تحت الكوبري

شعوره بنكهة الإرتباك ما ذلك إلا قليلا من توابل حالة القلق الهستيري التي يبيت فيها منذ مدة .. هي بين يديه .. أمامه وطريقه إليها مفتوح .. فكرة المصارحة ليست جرأة إنما هي تضحية .. إما أن تسمع منه فإن أعجبها الحديث وارتاحت له كان له ما يريد أو يبقى الحال كما هو دون أن تغلق كل مفتوح وتهجره تماما وتحرمه حتى من طلتها عليه دونما أي حديث .. أو تهجره ويضحي سليب الروح .. هو هذا فك الحيرة الذي راح يقضمه ويأكل أحشاءه كمدا وألما .. لا يعرف ما يقول ولا كيف يصنع ؟ فضّل أن يستمر في حالته هذه ليضمن طلتها ولو من بعيد .. حتى وإن كان هذا فتاتا لا يكفي القلب لأنه أكثر رحمة من لا شيء ..

ككل مرة بانت حبيبته من خلف الحجب أنارت الدنيا وعطرت المكان .. غاب عن عقله وسبح مع خياله هائما بها .. كأنه يرى نفسه التي أرهقته ألما وكثيرا ما تمنت لو أنها صاحبت قلبا أقوى من قلبه وأكثر ثقة في ذاته تدفعه دفعا إليها لينطق بمكنونه .. رآى ابتسامة على شفتيها اللتان يقتله الحنين إلى أن يهمسا له بما يريد .. وجدها تدعوه .. تهمس له .. وكأنها تخبره بأنها ما كانت لتبتعد عنه .. إن هو إلا الإنتظار والتمني .." اقترب .. ثق من كلامك .. لا تخف سأكون أنـا .. " ..

قدر العقول دائما كما تشاء .. رآى أن أحلامه تنبسط أمامه وتفتح له بكل سهولة .. يتملكه الذهول .. يكاد يموت كمدا على تلك الفترة التي سكت عن قوله فيها .. كأنها العجينة السهلة تتشكل في يده دون قسوة أو امتناع .. ذاب في بحر من شراب الغرام الذي راحت تسقيه رشفاته شيئا فشيئا حتى أيقن أنها اختلطت بدمه فما عادت تربطه بالصبر طاقة .. يتمناها وتتمناه طيلة كل وقت وفي كل ممكان .. لا يأبهان بأعراف أو ما يسميه الناس أصولا .. يعشقها ويفيض في حبه لها شعرا ونثرا وألحان .. وهي لا تفتر عن قولها له " سأكون أنـا .."

طلب منها مرة أن يترافقا والنيل ثالثهما وعروس مصر تحملهما على أرضها فما كذبت خبرا ورافقته .. وشهد النيل على أعذب كلمات قيلت في الحب وأبرع صورة رسمت لحبيبين .. تلفه بيدها اليمنى ويلفها بيده اليسرى .. يسيران كلا واحدا كأنما خلقا سويا على غير الطبيعة فخلقما سويا تُحال فيه حال الشقيقين إلى عشيقين .

استقر بهما الوقوف " تحت الكوبري " قد كانت الشمس بادية جلية لم تنستر بعد في خدرها .. استندا إلى ذلك السور الفاصل بين أن تغوص في النيل أو أن تعود من حيث جئت .. وغفلهما الحديث عن وقوفهما .. ساعة واثنيتن .. يروح من خلفهما من يروح ويأتي من يأتي .. عينه لا تسقط عنها وأنفاسها متعلقة بحديثه وقد تاه بصرها في كيانه لا ترى شيئا غير دواخله النقية البريئة التي تعشقها بكل إخلاص وطهـر .. فجأة وضعت يدها المهتزة على فيه لتوقفه عن حديثه .. " أحبك .. تأكد أنني أنـا" .. قبلت شفتيه كفها الرقيقة .. وذاق مع قبلته أشهى مذاقا حتى من شهد النحل .. تلك كف حبيبته ..

توقف عندهما بائع الورد .. انتبه لقوله " وردة لخطيبتك يا أستاذ .." تبسما فرحا بالكلمة .. أخذ منه كل ما يحمله من وردات وسلمهم لهـا .. "رسالة حب اعتادها البشر لكنها منك تختلف تماما" .. رسمت بثغرها البريء قبلة على إحدى الوردات ثم داعبت بها خده لتحيله من واقف أمامها إلى ذائب في كيانها ..

وتوقف هذه المرة عندهما رجل بسيارته .. " لو سمحتي يا أبله .. ممكن تلفونك أعمل مكالمة " انزعج من مقاطعته لهما .. رد إليه جوابا " شايفني قرطاس جوافه اطلب مني يا سيد انت " تبسم الرجل ابتسامة سخيفه " معلش يا أستاذ .. المهم اسعفوني بدقيقة عاوز أتلكم ضروري " .. أعطاه هاتفه كي يتخلص من ازعاجه بعد دقيقة .. لكنه تخلص منه ومن هاتفه .. مجرد أن سلمه له كانت سيارته قد وصلت آخر الطريق .. ردة فعله كانت مختلفة عن أي من الناس .. ضحك بشدة وضحكت معه .. "اجري الحقه " يزداد ضحكا " ألحقه ازاي يا أنـا .." ارتبك قليلا ثم تابع " مش انت قولتلي أتأكد إنك أنـا" ..

عادا إلى السور والضحك يقربهما أكثر من بعضهما .. اتكآ عليه .. وجهه في وجهها .. أسند رأسه لرأسها .. الأنف بالأنف .. يقترب .. يقترب .. ويهتز " الكوبري " من فوقهما إيذانا بمرور القطار .. صوته أكثر إزعاجا من أي صوت سمعه في حياته .. فجأة يهتز هو .. ليعود فيفيق من غفلته .. يجد نفسه ما زال في جلسته لم يتحرك منذ ساعة .. مذ طلت عليه بأنوارها .. كان وهما أنها معه .. لم يبح لها بسر قلبه .. لم يجرأ حتى أن يلقي سلام الله عليها .. أدرك الآن قدر عقله .. وهم وخيال وحياة نعيم بين سحب الوهم كما يشاء .. ثم تسقطه الحقيقة على واقعها الأليم .. مضت لحالها وانطفأت أنوار طلتها وصاحبنا ما يزال على حاله يأكل الألم جوامع قلبه فقد حكم القدر عليه أن يعيش هائما بها منتظرا أن يسمعها منها بحق " تأكد أنني أنـا" .

