بشتى وجوهها وألوانها دائما أحلى من الموت.. لكن ماذا إذا رأينا الموت في الحياة ..هذا ليس هراء.. لما عزمت السفر إلى الديار المقدسة شوقا إليها ولأبي وأمي هناك كنت أعد الساعات والدقائق والثواني حتى أكون بين أحضان أمي..حتى أشعر بدفء عاطفة أبي تغمرني.. كنت أتمنى لو يمر الوقت كما تمر الريح عابرة سريعة كي أستنشق عطر أحضان أمي.. لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة التي أردت.. لم يمر الزمن سريعا ولم يكن كرياح عابرة بل كان كريح مدمرة..

بداية بجواز السفر الذي أرهقوني في تمديد صلاحيته.. حتى حجز التذكرة ذقت فيه الأمرين .. وقطعت التذكرة أخيرا.. كنت سعيدا جدا لأن الوقت قد انطوى والمسافات ستضمحل وأصل لأرتمي بين ذراعي أمي الحنون.. ركبت الحافلة وسارت بحمد الله..كنت في غاية الملل والسأم فالطريق طويلة جدا ما يقرب من الألف كيلو حتى ميناء نويبع ..هكذا حتى وصلت الحافلة واستقرت.. أول مشهد رأيته مع خروجي منها منظر الطابور الطويل والطويل جدا فقط لدخول بوابة الميناء.. لا أعرف ما يستفيدون من تأخير خلق الله وإهانتهم بأفظع وأبشع الألفاظ وهم من الأساس سيتركون البلد بأكملها لهم..بقيت هكذا في بحر الناس الهائج أربع ساعات حتى وصلت البوابة ودخلت بحمد الله بعد أن ضاقت أنفاسي ولم يعد يتسع صدري لشيء.. كنت أظن ان بعد هذه البوابة ختم الخروج في الجوازات مباشرة..لكنها كانت نقطة ومرت وتليها نقاط أخرى.. أبقونا في الشارع في العراء هكذا حتى مرت خمس ساعات والشمس فوق رؤوسنا..ثم عادوا فكرروا هوجة الخلق والزحام في طابور ختم الجوازات للخروج.. رأيت هناك ما لم أره في حياتي..تدرون ماذا.. لما رأيته لم أعد أنتبه لما حولي أبدا فقط بقيت مدهوشا.. رأيت يهود..نعم يهوديات ويهود نساء ورجال يخترقن الصفوف ولا يعترضهم أحد يختمن جوازاتهن دون أي معارضة كانهم هم أهل مصر ونحن أغراب عنها..وليت الأمر يقف عند هذا الحد..رأيت منظرا أثار ضحكي بشدة حتى خفت أن ينتبه أحدهم إلي ويشعر أني أسخر منه..رأيت إحداهن ترتدي قميصا(بلوزة) وشورت ليس العجب هنا إنما العجب في ظهر هذا القميص..يبدو أنها تحب ان تعرض نفسها للناس..يهود أو أتعجب من حفدت الخنازير.. قد حفرت في ظهرها وشما دون أن أذكر ما هو لكنه يرمز للفحشاء ... علنا وعيانا بيانا.. ماذا تقصد به ..إعلان لمن يرغب ويريد.. وتسير وسطنا هنا في بلدنا..لا حول ولا قوة إلا بالله..

بقيت هكذا حتى جاء دوري في ختم الجواز ولكن ظابط الجوازات ترك اليهوديات يعبرن بلا إعتراض ووقف عندي وطبق الأنظمة والقوانين..طلب مني تصريح التجنيد للإذن بالسفر.. لم أكن أعلم أن هكذا ورقة رسمية مطلوبة ..لم يخبرني أحد ولم أسافر من قبل وحدي.. جعلت أتحدث إليه ولا يلقي لي بالا.. ذهبت لمدير الصالة ولكن لا حياة لمن تنادي ..لن أسافر وسأعود مرة أخرى لحيث كنت..وهذا ما حصل.. أخذني رجل الشرطة حتى أعادني خارج الميناء لأستقل سيارة أجرة تعيدني لبيتنا في المنصورة.. إن لم يحترمنا من يسودونا رغما عنا فمن الذي سيلقي لنا بالا خارج بلدنا.. وعدت وفي طريقي لاقيت تعبا وإرهاقا شديدين..نفسيا وجسديا.. أكمل لكم بقية رحلتي في الذهاب للديار المقدسة المرة القادمة.. لكني أطمئنكم عن نفسي فقد عدت سالما غانما بعد شهر ونصف الشهر.. كل عام وأنتم بألف خير

13 التعليقات:

أميرة يقول...

دي رحلة العذاب والضنا..

لا حول ولا قوة الا بالله

قلوب بتغنى يقول...

