حـلم .. ولعله خير

عندما يكون الحلم مباحا .. وحينما تدق الأفكار أبواب الخيال .. ترتسم الأوهام وترتقي على سلمات الأماني .. هو كبقية أترابه .. يتمنى وما كل ما يتمنى المرأ يدركه .. لكنه عرف كيف يتمنى ويحقق .. وبدأ في صعوده بوتيرة تختلف عن المعهود والتقليدي ليصل يوما لمراده وهدفه ..

هو أنا .. يوم أدركت الحياة وأدركت نفسي فيها .. لم أكن ذلك الطفل النابغة الذي يعي ما حوله بتفصيلاته لكنهم أخبروني بحكايات صباي وطفولتي .. حتى في صوري القديمة .. دائما ما كنت بعيدا مختليا بذاتي .. ألهو وحدي مع أن لي أختا كانت شريكتي في رحم أمي وخرجت إلى الحياة قبلي بدقيقة .. كما يقولون ..

لو أن الحياة عادة بي إلى الوراء وهو حلم و"لو" ليست لفتح باب شيطاني وإنما هي أحاديث الخاطر .. إن حدث هذا وهو يحدث في عالم الخيال عندي .. لكنت صانعا ما لم أصنع .. أود لو أني عشت بين أحضان أمي بوعيي .. لا لألتقم ثديها أو تربت على ظهري فأنام .. وإنما لأشرب منها الحياة والحنان .. لأقرأ في روحها كيف يعاش الزمن وكيف هي الأيام معي .. وددت لو أني أعود إلى رحمك أمي طفلا تلدينه من جديد ليعرف الدنيا بشكل أكثر وضوحا ..

لو أن عقلي كان معي يوم كنت طفلا .. لما اصطدمت بجدتي يوم كانت تحمل إناء الحساء الساخن ولما كان قد سقط علي .. ما كنت قد رميت الإناء الزجاجي أرضا ودست بقدمي عليه و لما كانت آثاره مع بساطتها في قدمي حتى اليوم .

يقولون لي أنني كنت شديد التعلق بأبي أكثر.. أتذكر أنه دائما ما كان يصطحبني معه إلى مكتبه .. أجلس على كرسيه أعبث بالهاتف وجهاز الحاسب الذي كان يومها عزيزا جدا .. يوم امتدت يدي الصغيرة إلى صنبور المياه ففتحته ولم تستطع إغلاقه فتركته وخشيت لو أني تكلمت وما إن حل العصر حتى فحت سيول الماء أمري .

اليوم وعلى بساط الحقيقة أعود بذكرياتي إلى ما قبل السنتين الأخيرتين .. لا أود أن تعودا أبدا فأنا راض وقانع بما كان وما حدث وما وصلت إليه .. لكن حلمي كان أبعد .. وددت لو أني أسكن حارات مصر القديمة .. لو أنني في جامعة القاهرة ذلك الصرح التاريخي العظيم ولو أن أحضان كلية الإعلام تلفني .. لكنه خوف أمي وخشيتها علي أدامها الله لي .

الفكرة التي تعاصرني منذ وعيت على الحياة هي لو أنني كنت قد خلقت في عهد غير العهد وزمن غير هذا الزمن .. لو أني خلقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنت غيري اليوم تماما .. أو حتى لو أن قدري كان في عهد عربي قديم .. أحب كثيرا زمن الأمويين والعباسيين .. أعشق صفحات تاريخهم .. أسافر مع حياتهم وحضاراتهم العظيمة آن ذاك عبر العصور .. لو أن التاريخ يجذبني إلى قلبه ..

وليكن حلمي وقعي أكثر .. لو أن قدري كان على عهد العثمانيين الأواخر ..قبل قرن واحد ..يوم كان السلطان وكانت الخلافة .. يوم كنا قبل أن ننتهي .. السيء في الأمر أن يعضا منا يسمي تلك الحقبة استعمارا عثمانيا .. ما يعلمون أنها كانت خلافة اسلامية أجل وأفضل بكثير من تشتت شملنا اليوم ..

لو أن الزمان يعود .. لو أن أحلامنا أقدارنا لما كان أحدنا نفسه الآن إلا من يقنع بصدق وقليل ما هم .. فلتكن الأحلام أحلاما .. ولنحي واقعنا كما هو فلربما تحقق من الخيال يوما شيء ولربما اضحى الواقع يوما خيالا بعيد المنال .

"بين أيديكم تاجا بعثته لي "ومازلت أتعلم" لكنه على وتيرتي وطبيعة حرفي ..بدأت به عام وليدتي الثاني .. علها تكون بداية خير"

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

وأتمت الوليدة عـاما

لم يتربى على أفكار قاسم أمين أو حتى على أصوات المستشرقين من الذين يدعون لمساواة الرجل بالمرأة .. لكنه تربى على يد أنثى وكل رجل لابد له في حياته من أنثى .. وأكثر من أنثى .. لكي يكون لابد أن تحمله أنثى .. لكي يستجمع قواه لابد أن يتغذى على روح أنثى ويمتص .. ينام ملأ جفونه وتسهر هي على راحته .. إن أراد نصف دينه لابد من أنثى .. ليشعر بحاله ويتنفس طعم الحياة لابد من قلب أنثى يحتضنه ويشعر به .. في كل حياته مثله كمثل كل رجل لا غنى له عن أنثى .. تجمعه فيها ..

