خطاب الوحدة - الحلـ5ــقة

كانت ليلة حزينة بكت فيها القرية حرقة على تلك الفتاة المسكينة..ما ذبنها حتى تقتل غدرا..ماذا جنت حتى تنتهك حريتها في الشرف والحياة.. وقبل مطلع فجر تلك الليلة بكت السماء حزنا على حال هذه الفتاة وأهلها الذين تقبلوا الصدمة ولم يصدقوها..قد كانت ذاهبة لتسهر وتمضي الليلة مع ابنة أبو حكيم الخياط.. لكنه كان قدرها..

طل أبو المجد مدهوشا مذهولا لما جرى..لا يعرف من وراء قتل ابنته..وأشرقت شمس الصباح تحاول ان تكفكف دموع تلك الخدود الغارقة ..ولكن هيهات أن يهدأ قلب أم على فتاتها الوحيدة .. هيهات أن يرتاح قلب أب يظن أنه سببا في موت ابنته.. راح يفكر ويقول في نفسه..لو كانت تعي الآن ما حدث لقالت..هذا ما جناه علي أبي وما جنيت على أحد.. سبحان الله..رحمك الله يا فادية كم كنت بارة بي وبأمك.. ساعات الحزن الأولى مرت ولم يستطع أحد أن يصدق ما جرى لكن الألم سيبدأ مرحلة جديدة ونار الثأر يغلي منها دم أبي المجد ليعرف السر وراء موت ابنته..

مع صلاة الظهر...:ان كبير القرية السيد أبو النور قد عاد متعجلا بعدما عرف ما جرى في القرية من مدير ديوانيته الذي اضطر ان يرحل إليه مع الفجر ليأتي به فما عادت القرية تتحمل ولا أهلها أكثر من هذا.. وفي اجتماع عاجل في المضافة لم يحضره أبو المجد بدأ كبار القرية يحكون للكبير ما جرى في غيابه.. وفجأة دخل عليهم أحد العمال بالمضافة..سيدي خطاب الرئيس جمال يبث الآن على الإذاعة..لم ينتبه لما قاله فسأله أبو النور..أي خطاب يا ولد..خطاب الوحدة سيدي..اه تذكرت اليوم الخامس من الشهر..اذهب أنت ..وفورا فتحت المذياع على إذاعة مصر ليستمع الجميع للخطاب.. يبدو أنه ما يزال في بدايته..

"أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة:

فى حياة الشعوب أجيال يواعدها القدر، ويختصها دون غيرها بأن تشهد نقط التحول الحاسمة فى التاريخ، إنه يتيح لها أن تشهد المراحل الفاصلة فى تطور الحياة الخالد؛ تلك المراحل التى تشبه مهرجان الشروق حين يحدث الانتقال العظيم ساعة الفجر من ظلام الليل إلى ضوء النهار.

إن هذه الأجيال الموعودة تعيش لحظات رائعة، إنها تشهد لحظات انتصار عظيم لم تصنعه وحدها، ولم تتحمل تضحياته بمفردها؛ وإنما هى تشهد النتيجة المجيدة لتفاعل عوامل أخرى كثيرة واصلت حركتها فى ظلام الليل ووحشته، وعملت وسهرت، وظلت تدفع الثوانى بعد الثوانى إلى الانتقال العظيم ساعة الفجر. "

إلى نهاية الخطاب.. كلمات ألهبت الحماسة في قلوب كل من يستمع..كلمات رققت قلب الحاضرين وكأنهم مالوا وصدقوا مايقول وكأن أبا النور نسي ما حدثه به عينه في مركز الشرطة عن حادثة التعذيب ..لكن أحدا عاقلا من الحاضرين لم يفكر قليلا أن يربط الحوادث المتسارعة الكثيرة وقرار التغير بهذا الخطاب ليجد التناقض الشديد الذي دب في قلب الشيخ نبيل وحده وحاول أن يكذب حدسه ويوهم نفسه بأن هذا هو الحق..وأن حوادث قريتهم لا ترتقي لتكون بهذه العلاقة المهمة بين الديوان الرئاسي وتلك القرية..

انتهى الخطاب ودار حديث طويل عليه..ثم عادوا لقصة حادثة الليل تلك..

جمعت الشمس خيطوها ولملمتها ورحلة غائبة وراء الأفق وأهل حي الصالحية كل ينهي أموره مع غروب الشمس ليذهب لداره ويتأهب لتلك الحفلة الكبيرة التي يقيمها السيد شكري القوتلي الليلة فرحة بإعلان الوحدة بزعيمها عبد الناصر الذي يأملون فيه الخير.. فهل سيكون وراء هذا الحفل جنازة؟ يعلم الله

13 التعليقات:

سنووايت يقول...

حلقة النهاردة خفيفة
اهم ما فيها كلمات الخطاب
وبكن اعجبني وصفك للأحوال في بداية الحلقة.. أجدت التعبير عنه ببراعه
تحياتي لقلمك
في انتظار سر مقتل الفتاة

غير معرف يقول...