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

مجـرد حالـة

كأنه السيناريو يتابع عرض فصوله محولا كياني لمجرد دمية تحركها أحداثه .. كنت أخشى كثيرا من دخول هذه الحال فعلمي بها فقط كفيل بأن يفتح بابا للألم فيخترق جدار روحي فما بالك أيها القلب تنغمس شيئا فشيئا فيها كلما حاولت إخراجك سقطت أكثر ..

لست أبالي أبدا إن كانت مجرد حالة حب .. لأنني أعشق كل تفصيلات الحب .. لكنه الآن ليس حبا فحسب .. هو خليط ومزج ما بين وتر الحب ووتر الإحباط .. الرغبة والإمتناع .. صراع بين قوانين الحياة وقوانين الروح .. يكاد التفكير يفتك بعقلي .. هكذا هي الحياة دائما تريني حلوها من بعيد .. فقط من بعيد .

حتى هذه الألحان التي أنتظرها على طول السنة والتي تليهـا خرجت لتوها إلى النور لا أشعر أنها خففت ما بي أو حتى وضعت له وصفـا .. إن كانت " طمني " أو " وياه" أو حتى " الله على حبك أنت " وإن كنت لا أنكر أبدا أن بعضها صنع في روحي أغلفة أحاطت بعضا من هذه الحال تجري عليها أبحاثا ..ولن تصل لشيء أبدا .. هو ذاتي و أكثر مني علما به ليس إلا الله.

"عيني وأنا شايفو" .. سمعتها بذلك الصوت الحاد سلطان طربي فحملتني بين أحضان الخيال تمتطي بي سحب الوهم .. لا شيء يصلني بالحقيقة .. ربما تكون هذه اللحظات تختلف عن مسار حياتي قبل الآن وبعده.. أتألم نعم .. أحبها نعم .. بداخلي ما لا أفقه كذلك نعم .. لكنني يوما لن أنسى أن أنثى جعلت دورانا يلف كياني وأدور معه لا أفقه لم وكيف وما هو هذا ؟

فكرة انفصال الأرواح التي تلفها روح واحدة هي انتحار بحق .. هذه رسالة وصلت عقلي و ترجمتها لي مشاعري .. روح الحب التي تتوج كل روح غيرها تسكن كياني فكيف لي أن أفصلها عنهم .. عن القلم وحبل وصاله بعقلي .. عن النبض و رباطه مع نفسي .. كيف لي أن أكون كاتبا فحسب .. يستحيل أن أتجاهل صرحا عظيما من مشاعري ثم أزعم أنني سأكتب .. وليس لك أن تحكم كيف أكتب .. لك فقط أن ترتاح فتقرأ أو تنقبض نفسك فتبتعد ..

حتما سأتحداكِ أيتها الحال .. سأكتبها .. تلك الحكاية التي رسمت خطوطها الأولى في حافظة عقلي .. " سهرة واختطاف .. لعبة .. طعنات .. موت جاء ولم يأتي .. عجبا !! .. كلماتها .. نبضها يزداد حرارة .. " وانقطع بي التفكير إلى هذا الحد ، لكنني سأوصل أسلاك عقلي وأحملها على تيار روحي وستعمل رغما عن احتباس النبض الطبيعي .. فروحي وعقلي يقومان الآن مقام نبض قلبي ..

عندما تحبسك نفسك بين جدرانها لا تستطيع الخروج منها لتحيا بين الناس بحرية ، لا بد أن تصنع محطما لكل قيد بكلمات تنبضها رغما عن نفسك ذاتها ..

إن شعرتم بثقل كلامي هذه المرة فلأنها الإفاقة من غفوة عدم الفهم .. الآن أدركت نفسي وأدركت ما هي فيه .. وإن كانت حبات عقد الحروف أراها منفرطة ، لكنني أشعر براحة لا تعادلها راحة .. فقد تحديت نفسي ونجحت في إثبات ذاتي وقدرتي على فك حصار روحي .. الآن استلمت القلم من بين وريقاتي القديمة وعدت ثانية لأكتب .. سأخط فصولها أخيرا ..

ما كنت فيه حالة أو مجرد طقس من طقوس ما قبل الكتابة .. إياك أيها القلم بعد كل هذا الذي عشته أن تخرجها شيئا أقل من ذلك الذي ذقته فقط من أجل رسم خطوطها العريضة .. حكاية جديدة سأبثها هنا فور انتهائي منهـا .

"حد فهم حاجة"

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

أنتم وأنـا..

علاقة قلبي بقلمي يترجمها عقلي .. هكذا تعودت .. أن ينثني الحرف في ثنايا روحي ويبثه احساسي نبضا يسيل في ذلك الحبر المصبوب على الورق مرصعا بجواهر من حروف الكلام .. والكلام عندي مناهج .. عطر الكلام وهو ما أنزله الله على نبيه وجوامعه وهو ما آته لنبيه الكريم ثم ندى الكلام .. وهو ما يسلكه قلمي منهجا .. البحث في مكنون النفس بعواطفها وحواياها .. ثلاثة الأنواع هذه هي أصل الحديث كله .. ويقية الكلام هو النوع الرابع بكل ما في الدنيا هو كلام الناس .

ليس ابداعا أو رسما للوحة أدبية ما جئت به اليوم .. هو نبض حديثهم عني أو حديثكم أنتم .. استراحة أحاول فيها الوقوف على أكثر من أمر عل شيئا مما يكون بين طيات هذه الحروف يغير ما بي من عراك مع القلم .. حسب ما رأيته عندما راجعت صفحاتي هذه بين تعليقاتكم استوقفني منها الكثير .. اعجابا وفرحا ..طربا وذعرا .. منها المدح والذم .. الشكر والسب اخترت منها أبرزها وأقربها لقلبي إن كان مدحا وأكثرها قسوة فيما هو مسيء لشخصي .. عيشوا معي هذه اللحظة .. سأوردها كلية ثم أعقب جملة واحدة . ومن شاء أن يختصر هذا الطول فكفى به قراءة الجزء الأخير .

