أدين بالحب
لأنني لم أعرف في حياتي لغير الحب من مشاعر البشر معنى
و لأنني أعيش أيامي بنض المشاعر لا بدقات الوجود
ولأن روحي تخشى دائما أن تضيع فرصة قد تسعد بشرا ولا تفعل
فأنا كما يقول " بن عرابي "
أدين بالحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني
كل عام وأنتم بخير وإلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم .
مفاجأة العيد
مفاجأة مجلة رؤية مصرية مع عيد الأضحى المبارك ... الإتحاد الإلكتروني الأول في مصر .. بين التدوين والصحافة ( مجلة رؤية مصرية مع الرابطة التدوينية )
لكل مدون وصحفي في مصر والوطن العربي .. نفتح لك آفاقا جديدة ومساحات أوسع لتقول كلمتك وحتما سيصل صوتك
التفاصيل تجدونها كاملة على صفحة المجلة هنا
حرب شقيقتين
اليوم فقط .. كرهت مهنة الصحافة وقراءة الأخبار .. كرهت أن أكون في هذا المناخ المشحون بغضب ناري يؤذن بمعركة طاحنة .. لكنني أجد نفسي مفتخرا وشامخا معتزا بعروبتي معلنا هويتي للكل " أن عربي مصري مسلم " رغم ما يفعله بعض من رعاع القوم .
صرخة شيطان دوت في أذن الشقيقة الجزائر أشعلتها نيران الساحرة المستديرة وكأن مائدة من دم تنتظر أنياب الذئاب وكأنهم هم أكلة لحوم البشر .. حسبنا الله .. نفخ الحساد والحاقدون في النار حتى أوقدوها بين البلدين وضاعت فيما ضاع منا عروبتنا ، ومن الطبيعي أن الدين قد ديس بالأقدام وسط هذه المهازل والمساخر المدمية للنفوس العاقلة .
مسلسل رعب كان أبطاله السيافون الجزائريون في أرض النيل العربية الشقيقة السودان .. مسرح همجي ثار فيه الكل بالأسلحة البيضاء والحجارة ، إعداد مرتب مهيكل لحركة الإنتشار الكارثية لجماهير الجزائر بين صفوف المصريين بعد نهاية معركة الساحرة على أرض المريخ .. وي كأن الأمر لم يكن يعني سواء فازوا أم ضاعت فرصتهم للتأهل فالنية مسبقة لمثل هذه المطحنة التي طالت كل من له علاقة بمصر حتى أن وحشية المتمردين أجبرت فتاة مصرية على تبديل ملابسها في الطريق العام بدلا من ألوان العلم المصري لألوان أخرى تتفادى بها أن تقع صريعة بعد أن تطالها أيديهم .
الراقصون على حبائل الشيطان هم أكثر القوم فرحا بما نحن فيه الآن .. التفت الطاولة وانشغلنا بحال المصريين في الجزائر وحال المشجعين الذين بعثت بهم مصر لإعلاء رايتها فداسه الجزائريون ومثلوا بجماهير المحروسة .. لنا الله .
يا قوم تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم .. ربنا وربكم الله .. فلنعد عما نحن فيه قبل أن تضيع كرامتنا أكثر من ذلك بين أقدام التافهين والحانقين والأعداء الذين هم أصل هذه الحرب الممزوجة بأنفاسهم كدخان يثير طرفنا على الآخر .. لنعد إلى رشدنا فليس في الوقت ما يسمح بأن يضيع .
لو تذكرون مبادرة " وردة لكل جزائري " ومبادرة " الأقصى يجمعنا " ومبادرات تهافت المصريون على تقديها لكم لزرع روح سبمية أخوية في لعبة ليست إلا لعبة فقط ، فيا أهل العريقة الجزائر .. اتقوا الله في أمنا وأمكم .. اتقوا الله في ديار ذكرها الله في القرآن نصا صريحا .. اتقوا الله فيمن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتخذوا من أهل مصر جندا " .
تناسو ما كان وستناسى نحن كذلك .. بدأنا نحن بالصلح مرات ونبدأ الآن ثانية فاستلموا أكفنا وصافحونا وأسقطوا الذنوب من بين الكفوف وأعلنوها وحدة عربية إسلامية ضد كل عدو حاقد أو شيطان مارد .. تعالوا نلتف سوية حول قضيتنا الأم ومسى نبينا .. تعالوا نقلب الكفة على العدو وكما يمكر لنا نمكر له .. دعوها فإنها منتنة .. لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى فما بالكم وكلانا عربي الأصل والمنشأ .
يا قومنا أجيبوا داعي الله ولنعلنها مدوية " إنما المؤمنون إخوة " ولنخرج ابن سبأ وابن سلول من بيننا فما استشهد خلافاء رسول الله إلا على يد خارجين ملأت ادمغتهم كرها للإسلام والمسليمن .. نحن مسلمون موحودن مؤمنون بربنا ولن تفرق بيننا كرة أو يضع بيننا الشيطان موضعه .. عدنا فعودوا ولتمض سنة الأولين .