من أجل أن يكون الرجل كانت الأنثى .. مع كونها خلقت من ضلع أعوج إلا أن الله جعلها عمادا في قيام كيان رجالات حملوا أعباء لا تستطيع هي حملها لكنها منبع تلك القوة التي يملكونها بعد الله .. ومع ذلك جعله الله قواما عليها ..لا ليقهرها وإنما ليرد لكيان الأنثى شيئا من حقها على الرجل ..

كل هذا العناء الذي تبذله الأنثى لا يمكن بعده أن يبخل عليها بحنان هي أصله .. بحب وعشق هي منبعه .. أقل ما يمكن أن يقدمه في نظره لها هو الحب .. للأنثى الأم .. للأنثى الحبيبة والزوجة و الشريكة في رحلة العمر .. للأنثى الإبنة .. و مع كل أنثى لا يجد من نفسه إلا الود واللين ..

يوما ما ظهرت له .. مختلفة تماما عن أي أنثى يعرفها .. كائن متغير في كل شيء .. هي صفحة عقله التي يسطر عليها بقلمه .. أنثى تنثني في يده .. يلفها بحرفه .. بعطره .. بنبضه .. أنثى يحكي لها عن فتاة قلبه التي يعشقها وتسمع له .. يسهب في الحديث و لا يشعر بغيرة أو حقد منها بل تقاسمه همومه إن كان مهموما .. وفرحه إن كان سعيدا .. ولأنها مختلفة عن غيرها فقد أتت منه هو .. هو من عانى آلام حملها وولادتها .. هو أمها التي ترضعها وأبوها الذي يشرف على تربيتها وينميها .. هو كل ما لها .. نبضها .. إحساسها .. كياناها .. ونسيج روحها ..

ظلت تكبر بين يديه يوما عن يوم .. تتراقص طربا وفرحة عندما يمدحها الناس له .. تطرب إن حملتها أكفهم وتناقلتها بينهم .. كل منهم يبدي إعجابه .. عدد لا يذكر من رفضها ولم يستسغ روحها .. لم يحتفل بسابعها بعد أن أمضت في الحياة سبعا .. لا قهرا ولكن لأن سابعها غير السابع .. مرت سنة كاملة .. رضعت فيها منه ونامت بين قلبه وعقله .. احتضنها منذ ولدت و ستظل بين أحضانه لن تتركها حتى يقضي الله أمره فيه فتبقى هي بعده تخلد ذكره . ستظل تلك الأنثى تحمل اسمه .. لا تذكر إلا به ولا يذكر إلا بها .

بعد أن مرت السنة الأولى ها هي أنوار الفرح تهلل حولهما وأجنحة الحب تظللهما و خيال الدهر يحيطهما .. فقد حان سابعها أخيرا .. عانقته وعانقها .. انساب إليها منه نسيم عطري فياض حديث .. زرع فيها بذرة جديدة يضع مثلها كل عام لتبقى طيلة الزمان شاهدا له وصرحا ممردا منه .

هو بعد سنة كاملة يسدي حق تلك الأنثى التي ولدها .. والتي فيها ينسج محاولات لإحياء حق كل أنثى .. حبيبة أو أما أو ابنه .. خاصة تلك الفتاة التي يحب والتي تعينه هي على عشقها وتفيض له بمدادها ليقول عنها شعرا ونثرا ويهيم بنبضه فيها.

" ما بين يديكم اليوم نص الإحتفالية بالسنة الأولى التي تمر على ميلاد وليدتي ومبضع أفكاري وحصيلة قلمي طيلة سنة كاملة .. كأني أتكلم .. التي ستظل بإذن الله ويظل فيها قلمي شاهدا .. مت أو حييت .. ولكل أنثى ورجل يقرأون هنا أقول .. أتمنى أن تبقوا على عهدكم بها فهي منكم ولكم ولا تكون إلا بالله ثم بروحي وبكم "

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

في وصف أنثى

براءة ملائكية .. تلك هي أول نبضات تتملك إحساسك حينما تراها تصعد على سلم بنايتنا وكأنما تصعد على درجات قلبك لتصل أخيرا إلى عرشه قتحتله وتستوطن أرجاءه كأنما هو تركة أبيها .

كيان من غير الدنيا .. خيال أم وهم .. أم هو السحر الذي زرع كلغم ينذر بالإنفجار في كل حين .. تنظر إليها .. تغيب عن وعيك .. تنسج لك عالما آخر تعيش فيه وحدك على بساطها الوردي المعطر بنسمات جمالها ..

وتواصل هي صعودها دون أدنى مسؤولية لما فعلته بك وبروحك التي ارتشق بها سهم مصيب .. عذوبة لا يكتبها قلم ولا ينطقها لسان ولا يصفها أبرع من أوتي اللحن والبيان .. كون آخر يمشي على الأرض .. كيف لمن هو قريب منها أن يحتمل كل ذلك ويصمد ؟ .. هي ذلك البحر الذي انهار من أجله جبل .. القمر الذي سقط من السماء ولم يجد ملجأ سوى هذه البناية ..

