بين الـشتـاء والصـيـف

أن يفعل القدر به ما فعله ذلك اليوم لكأنه مناد بين يديه نذير مبين.. خرج يومها متجها لعمله وسماء الكون صحوة .. بعدما ابتعد عن طريق العودة اجتمعت السحب في السماء مكونة غماما ممطرا ورعدت وبرقت وهطلت الأمطار بغزارة فأصابت منه كل جزء في كيانه حتى أضحى غريقا في بحيرة وليس سائرا في طريق.. لم يقف له أحد سائقي الأجرة وأكمل طريقه سيرا وبرودة الهواء تخترق جسده لتتعمق بين أضلاعه..يرتجف وتتخبط أسنانه . وأخيرا وصل لمكتب العمل..

لم بجد أحدا هناك..أخرج مفتاحه من البحر الذي في جيبه.. فتح الباب ودخل لعله يجد كرسيا يرتمي عليه يريح جسده ويشعر بقليل من الدفء ..بمجرد أن التقط أنفاسه إذ برائحة الغاز القوية تغتال أنفه .. جريا إلى اسطوانة الغاز ليجدها تسرب بشدة والمكان ملغم بالغاز لو أن حذائه أصدر احتكاكا بالأرض لأخرج شرارة أودت بحياته .. أغلق الاسطوانة وفتح كل النوافذ وجلس يسبح في بحر الهواء الثلجي ..

فيما هو كذلك إذ كلمته..تحدثت إليه.. أشرقت الشمس في عينيه وامتلأت روحه بهجة ونسي كل ما كان مع أنه أخذ شتاء كاملا على رأسه وكاد يموت مختنقا..لكن حديثها جعل العشق ينساب في أنفاسه فيفسح فيها للهواء مجالا.. همسها أشعره بالدفء ولم شتاته المبعثر ..تاه معها في لحن سحرها العاطفي الدافئ..لا يدري أحدثته حقا أم أن اشتياقه لها وفراغه الذي كان به صور له ذلك ..رآها متجسدة أمامه قرأ على ملامحها أغنية حبهما.. ضحكتها أطارت كل رهبة كانت في قلبه.. عقد النية أن يذهب إليها ليراها حقا..

عاد إلى بيته بدل ملابسه ونزل فورا وأخذ سيارة أجرة لينتقل بها إليها..نزل منها بعد مسافة ليستقل أخرى تكمل له المشوار..سار ليعبر الطريق..مرت دراجة نارية مسرعة من أمامه كأنما يقودها مجنون ولو أنه خطى خطوة واحدة لطار في غمضة عين وانتهت حياته بطيش فتى أهوج.

أنجاه القدر بأعجوبة..حمل على قلبه ثقلا أتعبه بشدة..وصل أخيرا لبيتهم..استضافه أخوها ..لا أحد يعلم خبرهما .. ظل جالسا حتى طلت أنوارها وملأت المكان عطرا فواحا وشذا طيبا.. أمطرت السماء ثانية.. تمنى لو يدوم المطر ويبقى ليلته تلك معهم فما أجمل أن يتصبح قلبه على قمر الوجود..لكن الوضع لم يسمح بذلك..

عاد لبيته بعدما داوى قلبه القدر من صدمات يومه الثلاث.. الشتاء الذي كساه ثوب المطر والغاز الذي تغلغل في أنفاسه والدراجة التي كادت تنهي حياته.. ثم ما فعلته الأقدار الإلهية حين ربتت على قلبه الوديع بنظرات حب وصوت بديع وأنفاس أنثى قلبه التي أقسمت الأيام أنه لم يخلق نصف ليكمل نصف إلا كما خلق هو وهي..

سمع صوتها قبل أن ينام..أحبك.. خيال أم حقيقة..شعر أنه غائب عن وعيه..أزارهم حقا..هل حاكته وحاكاها..أم هي أحلام اليقظة تاهت به بعيدا عن مسارح الالم التي رآها ذات اليوم؟..

غادره النوم وبقي في حلم الحياة الوحيد.. حبها وقربها .. أجمل أقدار حياته..نعيم قلبه ورواء روحه دائما ..هي بعد كل ألم..

راح فكره يعيد شريط الأحداث فيما كان معه يومه ذاك. من شتاء الدنيا لصيف الحب.. من سيول الدنيا لشاطئ جفنيها.. من برد الحياة لدفء قلبها.. من اختناق الأنفاس إلى فسحة الروح بين عينيها.. رحلته هي بين الشتاء والصيف.

( هذه الحكاية مستقاه من مواقف حقيقية ركبت عليها حكاية الحب كي تتناغم رومانسية قلبي مع ألم المواقف.)

أرسل تعليقك هنا

حـوريـة الدنـيــا

تنتقل بين خطوة وأخرى بخفة ورشاقة .. تنساب حركتها بهدوء ..ضحكاتها ابتسامات ترتسم على خدها القمري اللامع ..وقوفها كأنما شجرة يانعة الثمار ..وجهها الذي غسله النيل بمائه العذب و كأن الصبح يخرج من خديها صبحا عفيا مشرقا ببهجة الحياة..

دفء راحتيها ونعومة كفيها.. برودة تسكن روحك عندما تلمسهما .. صوتها الحنون ينقلك إلى دنيا الخيال أو إلى نعيم جنة الخلد ..يخيل إليك إذا حاكيتها أن حورا من الجنة طلت عليك..تخشى على قلبك من فرط زهورية عودها وقوامها الممشوق وتفاصيلها التي أبدعها الخالق بيد ليست لأحد إلا له سبحانه.

لا يضاهي حسن فتاة حسنها .. برائتها تنساب بين ملامح جمالها بسلاسة.. تغوص بعينك في أعماق صورتها ..لا تمل العين نظرتها ولا تشبع حنين الروح طلتها ..

عيناها ياقوتتان ركبتا في قلب جوهرة تضوع ضيا وكأنها تنشق عن بدر مكتمل. أنفها ذاك الأنف المتوسط كحبتين من لؤلؤ أو مرجان ركبتا في قمة هرم الأنوثة.