أكثر قراء سطوري هن من صنف الأنثى .. كتبت احداهن لي مرة " كاتب مصري أنت صاحب القلم المميز أينما كنت وأينما ذهبت ترافقنا بأرق الأحاسيس تذهب بنا إلى عالمك الذي نتمني دخوله نتمني البحث فيه وعن مكنوناته كاتب مصري.. قلب أبيض من الثلج وحب أقوي من الصخر شاعرية كلمات تدل على ذلك عندما قرأت كلماتك شعرت أنني بحاجة ماسه إلى قرأتها من جديد وعند الإنتهاء كنت أشتاق لتكملةالأحداث كاتب مصري .. دع لنا من قلمك نزف في كل يوم جديد لك مني أن أشتم عطر كلماتك دوماً فأنا من بحث عن الحرف والذي لا يصدأ وأنت صاحب حروف لا تصدأ أبد الدهر "

وأخرى تقول "بجد مش عارفه أقول ايه أنا مبهورة بالاسلوب الراقى بتاعك أنت بجد موهوووووب ولازم تاخد خطوات عمليه علشان الكتابات ديه تشوف النور والناس كلها تقراها"

وفي مرة كتب أحدهم إلي فمحوت تعليقه لكنه عاودها فتركته سأورده دون تعقيب مني .. قال لي " اسلوبك فى الدعاية لمدونتك رخيض وسخيف ، على فكرة انا حد من اللى انت عملت عنده كده واحب اقولك انى مجتليش الشجاعة انى ارد باسمى علشان محرجكش او احرج نفسى .. عايز اقولك امثالك بوظوا جمال التدوين وبقى مجرد دعاية واعلان "

وهذه كتبت لي بعد حديثي عن الأنثى ودواخل روحها " رائع بجد .. أنا نفسي أعرف ازاي بتعرف كل دا ..ازاي قادر تفهم كل دا ..بجد ماشاء الله عليك..موضوع اكتر من رائع .. حساه زي مايكون ترجمه لأحاسيس كتير مريت بيها ..انت بتعرف تقرانا من جوة .. ومش اي حد يقدر يعمل كدا ..ربنا يباركلك في كلماتك .. وفي ابداعك ... وفي احساسك ..بجد بتمنالك التوفيق في حياتك ..تحياتي يا فنان.. "

وهذه ترى في مشروع قاص " الله الله الله... انت مشروع قاص هايل بجد حاسة فى يوم من الايام هتبقى كاتب قصة مشهور ولك روايات لانك وانت فى سن صغير كده عندك القدرة على السرد ده بشكل واقعى وجميل حتى النهاية محيرة ولكنها مقنعة نوعا ما ... مكنتش عارفة انك هايل كده ... ربنا يوفقك وتصفيق حاد لجمال قصتك"

أما هذه فتتعجب من حديثي عن الأنثى " أول مرة أسمع رجل يمدح المرأة.. فعادة ما تطال المرأة الاتهامات بالسلبية وانها تفتعل المشاكل والنكد..أحييك فعلا على هذا الوصف الرائع .. لقد أجدت بالفعل وقد لمست بعضا من صفاتي فيما ذكرته..ولولا أنك كاتب شفاف و حساس لما بدأت تكتشف الخبايا والصفات الجميلة في قلب المرأة..فقسوة الرجل احيانا تمنعه من رؤية مشاعر الحب والجمال والتضحية لدى المرأة فالانثى بطبعها رقيقة وجميلة هكذا خلقها الله، ولكن هناك نساء تشذ عن القاعدة فلكل قاعدة شواذ أشكرك على هذا الإحساس العالي وعلى مقدرتك على الغوص في أعماق الانثى أسلوبك رائع رقيق وشاعري "

أما هذه فلا أدري ما أقول في كلامها بحق " رأيت مدونتك بالصدفة وقرأت وقرأت ونسيت الوقت لأول مرة ولم اختصر الكلمات بل ظللت اقرا حتى وجدت نفسي تخطيت الكثير من المواضيع واردت ان اتكلم وشعرت اني ولاول مرة من فترة طويلة يعجبني ما اقرا حتى انغمس فيه اسلوبك القصصي لا استطيع وصفه ولكنك بالتاكيد تعلم انه اكثر من رائع وسردك عن بنات الجامعة المني ولكني اصدقك وأظن يجب ان نصلح الاخطاء لانقاذ الاجيال القادمة شكرا لانك كتبت هذه المدونة الرائعة بحق ."

وهذين تعليقين من سيدتين كريميتن أقدرهما كثيرا وأحمل لكل احترامه ومعزته بقلبي وإن كان القدر قد أصر أن يصنع في نفس إحداهن علي شيئا ليس لي فيه ناقة ولا جمل ولعله خير كان ذلك في احتفائي بعام وليدتي الأول " كنت عارفة من اول لحظة انك بتحتفي بالمدونة ولكنها ليست كأي مدونة لأن صاحب لبناتها فنان ينسج من المشاعر عذب الكلمات ..أسرتني الكلمات والمعاني وليس هذا بجديد ، كل عام وانت بخير والى مزيد من العطاء والتقدم بعون الله .... كل سنه وانتا مبدع وراقى فى كتاباتك ومدونتك بنفس الرقى والابداع انتا مفخره للشباب اليى فى سنك يا ابراهيم ربنا يحميك ويباركلك "

وآخيرا وليس أخرا لهذه النبضات التي تنبض في قلبي حتى اليوم تعليق من إحداهن أيضا " رائع كما انت ثناؤنا عليك لا يزيدك روعة .. أحييك على كلماتك التى لامست القلب .. انت حد نادر قوى على فكرة ..لا بجد يعنى لو فعلا كده يبقى انت حد نادر ، أما عن السؤال و التعليق اعتقد ان كل واحد حر فى اللى بيكتبه مدام مافهوش شئ غلط يؤذى حدغير انى بجد لحد الان ماشفتش ليك بوست يسئ للمرأة"

تعقيب .