أوَ كلما هممت بالخروج صادفتها .. أوَ يُصر القدر أن يجتاح سحرها قلبك رغما عنك .. و رغما عن أنف أثقل رجل .. ينزل لها السلطان من عرشه ويقبل السيد يدها وينهار مثلك أمامها تماما .. هي أنثى غير كل أنثى في الحياة ..

ذلك الوجه الذي يحوي خدين مشربين بالحمرة كأن دماء الحياء تتدفق منهما وسيل الخجل يكمن فيهما .. أو كأنها شربت كأس الهوى فامتصته تلك الخدود لتروي منه كل العروق .. تشعر عندما تمعن فيهما النظر وأنت مسحور تغبب في دوار شديد أن صراعا حادا بين جنبيك .. ولا تملك سوى أن تظل واقفا وعيناك عليها ..

وتظل مستمرة في الصعود وتزداد درجات السلم أكثر وأكثر .. لا بد أن تبحث عن جدار تستند إليه الآن كي لا تسقط وتغيب عن هذا السحر البديع ..

أنف تملأه الرشاقه .. هو الذي يتنفس من عطرها .. شفتين يسيقهما الرحيق الذي خلق من أجلهما فقط .. اقتربت أنت الآن من الإنهيار تماما .. تماسك ما زالت تصعد .. اقتربت منك .. ابقى على ثباتك واستمر في اتباع النظر .

تبدل حمل حقيبتها من ذلك الكف للآخر .. ترى كفها مبسوطا .. أن تعود طفلا رضيعا تراه هي فتحمله بكفيها وتحتضنه بين ذراعيها وقلبها .. هي تلك الأمنية المستحيلة والحلم الذي تتمناه حينها ..

تنتبه إليك .. تنظر والخجل يأكلها.. فقد كانت حلت عقد غطاء رأسها عند بوابة البناية .. في ارتباك وسرعة في الخطوة تعدل ذلك الغطاء الذي يخفي وراءه ستائرا تتخيلها أنت .. حرير أسود ينساب على كتفيها .. لا ترى منه الآن سوى خصلات منسابة من خلف غطاءه على استحياء .. لو أنك شممتها لهمت بعيدا تحلم بها ولو أنك لمستها بيدك فقط لتحولت تماما لمخلوق آخر يناسب هذا الكيان الأنثوي ..

وأخيرا تغادرك إلى الطابق الأعلى .. شعور قاس يقتلك .. كأنك تنزع شوكة مبتلة من صوف مبلل .. عندما تلتفت لتصعد درجات السلم الأعلى الموازي لك .. تكون نهاية حلاوة الروح وتبدأ الذكرى تعيد نفسها .. شريط من الأحداث يمر أمام عينك .. كأنها تتحدث إليك .. أو كأنها بين يديك .. وقد خارت كل قواك .. وسقطت .

ليس حبا ذلك الذي سكن روحك .. هو عشق لحظي تظل مستمتعا بذكراه متألما بإحساسه .طيلة حياتك. والعين تعشق كل جميل .. روحك تستنشقه والقلب إليه يميل .. ولا تفيق من حالك هذا إلا على جرس هاتفك يخبرك أن نصفك الحقيقي الآخر ينتظرك لتعود .. تجد نفسك ملقا أمام بيتك .. تظل متوترا تخشى أن شيئا من سحرها قد علق بك فيكشف سر تأخرك .. تحاول القيام والتحرك .. لكن طاقتك قد نفدت تماما .. فتحمل أيها الرجل ما ينتظرك بعد نظرة واحدة . واقنع فما كل أنثى لكل رجل .

" معذرة لو أن شيئا من التجاوز ورد في هذا النص .. لكنه خيال أخذني إليه ..حجتي فيه أنه في وصف أنثى "

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

حبيبتي .. هل أنتِ أنت ؟

على أكتاف القدر معلقة هي الحياة .. على أعناق الرياح تسير .. تشرق وتغرب .. تصبح وتمسي .. كل ذلك في لحظة .. سنتها الفراق بعد اللقاء واللقاء بعد طول غيبة ..

علمت بعودته من صديقتها التي تعمل بجوازات مطار القاهرة الدولي .. أصابها الذهول و هول المفاجأة .. فيم اختفى وفيم عاد .. وكأنها لم تلق ِ بالا للأمر ..

سعت كثيرا لتعرف ذلك المكان الذي حظي بشرف استضافة رجل قلبها حتى عرفت .. في استراحة الفندق انتظرته .. وحان الميعاد .. هو لا يعلم بمجيئها.. لكنه شعر بشيء ينتابه بعث فيه الرغبة الشديدة للخروج .. هاجس يحفزه ويقوي عزيمته .. ارتدى ثيابه وغادر غرفته .. وفتح باب المصعد خارجا لينبعث من وراءه عطرها الساحر .. ذلك العطر الذي كان هواءه الذي يتنفسه ورحيق حياته الذي يتغذى عليه .. خفق قلبه بشدة .. هل يعقل هذا ؟

التفت حوله بعدما كان في صحن الإستقبال .. لتلمحه عينها عن بعد .. هو هو .. نعم .. دون شعور وبلا إدارك وكأنهما وحدهما بالمكان انطلقت تجري نحوه مخالفة كل قراراتها النفسية بالتزام الهدوء في أولى لحظات اللقاء .. وصلت إليه .. يا له من واقع كأنه الحلم .. وجثت على ركبتيها ممسكة بقدميه ودموعها كعادتها سبقتها إلى خديها لتغادرهما وتقطر على حذائه الأسود اللامع ..