عطرها ليس كأي عطر .. لا تستنشق حلاوة ريحه إلا أنف عاشق .. نظرتها تزرع في قلبك حبها رغما عنك .. كيانها كله يوحي لك أنها الملاك الطاهر البريء الذي بثه القدر من دنيا المستحيل ليثبت عيانا أن الله على كل شيء قدير.

فمها الذي ارتصت فيه حبات تلمع ليست كأسنان البشر العادي..هي أسنان من نوع أنثوي خاص لفتاة الحسن والرقة والجمال.

رأيتها تسير على جانب النيل العظيم فأقسمت يمينا أن جمالها مصبوغ من براءة هذا النيل إلا أني سمعته يقول.. رقتها لا أعرفها..حسنها لم أره قبل اليوم أقسم عليك أنا أني بريء من هذا الحسن البديع..

سمعت حواري مع ماء النيل ..اقتربت مني فكدت أذوب هياما.. ملت للسقوط أرضا إلا أن يدا حانية لم تعرف الخشونة أبدا أمسكتني بكفها ..حولتني إلى مخزن معبأ بمشاعر الحب .. أو إلى اسطوانة موسيقى الرومانسية..

سألتها من تكوني؟ قالت.. أنا من اختارها قلبك أيها الفتى الهائم؟ حاولت أن أحرك لساني لأرد لها بلا لست أنت من عرفت وحاكيت ورأيت قبل اليوم.. كفتني صعوبة النطق بكلمات السؤال وقالت.. أنا هي يا حبيبي ولكن .. بعد أن أسدل علي حبك ثيابه وحنانك دفئه ..بعد أن امتزجت روحي بعشقك واعتلت صرح قلبك.. هي أنا..ألا تعرفني.. فسقطت أرضا ولم تحسن هذه المرة إمساكي.. لأنني كنت أحلم..

(معذرة لتكرار فكرة الحلم لكنها رسالة إلى حبيبتي كيف رأيتها في المنام ؟ رأيتها حورية الدنيا وهي حقا كذلك)..

أرسل تعليقك هنا…

فــارس البــاديــة

لم تخرج يوما من خيمتهم .. تعيش مع أهلها في البادية ..فتاة صغيرة لا تعرف في حياتها سوى عدة مشاهد ترى والدتها تقوم بها.. العجن والخبز ورعاية الدواجن والحيوان..طبيعة الحياة في البادية.

تربت على الحليب والتمر حتى اخضر عودها وأصبحت قمرا ينير ظلمة ليل الصحراء.. وجه دائري مشرق عليه براءة الأنوثة ..يمتلأ ملامح الرقة العذبة تنظر إليه يأخذك لبحر من الأحلام تغوص فيها ..

من خوف أهلها عليها كانوا دائما يخشون أن تذهب بعيدا عن المكان فتتوه أو يخرج عليها ذئب أو يفتري ذلك قطاع الطريق .. مرة أقنعت والدتها أنها بإمكانها أن تذهب وحدها تتجول في الصحراء الخالية تتأمل اتساع الكون من حولها..

وافقت والدتها بعد محاولات مضنية...كانت تريد امتطاء الفرس لكن والدتها أصرت أن يكون الحمار لأنه يحفظ المكان عن ظهر قلب..

راحت تتنقل وتسير على ظهر حمارها ذاك.. فجأة رأت على القرب منها منطقة مهجورة كأن بها رفات بناء قديم..نزلت تستكشف الأمر.. كانت الشمس في كبد السماء.. نسيت أن تربط حمارها ..غربت الشمس وهي مازالت هناك.. عادت للمكان الذي تركت فيه الحمار ..لم تجده..قد فر الحمار هاربا.. ياويلتاه..لا تعرف كيف جاءت هنا لتعود ثم إن الليل أسدل ستاره ..انقبض قلبها بشدة..شعرت برهبة المكان ..راح خيالها يصور لها وحوش الخلا تدور حولها.. كاد قلبها يقف نبضه من شدة الموقف.. تعثرت في حجر على الأرض وهي تدور حول نفسها لا تعرف ما تفعل.. سقطت أرضا.. تملكتها الهواجس واحتضنها الخوف .. ضمت يداها إلى صدرها وأسندتا رأسها إلى ركبتيها كما القرفصاء في انتظار القدر الإلهي.

جعلت تراقب بعينها ما حولها تستمع إلى أصوات الذئاب وتتخيل عيونهم كأنها الجواهر اللامعة حولها وأنيابهم كصفوف اللؤلؤ مرصوصة تحت تلك الجواهر اللامعة.. دمعت عيناها وأصيبت بصمم .. قليل من الوقت..غابت في نوم عميق وكأنها تنام في مأمن..

انتبهت على صوت دبيب يتحرك حولها.. فتحت عينها وعاد الخوف ثانية..لم تحرك نفسها أبدا.. تعلم أنه ربما يكون ذئبا أو سبعا يودي بحياتها بين تلك الأنياب التي تخيلتها.. ثم قررت أن تنظر .. وجدت شابا فتيا صبوح الوجه كالبدر ليلة تمامه متلفعا بشاله يمد يدها له.. تبسمت في وجهه فوجدت مقابل ابتسامتها ابتسامة ترتسم على خديه وكأنها لوحة لفتاة بارعة الجمال وليس لشاب أبدا..

رفعت يدها إليه.. حملها وامتطى بها صهوة خيله.. نظرت حولها لتجد الصحراء تنقلب خضرة وبساتين يانعة لم تصدق ما ترى .. فجأة يطير بهما الفرس.. ليس كذاك الحمار. ، أمسكت بثياب الشاب وجعلت تضحك.. سمعته يتكلم وكأن بلبلا يغرد أو طيرا يشدو.. معذرة حبيبتي ..قد تأخرت عليكِ كثيرا لكنني كنت أشيد قصر العشق الذي سنعيش فيه فوق هام السحب.. ضحكت وضحكت..فجأة توقف الفرس.. أفلتت يدها ..سقطت أرضا.. ومازالت تضحك..

فتحت عينها..لتجد نفسها على أرض غرفتها سقطت من سريرها.. يبدو أنه كان حلما.. حلم أنثوي يمتلأ خيالا.. انتبهت لنفسها ..راحت تتذكر مواقف الحلم..ليته يتحقق.. لم تعرف البادية في حياتها.. لم تركب حمارا أبدا.. ولم ترى قمرا كذاك الشاب.. حدثت قلبها...سمعته يقول..لعله خير.. ربما يكون قدرنا من بادية الحب..