ليس إدراجي لهذه التعليقات فرحا بذاتي أو غرورا يتملك دواخلي وإنما هو من سبيل الجرد لبضاعتي وزبائنها .. هو قليل من كثير .. عندما دخلت هذا العالم لم أكن أتخيل أن يوما ما سيأتي وتربطني علاقة وثيقة بأقلام قوية وأرواح رائعة وشخصيات هي أقرب من نفسي لي .. كل من كلف نفسه وقرأ حرفا هنا فأعجبه أو غير في نفسه شيئا له في رقبتي حق الوفاء بدعوة خالصة .. تلك التي تعجب من كوني أتحدث بلطف عن الأنثى .. هذا هو سبيل قلمي الذي اختار أن يسير فيه وهو ما تؤمن به نفسي .. يقف القلم عاجزا أكثر من أي وقت عن وصف تعبيرات الفرح التي تملأ نفسي الآن .. ليس أكثر من ان أقول "أدام الله وفائكم لقلمي ووفاء قلمي لكم " دمتم بخير.

"أعتذر إن ورد في النص بعضا من الأخطاء اللغوية فهي مسؤولية كاتب التعليق الأصلي "

رابط التعليقات اسفل عنوان البوست أو من هنا

اختنـاق أم هو الحب ؟

مع طلعة النهار فتحت أبواب روحي على مصراعيها واستنشقت آخر نسمات الفجرية .. ثم استلمت قلمي وحاولت أن أبث أوراقي شيئا مما يدور في مكمن روحي .. وجدتني أكتب دون شعور "عندما يخون الفكر صاحبه تتطاير من عقله الكلمات ويتشتت ذهنه ويشعر بما أشعره الآن أن أحدا ما يغتال قلمي .. نسمات روحي تكاد تختنق .. تريد الخروج ويأبى العقل أن يفرز عصارتها في حبر قلمي .. " ظننتها عبارة فحسب وغيرت الورقة لأكتب من جديد .. سرعان ما عدت إليها لأقرئها ثانية .. هذه رسالة من داخلي إلي .. كف عن المحاولات فلن تستطيع الآن خط شيء .

نحيت قلمي جانبا.. خبأته بين أوراقي فما أطيق أن أراه حزينا يبعثني اللوم كأنما أجرمت في حقه فما كان في روحي نبض يستطيع أن ييحي فكرة .. جعلت أجوب بين ما خطته أناملي كأني أبحث عن نبض تائه بين السطور أو أن عبارة ولدت حرفا أبدأ به شيئا جديدا .. لم أجد .. بقيت مختبئا في ذاتي أسمع أنات قلمي .. استغاثاته بأحضان يدي .. لكن شيئا بداخلي لا يستطيع الخروج أبدا .

صراع يملأ جوانبي يفتت كل فكرة تلمع في خيالي .. و يشل يدي عن الكتابة إلا عنها .. حاولت كثيرا لكن حقا لم أستطع .. قد احتلتني كليا حتى أنها تحكمت في لاإراديتاتي .. همسها يزيد من خفقات قلبي .. مع بعدها أشعر أنها قريبة جدا ما يزيد من رعشاتي .. " وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ "

رحت أحدث نفسي .. أهكذا يصنع الحب .. يكبل الروح والكيان والجسد .. ويشغل الفكر والنبض والإحساس .. إلى هذا الحد وبتلك القوة .. ما الذي بقي لأكتبه من كلماته .. لم تصلبت يدي هذه المرة بالذات ؟ أؤمن الآن أنك أيها الحب إن رميت قلبا بسهمك الصائب أصبحت حصارا منيعا من كل جانب .

لا أدري اسما لما أنا فيه .. أهو عذاب الحب الذي تشتهيه نفس العاشق .. أو هو صدى اختناق الروح من أمر يكمن داخلها لم تعرف له إلى اليوم سبيل.

"ربما يكون نصا مقتضبا على درجة قليلة من القيمة الأدبية .. لكنني حقا في حال لم تسمح لي بخط أكثر من هذا "

رابط التعليقات أسفل عنوان التعليقات أو من هنا

همس

إذا سكنتك الوحدة وحولك الناس فقد غابت عنك واهتزت شعلة شمعتك لديها .

لو أنك تخيلتها في وحدتك عصفورة تطير بجناحيها الصغيرين حولك .. قد تكون الآن تفكر فيك .

ليس أجمل من أن تحلم بها .. وليس أقسى من أن يكون حبكما مجرد حلم .

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

بـكـاء

كان يوما هادئا على غير عواصف أيامي .. تنفست مع إشراقة شمسه ألطف نسمات الهوى المخلوطة بقطر الندى .. شعرت بخفة تحمل روحي .. كأن المرح يعانق كياني حتى يأبى علي الارتباك أو الخوف .. لم أفكر لحظة في مكنون هذه الراحة مع أن ليل البارحة كان شيئا خلاف ذلك تماما ..

كانت أسئلة من السهولة بدرجة لم تعكر صفوي بل أثارت راحتي ورسمت بين خدي ابتسامة .. حتى نزلت تلك السلمات .. خطوت خطوات لأشعر بعدها بألم قاتل يخترق روحي .. علمت أنه القدر الذي يأبى أن يجمع ألمين على قلبي دائما ..

رأيتها تبكي .. فتاة لا أعرفها ولا تربطني بها أية علاقة .. لكنه بكاء أنثى .. أشد وطأة على قلبي من بكاء عيني أنا .. أن أرى دموع أنثى شيء لا أحتمله أبدا .. صوت شهيقها صراخ يخترق مسامعي .. قطرات دموعها نار تحفر في قلبي .. وملامح البراءة التي غطتها الدموع صرح أنهـار دائما أمامـه .. راح صفو اليوم كأن روحي لم تر فرحة منذ سنة كاملة .

قفلت عائدا .. لتقع عيني على ذلك الصبي .. حافِ القدمين ذا ثياب رثة كهيئة أطفال الشوارع ، رأيته يمد يده لها " اتنين جنيه يا أبله آكل كشري " ابتسامة لطف وعطف تسأله عن اسمه وتلاعبه .. دون تردد أعطته زيادة عما طلب .. وبقبلة على رأسه ودعته " متجريش قدام العربيات يا حماده " ، هي لا تعرفه وربما لأول مرة تراه عينها .. لم تتأفف منه مع الفارق الكبير في الهيئة والمظهر .. شعرتُ ببرودة تلف قلبي كأنها يد القدر تربت عليه .

ويعود ذلك المشهد ليتكرر في خيالي كأني مازلت واقفا أمام تلك الفتاة .. لا أعارض فكرة البكاء لكنني أمقت من يتسبب في أن تبكي أنثى . كم كانت قاسية علي تلك اللحظة ..