ههههههههههههههه
لا مؤاخذة انا مبضحكش على ماساتك
انا بضحك على ساذجتك
طيب ما هى فعلا بلدهم واحنا الى اغراب انت عارف ان فيه فى مصر اماكن مش مسموح للمصرين دخولها زى شرم كدة
لكن اى جنسية تانى تشرف
هو الاستاذ مش مصرى برضه ولا ايه؟
وياترى ده او احتكاك للاحتقار مصريتك ولا اتكررت قبل كدة
اصل بصراحة اتكررت معاية كتير

Unknown يقول...

أليس في بلادي العجائب
الحمد لله على كل حال المهم انت طمنيني على أخبارك وأخبار سيف ايه
كل ودي

قلوب بتغني
شكرا ع الكلمتين الجامدين دول يمكن اكون انا ساذج بس لإني دي أول مرة أتعرض لحاجة زي كده يمكن لإني معيشتيش فيمصر غير سنة وحدة بس وده الي حصل فيها كلها
وبعدين يا ستي هدي نفسك ومتتنرفزيش من كلامي أهو احنا بنحكي ونتكلم ونفضفض بينا وخلاص ربنا يعدلها
كل ودي وياريت بعد كده أحس انك بتعلقي عشان النص عجبك مش استفزك
تحياتي الخالصة والخاصة لكِ

سنووايت يقول...

حمدلله علي سلامتك كاتبنا المصري
عقدة الخواجة مشكلة عندنا كبيرة وستظل طالما بنحترم الضيف اكتر من احترامنا لهل البيت انفسهم

الاجراءات مشكلة كبيرة عندنا مش سهلة
المهم انك سفرت وعدت بلسلامة
انا في فترة امتحانات حاليا مش بعرف ادخل كتير بس باحاول اكون متواجدة بقدر الامكان
اشكرك علي الدعاء لي لك بالمثل ان شاء الله
فكرة الكتاب صعبة حاليا بالنسبة لي لانها خطوة كبيرة مش بسيطة ولازم اكون مستعدة ليها تماما قبل ما اخطوها , ربنا يسهل

Mony يقول...

حمد الله علي السلامة


للاسف هو ده حالنا في داخل مصر و خارجها


و طبعا خارجها عندهم حق لما يعملوا فينا اكتر من كده
لانهم عارفين و شايفيين احنا بنعمل في بعض ايه

و علي رأي المثل
"اللي يقول لمراته يا عورة تلعب بيها الناس الكورة"

أميرة يقول...

انت لسه شفت حاجة :)

يمكن علي قولك علشان دا اول احتكاك ليك بس قيس علي كده حاجات كتيرة اوي

مش هعرف اشكرك علي سؤالك ولا دعائك

حصل حاجات كتيرة اوي اوي بس في النهاية النتيجة ولا حاجة .. الحمد لله علي كل حال

ويارب الايام دي ربنا يأذن فيها بالخير لينا وللمسلمين اجمعين

alshared يقول...

يا أفندم
مرحبا بك في مصر بعد العوده من شقيقتها بلد الجلد

عموما
ده العادي
وأي حاجه غير كده
أكيد مش هاتبقي عادي
:)

دي ثقافة حياه عندنا في مصر

دمت بكل الود

شفـقــة و إحســــان يقول...

هى دى مصر
ولا انت مكنتش تعرف ولا ايه
عموما معلش وتعيش ومتاخدش غيرها
مستنين بقية الحكاية

صفــــاء يقول...

.
بصراحه لا تعليق
على عذابك فى السفر طبعا
بس موضوع الاسرائليين دة
برضه لا تعليق
البلد مبقاش فيها حاجه واحدة كويسه تخلينا نفرح بيها
كل ما فيها بقى عذاب مقيم واهانه وسؤ معامله
لدرجه اننا المفروض منتكلمش على السلبيات المفروض لما نلاقى شئ ايجابى نعمله عيد قومى
.

رحــــيـل يقول...

اولا الف حمد الله على سلامتك

ايه البهدله دى
مش عارفه اقولك ايه بس باين بقى عادى ان يحصل مع المصرين كده فى كل مكان

ربنا يتولانا برحمته

جنّي يقول...

.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا كرامة لمصري في وطنه .. فما بالك في خارج وطنه سجن وجلد وخلافه ..

كل عام وانتم بخير بحلول عيد الأضحى المبارك
كل عام وانتم على صعيد عرفات
كل عام وانتم من الحجيج
كل عام وانتم من الملبين
كل عام وانتم من المكبرين
كل عام وانتم من المهللين
كل عام وانتم مغفور لكم
كل عام وأنتي حرة يا أمتي

أخوكم سعيد

رندا يقول...

هيهات ان يتغير النظام ربنا يرحمنا بجد

حمدالله على السلامة وكل عام وحضرتك بالف خير وسلام

انتظر باقى الموضوع لانة بيوضح الكثير جداً من الى بيحصلنا

ربنا معانا كلنا

تحياتى

رندا يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
 
') }else{document.write('') } }