أرسل تعليقك هنا...

و ابـتـسـم الـقـدر (تتمة)

سكبت عينها دمعات حارة على خدها البريء وهي تتكئ بظهرها على باب غرفتها تغلقه.. دخلت البيت دون أن يشعر بها أحد .. رمت جسدها على فراشها تخرج حرقة قلبها في تنهيدات ودمعات وآلام مكبوتة..راحت تراجع نفسها وتعيد بذاكرتها شريط حياتها "ما الذي فعلته حتى يكون هذا قدري ؟" ما أقسى الألم عندما يشعر المرء أنه مظلوم ممن حوله ولا يستطيع أن يصرخ ببراءته..

هي لم تسرق ذاك الرجل لكنه تمناها ورفضت فاحتال عليها.. لم يكن مظهرها يوحي بأنها فتاة ليل كي يفعل سائق الأجرة ما فعل.. لولا رحمة الله شملتها لكان أحد هذين الموقفين سببا في هلاكها اليوم.."أيكون جزاء فراري بنفسي ضياع أغلى ما أملكه على يد ثورين؟" راحت تتراود الأفكار الشيطانية إلى ذهنها ..أستغل ابليس اللعين ضعفها ليجري على لسانها عبارات شركية يتملكها منها فهو لا يستطيعها حينما تكون بكامل قوتها..

انتبهت الآن فقط أن حقيبتها ليست معها..قد تركتها لذاك الكهل في الصيدلية..راحت تراجع ذاك المشهد الذي دفعته فيه أرضا وخرجت تفر من بين أنيابه .. لم تنتبه لعودة صديقتها ذلك الحين فقد تملكها الخوف والارتباك.. لم تبالي بما كان في الحقيبة مع أنها كانت مصطحبة ذلك اليوم مبلغا ماليا ستشتري به هدية لإحدى قريباتها في حفل زفافها.

حاولت الاتصال بصديقتها التي تعمل عند ذاك الرجل وفعلا..ألو..من؟ أنا فلانة..أتحدث إلي... لو سمحتي..وجدت حينها موشحا أندلسيا صاخبا ينهال عليها ..كانت هي والدة صديقتها..موجز حديثها أن تقطع علاقتها بها تماما فهم لا يشرفهم أن تكون صديقة ابنتهم خفيفة اليد ..زاد الألم عليها واشتد الأمر بقسوة..ما تقول هذه السيدة..خفة يد ماذا وسرقة ماذا؟..هي لا تعرف ما دبر لها ..لم تفهم الكلام ولم تعه..حاولت أن تحدث صديقتها على هاتفها النقال..الهاتف مغلق.. ماذا يعني هذا.؟.الهاتف مغلق ووالدتها تقول كذا وكذا.. فكرت قليلا ثم اتصلت بصديقة لها وحكت لها ما كان فوعدتها أن تفهم لها العبارة من تلك التي تعمل في الصيدلية..وكان هذا.. عرفت الأخيرة تدبير الأمر ممن تعمل عنده وفهمت لعبته الحقيرة..

فطنت الآن تلك الفتاة للعبة الكهل السفيه تحرت أن تأخذ أخاها الصغير معها يوميا إلى الصيدلية حتى ينتهي الشهر وتترك العمل عنده ، لم يعجبه أبدا ما حدث فقرر تصعيد الأمر لأكثر من ذلك..حصل من هاتف ضحية مراهقته المتأخرة على رقم هاتف والدها ..اتصل به.. أخبره أن ابنته قد سرقت منه مبلغا يوم كانت تزور صديقتها التي تعمل عنده..لم يصدق الرجل بداية الأمر يعلم أن ابنته إن اشتهت شيئا كان عندها في التو واللحظة أغلق الهاتف وكأن شيئا لم يكن..لم ياتي المساء إلى وكل من خزنت اسمه على هاتفها قد عرف بالأمر بحجة أنه يريد حقه ليس إلا ..يخبر فلانا ليخبر أهلها وغيره بنفس الحجة.. جرس هاتف المنزل لم يسكت..زيارات من أعمامها وأقاربها الذين عرفوا الأمر..وأصبح حديثها علكة في حلوق الناس وهي لم تفعل شيئا ..ذنبها في الحياة أن دخلت تلك الصيدلية..بلاء عظيم حل بها .. اقتنع أهلها بحديث ذلك الكهل.. صدقوا حديثه مفسرين الأمر بأنه مرض نفسي لم يجعلها تتحكم في نفسها وإن كان معها كنوز الدنيا.. ذهبوا للرجل وراضوه على حساب ابنتهم ..زعم أنها خلت معه في مكتبه متوسلة به أن لا يفضحها وأن يكتم أمرها على أن ترد له حقه أضعافا وأنها قبلت حذاءه وما إلى ذلك مما اختلقته نفسه المريضة..

حاولت تكذيبه أمامهم لكنهم لم يسمعوا لها.. واجهوها به..شعرت بالرهبة الشديدة من أول نظرة إليه..كيف لقلب بشري أن يختلق على أنثى كل هذا..أصيبت لحظتها بالصمم..لم يبالي حتى وإن نطقت وواجهته ..ولم يمهلها القدر هذا بل سقطت مغشيا عليها من هول الموقف وشدته..

نقلوها إلى المستشفى.. أصيبت بصدمة عصبية حادة.. آلامها النفسية حبستها في سجن الصمت ..لم تعرف الكلام لمدة طالت شهورا..خاصمها فيها الجميع ولم يتردد على زيارتها سوى صديقتيها ..