لم أستطع إكمال مشوار العودة .. فاقتصرت المسافة متوجها لبيت أختي .. شعرت براحة شديدة عندما قالت " عملت ايه في امتحانك يا حبيبي " حملت بين ذراعي طفلتها الصغيرة " ريم " قبلت ذلك الخد الطفولي الرقيق .. " طالما فيها حبيبي ..يبقى هنجح إن شاء الله " .

سجلي يا صفحات أيامي هذا الوعد واشهد يا زمان الغدر علي .. هذا هو عهدي الذي اقطعه على نفسي عاقلا مدركا واعيا لن أنقضه مهما كان " ألا أكون يوما سببا في ألم أنثى .. شريكة حياة أو قريبة .. معرفة وطيدة أو معرفة بسيطة .. "

اتقوا الله في الأنثى فقلبها أرق من أن تجرحه كلمة سخيفة أو يهزه علو صوت .. واتقين الله أيتها النساء فما نريد أن يكون إرضاءكن إلا حياة الراحة والأنس لنا ولكم ..

***********

على الهامش .. جاءني هذا التعليق من إحدى الزائرات الكريمات لمدونتي بعد البوست السابق .. وقد أجبتها عنه في مدونتها الخاصة لكن إدراجي له هنا لأعقب عليه ..

التعليق

" لكن فعلا ليا سؤال عوزة أسأله .. هو انت ليه مش بتضور على مجال تاني تسرد فيه قصصك؟! يعني ليه القصص دائما بتدور حول الأنثى وهذا الجانب خاصة وهو "الاعتداءات و الشذوذ "

تعقيب على التعليق

ليس الحديث عن العاطفة شيئا من المحرمات طالما لم يتخطى حدودا معينة ..و حديثي عن الأنثى لا يتعدى هذه الحدود ، ثم إن الامر لا يتوقف على كون الأنثى كيانا لتفريغ العواطف والمشاعر .. إنما لأنها نصف المجتمع ولبنة أساس في بناءه .. الأنثى في حديثي هي كل أنثى .. أم وأخت وشريكة حياة .. أحترم الأنثى وأقدرها ولا أذهب بفكري لما دون ذلك ولن أسمح لقلمي يوما أن يتدنى ليكتب فيما يتبادر لأذهان البعض .ثم إن الأمر لكم أتجدون في حديثي شيئا من الشذوذ لا سمح الله.

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

درس خصوصي جـدا

أتمت ارتداء لباسها وبدت في كامل زينتها .. وفي عجلة كعادتها طلبت من والدتها ثمن حصة الدرس اليومي .. بقلب الأم الذي ينبض حبا لها ويفيض بالحنان ولسانها الذي يلهج بالدعاء كما المتوسل " خدي يا بنتي ربنا ينجحك ويخلصك من الثانوية العامة على خير وأشوفك دكتورة " ، ضحكة أنثوية رقيقة وإشارة باليد وترحل مع صديقتيها ذاهبين لبيت الأستاذ فلان .

يبدأهم بالترحيب كما العادة .. هي أولا فهي أكثرهن لطفا وأجرأهن في حديثه .. سلام الكف بالكف .. إلى غرفة الدرس .. ويبدأ الشرح .. لهجته ساخنة .. ثم تهدأ وتهدأ .. في حركاته إثارة .. لمسات .. كلمات .. وترتمي الكتب بعيدا .. وتغلق الأبواب بإحكام .. وينزاح رداء الخجل عنهن واحدة تلو الأخرى .. تبدأ هي مع أولى مداعاباته لها .. هكذا حتى تتحول الصورة من درس علمي لغرفة نوم مغلقة ..

لم تشعر احداهن بالإهانة من تلك الفعلة .. ربما كن يخشين تهديداته في المرات الأولى .. ومع التوالي جرى في دمهن ذلك واعتدنه حتى أنها تسابق صديقتيها إليه .. لم يكن الأمر صعبا .. فحجة الثانوية تفتح كل الطرق ليصلن أخيرا خلف الباب المغلق ويسلمن أنفسهن ليده طوعا ..

سنة ونصف .. مرحلة أولى وثانية .. حصص الدروس التي لم يتم منهم شيء إلا قليل قبل الإمتحان .. والبقية في أحضان المجون ..

بات الحال مستورا والأمر غائبا عن عيون أهلهن .. حتى أنها هي طلبته ليعطيهن حصة الدرس في بيتها مقسمة له أن أحدا لن يشعر بشيء .. فحرص الأهل على عدم مقاطعة الأستاذ حين الشرح أمر مقدس خاصة في دروس الثانوية .. وكان فعلا .. على سريرها وفي مخدعها هي وهو وصديقتيها والأهل في غفلة ما ارتضوا ادخاله غرفتها إلا لأن زميلتيها معها والأمر عادي لا شيء فيه .. طيبة ولدت خبثا وضياع .

هو لا يستمتع بهذا فحسب .. بل وهن غافلات عنه في حالتهن تلك يلتقط لهذه صورة ولتلك مقطع فيديو و ما تلبث هذه الملتقطات أن تكون في هواتف الشباب الماجن وعلى أجهزة حاسوب الدنيا .. فما يفعله معهن خلف الأبواب يذيعه علنا ..

مرة في أحد أيام الإمتحان .. جاءتها احدى زميلاتها في الصف .. " خدي المقطع ده .. بيقولوا جنان قوي" ما إن استلمته ورأته حتى وجدته هي .. كانت زميلتها تسخر منها .. أخبرتها أنه مع كل من كان وليس هنا فحسب .

لم تجدي البلاغات ولن تجدي .. اعترف الأستاذ الوضيع بفعلته وحوكم .. لكن الحكم العال لابد أن يكون لهم جميعا .. قاتل الله الخصوصية وحصص الدروس المغلقة على فتاة ورجل .. قاتل الله من باعت شرفها بمتعة ساعة أو خشية من الرسوب .. لا بارك الله في أهل غفلوا عن فتياتهم وتركروا لهن الأمر كله متاح حتى يلغن في بئر الذئاب .