أمسك بها ولم يتحرك .. لحظات ذهول .. دقائق مرت كأنها سنوات .. لقاء حبيبين على غير ميعاد .. عجت ساحة الفندق بالناس .. كل من كان حاضرا وقف ليرى .. أفاقا من غفلتهما على صوت تلك الأكف تصفق من قوة المشهد ..

ارتبكا .. أوقفها بين يديه ..ترتعد ودمعاتها على خديها.. أحاطها بيده و غادرا المكان .. صمت كأنه الخرس يكسو كيانهما. هو في صدمة الموقف وهي في فرحة اللقاء وتهيج العشق الجنوني الذي بقلبها له .. يفكر هو بكيف ؟ وتفكر هي بكيف أخرى .. ظلا سائرين .. ثم وقف فجأة .. أدارها إليه .. كيف تكونين أنتِ ..؟ قاطعته بنبرة تمتلأ مرارة و ألما .. أنت كيف تكون أنت ؟

تحدثا سويا .. قد كان مهاجرا لينسى طيفها .. في حسابه أنها تلك التي أخبروه بوفاتها يوم عصف زلزال أول تسعينات القرن الماضي .. خمسة عشرا عاما وما كدت أنسى وتكونين على قيد الحياة .. أتعذب و أذوب شوقا ولوعة وأنت الآن أنت على قيد الحياة .. راح يتكلم وكأن مسا من الجنون كسا عقله فهو لا يصدق ما كان ..

لم أعرف متى وكيف رحلتِ ؟ إلى أين ولم وماذا صنعت لك ؟ ، كنت أظنكِ ... ، وأنا احتسبتك هكذا وأقنعت قلبي وعشت على ذكراك حتى سمعت قلبي يناديك من جديد ..روحي تعصف تقول قد عاد هنا .. أنفاسي التي عشقت رائحتك .. كفاي كاد ينطقان .. رأيت الفرحة تكسوهما ..قرأتها يقولان سيعود إلى أحضاننا .. حبيبي .. كم أشتاق إليك ..

يالقسوة الأيام .. يالحكمة القدر .. أحبك وأحبكِ .. عاشقين فرقهما المكان وجمعهما تلاق الأرواح .. وصدق الوعد وإخلاص المشاعر .. ووفاء العشق ..

لم تصدق أنه ما يزال يحمل بين جنبيه ذلك القلب الذي عرفها فحوى لها كل صنوف العشق والهوى .. خيال لا يدركه عقل .. ظلت تذوب في ملامحه البريئة ويذوب في وجهها القمري .. عيناها تقول اشتقت إلى أحضانك حبيبي .. وترد عليها أحضانه اشتقت إليك ..

ارتمت في أحضانه معلنة إعادة إعمار عرش تلك المملكة التي غابت عنها كثيرا .. مملكة قلبه .. ضمها هو بدفء وحنان.. أمسك خصلات شعرها وراح يشمها كما هي عادته ..

حملها على ذراعه وكتفه .. قالها ولوعة الشوق تعصر فؤاده وهي بين ذراعيه وحرارة الحب تأكله .. حبيبتي هل أنتِ أنت ؟.. قالت ما أدركه أنه أنت أنت . سألها أن تعزف ألحان حبها بصوتها العذب وتصبه في أذنيه لينساب رحيقا فياضا إلى قلبه .. فطفقت تذيبه في حبها أكثر بكلمات لشاعر المرأة " نزار قباني ".. " يا أيها الغالي الذي أرضيتُ عني الله .. إذ أحببته .. أروع حب عشته .. فليتني حين أتاني زائرا .. بالورد قد طوقته.. وليتني حين أتاني باكيا .. فتحت أبوابي له .. وبسته .. وبسته .."

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

رؤيا قلب

ارتعد جسده رعشة ما بين اليقظة والشروع في رحلة النوم .. وغاب عن الحياة إلى كوكب تتلاقى فيه الأرواح تلاق يليق بآدميتها ويحلق بها فوق هامات الخيال والوهم ليرتقي بعيدا عن واقعها الذي تعيشه..

رآى فيما يرى النائم .. أن زهرة نبتت في قلبه يوما .. عطرت روحه فبثت فيها حياة .. ثبتت جذورها ومدتها بين أضلاعه مخترقة أعماق قلبه فزادته صلابة .. حتى أضحى وكأنه يعانق بها روح الهوى فيزداد إحساسا وتزداد مشاعره رقة ..

يوم آخر .. رآى فيما يرى النائم تلك الزهرة .. تنمو وتطرح ثمرة واحدة .. أنثى قلبه .. حولها غشاء كبير يحيطها كتب عليه .." اتقيت الله فيها فأهداك إياها .. هي لك.."