تابع حالتها في هذه المدة طبيب شاب..علم تفاصيل الأمر بدقته من صديقتها التي عرفت حقيقة الوضع .. لم تكن تتحدث إلى أحد أبدا..حاول معها حتى استطاع أن يفك عقدة لسانها..تكلمت وحكت .. بقيت معه يتابع حالتها شهرين... لا تتكلم إلا إليه..تعلق بها كثيرا.. أحب صدقها..براءتها ..أنوثتها..وصفاء سريرتها.. عندما أذن القدر لشفائها أن يتم..تحدث إليها في الأمر.. لكنها خرجت من تجربتها الأخيرة بنفس تحولت إلى مبضع جراح وأحزان.. حاول أن يثنيها عن قرارها لتغير رأيها فيما أراد..لم يستطع إلا أن يخرج منها بوعد أن تفكر في الأمر. وإن قامت لديها نية الارتباط يوما فلن يكون أحد سواه.. اتفقا و حميت صداقتهما..

مرت الأيام وأحداث الزمان تكالبت على قلبها فدفنت تلك التجربة..تكرار حديثها معه علقها به أكثر .. طاحونة الأفكار أدارت حديثه في رأسها..انسلت الأفكار لقلبها لتكون جدارا متينا من مشاعر الحب.. قررت أن تتحدث معه... وفعلا كان.. أخيرا غردت بلابل الحب والراحة على قلبها ..حددا موعد العرس وشاء القدر أن يرسم الفرح على خدها ابتسامة بعد شقاء ..عشقا وسعادة معه هو وحده في مصارعة مع العالم كله من تعرف ومن لا تعرف.

قـــدر فــتــاة

فتاة اختار القدر لها أن تعيش في بيئة ثرية تنعم بكل متع الحياة ألزمتها قيمها وأخلاق دينها بمبادئ وعادات لا تتخطاها أبدا.. تخرجت من كلية الصيدلة فكرت كثيرا في العمل لكن والدها رفض بحجة أنها ليست بحاجة لهذا ..شعرت بالضيق والسأم الشديدين أصبحت تتناوب على زيارة صديقتها المقربة في تلك الصيدلية التي تعمل بها لتقضي معها أكثر وقتها تضيع سأمها .. رأتها عين صاحب الصيدلية مرة وثانية وثالثة.. حاول أن يتحدث إليها لكنها تفلتت منه ..حار في أمرها لم يجد لها مدخلا أبدا.. هي ليست بذاك التعقيد الذي يمنعها من أن تحادث رجلا لكن سيف الكهولة قد ضرب كيانه وصبغ البياض شعره فربئت بنفسها عن محادثته واختارت أوقاتا معينة تزور فيها صديقتها حال غيابه عن الصيدلية.

غابت لأيام عن عينه ، دار في خلدها أنها أفلتت من بين أنيابه التي تراه مكشرا عنها كلما ناظرها. علم بما تفعل..مرة راقب الصيدلية من بعيد..وعندما دخلت راح وراءها وكأنها الصدفة القدرية تصنعت الإنشغال واستأذنت بالذهاب .. راح ذاك الذي دخل عقده الخامس ورائها وأوقفها وتحدث إليها بلهجة التودد والإستعطاف بكلمات جعلته كالحشرة الصغيرة في عينها فليس لرجل بيهبته أن يفعل ما يفعل حتى وإن كان قلبه تعلق بها بتلك الطريقة ..ردته بلهجة قوية وقلبها يهتز خوفا لكنها تماسكت ، فتغيرت لهجته تماما وانقلب الوجه المستعطف إلى لوحة تهديدات مليئة بكلمات لا يمكن لأذن أنثى أن تتحمل سماعها..أنهى كلامه بقوله"إن لم توافقي على الإرتباط بي فلن يمر الأمر عبثا"

راحت في طريقها غير مبالية بما قال..مضت أيام لم تذهب فيها للصيدلية..خرج ذاك الكهل المراهق على صديقتها في الصيدلية مرة متصنعا ضياع مبلغ مالي من حصيلة يوم كذا الذي كانت فيه صديقتها (التي يريدها ) موجودة واعتذرت حينما رأته وخرجت مسرعة.. واجهته الفتاة بشدة مدافعة عن صديقتها لعلمها بعفة يدها و ثراء أبيها ، أخبرها أنه سوف يثبت لها.. مر أسبوع .. عادت الفتاة لزيارة صديقتها ظنا منها أن الأمر قد انتهى .. كان هو موجودا..اتفق مع الفتاة التي تعمل عنده أن تذهب لشراء شيء من خارج الصيدلية وتترك صديقتها دون أن تخبرها أنه بالداخل لتتصرف على طبيعتها ليثبت ما زعمه من سرقتها له.. غابت الفتاة فعلا مدة خمس دقائق.. خرج من غرفته الداخلية وجذبها بقوة لمكتبه وراح يعيد تهديداته ويقسم أنها لو لم توافق فسيفعل ويفعل وما إلى ذلك. خشيت على نفسها بشدة ..ليس هناك من يسمعها إن صرخت..نظراته لا تريحها حركاته مريبة كلماته كلها تهديدات ووعيد.. أفلتت يدها منه وهربت مسرعة إلى خارج المكتب وإلى الشارع فورا.. تركت حقيبتها وأغراضها معه وآثرت الفرار ..كان خروجها بشكل يوحي للناظر خوفا وارتباكا يتملكانها..عادت صديقتها في ذلك الحين لتراها وهي تجري مبتعدة عن الصيدلية ..لم تصدق ما ترى..دخلت وإذا به يقول لها"أرأيتي بعيني أمسكتها متلبسة تحاول اختلاس مبلغ من حصيلة اليوم أيضا وعندما أمسكت يدها لم تتردد في أن تلقي بي أرضا وتخرج هاربة حتى وقد تركت حاجياتها هنا..هذه هي صديقتك العفيفة..