" الحكاية واقعية عن خبر في عدد الجمعة (صحيفة الجمهورية) صغتها بقلمي وحورت فيها "

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

هذه دنيتي

عندما تستنشق النفس نسمات الهيام يولد القلب ، أولى دمعات الحب ينبوع حياة ، نهر يسقي الروح غراما يدوم ما بقيت أحضان العاشق تضم نصفه الآخر" هي هذه بحق دنيتي ".

كما العادة راحت تنتظر محطة القطار ريثما يأتي ويرحلا سويا .. ظلت مع صديقتها تتبادلان أطراف الحديث والمزاح .. تأخر قليلا .. رغبت في ابتياع شيء من ذلك الدكان .. اصطحبتها معها .. تعبران سكة القطار .. كان الضحك سيد الموقف .. تمزحان ولا تلتفتان لأي مكان يقفن فيه .. فجأة سمعت صوت القطار عن قرب حاولت زميلتها جذبها بعيدا .. من خلفهن كان ذلك الفتى مسرعا ودفعهما بعيدا ليسقط هو ضحية مزاحهما وتفقد هي ساقها .. بدلا من وصوله ليعود معها وصل على أنغام الإسعاف ليجدها طريحة الأرض وصديقتها تقف مذهولة لا تستطيع استيعاب ما جرى في أقل من ثواني .

المرح الذي كان علامة تنبسط أساريرها عندما يصفها أحد به .. أصبح اليوم شبح الخوف الألم .. هي لم تدرك يوما معنى الوجع .. لا تعرف سواهما حبيبين .. هو والمرح ، وقد غدر المرح بها فياترى ما يفعله هو بها ..

مر يوم .. وسمح لصديقتها بزيارتها .. ومازال المرح سلطانا .. يبدو أنها لم تعرف ما راح حتى الآن .. لم تستطع أن تخبرها به .. جعل الألم يأكل أحشاءها وترسم الضحكة على وجهها كي لا تشعرها بشيء .. انسحبت بكل هدوء على وعد أن تعود .. وعادت في اليوم التالي لكن الأمر كان مختلفا تماما .

حالة من الإحباط والأسى .. لهجة لم يعهدها عبيها أحد ... تتحدث لصديقتها .. " قطعولي رجلي .. اه قطعوها تسدئي .. مش همشي تاني .. القطر .. كتبي .. رامي .. " تداخلت الأمور وارتبكت الصور أمام عينها .. وفشل في كل محاولات التهدئة والإقناع بأن الساق الصناعية ستكون كالتي فقدتها ولن تشعر بفرق كبير .. دموع وضحك .. جنون الصدمة .. لم تحتمل أن تراها بهذه الحال فرحلت وما زالت تصرخ بهستيرية .. غاب عن وجهها ضوء الفرح .. سدلت الآلام ستارها على جبينها ورسمت فرشاة العذاب وجهها بإبداع ..

شاء القدر أن يسكن الألم وتطيب الجراح .. بدلوها بساق صناعية .. ما زالت وخزات العذاب بداخلها تزرع الأنين .. لكن لا شيء إلا الصبر يجدي ..دائما في حكم القدر رحمة .. الآن يزاح الستار عنه ليدخل .. ليس وحده .. كانت المفاجأة التي جعلتها تضحك بإخلاص كضحكات الماضي .

كانت فكرة صديقتها لتخرجها من أجواء الحزن .. أن يكتب رامي عقده عليها .. وهذا ما كان .. هو المشهد الذي كان خلف الستار .. مفاجأة لم تكن بالحسبان تماما .. كانت تحسبها نهايتها معه لتجد نفسها تبدأ بسبب هذه المحنة أعذب وأجمل حياة .. مضت أيام وغادرت المستشفى بروح تملأها السعادة .. رتب القدر لها فرحة أخرى تنتظرها ..

أسبوعان .. اعتدلت مشيتها .. انتظمت حياتها .. طلعت شمس ذلك اليوم .. أحست بشيء لكنها لم تنبس ببنت شفة .. يأخذوها من هنا لهناك .. حتى ألبسوها الأبيض .. وأمسك يدها لتجده يرتدي الأسود .. تلك هي ثياب العرس .. لم تتمالك نفسها .. بعفوية ولا إرادة ارتمت بين أحضانه لتغيب فيها عن الدنيا وتستنشق نسمات حياتها منه .. همس في أذنها " هي هذه بحق دنيتي .. هكذا كنت تقولين وهكذا اليوم تفعلين .. وهو كذلك حقا "

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

معركة سب وقذف

عادة أزمنة التاريخ وهي السنة التي حكمها الله أن تخرج على معاصريها من يتقول على لسان الشرع ما ليس فيه ومن ينفي شيئا مما في الشرع ويلغي سنة درج عليها الإنسان منذ عرف ربه ودينه ونبيه مدعيا أنه المصلح لعقول البشر .. في عالمنا هذا عالم التدوين نماذج واضحة لا داعي لذكرها فما جئت مشهرا بأحد أو متهما لأحد فكل قلم يكتب لا بد يوما ويبلى ويبقي الله ما كتب وهو سبحانه كفيل بحسابه .. لكن أن يدعي أحدهم على أحد زورا وباطلا دون أن يعرفه ويراجعه ويقرأ شيئا له أنه من أرباب الدعوة لمهاجمة المقاومة الإسلامية وأصحاب الفكر المضلل المنحرف الإرهابي كما قال هو هذا ما أرفضه تماما وأظنكم تشاركوني الرفض ..

فاللهم لا حول ولا قوة إلا بك .. أضحى التشهير بالبشر سلعة متاحة للجميع كل من رآى خطأ تكلم بملئ فيه على الملأ دون أن يفقه ما يقول خالطا الأوراق سوية متجاهلا أنه بذلك يؤذي خلقا كثير ..