كلاكيت " أول مرة "
عندما تحقق حلم الطيران
.. وكنت على الهواء .
ربما تكون صورة ثابتة لكل من ينظرها الآن .. لكنها تحمل في ذاتها حركة اهتزازية متوترة كصاحبها يوم كان في جلسته هذه .. فهو لم يكن يوما عاديا أبدا -----------
هكذا ساق القدر إلي الفرصة فجأة .. وهكذا خطوت خطواتها دون إدراك لواقعٍ هو الأمر أم خيال ، منذ أخبرتني بما طلبه معد البرنامج منا وأنا لا أعرف نفسي أبدا .. تغير حالها وصارت غريبة عني تعيش في عالم آخر .. عالم خلف عدسة الرائي طالما حلمت به لكن شيئا من أحلامي لم يقع أبدا .
لم أدرك طيلة خمسة أيام إلا أنه قد ضاعت جهوريتي والتهبت الأحبال الصوتيه واختلف كل ما فيّ إلا الملامح .. خشيت كثيرا أن يحين أوان البث وما يزال صوتي دفين الحنجرة .. وآن صباح الإثنين ، اقترب الموعد وما يزال بالصوت بعد من حشرجة وخشونة .. الآن ارتديت بدلتي السوداء وأنرتها بقميص برتقالي .. وحذاء وجورب .. وإلى حافلة السفر .. اصطحبت معي صحيفة المصري اليوم .. " أتسلى شوية يمكن الربكة تروح " .
أخيرا وبعد ساعتين كنت على مشارف قاهرة المعز .. أحب كثيرا أن آخذ الطريق من أوله لأمرَّ بأكثر من مكان .. نزلت في شبرا وركبت المترو الذي أحب كثيرا أن أقول عبارة كلما نزلت إحدى محطاته " هي مصر كلها جت هنا عشاني ولاّ إيه " ، العجيب أني وجدته خاليا اللهم إلا من قليل البشر .. ربما لأنه كان في أولى محطاته أو أن الليل بدل مع النهار فانقلبت آية الزحام .. بقيت فيه حتى حلت محطة رمسيس ولا أعرف أي رمسيس فيهم سميت باسمه المحطة إلا أن واقع الأمر أنه رميس زمننا ، هذا فـ" رمسيس " هذه تعارفا بين الناس في حين أن اسمها في أوراق الحكومة ولوحات الإرشاد " حسني مبارك " .
لم يكن الأمر مقصورا على طريقي إلى استديو التصوير ، بل يسبقه طريق إلى " مدينة نصر " ، طالما أنت في مصر فالطبيعي إن سألت أحدا عن طريق أو خط سير فلا بد وحتما أن تضيع وتشعر بالتوهان وأنت مكانك .. مهما صنعت من نفسي شخصا واعيا مدركا أو كما يقول العامة " واد مخلص " فدائما ما يرشدني الواحد منهم لألف سكة وطريق .. سألت أحدهم " أركب إيه عشان أروح مدينة نصر " تارة يقول " عباس العقاد " وتارة يقول " صلاح سالم " و آخر قال " لا يا أستاذ مش من هنا خالص عدي وروح وتعالى واعمل وسوي " شعرت أن روحي تشتاق البكاء وأن صوتي سيعود الآن لأني سأصرخ فيهم جميعا .. اكتشفت بعد ذلك أن الجهل خير من سؤال الناس .. هكذا حتى اطمأننت ورحت أسير إلى أن وصلت لحافلة نقل ركاب سألت المتعلق ببابها .. " أروح مدينة نصر إزاي " فقال لي " اركب يا أستاذ " لم أستفسر ولم أسأل إنما ركبت فورا وقلت له " أنا نازل جامع رابعة العدوية "فقال " طيب .. عنيا يا كابتن " وما كان لي في الرياضة يوما ولن يكون لي فيها أبدا فكيف أكون " كابتن " لا أعرف !
أنا لا أعرف كثيرا في القاهرة .. إنما أخط فيها خطوطا بسيطة جدا .. اقتربنا من مسجد رابعة العدوية والطبيعي كما أخبرني الناس بعد ذلك أنه لا بد أن يدور عائدا قبله بمسافة .. نزلت قبل المسجد بمسافة .. وقفت على الرصيف وسط الشارع الواسع ألتقط أنفاسي التي كاد يقطعها علي أهل مصر الكرام . لمحت لوحة كتب عليها صيدلية .. سريعا كنت فيها وجلبت لصوتي شيئا يساعده في الخروج من مدفنه .. ووصلت المسجد أخيرا .. هناك صليت الظهر وخرجت أنتظر من رحت هناك لأجله .. قليل من الوقت وكان عندي .. عادت إلي روحي وتنفست الصعداء .. قضيت شأني هناك وأدركني وقت الرحيل إلى أصل طريقي .. الآن إلى " المقطم " .