راحت تلك الفتاة التي فرت بنفسها هاربة تبحث عن سيارة أجرة تقلها إلى البيت فقد تحطمت أعصابها تماما ..تعجبت برهة وجيزة جدا من سيارة الأجرة التي لم يسألها سائقها عن وجهتها بل وافق على الفور ركبت دون تفكير فلم يعد لديها هدوء يمكنها من تدبر الوضع.. شعرت بعد ركوبها بأمور غريبة..وجهة السائق ليست كما أخبرته. وقف ليركب أحد الشباب معه.. ثم بعد فترة وقف وركبت فتاة أخرى..أخبرها أن الأجرة خمسة جنيهات فقط ليجعلها تأبى البقاء وفعلا نزلت من السيارة..نزلت هي من أجل أن تفسح لتلك الفتاة لترحل عن السيارة..ألقى القدر عينها على رقم السيارة..وحفره في رأسها لا تدري لم لكن هذا ما حدث.. طريق السيارة يبدو جليا الآن..السائق يتجه إلى الصحراوي.. يا ويلتاه هربت من بغل صادفت ثورا..حسبي الله..ارتبكت بطريقة أكثر مما كانت عليه ..حاولت عدم إظهار هذا..جهازها المحمول تركته في حقيبتها في الصيدلية ..ماذا تفعل.. استجمعت شيئا من عقلها تفكر به.. في جيبها محفظتها الشيء الوحيد الذي لا يفارق جيبها..الظلام يعم المكان لن ينتبه السائق لكونها محفظه..أمسكتها ووضعتها على أذنها..راحت تتحدث مع خيالها توهم السائق وذلك الشاب أنها تتحدث مع أحد وتخبره برقم سيارة الأجرة..انتبه السائق لكلامها..أوقف السيارة على الفور.. فتحت الباب وخرجت فورا مع أنها تعلم أنها ربما لا تجد سيارة أخرى تقلها إلى البيت..

تشهدت وحمدت ربها كثيرا على النجاة..من حسن حظها أن حافلة تمتلأ ركابا كثير تمر في نفس الحين استقلتها فورا.. وعادت لبيتها تراجع أحداثها وتعيد النظر في موقف الصيدلية وماذا سيكون من تبعات له؟

(للحكاية بقية...تنويه:هذه مجموعة أفكار تداخلت في عقلي لعدة مواقف منها الحقيقي ومنها ما اختلقته ..ومنها موقف استعرته وعدلت فيه)

غواص في بحر اللآلئ

* علمتني حياتي.. كيف أمسك.. قلبي متلبسا بحبه..و روحي غارقة في بحر هواها..و كيف أتلمس دبيب العشق في نفسي؟

* من حسنات الأيام أنها تعلم الجاهل وتربي اليتيم لكنها لا ترقق قلبا قاسيا.

* حينما رق قلبي لها رأيت ابتسامة القدر على خد القمر بعدما كنت قد سمعت زمجرته في رعد السماء.

* من سخرية القدر أن نتذوق الألم والحرمان والسهر من أجل قلب لن يكون لنا.

* عودني عدل القدر مع قلبي أن يمسح بيده بعد كل تجربة مريرة على ألمي فيبدله راحة وحزني يعكسه فرحة وأشواقي لقاء ودمعاتي ابتسامات.

* سر الدموع يكمن في نبض القلب .. حرارتها من غليانه و غزارتها من جرحه.

* نكهة الحب تطيب جراح الحياة .. وضيق النفس مفتاح أسره همس الحبيب.

* الأنثى بحر أكثر عمقا من محيطات الدنيا.. أجود غواص فيه قلب الرجل.

* قد جربت الغوص في قلوب الفتيات..وجدت بحورهن عذبة لكنها تنقلب علقما وتعلن حالة الخطر إن شعرت بخيانة.

* لؤلؤة قلب الأنثى أثمن ما في بحرها ..أمسكت منها أكثر من واحدة في أكثر من بحر.. لكن لؤلؤة واحدة هي التي جذبتني بقوة حتى تقوقعت داخلها..

* لوعة الألم يمتزج طعمها بحلاوة الحب لتكون ذكرى تسطرها دمعات العين في سجلات الروح.

* أكبر جرح في علاقة العشق عندما يشعر أحد القلبين بأنانية صاحبه.

* عندما تحكم المشاعر ضوابط العقل ينقلب الحب نظريات لا واقع لها.

* ما يصفه اللائمون بجنون الحب هو عقلانيته .. ورشد العاشق في تهذيب مشاعره.

* إن عمي القلب أظلم العقل..والحب مكمنه القلب..لذا فالحب ملك القلب وليس العقل.

* كل ما علا عن الحب كان نزوة وما دونه طفولة وما يساويه هو الحياة.فبالحب عرفنا الله..واتبعنا الهدى .. واخترنا شريك العمر.

* العقل يسوس الأمور والقلب العاشق ينخلها .

* الروح الهائمة لا تفقد وعيها لكنها تغفل عن واقع الناس إلى واقع حبها.

( كلمات تحمل معاني أعتنقها وأؤمن تماما بها،فهي من تجربة حياة )

اليوم..أجدد عهد الحب

ليس يكفي اليوم قول أو سلام

ليس يكفي أن نقول بأننا أصل الغرام

ليس يكفي أن نغوص بروحنا أو أن نطير

ليس يكفي أن يغرد حبنا سرب العصافير

ليس يكفي اليوم إلا أن نجدد عهدنا

أن نؤكد بالإشارة عشقنا

أن نعيش من أجل كلينا عمرنا

*************

لا تكفيني منك اليوم ابتسامة أو سلام

ولا يشبع قلبي قبلة هيام

اليوم أصرخ فوق المآذن بالأذان

اليوم يعلو حبنا فوق رؤوسنا تيجان

***************

اقتربي مني أكثر

اخترقي حدودي أكثر

اغميرني بحبك وعشقك أكثر وأكثر

ولتكوني زهرة بستاني المزهر

*************

ليست إلا ساعات قليلة يحتفل الناس فيها بحبهم

فليكن دهرنا كله عرس وفرحة

ليس شعرا ما أقول .. ليس هذيانا أو جنون

الحب عندي قد تخطى كل قول أو فنون

***************

أنتِ جنة قلبي أنت بسمته

أنتِ عشق عقلي أنتِ فرحته

أنتِ السعادة والهنا

أنتِ المحبة والمودة والدفا

أنتِ العشيقة والروح اللصيقة

أنت دنيايَ ومهجتي

هل عرفتي من تكوني؟

أنا أنتِ وأنتِ أنا..