حسبنا الله ونعم الوكيل .. ما أقول عن ذلك الذي أدرج اسمي في قائمة الإرهابيين وأعداء حماس أو مناصري قطة الصحراء تلك التي أمقت كثيرا ما تكتبه في مدونتها لكنها في النهاية قلم وفكر شئنها شأن كل كاتب وكما ذكرت يوما ما سنفضي جميعا ونترك ما كتبنا وربنا سبحانه كفيل بحسابنا .. إلا أن ذلك الشخص الذي سفه مني وأراد دمج السم مع العسل وهما ضدان لا يجتمعان شخص ملأ وعاء عقله بترقب عثرات الآخرين ظنا منه أنه بذلك يفتح بابا للحقيقية ويكشف عن منافق .. لن أهاجمه ولن أفعل كما فعل من خلف عيني لكني سأرسل له رسالة على الملأ تختلف عن تشهيره بي ..رسالة لا بد أن نعيها جميعا لأنها رسالة من ربنا جل وعلا .. " إن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا " فاتق الله وانظر ما فعلت فلن أكون يوما عدوا لحماس وحذاء أصغرهم سنا أحمله على رأسي ..هؤلاء قوم أعادي من يحاربهم وأرفض تماما أن أسمع سوءا عنهم ..حماس هؤلاء هم بشهادة ربنا ورسوله تلك الفئة التي هاجمها الجميع ومازالوا على الحق " (( تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم، لا يضرّهم من خالفهم حتى تأتي الساعة وهم على ذلك )) .. وبعيدا عن موضوع الجدل .. فما أكتبه ليس دفاعا عن شخصي وتزكية لنفسي فالله عليم بما تكنه الصدور وتحويه القلوب وحده هو المطلع على السرائر لكنه رغبة في تصحيح خطأ وتعديله .. وأقول لك ولكم " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين "

أما إن أردت تبرأة ساحتي والله عالم بها وبما فيها ليس أبلغ من أن أورد لك ولكم هذه العناوين لموضوعات سبق لي وكتبتها على صفحة كأني أتكلم ومقهى الثرثرة ومن يتابعني يعرف هذا تماما ..وانتصرت المقاومة حقا / غزة الأبية نحن معكم ولن ننساكم / احنا في غيبوية

آخر ما أقوله في هذه الكلمات التي ما تمنيت أن أكتبها يوما ولست براض عنها تماما ولا عن خوضي في معركة أصلها جدال ومراء .. لست مدافعا عما تفعله قطة ولا عما يفعله أسدا ولست من دعاة الحرية الغير مسؤولة لمن شاء أن يتكلم في شيء فليتكلم لكن قرآن ربنا أمرنا أن نخاطب من يفهمنا بالحسنى ومن لا يفهم ولا يستجيب أن نقول له سلاما " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" وفي المقابل نسعى جاهدين بأقلامنا وعقولنا وما أوتينا من علم وإن كان قليلا أن نصد مثل هذه الهجمات والبدع والخرافات والضلالات والأكاذيب التي هوجم بها الإسلام من قوم يفترض كونهم من بني جلدته .. دورنا توعوي .. نصح وجدال بالتي هي أحسن وليس جدالا ومراء لا يودي بنا في النهاية إلا لمثل هذه المشاحانات .. أولا وأخيرا اللهم إني فوضت أمري إليك أنت القائل في كتابك " إن الله يدافع عن الذين آمنوا " فادفع ياربي عني كل سوء لا أزكي نفسي عليك لكنك أعلم بي .. والسلام خير ختام .

رابط التعليقات اسفل عنوان البوست أو من هنا

" هو و هي " وأنا

وقفت به ساعات الزمن لتعود به فتلقيه على يم تلك الأيام التي شرب فيها الذل والمرار مع الدونية والقسوة التي سكنته حينها وأجنحة الشيطان التي كان يطير بها في وسطه الذي يعيشه .

قال لي .. " يومها لم أدر لم فعلت هذا وكيف .. كيف أقنعتها به .. كيف رسم الشيطان خطته وأقنعني بها ورافقني في اقناعها بها .. كنت أشعر برعشات قوية ورجفات تهزني حينما أهم بإمساكها وحينما تقع يدي عليها يزوغ بصري وأكاد لا أرى شيئا لكنه السيل الجارف الذي يجري فيه شيطان إن ركبت أوله فحتما ستسقط وترتع في خبثه .

رأيتها أخيرا كما كانت مع ساعتها الأولى في الحياة .. كنت أنا مثلها تماما .. وحانت ساعة الصفر .. وبدون أدنى تفكير في عواقب الأمور أو حتى شيئا من قلق أو خوف .. وقعت بها .. مرة وثانية ومائة .. كنا دائما نتفق وننتظر حتى تسكن الأجواء ويهدأ الحال أو يخلو المكان لنا ويكون ما يكون دوما .. كانت تتمنع أحيانا لكنها المعركة التي يقاتل فيها جيش قائده الشيطان وقد ضعفت النفوس وانهارت فهو حتما ينتصر .. وتعود مرة أخرى وتلين."

حينها أوقفته عن الحديث .. تمنيت أنه لم يتكلم .. جعلت أنظر إليه وأبحث في حواياه كأني أقرأ دواخله .. صورة تخفي في مكنونها وعاء ملأ خبثا .. سبحان الله كيف يطرح العلقم عنبا أخضرا يانعا .. لم يجد صفوا يعكره سوى صفو قلبي .. قد وطئ كلامه مسمعي ولابد أن أسمعه إلى النهاية .. بقيت متصنعا الهدوء وما زلت أسمع إليه ..

أكمل .. قال لي .. " حقا كانت إغراء شديدا .. كنت أشعر بدونيتي لكن النار لا تفكر فيما ستحرقه .. تحرقه وتبحث عن غيره فتأكله .. هكذا كنت ألفها في يدي وألتهمها .. جمالها أعمى عيني عما تعنيه هي لي .. فورانها بين يدي يثيرني .. مرة كنا في رمضان .. كانوا هم يصلون القيام وأنا ... "

وضعت يدي على فمه وأقسمت عليه ألا يكمل .. سألته سؤالا واحدا وتركته يتكلم قليلا بعدها ثم رحلت عنه .. ألم تجد إلا وعاءك فتدنسه .. ألم يكن أمامك إلا إناءك فتلغ فيه ؟ انهار باكيا .. بداخلي ثورة أريد تفجيرها فيه لكن علمي بندمه ورغبته في محو تلك الأيام من حياته هو ما دعاه أن يبث همه لأقرب الناس له كما يدعي .