لم يستطع أن يكتم ما حل بنفسه بعد هذه الرؤيا .. خط بيده التي تمتد جذور تلك الزهرة فيها كلمات يصف بها حاله وما صنع به القدر ..

يا أيها القدر الحكيم

يا حكمة الله الكريم

أهديتني روحا وسحرا رائعا

وسقيتني كأسا هنيئا طيبا

لكِ

يا دنية الحب العظيم

يا قِبلة القلب السقيم

يا فسحة الروح التي

هامت وتاهت في الشقاء

يا بسمة الثغر الذي

رضع الحنان وعانق الأشواق

يا دوحة العمر الطويل

ويا شفا قلبي العليل

يا نهكة الذوق الأصيل

يا درة بدرا جميل

عرفت ربي في السحر

أهداني قلبك يا قمر

قسما بعزة ربنا

سأظل أعشقكِ أنا

يا ويح قلبي إن عصى

يوما لأمرك أو ضجر

هذي فروض الحب أؤمنها

أعرش من حواياها الشجر

يا رب أنت كتبتها

روحا تمدني بالمدد

فلأعبدنك ضارعا وبكل عزمي

ما حييت إلى الأبد

ترك قلمه .. غفل ثانية .. ليعود لكوكب الأحلام .. ويقابل زهرة عمره

رابط التعليقات أسف عنوان البوست أو من هنا

قصاصات قديمة

ألم

حينما عانقت أحلامي السماء .. وبلغت روحي هام السحب أيقنت حتما أني لا بد ساقط .. وها أنا اليوم معلق لا تلمس يدي سحابا ولا تثبت قدمي على أرض ..

أحبكِ وأحبك

كلمة .. يختلف معناها بحركة آخرها .. يبيت القلب ينتظرها كل ليلة .. وإذا ما قيلت عرشت سقفا لروح الحب واستقر فيضان المشاعر عند هذا الحد ..

فكرة وخيال

لو أن ما نشاء نأخذ .. وما لا نشتهي نترك .. لو أن أمرنا بيدنا .. لما كانت حياة .. وما كنا نحن

سطور

عندما حسبت أني وصلت لقمة قلبها الهرمي .. فجعت بأن أمامي كثير لأكون أول اهتماماتها .. مع أنها لدي الأولى بعد الله ..

حنين

إذا كنت مشتاقا لأيام مضت .. فليس أحب لقلبي من لحظات وقوفي أمامها .. لحظات تجل ووضوح .. مكاشفة وإخلاص .. كعبة الله .. كم أحن إليك ِ ..

من الخاطر

عرفت الهوى فسرت في دربه صبيا .. و عرفتها فأصبحت في مدرستها فتى .. وعشقتها فأضحيت في قلبها شابا .. وهمت بها .. فأنا اليوم على عرشها سيدا .. أبيت بعطرها وأصحو بروحها..

صفاء روح

الإبتسامة وجود .. والوجود حياة .. والحياة سلسلة من الأيام .. والأيام دول .. صفاء وكدر .. بسمة تارة .. وثوران تارة .. وتستمر الحياة إلى الأبد لا تحلو إلا .. بصفاء روح

"هي كلمات انتقيتها من بين ما خطه قلمي .. ربما ترقى لذوقكم وربما تكون مجرد قصاصات قديمة"

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

لا أعرفني ..

هاجس يجتاح عقلي .. فكرة راحت تدور في خلدي .. أنا هل أعرفني ؟ هل أدرك حقا ما هو هذا الكيان الذي أسكنه ؟

من أكون ؟ ذلك الطفل الرضيع الذي لا يشتهي سوى أحد أمرين .. إما النوم بين يدي أمه أو التقام ثديها ليتغذى على تعبها.. أم ذلك الصبي الذي يحبو ويلعب هنا وهناك ولا يحلو له النوم إلا على باب دورة المياه منتظرا خروج أمه..

أم ذلك الفتى الصغير الذي يقفز ويلهو بين يدي والده .. يصعد على بطنه كأنما يتسلق جبلا ويفرح بوصول القمة .

أم أنا ذلك الشاب الذي حسب يوما أنه قد أضحى رجلا يجيئ ويذهب كما شاء دون أدنى حساب .. أم ذلك الذي هجر دنياه التي عاشها ورحل لدنيا جديدة يعرف فيها حياة أخرى ..

هل أكون تلك النفس التي تعشق الأدب والكتابة .. أم تلك التي تهوى الصحافة والجري والعبث .. أم أكون تلك الروح التي لا تجد ذاتها إلا حينما يكون وقت الحبيبة .. في أحاديث الغرام ومناجاة القلب ..

إن كنت ذلك الطفل الرضيع .. فأين ذلك الجسد الصغير الضعيف مني الآن ؟ وإن كنت ذلك الصبي فأين هو الحبو ولذة النوم أمام دورة المياه .. أو كنت ذلك الفتى الصغير فأين تلك السعادة التي كانت تغمرني وأنا بين يدي والدي ..

حتى وإن كنت تلك النفس التي تهوى الأدب والكتابة .. فلم أجد نفسي أحيانا في غيرها .. ربما أكون ذلك القالب الذي يتنقل بين مواقع الأخبار هناك وهناك .. ربما أكون وربما لا أكون ..