(مقطوعات حب كتبتها اليوم لها .. ربما تكون مقطوعات لأن ما في قلبي أكثر بكثير من أن يكتب في كلمات)

روح بين قلبين

خاصمته الدموع واشتد في قلبه النحيب.. غابت عنه ولم تدلي بسبب لغيابها ..تركت قلبه في حيرته ..روحه في قلق..كيانه في شقاء وتعب..وأجفانه في أرق دائم.. أحبها وأعلن ذلك لها.. سلم رايته لقلبها خضع بكل إحساسه لها صنع من نفسه وعاءً يحتويها ومن عينيه لؤلؤتان أهداهما لها.. كلمة أحبك..كتبت على خده نفقا تجري فيه الدموع.. كله من أجلها..لكنه نسي أنها لا تمتلك مشاعر تعطيها لغيرها.. نسي أنها لم تبق على من قبله وما أكثرهم ..غاب عن ذهنه أن حبه لها سينتهي يوما بخسارة كبيرة له ليس لها..

هي تدرك تماما أنه يحبها..تشعر به وتخفي ما بداخلها له.. لا تملك داخلها سوى استلطاف وإعجاب بشخصيته حاولت مع قلبها لكنه لم يستطع يوما أن يحبه.. فقررت أن تبقي عليه لما أعطاها من حب وحنان ولكن دون أي مبادلة لكلمات غرام أو نظرات حب.. أشفقت عليه ليس إلا..

ابتعدت كثيرا ..أبعدها عنه القدر ليس قصدا منها أو تعمدا لجرحه ..ولأن قلبها لم يحمل له حبا ولأن عقلها لم ينبت هو فيه فكرا نسيت أن تتكلم معه..نسيت أن تخبره أن ما أبعدها هو القدر وتركته يهيم في واحات الألم ويشرب من آبار العلقم و المرار..

لم يتركها ..انتظرها وانتظرها..وبقي في انتظاره حتى أبت الأقدار أن يضيع حبه هباءِ ..

حادثته بعد مده احتاجت لشيء منه.. ما إن سمعت صوته حتى وجدت نفسها غير ما تعرف..قلبها انتقل من مكانه.. روحها كأنها تسلب منها..تنجذب بشدة لصوته كيف ولماذا ومتى لا تعرف أبدا..

حاولت أن تحكم على هذه الحالة لم تجد سوى أنه الحب الذي خلق أخيرا في قلبها .. وهو أول من يكون حبيبا.. فهي لم تعش قبله حبا بل كانت تجارب عادية لمشاريع زواج عادي جدا..

هو الآن يملك كل كيانها..روحها معه وقلبها بين ذراعيه يحتضنه بكل عشق.. إن غاب عنها لحظة لم ترحه من رنات واتصالات أو رسائل تملأها الغراميات..

علمها أنه علم تماما أن قلبها لن يكن له يوما إلا إن كان القدر الإلهي وحده نصيرا له.. لم يهدأ باله ولم يصمت لسانه من الدعاء والتضرع لله حتى انجذبت له مع أن قلبها لم يعرف ما الحب ولا كيف يحب؟

مرت الأيام تلو الأيام حتى أكمل حبهما سنته الأولى ...اخضر عوده ونمى وأزهر وأينع .. نتاجه طفلتان.. في قلب كل منهما براءة أبيهما ورقة أمهما .. يحملان عناصر حبهما المشتركة.. شاءت الأقدار أن يكون نتاجهما الأول توأم أنثوي يرسل به القدر إليه هو رسالة مفادها أن الصبر عاقبته أكثر جمالا من أحلامنا التي نتعجلها..ورسالة أخرى لها هي مفادها أن الدنيا خلقت بقدر الله وليس أكبر منه يسيرها بحكمته حبها له لم يكن يوما بإرادتها فقد حاولت كثيرا إنما كان بإرادة الله..

الحب لا يصنعه البشر ولا تستجديه الدموع.. الحب رسالة بين قلبين يبث فيها القدر روحا ثالثة تعيش نصفين نصف في قلب الأنثى ونصف في قلب الرجل.

( هذه حكاية من بحر خيالي،أحببت أن أرسل فيها رسالة مفادها آخر عبارة فيها )

نسيج حب

عندما يستجيب الدمع لمشاعر القلب تدمع الأجفان..عندما ينحصر الوجع بين ذراعي الروح تختنق الأنفاس ..و عندما يمسي الإنسان وحيدا تجف عنه ينابيع الحنان مهما أغدقت على العالم كله ..فلن تغنيه أبدا..فلكل قلب ينبوعه الذي يسقيه من عطش المشاعر ويروي عروقه من فيضها.

ليست آمال الحب أحلام ولا مآذن العشق هباء.. كوكب الحب بناء حقيقي لكنه لا يستضيف إلا المخلصين.

ربما تداوى أنات القلب بنبرات حب جديد ..وإن كانت بعض قلوب العاشقين كدم الإنسان لا تقبل إلى فصيلة واحدة ومن روح واحدة فقط.

إذا سيطر الحب على التفكير واحتل القلب والعقل والضمير فلن يملك مفتاح القلب سواه و ستستحيل العودة إلى ما قبل الحب.

القلوب بين أصابع الرحمن..من رضي عنه أراح قلبه وهناه..ومن غضب عليه اتعبه وأشقاه..ومن أحبه ابتلاه ..

إذا أحب القلب يوما فلا ينتظرن أن يبيت مرتاح البال .. إن ظلل الأمان جدرانه بات مشتاقا..وإن خامره الشك بقي يقظانا..وإن اخترقه الجرح ظل متألما حيرانا..

ملكة عرش القلب هي التي تستطيع بكل قوتها الأنثوية أن تحطم جدران الصمت الكامنة في الرجل لتصل لقمة العرش لتحكم تلك المملكة..

(هذه الخاطرة نسيج لمشاعر متفرقة عابرة كتبتها على فترات وجمعتها الآن لذلك ليس بها وحدة موضوعية)

وانتصرت المقاومة حقا..

بروحي وقلمي الصحفيين أحكي مأساة ونصر ،خيانة وعمالة ، ليس أكثر ألما على نفس المقاتل من أن يرى أخاه في الملة والدم يساند عدوه ويمده بكل الوسائل حتى ينتصر عليه..هذا ما عاشه أهل غزة الأخيار ..المقاومة الباسلة التي صمدت وحققت النصر انتصرت للإسلام كله وللمسلمين مع أن حكام المسلمين لم يحركوا ساكنا حينما كانت غزة تحت النار وبعدها الحقوا بحماس التهم وحملوها المسئولية الكاملة على ما جرى بربكم أية عقلية تصدق هذا، حماس رمز العزة والكرامة والإباء ...أعزك الله يا مشعل وزاد من ثباتك يا هنية الخير.. ما بقلبي لا تكفيه قراطيس العالم ومداده ..ما حدث في غزة مجزرة طاحنة السبب الاول فيها للأسف الشديد نظامنا العظيم وقواتنا المسلحة الشريفة جدا دعمته في ذلك ..حسبنا الله ونعم الوكيل..