تكلم وقال " كنت أفرغ منها فأشعر أن نارا تلف جسدي فأقسم أنها المرة الاخيرة ولن أعود .. ثم أعود .. لم يكن لباسها مغريا أبدا .. لكنها أنثى في كل شيء .. لم أتركها إلا حينما ابتعدت كثيرا .. هجرت الدنيا والمكان .. أريد أن أنتقم من نفسي لما فعلت .. لا أعرف كيف سترنا الله ونحن نهتك حرماته .. "

ما أبعد يدي عنه وأخرس لساني هي حالته التي لم أر بشرا عليها أبدا .. كان في صراع حي مع نفسه .. لم أكن سوى شاهدا على هذا الصراع .. وأنتم مالكم من هذا الحديث إلا "فاعتبروا يا أولي الأبصار"

" هذه حكاية قصها علي صاحبها .. نسجت حديثنا فيها بقلمي .. أوجزتها وحذفت تفصيلاتها فليس أبلغ لفهم المراد أكثر مما كتبت .. هو و أنا "

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

أنات روح

يا أيها القلب الذي رضع الفراق وعانق الآلام

يا أيها الدمع الذي سكن العيون ورافق الأجفان

يا أيها البؤس الذي سكب الأنين وأورث الأوهام

يا أيها الوجع الذي صاغ الهموم فأبدع الألحان

يا أيها الزمن الذي سن الجراح ضريبة وغراما

يا أيها الجرح الذي وضع الحقيقة صورة وأبان

يا أيها الشبح الذي لبس البراءة وامتطى الشيطان

يا أيها الذنب الذي عصف الفؤاد فحطم الأحلام

يا أيها العمر الذي يفنى ويبقى صيته برهانا

يا أيها القدر الذي كتب المصير وسجل الأيام

يا أيها الذل الذي عشق القلوب وضاجع الإنسان

يا أيها السيف الذي قطع الوصال وأحكم الإعدام

يا أيها العقل الذي نضح الأمان فقابل الحرمان

يا أيها النوم الذي عاف الجفون وقيد الإحكام

يا أيها الصوت الذي صرخ العذاب ففجر البركان

يا أيها الليل الذي أضحى بقلبي يرسم الأفلام

يا أيها الصبر الذي فقد الجنان فدمر البنيان

يا أيها الوحل الذي سفه الحياة فأغرق الأبدان

يا أيها الناسي بأني طفله

وبفعله قد أطمع الغلمان

يا أيها القاضي بأني مذنب

مهلا فيوما لن أكون جبانا

يا أيها القلب ارعوي

وأفق لحالك ما انتهى كان

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

جريئة ولستِ متحررة

سألتني إحداهن يوما .. هل تقبل أن تربطك علاقة بفتاة جريئة ؟ وهل الفتاة سوى الحياء والخجل والتعثر في اللهجة ؟.. هكذا كانت تنتظر أن يكون ردي كأغلب رجالات مجتمعنا العربي .. لكنه ليس رأيي أبدا ..

هناك فرق بينُُ و واضح بين فتاة جريئة وفتاة متحررة .. الأمة التي تشيع في رجالاتها فكوك الذئاب لابد أن تستأسد فيها النساء .. فإن صارت الغنمة أسدا احترم جنابها الذئب .

الجرأة في ميزان عقلي هي الصراحة بأدب والوضوح مع التزام حدود الخجل .. التلويح حينا والتصريح حينا آخر .. وفي ذلك وجهتين .. على الرجل وعلى الأنثى .. الحياة والحب ..

على ساحة الحياة باتت الأنثى فريسة حقيقية يتمناها بعض من طبقة الذكور وليس برجال .. فترس الصد وسهم الرد لابد أن يكون سريعا حاضرا جاهزا في حينه لتعيش في واديها الذي اقتحمه سبع بشيء من الأمان ..

أما في مسالك الحب والهوى فيختلف الأمر تماما .. عقد الحب تصوغه حروف الغرام .. أحبكَ وأحبكِ ميثاق شرف وعهد بين قلبين لا ينقضه إلا خائن .. هو رباط روحي ينسج عليه رباط الله المقدس تاج الشرع ليكتمل بناء الصرح الذي فطرنا الله عليه ..

الجرأة هنا تلبس رداء الحياء .. فأن تبدأ الفتاة بكلمة أو يبدأ هو بكلمة .. ليست تلك المشكلة .. إنما حفظ تلك الكلمة هو الضرورة الحتمية التي تلزم كلاهما أياً كان الأمر وذلك ما تخشاه أكثر الفتيات لذلك يتمنعن وهن راغبات .. فلو أن فتاة اخترق الحب جدار قلبها وهامت بفلان ، لايمكن يوما ان تصرح له إلا ما ندر خشية أن ينبني في ذهنه كونها تكلمت بها تحررها أو كما يقولون جرأة تفضي إلا ذلك الشيء الذي بات دابة تأكل عقول الرجال ..

أوَ يكون من حق الرجل أن يفصح عن مكنون قلبه متى شاء ولمن هوى .. ويحكم على قلب الأنثى بالصمت الدائم حتى يختنق مكنونها في روحها وهي تعتصر ألما .. لا يقر هذا عرف أو دين ..

ليس في حديثي هذا تقولا على الدين أو سنا لما في أصله حرام .. فتلمس المشاعر وجس النبض والتلويح والإيماء يقوم مقام التصريح .. والأكثر من هذا ذات التعامل بين الطرفين هو رسالة جلية تخط فيها الأنثى ما تشاء بلطف ويستقبل هو أو يكون عائقا أمام موجاتها فيسكن الحال .

أما التحرر هو ذلك الخارج عن نطاق المقبول والمعقول .. أن تعرض الأنثى قلبها على الرجال مستعملة في ذلك ما أوتيت من جمال ورقة ولباقة هو ما يزهد الرجال فيها ويطمع الذكور في شيء واحد لا يغيب عن ذهن عاقل مدرك .

مشاعر الحب عندي هي سيل جارف لا يوقفه سوى ذلك السد الذي خلق في قلب آخر يرتوي منه وينبض به .. لا فرق في رباط الحب بين أنثى ورجل .. ما يسكن في الأذهان هو ما يفتح مجاله رباط الشرع .. هذه هي قناعتي وإن قال قائل أن كيان الحب بشرف لم يخلق بعد .. من شاء أن يبحث في مكنوني ليصدق فليفعل إن استطاع . والإختلاف في الرأي لا يفسد لودٍ قضية ..

رابط التعليقات أسف عنوان البوست أو من هنا

 
') }else{document.write('') } }