ويحك أيتها النفس .. غريبة عن روحك وكيانك .. تعرفين فلان وعلان وتنسين أن تسألي نفسك من أنتِ ؟ تغيبين عن واقع تعيشينه .. رحلتِ إلى قلبها واستوطنتيه وبعد أن انتهت رحلتك ومكثتِ فيه .. لا تعرفين من تكوني ..

عشرون عاما وأكثر والحال يتبدل كل يوم عن سابقه ..تعيشين جديدا وتنسين الماضي ..تعومين على بحر الحياة الخائن وتغفلين عن كونه بحرا لربما ابتلعك يوما ..

ربما أتوه عن نفسي ولا أعرفها .. أتوه عن كل هؤلاء الأشخاص .. الطفل والصبي والفتى والشاب .. لكنني حتما لا أتوه عن أمور ثلاثة .. عن كوني أعبد الله وحده فأنا مسلم .. ثم عن إحساس قلبي ومشاعري بها .. وضياعي إلا وأنا معها .. فأنا عاشق لها ومتيم بها .. و عن شيء ما يجول في خاطري .. هو حرف الكلام فأنا كاتب..

أدرك الآن أني كيان ..روح وقلب ووجدان .. حياة وأيام .. عالم كامل ربما يغيب عني كثيره لكن مايزال بعضه واضحا تراه بصيرتي .. الله ربي .. ومحمد نبيي والإسلام ديني .. والقرآن دستوري .. وهي حبيبة قلبي وروحي .. والقلم رفيق دربي ..

الآن أكون أنا أنا .. والبقية تأتي .

رابط التعليقات أسف عنوان البوست أو من هنا

نبض حيــاة

على أعتاب الروح ..

حيث تبث الحياة طيفها ..

و تنتعش العروق وترتوي ..

هنـــاك .. بعض من نبض حياة

ثورة بركان .. فيضان قلب .. هزات كيان

تدمر لتبعث في الكون نبضا جديدا لحياة ..تختبئ خلف ستار القدر

ومضات .. همسات .. كلمات .. وقلب أنثى

رعشات تملأ الكيان هياما .. وتبثه نبض حياة

شريط ذكريات .. أوراق مبعثرة .. حاوية .. وكلمات هنا وهناك

تبعث في وريقات صغيرة روحا جديدة وتزرع فيها نبض حياة ..

شيء من الخاطر .. فكرة .. صوت .. دوران في فلك .. وابتسامة

طفلة .. وردة .. لمسة حنان .. قدر يخلق منه نبض حياة

اقتراب .. فراق .. نسيان .. ألم .. وحدة .. سلسلة أيام

سطور لم تتم .. حبر لم يجف .. وعقل ترويه معاني الروح

عالم كامل .. بشر وجمادات .. صحو وغفلة .. يقظة ونوم .. حضور وغياب

كله عالم .. من أجل أن يرى النور عيني " نبض حياة "

نبض حياة .. وليدي الأول على أعتاب الصدور .. قريبا

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

حـلـم يضاجع أُمـة

على أعتاب تلك المدينة انهارت آخر حصون القهر العاتية التي طالما حطمت أحلام أمة بأسرها وحاصرة فكرة وحدة القطر المسلم .. تحقق ذلك الحلم الذي تبناه ذلك الشاب .. تكبد ثقله على كاهله وحمله على طرف سلاحه مستمدا قوته من إيمانه العميق ومعتقداته الراسخة بأن يوما ما لابد أن يعود الإسلام فيحكم هذا العالم..

الناس في تلك المدينة كانوا يبيتون ليلهم ينتظرون ويصبحون على انتظارهم .. يظنونها اشاعات الزمان وترهات صبيان ليس لها واقع .. حتى انثنى ذلك الصعب على يده وانعدل المعوج سنينا طوال في سنوات قليلة بإرادته ..

وصل الخبر أركان الدنيا كلها .. امبراطورية الوحدة العربية .. دانت الدنيا بأسرها لشاب لم يتجاوز عمره ثلاثا وثلاثين عاما .. كأنه السراب الذي رأته عيني ظمآن في بيد شديدة الحرارة وجاءه فوجده حقيقة .. وانقلبت الطبيعة وتغيرت الأحوال وتبدلت . . لا تبديلا لسنة الله لكنها تقديرات إلهية وسنن مرتبة تجري بنا كما يدور فلك الكون ..

فكرة الإمارة الإسلامية على العالم كله تعود لأصل واحد منه تحرك هذا الفتى .. أن هذه الأرض أرض الله وخلفاؤه فيها هم المسلمون أتباع نبيه والسائرون على هديه وليس غيرهم .. لكن أمرا ما بات يجول في خاطر ذلك الشاب .. أن قوما كثر ليسوا بمسلمين لكنهم تحت إمارة الإمراطورية العربية الحديثة التي اتخذت القرآن دستورا والرسول قدوة والجهاد لتحقيق وحدتها سبيلا .. كيف سيكون الأمر حيالهم ..