على لسان الدكتور ميسرة قدري العائد من غزة في الحوار الذي أجريته معه "رأيت بعيني وأقسم على ذلك شاحنات المعونات تمنع من دخول المعبر ويضطرها الأمن المصري للعودة أو يصادروا ما فيها كاملا..لا أعرف هل يريدون أن يكونوا يهودا أكثر من اليهود..لم يدخلوا سوى الأدوية فقط أما الأغذية فلا " وعلى لسان أحد نواب الشعب الذين عايشوا أحداث المعبر عن قرب في رفح المصرية " شاحنات المساعدات الخاصة بالحزب الوطني ذاته والتي سلطوا أضواء الإعلام عليها قفلت عائدة ولم تدخل أبدا... الأمن المصري أغلق المعابر تماما وجعل ينتظر الأوامر الإسرائيلية لفتحه لمن يسمحوا هم له وعلى ذلك أكثر من دليا" فعلا على ذلك عدة أدلة منها ما أورده د.ميسرة قدري "عندما كنا على الحدود نريد دخول المعبر والتحول للجانب الفلسطيني منعنا الأمن المصري لم نقاومهم أبدا نحن لا نريد بلبلة لكننا نريد الدخول لمساعدة إخواننا فيما هم فيه ..انتظرنا حتى مغرب هذا اليوم ..جاء أحد الضباط وأخبرنا أن الأوامر جاءت بمرور 12 طبيب وكنا 14 فسألناه أن يراجع من أعطاه الاوامر في الطبيبين المتبقين فرفض وزل لسانه قائلا..أراجع اليهود انتوا مجانين ولا ايه.. اعتراف صريح من الضابط أن الأوامر اسرائيلية ليست مصرية وهو ما يخل بالأمن القومي المصري"

ومن الكوارث التي أرجو من الله أن لا تقع ما طلبه الصهاينة من نظامنا الشريف جدا أن يعطوهم مساحة 5كيلو متر من رفح المصرية ليسيطروا أكثر على الوضع.. حسبنا الله ونعم الوكيل

ومع هذا كله تصر الحكومة على أن المعبر مفتوح وليس مغلقا أبدا.. كنت في سوق خيري بنقابة الأطباء عندنا في الدقهلية كنت أحاور أحد نواب مجلس الشعب وهو يصرح أن المعبر مغلق ويواصل حديثه تدخل في الكلام أحد الأشخاص الذين ترتسم على وجوههم صورة الحزب الوطني العظيم جدا وراح يكذب من كلام النائب ويقسم أن المعبر مفتوح وأن الغذاء يدخل قبل الدواء وما إلى ذلك مما نفاه في حقيقة الامر من عايشوا الواقع هناك وهم على درجة عالية من الثقة فرد عليه النائب هل رايت بعينك؟ فرد لا ولكنهم يقولون هذا ..فسكت النائب قليلا ثم رد عليه"يعني هما محفظينكم كده" عندها التفت إلية لأسمع رده فلم أجده

من الممكن أن يكون هذا البوست بعيد عن الصياغة الادبية تماما أقرب للدردشة والأحاديث الصحفية لكنني أردت أن يكون على مدونتي الرئيسية ليقرأه الجميع ويعرفوا نزاهة حكامنا وحكام العرب أجمع لنحدد موقفنا من ذلك كله..

من الحكايات التي قصها الأطباء عن جرحى غزة ما يدهش حقا من ذلك أن الجريح وهو مخدر تماما وفي أثناء العملية ينطق بآيات وأدعية واذكار ويصلي وهو نائم وقد أعطاني أحدهم مقاطع صوتية ومصورة بذلك أحتفظ بها لمن يريدها ومن ذلك أيضا ذلك الذي فقد إحدى ساقيه فوجدوه مهموما فراوا يواسوه فتفاجؤا أنه كان يتمنى لو قطعت أطرافه كلها ليكون أعظم أجرا..سبحان الله..

ومما رأوه في عظمة هؤلاء الحكام الشرعين حماس منازلهم فمنزل اسماعيل هنية مثلا عبارة عن شقة صغيرة في أحد المخيمات والشارع الذي يسكن فيه لا يمكن أن تدخله سيارة من ضيقه ولدي صور بهذا كذلك منزل الشيخ الشهيد شعيد صيام الذي استشهد مع أولاده وعائلته وكلهم يبتسمون بعد الموت ولدي صور كذلك لهم و...و...و.. مما لا يعد ولا يحصى من المعجزات التي حدثت هنامقابل المنازل الفارهة التي يسكن فيها عباس ودحلان..ذكر لي أحد الاطباء أن كبير النظام عندنا يقر ويعترف أن دحلان هذا حرامي على حد تعبيره ولكنه يصر على التعامل معه..لماذا الصورة واضحة تثبيتا لمنصبه وبقاءه فيه وتدعيما لقضية التوريث..كيف يكون ذلك سألته هذا السؤال رد لي "ببساطة اسرائيل هي سفيرة أوباما والإدارة الامريكية الجديدة في المنطقة وهو يريد دعما أمريكيا ليبقى في منصبه لذلك يقدم السبت والاحد والغثنين وبقية أيام الأسبوع كاملة إلى ليلة واحدة حتى يقدموا هم لهنهاية الأمر تلك الليلة التي ينتظرها..سياسة غاب عنها حق الشعب وحق الجيرة وكل الحقوق الشرعية والعرفية..