هذه المرة أعرف طريقي .. لا أحفظه ولا سرته في حياتي أبدا إنما وصفه لي صديق .. سأركب " السيدة عائشة " .. فعلا ركبت .. ولكي تزيد الأقدار من حدة توتري ، بعض من الوقت ومرت سيارة مسرعة في زحام مصر المعروف فاصدمت بمرآة السيارة التي أركبها .. انكسرت وطار زجاجها علي .. قمة الإثارة " والعطلة كمان " .. قضى الله أن لا يلحق السائق بمن أطاح بمرآة السيارة التي يعمل عليها وليست له .. و شهادة حق تقال أنني و لأول مرة في حياتي أقابل سائقا محترما متدينا في مصر " سواق ميكروباص في مصر يعني .... " ، الآن وبعد نصف ساعة تقريبا كنت في محطة السيدة عائشة ، لا أعرف لم تستخدم أسماء أسياد البشر في مواقف السيارات ومحطات " العربجية " التي يلفظ فيها ما يعلمه الله من بذاءات وتفاهات .. على بوابة الموقف وجدته ينادي " القطامية " ، لا أعرف فرقا بين القطامية والمقطم .. حسبتهما واحدا .. ركبت معه وفي منتصف الطريق " عاوز أنزل نادي الشرق " " لا لا نادي الشرق ده في المقطم " قالتها السيدة الفاضلة التي كانت بجانبي .. " طيب يعني ايه ده " هذا يعني أني أخطأت الهدف و من تسرعي سأضطر للعودة إلى ذات الموقف لأغير لطريقي المقصود وهو المقطم .. وهذا ما كان .
عدت ثانية وإلى سيارة المقطم .. ومنها إلى زميلي الذي شاركني حلقة اللقاء ، لا بد أن يقع أمر ما يثير الضحك أو الإستغراب أو حتى يتوه بي عن ربكة اللحظات الأخيرة .. ركبنا سيارة أجرة .. شرحنا له طريقنا الذي نقصده .. فورا عرف أننا لسنا من القاهرة كلها وليس المقطم فحسب .. أدار تارة سيارته و راح ذات الطريق الذي خرج منه زميلي سيرا لكن من الوجهة الأخرى .. هناك يكمن استديو المحطة .. " كم الأجرة " " خمسة جنيه .. ومتدفعش في المقطم أكتر من كده " " ههههههه ده لو دفعناها أصلا " .. صدق من قال الغريب أعمى ولو كان بصير .
لم نجد معدا أو مذيعا أو مخرجا أو أحدا من فريق البرنامج .. وصلنا قبل الموعد .. سبحانك ربي بعد كل التوهان والدوران حول الذات .. بقي بعض من وقت يستعيد فيه الإنسان ذاته .. جاءت ثالثتنا التي كانت معنا في اللقاء .. شربنا باردا وحارا .. " قهوة ونسكافيه وشاي وشويبس " تكلمنا وسكتنا .. خرجنا وعدنا .. حتى وصلت عقارب الساعة ( الخامسة تماما ) والتوتر وصل إلى ذروته وحدة أعصابي لم أعد أتمالكها .. البرنامج رسميا لا بد أن يكون على الهواء الآن .. دقائق تمر ووصلت سيارة التلفزيون من ماسبيرو أخيرا .. في عجالة و ربكة وتخبط .. كان من المفترض أن يكون لقاءنا مع فلان فتبدل الحال وتغير مكانها وبدأوا بنا الحلقة .. لم تهدأ نفسي حتى انتهت فقرتنا وإن كان المذيع قد أضاع كثيرا من الوقت في " دردشة فارغة " إلا أن الله أكرمنا بحديث جمع شتات أفكارنا وإن لم يكن كل الحديث لكنه الأكثر أهمية .. الآن نحن على باب الاستديو لنقفل عائدين .. رنات هاتفي وهاتفها وهاتفه .. الكل يعلن إعجابه باللقاء وينكر على المذيع ضياعه للوقت .. ومضينا راحلين .
طريق العودة بإيجاز لم يخل من غرائئب إن كان سيرنا من قلعة صلاح الدين لموقف السيدة عائشة .. ليس الأمر في طول الطريق .. إنما في تلك الصورايخ التي كادت أكثر من واحدة منهن تعيدني إلى عروس النيل بمجرد أن أصطدم بها " ع الأقل كنت هوفر تمن المواصلات " أو تلك الفتاة التي انقلبت أمام عيني وتداركت نفسها .. كنت سأمد يدي لأساعدها .. لكن الأمر كأن لم يكن .. يبدو أن أهل مصر قد تعودوا على الأمر الذي هو غريب علي بشدة .. ومن الموقف إلى رمسيس إلى محطة " أحمد حلمي " حتى وصلت أخيرا " عبود " وركبت سيارة تعيدني إلى عروس النيل " وكأن روحي قد ركبت في من جديد .. ولا عزاء يا سادة لأي غريب .. آخر قولي أن قائل المثل " أهل مكة أدرى بشعابها" أخطأ والله ولو أصاب ، واسألوني أفتكم فيما رأيت .