يعود به عقله لما كان قديما ..يوم كان رسول الله نبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام يعاهد اليهود ويعقد صلحا مع قريش ويهادن تلك القبيلة وغيرها وأصحابه من بعده الذين اتبعوا نهجه فسالموا من سالمهم ودفع لهم الجزية وهي حق واجب على من لم يدن الإسلام في بلاد الإسلام .. كان حقا مغيبا مغفولا عنه قبل توحيد الأقطار في هذه الإمبراطورية الحديثة لكنه اليوم لا بد أن يعود..

ربما تثير فتنة حين تتكلم بهذا .. ربما يتكلم دعاة العلمانية والإلحاد برجعيتك .. لأنهم مالوا عن منهج الدين وكأن كتاب الله وسنة نبيه رجعية ونصوص لم تعد تنفع عالمنا في عصر المعلومات وحضارة الغرب .. حصروها خلف أسوار المساجد فحسب .. لكن هذه الفكرة لا بد أن تتبدل اليوم فقد تغير الحال وانعدل المعوج ..

قبل أن تعود الأقطار كلا واحدا .. كانت الدنيا تسير بنظام الدائرة المقلوبة .. حلقة مفرغة تدور فيها الأفطار العربية والإسلامية كلها عكس الإتجاه .. على عهد الصحابة والتابعين وعلى عهد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كانت الدعوة إلى الله تخرج لأقطار الكفر ورجال الشرك وأهل الكتاب .. أما في عصر ثورة المعلومات أصبحنا نبحث عمن يجدد دين الله فينا .. أصبحنا نسعى لتحريك روح الإسلام في قلوب أبناءه ورحنا نعد دعوة غير المسلم للإسلام فتنة طائفية نستند فيها إلى قول الله "لكم دينكم ولي دين" .. لكن اليوم قد تبدل الحال وتغير .. ولا بد أن تعود الأمور لنصابها الصحيح ويسير قطار الدعوة على القضبان التي نصبت له و الكل من أتباع دين الله سبحانه وتعالى الذي جاء به نبينا الكريم لا بد أن يلتزموا بتعاليمه ..

.. امبراطورية الوحدة الإسلامية .. عربية وعجمى .. حلم يراود أفكاري .. من هو ذلك الشاب الذي سينهض بالأمة من كبوتها ويعيد الحقوق المغتصبة ويقيم الله على يده المعوج ويصلح به الحال ويدبر به شأن هذه الأمة ..

إمبراطورية الوحدة الإسلامية .. حلم بضاجع أُمة .. فهل حقا ستسطع أنوار مآذن هذه الإمبراطورية الإسلامية .. هل فينا من يحقق بإيمانه وإرادته هذا الحلم ويشيد بيده بناءها على الأساس الذي وضعه رسول الله ..

أيكون منا .. أم من قوم يستبدلنا الله بهم يعبدونه لا يشركون به شيئا .. أو .. لا أعرف أو ماذا .. لكنها أمنية أتمنى من الله أن تحقق على أيدينا .. فما كان كان ومضى .. العبرة بالقادم وبالخواتيم .. فانظروا كيف تريدون الحياة وكيف تريدون الموت .. الإنسان منا حي .. والحيوان في الغابات حي وكلا الكائنين مآله الموت .. فهل ستكون موتتنا كموتة صحابة رسولنا .. أم كموتة حيوان من حيوانات الغابة التي أصبحنا نعيش في عالم أشبه ما يكون بها ..

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

على سطور الهوى

في ساعة صفا .. وجد أن قلمه قد لامها يوما ما .. وهي ذلك الملاك البريء والكائن الناعم الرقيق .. فقرر أن يحيك لقلبها إعتذارا يليق بأنوثتها وعالمها الخاص ترتديه مع كل إشراقة شمس وكل طلة قمر ..

كتب لهــا ..

" كلمات لكِ أنت .. نبضات تتدفق لكِ أنتِ ..همسات أبثها في أذنك أنتِ .. لأنها فيض مشاعر من قلبي لكِ أنتِ "

يوم أن عرفتك اختلفت عندي كل المعاني .. معنى الإبتسامة .. البراءة .. الهدوء .. الأنوثة والعذوبة .. ومعنى الحياة كلها ..

ابتسامتك هي فرحة دنياي وأنسي .. ضحكتك نبض قلبي .. وبراءة قلبك قدري ..

طيبتكِ كوكب روحي الذي أعيش فيه .. هدؤك وسكوتك .. هيبة تملكت قلبي لكِ ..

أنوثتكِ ليست كغيرها .. أنت بحر من الأنوثة متجسد في كيان فتاة خلقت من أجل أن تبث في الحياة ..

عذوبة صوتك .. نبضك وهمسك .. درجات إحساسك وشعورك .. قيود أحكمت أسر قلبي ..

تعبيرات كلماتك .. ردود أفعالك .. كله عالم آخر ..

سيدة قلبي .. أنتِ مملكة من غير الدنيا .. كم حلمت بعرشها وأظن أنني قد وصلت إليه الآن .. وأشتاق كثيرا لاعتلاء هذا العرش ..

ما الحياة عندي إلا أنت ِ .. أن أكون معك هو كل الحياة .. أحب أن أكون مع الله دائما وأنتِ ذلك القلب البشري الذي أهدانيه قدر الله .. أو أعارض حكمة ربي وقضاءه لي .. ما كنت لأفعلها فإني إذا لمن الجاحدين ..