ازيك يا كاتبنا الشاب الصاعد..
انا وحشه انا عارفه مقصره معاك بس خليك انتا احسن منى وسامحنى..
ولو زعلان منى اوعى عشان مقدرش على زعلك..
انا اسفه جدا جدا على التاخير فى الزياره..
بس انا قريت بداية البوست لقيت قتل ..فقلت بعد الفطار احسن..
بس اعذرلى قلة زيارتى ارجوك..
ربنا يكرمك بكل خير وفى رعاية الله وامنه..

Foxology يقول...

سرقتنا من الحادثة للخطاب والسيد شكرى القوتلى ياعالم الحلقة الجاية هتخلينا نروح فين تانى ندور على الأجابات للأسئلة الكتيرة اللى جوانا :)

اسلوب جميل فى السرد :)

Batoooot_soso يقول...

السلام عليكم
امممممممممممممم
حلقه جيده
واتمنى بان تفتكرنا على مدونتى المتواضعه
ومستنيه سبب مقتل الفتاة

غير معرف يقول...

السلام عليكم
الحلقة قصيرة بس مش مشكلة
مش مشوقة زى الى قبلها يعنى مش فيها اثارة زى الى فاتت
بس بجد التعبيرات الى فى الاول تحفة
"ويختصها دون غيرها بأن تشهد نقط التحول الحاسمة فى التاريخ، إنه يتيح لها أنتشهد المراحل الفاصلة فى تطور الحياة الخالد؛ تلك المراحل التى تشبه مهرجان الشروق حين يحدث الانتقال العظيم ساعة الفجر من ظلام الليل إلى ضوء النهار"
بجد بجد انا كنت بتخيلها ولاول مرة اصلا بتخيلها على انها مهرجان فعلا والتحول من الليل للنهار
بس بجد الحتة دى فعلا عجبانى جدا
تحس كدة ان الحلقة الى فاتت اثارة والحلقة دى حصة بلاغة بس بجد حصة حلوة
ومستنية الى جاية يكون فيها اثارة ان شاء الله
نيرة احمد محمود

غير معرف يقول...

اية دة اية دة
استنى كدة
انت مجبتش سيرة الشباب الى بيراقب وبعدين كمان ابة المجد غلطان محدش يسيب بنتة تمشى او تروح تسهر مع صاحبتها لوحدها بليل كان لازم يوصلها
عموما اعتقد ان انه سيكون هناك جنازة قبل الحفلة ومناحة بعد الحفلة
نيرة

أكون أو لا أكون يقول...

اممم... أعتقد هذه اللحقه كانت رابط مابين الحلقه الرابعه... وتمهيد للحلقه السادسه... لكن نحن متشوقون لمعرفة حقيقه الجريمه وأحداثها... و متشوقون أيضا لأحداث ما بعد الخطاب...
بالأنتظار...

Beram ElMasry يقول...

ان كنت ممن يتذوقون الشعر العامى والزجل ، ارجو زيارة مدونتى والتفضل بالنقد والتعليق ، فالنقد كالنصح ، والدال على الخير كفاعله
كلنا نقدس مصر ، ولكن اليس من حقنا ان نغضب اذا ما انحرف المسار

الريم يقول...

بجد يجنن

اسلوبك تحفة

اخر حاجة

yoyo يقول...

عارفة انى مقصرة فى زيارة مدونتك اللى بحبها جدا أرجو ك تسامحنى بقى ومش تزعل منى

انا كنت حفظت الحلقات اللى فاتت من القصة عندى على الجهاز دا بعد اذنك يعنى ولو انى باخد الاذن بعد ما عملت بالفعل بس معليش بقى انت قلبك كبير وهتسامح صح ؟

الحلقلت حلوة اوى حتى الاسلوب فيها كعادتك متميز فيها روح كدا صدقت لما قولت اكتب كانى اتكلم بالفعل

الحلقة دى قصيرة مش زى اللى فاتوا بس يعنى اظن انت عامل بيها زى هدنة عشان تدخلنا اكتر واكتر فى التشويق لمعرفة سر قتل الفتاة والاحداث والملابسات بتاعة الجريمة يعنى

أنا فى انتظار السر
تــــــحياتى
يويو

ندا منير يقول...

اكيد الفراق صعب على اى حد
ودا اللى ادا تشويق للجزء دا فى كلامك فيه
بس فى راى ان الاجزاء السابقة احسن من الجزء دا
بس دا ميمنعش ان دا حلو
هو حلو
بس السابقين احلى

غير معرف يقول...

انا رجعت وقريت بس قولى ليه خرجتنا لا
انتشلتنا من جو حزن الاب على بنته وجو الجريمه ومرارة الصدمه لخطاب ووحدة وجو ناصر الله يرحمه..
ايه العلاقه بين مقتل البنت والوحده مثلا
بعدين لو وجهة نظرك مقارنه بين الحدثين فدول حدثين مختلفين والاول شخصى عائلى والتانى سيايى وعلى مستوى الامه
فمعتقدش انه فيه وجهه مقارنه..
ارجو التوضيح ولا المعنى فى عقل الكاتب..

Unknown يقول...

السلام عليكم
عجبنى اوى انك ربط ما بين حادثة قريبة من رجل ما وما كان يؤمن به
وحالة التصديق ولا التصديق التى يعيشها
تحياتى

 
') }else{document.write('') } }