أختم بهذا الموقف الذي كان انتصارا عظيما على لسان د.المدثر الحديدي" رأيت بعيني هذا على جبل الريس وعلى مقربة من المجاهدين المقاومين كنت أتابع وأتمنى لو تطولني قنابل اليهود واستشهد لكن الله لم يأذن لي بهذه الكرامة..المهم ان اليهود كانوا هناك بدباباتهم وأسلحتهم وفي السماء طائراتهم ومع ذلك انتصر عليهم خمسة من المقاومين فقط عن طرؤيق الخنادق التي حفروا يعبروا منها لظهر العدو ويباغتوه والحمد لله انتصروا عليهم ودحروهم"

لا أجد ما أقوله أبدا..أي كلمات تعبر عن أناس هم صفوة من في الأرض جميعا بل هم حقا سلالة من جيل الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم ولا ينكر هذا بعد تلك الحرب الغير متكافئة والنصر المؤزر فيها للمقاوكمين إلا جاحد لأن الدليل العقلي وقبله الإيماني يحتم علينا أن نعي معية الله لهذه الفئة"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين".

عودة لكِ يا غزة

لم تكن صرخات وأنات يا غزة الإباء بل هي هتافات وانتصار وعزة.. قد أثبت المقاومون بما لا يدع مجالا للشك أبدا أن غزة أرض حماس..الحكومة الشرعية نواة الخلافة الإسلامية التي تسير على نهج النبوية.. قد ردت هذه الحرب كيد العدو في نحره وأجابت بلغة الحراب والنصر الإستراتيجي والسياسي أن من يدعي على حماس ويتهمها ويحملها مسؤويلية تجويع شعب غزة والإضرار بها لهو كاذب مفتر عليهم.. هؤلاء جند الله ..ولدي وثائق صوتية ومرأية وصور فوتغرافية حصلت عليها من جعبت الاطباء المصريين العائدين من غزة لمشاهد حية من واقع الحرب .. إثباتات تؤكد تورط العملاء والخونة وشرف المقاومة الإسلامية وعلى رأسها حماس.. سأقص عليكم مما حدث في غزة ورآه هؤلاء الاطباء الكثير سترون عجبا وإعجازا ونصرا ..سينكشف أمامكم كما انكشف أمام العالم كله خيانة هؤلاء العملاء الذين باعوا القضية بدولارات زهيدة وبتلميع صورة ليبقوا في مناصبهم ويرسخوا قضية التوريث ..

أعتذر للتأخير في وضع البوست التالي لكنه سيدور حول هذا المحور حكايات وغرائب وقعت حقيقة.. انتظروني وما في جعبتي لكم..

رسالة..عبر بريد القلب

إن كانت الأقدار أبت لي الفرحة يوما فقد أهدتني أنتِ أيها القمر المعلق بحبال قلبي.. و إن كانت الأيام في حساب الناس تبدأ يوم ميلادهم فقد ولدت يوم عرفتك..يوم عشقتك..يوم قلتيها بثغرك الذي يضوع مسكا..

خشيت كثيرا يوم أخبرتك بمكنون روحي ..وقفت بين يدي ربي ناجيته في السحر..سألته أن تكوني أنتِ دواء قلبي وبلسمه.. دعوته وتضرعت..أسألك يا من جلت قدرتك واتسعت لعبادك رحمتك أنزل على قلبي طيفها الحاني.. ارحمني بكلمة منها.. وبقيت أنتظر ردكِ .. يبدو أن الإبتسامة كانت قدر قلبي يومها.

لا تلوميني حبيبتي إن كنت لا اتذكر كم كان تاريخ ذلك اليوم.. أقصد تايخ تلك الفرحة العظيمة..قد تغير مسار حياتي يومها انقلب تماما.. ليتني أستطيع تذكر أي شيء غير كلامنا يومها.. قد تحولت لكتلة مشاعر تحركينها بيدك,, كرة عشق تتحكم فيها أقدار الهوى.

سأكسر قيودي لأصل إليكِ ..لأكون بين يديكِ .. لأعيش معكِ طيلة الحياة.. سأحارب من أجلك ..سأحطم جدارن الصمت سأخترق أعماق العشق سأتصل بشراين قلبك دون وسيط..سأزرع فيها حياتي لتثمر داخلكِ أنـا..

حبيبتي.. قد اخترتك بحرية قلبي وعقلي.. بإرادتي وضعت على عنقي سيف حبك وسأبقى على عهدك بي ليس خوفا من أن تضرب عنقي إنما لأني أحبك..

سيشهد التاريخ يوما على كلماتي.. سيثبتها فعلا بحروفها حرفا حرفا.. سيستسقي العشاق من نبرات صوتي ألحانا تغنيها قلوبهم عبر الزمن ليبقى حبي لكِ خالدا ولو كان كياني قد صار رفات.

تعرفين ماذا يعني حبنا..يعني أن قلبي لم يعد وحيدا..وعقلي لن يبت شاردا حزينا..وروحي لن تغني وحدها بعد اليوم..حبنا يعني الثقة والامان..البراءة والإطمئنان..حبنا رسالة إلى العالم بأسره..أن قلوبا مازالت تحيا لتعرف الدنيا على حق وتعيش الحب كما يجب..

حبيبتي..أعتذر إليكِ.. فلن يحولني بحبك شابا طري العود قليل الأمل أقصر حياتي بين يديكِ.. من بين أحلامي التي سأكافح حتى تتحقق أو أهلك دونها أن نحيا سويا..تأكدي تماما من هذا.. لكنني سأبقى عالي الصوت بإرادتي وهويتي.. سأبقى رافعا شعار العزة والكرامة لأني عربي مسلم.. لن أتخلى عن حلم الحرية مهما تنعمت في حبك..حرية الأوطان والإنسان..حريتنا من تحت سيوف الطغيان..حريتي وحريتكِ أنتِ أيضا.. قغدا يسألنا ربنا أنعمت عليكم فماذا قدمتم لدينك؟

كوني دائما على ثقة أننا سنظل على حبنا ما بقينا نربطه بحب الله لأننا نسلك طريق الحياة الوحيد وخلاف ذلك لا أعدك بشيء فالله قبل كل شيء..

حبيبتي.. أستودع الله حبي الذي في قلبك وعقلك وروحك.. أعدك أن تظلي باقية بين حنايا روحي وجوانب كياني..أعدك أن يظل عشقك متغلغلا بين ضلوعي.. حبيبتي..في أمان الله