انتهى من خط كلمات الرسالة .. بعثها لها عبر بريد القلب .. كتبها على سطور الهوى بخيوط من مشاعر قلبه ..

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنا

من وراء حجاب

لو كان الحب رجلا لسفكت دمه .. لو كان بنيانا لهدمته .. لو كان كيانا لأضرمت فيه النار لينتهي من الوجود .. وتنتهي معه حرقة قلبي التي أصبحت رفيقة دربي .. (عذرا ولكنها كلمات تخفي خلفها ألم الله وحده يعلمه .. قد سقيتك أيها الحب فوجدتك عذبا مرة وأليما مرات )

هو لا يستطيع فعل شيء الآن سوى البكاء .. هكذا يريد القدر .. يعتصر قلبه وتتألم روحه .. ولا يشاء القدر له سوى أن يبكي ..

كأن تلك المشاعر التي بقلبه لها جرما من أجلها حوكم .. وكان الحكم كسياط من نار تجلد قلبه المسكين ، وسكينة حادة تذبح روحه الهائمة بها .. فراق .. أو بعد .. أو كما سمتها هي " إجازة " ، وللمرة الأولى في ساحات المحاكم ينحني أسير القضبان لصاحب الدعوى وللقاضي معلنا الطاعة العمياء ما كان ذلك هو السبيل لراحتها ..

تركته ورحلت ..تركت الألم رفيقا له بدلا عن قلبها .. أشباح الخوف والعذاب تلفه بدلا من أحضان روحها .. و بدأت النار المضرمة تأكل قلبه .. بدأت رحلة العذاب خلف أسوار سجن الفراق .. ودخل معه السجن شبحان ..شبح العذاب .. وشبح الإشتياق .. وسوط السجان خلفهما يقف له عند الباب ..

وكما ارتمى خلف هذه الأسوار رغما عنه .. ألقاه شبه العذاب على وجهه كالتائه الشريد الهائم على وجهه .. واخترقه شبح الإشتياق .. وبدأت الأيام العجاف .. تمر كل ساعة كقرن كامل .. ولا يمضي الوقت إلا على دمعات عينه التي كاد يغرق فيها أو على سياط الألم الذي دمر بنيته وأهلك تلك الروح التي ما عملت في حياتها سوءا لأحد ..

بات والذل فراش قلبه والحزن رداءه والهجر والبعد منفاه .. بعدما كانت نسمات روحها بساط قلبه وصوتها نسيج هيام له و مكنونها وطنه وسكناه يقيه برد الحياة وشرها .. اليوم هو شريد ينتظر على أعتاب سجن الفراق .. ينتظر طلتها من خلف أسواره تجذبه وتعيده لقصرها ..

انطوى على جرحه .. وكتب بدم قلبه المسفوك : أيها التاريخ سجل .. أيتها الأيام فلتشهدي ..

"أما آن لقلب الأنثى أن يعي ذلك العذاب الذي يسببه لقلب يعشقه إن هو تركه وحيدا .. لم تسمي الأنثى حبها لقلب رجل مصيبة .. أتكون المصيبة في أرق المشاعر وأكثرها دفئا .. أنسمي روحا تعيش من أجلنا بعد الله مصيبة .. "

وأكمل أنا واشهد يالله ..

هو لم يخرج في حديثه معها عن حدود مسموحة أو غير مسموحة .. لم يقل حتى أحبك .. خشية أن يحرجها أو يتعبها ..فهي بحر من الأنوثة وعالم من الرقة ..تخدش كلمات الحب بنيانه ..لكنها تصل إلى أعماقه بالهمسات والنظرات وتترجها هي.. وهذا ما كان .. فهمت مشاعره قرأت حبه لها بين همساته ودقات قلبه ..بين أنفاسه المتقطعة .. أخبرته بذلك .. دائما ما يحاول أن يحكم علاقتهما بحدود الله .. لكن كل جهده لم يجدي .. واختارت الإبتعاد قليلا .. إجازة لترتيب النفس وتهيئتها .. ربما أحبته .. أو هو في قلبها .. ولكن بطريقتها هي .. مشاعر من وراء حجاب ..سمع صوتها في أول أيام سجنه .. انتفض وما استطاع السيطرة على ذاته .. يحبها ..يريدها .. لكن الإجازة مازالت في بدايتها ..لك الله فيما تعاني الآن يا من همت بها حبا ..

مـا عـدت أحـتمـل الـهـوى .. والقلب أرهـقـه النـوى

ما عدت أعــرف مـن أنــا .. والعـيـن جافاهـا الكرى

الـروح تجهــش بالبكــا .. والجـرح ينـبض بالأسـى

قد ضقت ..ضاجعت الشقا .. قد بت أنـتـظـر اللــقــا

الدمع يغرقني ويبكيني الدجى .. ولحبها سلمت والقلب انحنى

ما كنت أحـسـبـه الهــوى .. وحسبت عقلي قد غوى

رابط التعليقات أسفل عنوان البوست أو من هنــا

 
') }else{document.write('') } }